ثاليف ديين/وكالة إنتر بريس سيرفس
سلوى خالد - وكالة انباء الرابطة
الامم المتحدة, (آي بي إس)
وجه السفير الروسي لدي الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، أثناء لقاء مع الصحفيين، سلسلة من الإنتقادات اللاذعة بشأن التلاعب السياسي المتزايد في صلب أقوي هيئة في الأمم المتحدة، أي مجلس الأمن بأعضائه الخمسة الدائمين والعشرة غير الدائمين.
وفي إشارة ضمنية للدول الغربية التي تحظي بالعضوية الدائمة في المجلس، وتحديدا للولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، قال سفر روسيا أن "الكلمات لم تعد تعني ما كانت تعنيه من قبل".
فعندما إعتمد مجلس الأمن القرار 1973 بفرض "حظر الطيران" في ليبيا في مارس الماضي، كانت الغاية منه هي تحييد القوات الجوية الليبية ومنعها من قصف المتظاهرين المدنيين.
فإتهم السفير الروسي القوات العسكرية التابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي بتجاوز سلطاتها ، قائلا أن معني "حظر الطيران" يعني حظر الطيران من قبل أي طرف كان.
وقال "في هذا العالم الجديد "الشجاع"، أصبح تعبير منطقة حظر الطيران يعني حرية الحركة لقصف الأهداف التي تختارها للقصف كيفما تشاء وكما تشاء، بما في ذلك قصف محطات التلفزيون ". وأضاف "انه من دواعي القلق البالغ بالنسبة لنا هو أن نرى مثل هذا القدرة الهائلة، من جانب بعض زملائنا، علي تفسير القرارات" لتناسب مصالحهم الخاصة.
وقال تشوركين، الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية الشهرية لمجلس الأمن،"لم يكن ذلك يوما مثاليا للدبلوماسية، بل ولم يكن يوما مثاليا للعمل في مجلس الأمن".
ويقول المحلل السياسي مصطفى سالم ان الصحوة الروسية متأخرة وهي ليست اكثر من تلاعب لفظي لان روسيا كانت تعلم بالجرائم الذي سيرتكبها الحلف الاطلسي بل وساهمت في تبريرها ضد ليبيا.
ويضيف سالم ظل مجلس الامن الحامي الاكبر للعدو الصهيوني وساهم في تدمير العراق وقتل شعبة وبساهم الان في كل الجرائم ضد شعوب العالم وبكل تأكيد ان هذا المجلس لم يتغير لان المصالح لا المبادئ هي من تسيطر عليه.
لكن هذه الاتهامات الموجهة ضد الأعضاء الثلاثة الدائمين والذين يتمتعون بحق النقض (الفيتو) -الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وحلفائهما- يمكن تطبيقها بالتساوي على العضوين الدائمين الآخرين: روسيا والصين.
وبالنظر إلي حرصهما بدورهما علي حماية مصالحهما السياسية والاقتصادية والعسكرية في جميع أنحاء العالم، دخلت الدول الخمس الكبرى في طريق مسدود فيما يخص عدة نقاط سياسية ساخنة، بما في ذلك العدو الصهيوني ودول الخليج العربي ومصر (المحمية من قبل القوى الغربية الثلاث) وسوريا وإيران (المحميتين من قبل روسيا والصين).
وتجاهل مجلس الامن جرائم عسكر كمب ديفيد ضد الشعب المصري رغم ان عدد الشهداء في يوم بلغ اكثر من 30.
وقال كريس توينسينغ، رئيس تحرير تقرير واشنطن للشرق الأوسط، لوكالة إنتر بريس سيرفس أن الانتقادات التي وجهها السفير الروسي تشوركين لا يمكن أن تؤخذ بعين الجدية لأن مصالح روسيا الضيقة قد هيمنت بشكل واضح علي سلوكها في مجلس الأمن هذا العام.
وأضاف "انا لا اقبل مثل هذا الغضب الروسي تجاه ليبيا (قرار مجلس الأمن) فقد كان وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس واضحا وضوح الشمس عندما قال قبل التصويت على قرار مجلس الأمن 1973 بوقت طويل أن منطقة حظر الطيران سوف يسبقها قصف مكثف".
وبدوره، قال جيمس أ. بول، المدير التنفيذي لمنتدى السياسات العالمية ومقرها نيويورك،لوكالة إنتر بريس سيرفس أن مجلس الأمن هو هيئة سياسية تعمل بأسلوب إستبدادي. فهو مكون من 15 عضوا، من بينهم خمسة أعضاء دائمين، ولكن في الواقع تحري إدارته يتم بشكل حصري تقريبا من قبل ثلاثة قوي: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا.
وقال بول، الذي يتابع عن كثب أعمال مجلس الأمن على أساس يومي، أن تلك القوي الكبري الثلاث تصيغ الغالبية العظمى لقرارات المجلس وتشكل أعماله في كل كبيرة وصغيرة، بل والأهم من ذلك هو أنها تعتمد على دعم تلقائي من قبل ستة على الأقل من الأعضاء ال 10 المنتخبين أي غير الدائمين، مما يعني أن لديها كتلة تصويت تمكنها من تمرير أي قرار تقريبا.
أما ستيفن زونس، أستاذ السياسة والدراسات الدولية في جامعة سان فرانسيسكو، فقد أكد لوكالة إنتر بريس سيرفس أن مجلس الأمن كان دائما موضع تلاعب من قبل صلاحيات الدول دائمة العضوية، وهي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين وروسيا.
ويقول المحلل السياسي مصطفى سالم ان مجلس الامن الذي تجاهل قضية الصومال لاكثر من 20 سنة ليس جديرا ان يكون الحكم في المنازعات والصراعات ، لانه اداة بيد الامبريالية والقوى التي ترى مصالحها اهم من حياة الشعوب الاخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق