مصير العراق وشعبه في عيون وقحة! ضحى عبد الرحمن المصدر هنا
(الكذبة الكبيرة تحقق هدفها، عندما تطلق بين مواطنين سذج يسهل خداعهم) جوزيف غوبلز
تفاجأ الكثير من مقال نوري المالكي بعنوان (بناء عراق مستقر). الذي نشرته نشرته صحيفة(الواشنطون بوست) قبل زيارته لواشنطون وهو عنوان غبي لمقال تافه. فهل العراق ة برأي المالكي من المحتمل أن يستقر في ضوء وجود أجندات خارجية تعمل على زعزعته؟ وعملاء مثله وعلى شاكلته ينتشرون كالعث في البرلمان والحكومة همهم إعمام الفوضى؟ وزعماء أكراد لايتوقفون عن فك النسيج العراقي حتى يتحقق حلمهم بتأسيس جمهورية مهاباد الثانية.
جاء في المقال الكثير من التناقضات التي تحدث عنها بعض الكتاب سواء المتعلقة بتمويه الهدف من الغزو الامريكي للعراق وتسويفه بالديقراطية. أو النجاح المزعوم لحكومته الفاسدة، أو إشاراته للقوى السياسية التي تهدد أفشل عملية سياسية شهدها التأريخ المعاصر. أو مشاريع الورق العملاقة التي لم نجد لها واقعا على الأرض، ومما زعمه بناء مليون وحدة سكنية من وحي الخيال. أو حديثة عن سياسة العراق الخارجية التي لاتقبل بتدخل دول الجوار في شئون الداخلية(بإستثناء ايران الكويت وتركيا). وعدم تدخل العرق في شئون الدول الأخرى (بإستثناء سوريا والسعودية والبحرين واليمن).. وهي رؤية مفرطة في التفاهة لحد الإبتذال. أو كلامه عن الديقراطية الجديدة التي بنيت على أنقاض الدكتاتوية السابقة كما زعم. الطريف في الأمر إن المالكي الذي ينتقد الدكتاتوية ويهاجمها في كل خطبه ما يزال يحتفظ بمنصبه كرئيس للوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وزيرا للدفاع والداخلية والأمن القومي والمخابرات. وهي حالة نادرة لم نشهدها في أية حكومة سابقة.
وبغض النظر عمن كتب المقال للمالكي من مستشاريه عباقرة الضلال الذين اصبحوا إضحوكة في تخريجاتهم السياسية وتبريراتها السخيفة لفشل حكومة دولة اللاقانون، فإنهم فتقوا فتقا جديدا يصعب رقعه؟ فإن الصحيفة بنشرها تلك التفاهات نزل مستواها إلى الحضيض. فهذا المقال يعد إنعطافا حادا في مسيرة الصحيفة وزلزالا بمكانتها الدولية، ونكسة كبيرة للمحللين السياسيين الذين يكتبون فيها. حيث إنضم لهم قلم غبي لم يعرف عنه الكتابة والنشر سابقا. وكان الأجدى بالصحيفة أن تنشر المقال في ركن الهواة او أقلام شابه، حيث مكانه الصحيح.
جاء توقيت النشر مع قرب إنسحاب القوات الأمريكية من العراق, والمقال لا يخرج عن كونه محاولة تضليلية الغرض منها تنظيف صورة الإحتلال الملطخة بالعار أمام الرأي العام الامريكي. ورغم إن الولايات المتحدة الامريكية هي القبطان الحالي الذي يًسير العالم، وفيها أفضل المؤسسات العلمية والتقنية والإقتصاية والثقافية والعسكرية، لكن هذا لا ينفي إيضا إن الشعب الأمريكي من أغبى شعوب العالم وأكثرها إجراما. ومن إطلع على البرامج التي بثتها محطة(CNN) بشأن غباء المريكان ستنتابة نوبة من الضحك الهستيري على عقلية الكاوبوي وسيفهم سبب وقوف هذا الشعب وراء الرئيس بوش ودعمه لسياسته الهوجاء رغم تداعياتها الداخلية والخارجية.
لذلك يمكن الجزم بأن مقال المالكي خصص للإستهلاك المحلي في الولايات المتحدة. وربما تطمينا لإدارة الرئيس اوباما بأن المالكي يمكن أن يعمل ببطارتين احداهما امريكية والأخرى إيرانية! سيما إن الوجود الامريكي والايراني في العراق على وفاق تام! ولم تحدث حالة من التصادم بين قوتي الغزو رغم الحملات الاعلامية الشرسة بينهما. والحقيقة إن ثماني سنوات منذ غزو العراق دون حدوث تصادم أو تداخل او تعارض بين امريكا وايران في المجالات السياسية والاقتصادية(السياسة النفطية بشكل خاص) والعسكرية يؤكد وجود تفاهم عميق بين الشيطان الأكبر والشيطان المعمم على الأقل في الشأن العراقي.
المالكي من جهته يرغب من تطمين الامريكان الحصول على ولاية ثالثة. وهذا أمر ليس صعبا في ظل وجود سلطة قضائية تخضع خضوعا تاما للسلطة التنفيذية. فهذه السلطة التي نزعت الحق الانتخابي من إياد علاوي والبسته للمالكي رغم إنه ليس على مقياسه، ستجد اكثر من منفذ قانوني لضمان الولاية الثالثة، فكل شيء بثمنه.
الطريف في الأمر ان المقال تزامن أيضا مع صدور تقرير منظمة الشفافية الدولية فقد جاء العراق في المرتبة(175) متفوقا على اشقائه العرب الذين احتلوا مواقع متقدمة مثل(قطر المرتبة22 والإمارات العربية في المرتبة 28 والبحرين التي يبكيها حكام الطوائف جاءت في المرتبة 46) أو الأشقاء الذين حققوا مراتب متدنية(اليمن في المرتبة 164 وليبيا في المرتبة 168). فهل يمكن أن ينهض بلد وسرطان الفساد يأكل خلاياه ولم يبق منها إلا القليل؟
إن من لا بخدم شعبه خلال دورتين إنتخابيتين لا نتوقع منه ان يخدمها في الدورة الثالثة؟ وإن من يقزم دور المؤسسات الإجتماعية والمدنية الراغبة في النهوض المستقل والفاعل للبلاد، ومن يقصي النخب المدنية الوطنية لدواعي طائفية وحزبية، ومن يتستر على الفاسدين واللصوص في حكومته، لايمكن ان يرجى منه خيرا. ولو أحصينا وعود المالكي السابقة وما تحقق منها عل صعيد الواقع، سنخرج منها بحقيقة، يصفها اشقائنا المصريين (كذاب وستين كذاب).
التجديد العربي:الأحد, 18 ديسمبر 2011
جاء في المقال الكثير من التناقضات التي تحدث عنها بعض الكتاب سواء المتعلقة بتمويه الهدف من الغزو الامريكي للعراق وتسويفه بالديقراطية. أو النجاح المزعوم لحكومته الفاسدة، أو إشاراته للقوى السياسية التي تهدد أفشل عملية سياسية شهدها التأريخ المعاصر. أو مشاريع الورق العملاقة التي لم نجد لها واقعا على الأرض، ومما زعمه بناء مليون وحدة سكنية من وحي الخيال. أو حديثة عن سياسة العراق الخارجية التي لاتقبل بتدخل دول الجوار في شئون الداخلية(بإستثناء ايران الكويت وتركيا). وعدم تدخل العرق في شئون الدول الأخرى (بإستثناء سوريا والسعودية والبحرين واليمن).. وهي رؤية مفرطة في التفاهة لحد الإبتذال. أو كلامه عن الديقراطية الجديدة التي بنيت على أنقاض الدكتاتوية السابقة كما زعم. الطريف في الأمر إن المالكي الذي ينتقد الدكتاتوية ويهاجمها في كل خطبه ما يزال يحتفظ بمنصبه كرئيس للوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وزيرا للدفاع والداخلية والأمن القومي والمخابرات. وهي حالة نادرة لم نشهدها في أية حكومة سابقة.
وبغض النظر عمن كتب المقال للمالكي من مستشاريه عباقرة الضلال الذين اصبحوا إضحوكة في تخريجاتهم السياسية وتبريراتها السخيفة لفشل حكومة دولة اللاقانون، فإنهم فتقوا فتقا جديدا يصعب رقعه؟ فإن الصحيفة بنشرها تلك التفاهات نزل مستواها إلى الحضيض. فهذا المقال يعد إنعطافا حادا في مسيرة الصحيفة وزلزالا بمكانتها الدولية، ونكسة كبيرة للمحللين السياسيين الذين يكتبون فيها. حيث إنضم لهم قلم غبي لم يعرف عنه الكتابة والنشر سابقا. وكان الأجدى بالصحيفة أن تنشر المقال في ركن الهواة او أقلام شابه، حيث مكانه الصحيح.
جاء توقيت النشر مع قرب إنسحاب القوات الأمريكية من العراق, والمقال لا يخرج عن كونه محاولة تضليلية الغرض منها تنظيف صورة الإحتلال الملطخة بالعار أمام الرأي العام الامريكي. ورغم إن الولايات المتحدة الامريكية هي القبطان الحالي الذي يًسير العالم، وفيها أفضل المؤسسات العلمية والتقنية والإقتصاية والثقافية والعسكرية، لكن هذا لا ينفي إيضا إن الشعب الأمريكي من أغبى شعوب العالم وأكثرها إجراما. ومن إطلع على البرامج التي بثتها محطة(CNN) بشأن غباء المريكان ستنتابة نوبة من الضحك الهستيري على عقلية الكاوبوي وسيفهم سبب وقوف هذا الشعب وراء الرئيس بوش ودعمه لسياسته الهوجاء رغم تداعياتها الداخلية والخارجية.
لذلك يمكن الجزم بأن مقال المالكي خصص للإستهلاك المحلي في الولايات المتحدة. وربما تطمينا لإدارة الرئيس اوباما بأن المالكي يمكن أن يعمل ببطارتين احداهما امريكية والأخرى إيرانية! سيما إن الوجود الامريكي والايراني في العراق على وفاق تام! ولم تحدث حالة من التصادم بين قوتي الغزو رغم الحملات الاعلامية الشرسة بينهما. والحقيقة إن ثماني سنوات منذ غزو العراق دون حدوث تصادم أو تداخل او تعارض بين امريكا وايران في المجالات السياسية والاقتصادية(السياسة النفطية بشكل خاص) والعسكرية يؤكد وجود تفاهم عميق بين الشيطان الأكبر والشيطان المعمم على الأقل في الشأن العراقي.
المالكي من جهته يرغب من تطمين الامريكان الحصول على ولاية ثالثة. وهذا أمر ليس صعبا في ظل وجود سلطة قضائية تخضع خضوعا تاما للسلطة التنفيذية. فهذه السلطة التي نزعت الحق الانتخابي من إياد علاوي والبسته للمالكي رغم إنه ليس على مقياسه، ستجد اكثر من منفذ قانوني لضمان الولاية الثالثة، فكل شيء بثمنه.
الطريف في الأمر ان المقال تزامن أيضا مع صدور تقرير منظمة الشفافية الدولية فقد جاء العراق في المرتبة(175) متفوقا على اشقائه العرب الذين احتلوا مواقع متقدمة مثل(قطر المرتبة22 والإمارات العربية في المرتبة 28 والبحرين التي يبكيها حكام الطوائف جاءت في المرتبة 46) أو الأشقاء الذين حققوا مراتب متدنية(اليمن في المرتبة 164 وليبيا في المرتبة 168). فهل يمكن أن ينهض بلد وسرطان الفساد يأكل خلاياه ولم يبق منها إلا القليل؟
إن من لا بخدم شعبه خلال دورتين إنتخابيتين لا نتوقع منه ان يخدمها في الدورة الثالثة؟ وإن من يقزم دور المؤسسات الإجتماعية والمدنية الراغبة في النهوض المستقل والفاعل للبلاد، ومن يقصي النخب المدنية الوطنية لدواعي طائفية وحزبية، ومن يتستر على الفاسدين واللصوص في حكومته، لايمكن ان يرجى منه خيرا. ولو أحصينا وعود المالكي السابقة وما تحقق منها عل صعيد الواقع، سنخرج منها بحقيقة، يصفها اشقائنا المصريين (كذاب وستين كذاب).
التجديد العربي:الأحد, 18 ديسمبر 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق