قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 24 ديسمبر 2011

د. عبد العزيز المقالح يدعو الى قليلا من التفاؤل!




!د. عبد العزيز المقالح يدعو الى قليلا من التفاؤل

المصدر هنا
 د. (عبد العزيز المقالح) كيف يدعونا إلى التفاؤل من عاش جانباً واسعاً من حياته في جو من التشاؤم العاصف؟ هكذا تساءل أحد الزملاء الأقرب إلى القلب عندما استمع إليّ وأنا أدعو إلى شيء من التفاؤل في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ هذا البلد البائس.

ولم أرد عليه سوى بالتأكيد على أن التفاؤل -ولو في الحد الأدنى- يحفظ لإنسان هذا البلد ثقته بنفسه وثقته بالآخرين ويفتح الطريق أمام المزيد والمزيد من التفاؤل بوصفه عنصراً مساعداً لا على تقبل الحياة فقط وإنما على الإقبال على العمل بشيء من الجديّة ومقاومة أشكال الإحباط التي خيمت على الواقع وجعلت أغلب المواطنين ينظرون إلى الحياة بشيء من اللامبالاة التي تقود في نهاية الأمر إلى حالة من التبلد في الإحساس والتبلد في مواجهة الأحداث، وكأنها القدر الذي لا يمكن دفعه أو الفكاك من حكمه.

لقد مرت على بلادنا شهور كأنها الإعصار العارم الذي لا يملك الناس تجاهه دفعاً ولا يستطيعون منه فرارا، وعندما يلوح على الأفق بصيص من ضوء باهت ينبثق من قلب السواد، يجدر بالإنسان أن يقابله ولو بالقليل من التفاؤل وأن يتيح الفرصة للأيام وللأشخاص الذين يحاولون قدر استطاعتهم زرع الأمل أن يواصلوا جهدهم المضني في مناخ أقل تشاؤماً، وذلك أخذاً بتلك المقولة الجميلة والمنسوبة إلى حكيم صيني بأن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، وهاهي الخطوة الواحدة قد بدأت وما على الجموع الغفيرة من الناس الذين تتولاهم الحيرة ويستبد بهم الإحباط إلاَّ أن يتابعوا بريق ذلك الأمل بقدر من الرجاء والدعاء بأن يصون الله دماء اليمنيين ويحفظ عليهم أمنهم وطمأنينتهم وتضامنهم في وجه كل العواصف والأعاصير.

ومن النافل القول بأن الدم المراق في الساحات والميادين، والأحياء السكنية هو دمنا جميعاً، وكل قطرة دم سالت من جسد شهيد أو جريح هي من أجسادنا الضاوية ومن قلوبنا التي تنـزف، وما الاستمرار في إراقتها إلاَّ استمرار للخطر الذي يزيد من مسافات الهوة التي يراد لها أن تقام وتتسع بين أبناء الوطن الواحد. بعد أن اتسعت شقة الخلاف وجعلت التوصل إلى حلول إيجابية ضرباً من المستحيل. فالدم وإن لم يجر إلى الدم بصورة أعنف، فإنه يترك ندوباً عميقة في ذاكرة الروح.

ولعل ما يسمى بالفترة الانتقالية المحددة بالأيام والشهور ما هي إلاَّ فترة نقاهة، وتطهر وخروج من كابوس القتل والتدمير الذي أراده البعض أن يكون مدخلاً إلى حرب أهلية تأكل ما تبقى على هذه الأرض من أعواد خضراء ومن صلات حميمة ومن أحلام مشتركة.

ولم تكن الأيام القليلة التي مرت علينا دون أن نشاهد صورة لقتيل أو ملامح لمبنى يتهدم إلاَّ ذلك الضوء الذي يبعث على خلق هذا القليل من التفاؤل والشعور الوليد بالطمأنينة.

إن الشعوب التي تفقد الأمل في حاضرها ومستقبلها تكون قد فقدت أغلى ما تمتلكه من دوافع البقاء ومقومات الإرادة، وتكون قد أخطأت الطرق فسلكت نهج الانهيار التام واختارت القضاء على كل إمكانية للتنوع في الآراء والمواقف الهادفة إلى التغيير والإصلاح.

ومن هنا فإن على المتفائلين والمتشائمين أن لا يقصروا رؤيتهم على ما يجري في الساحات وحواري بعض المدن الغاضبة بل ينبغي أن تمتد الرؤية إلى أبعد من ذلك، وإلى ما يجري شمالاً وجنوباً، مع ضرورة البحث الجاد عن حل للمعضلات الناتجة عن هاتين الحالتين المؤرقتين بالحكمة والعدل والإنصاف تفادياً لتفكك البنية الوطنية وما يترتب عليها من العودة إلى زمن التجزئة المقيت بكل مخلفاته الانشطارية المدمرة، وما سوف ينتج عن التغافل عن الحلول العاجلة من استمرار التنازع والحروب وتدمير الطاقات بما لا يعود بالنفع على أي مواطن سواء كان في جنوب البلاد أو في وسطها أو شمالها.

تأملات شعرية:

تفاءل: يقولون لي والبلاد التي كنت أعرفها لم تعد هي تلك التي كنت

أعرفها بعد أن دخلت دورة الاحتضار.

بيد أني سألزم نفسي بأن تتفاءل...
  كي لا يداهمها اليأس أو تغتلي في دمي لذّة الانتحار


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق