قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 17 يونيو 2012

عن مصر: صداع انتخاب الرئيس


عن مصر: صداع انتخاب الرئيس

رأي: عشتار العراقية
حين أراقب القنوات المصرية ، يتأكد لي أنهم دخلوا في دوامة (الديمقراطية) المزيفة، التي روجتها قبل ذلك أمريكا في العراق. وها نحن بعد عشر سنوات ، لا نسمع في اعلامنا العراقي سوى مفردات يتراشقها أناس يعرفون من الديمقراطية انها جاه ومال وبروباغندا وسفريات كثيرة وحمايات وسيارات مصفحة وسجون عامرة وشركات وهمية.
في مصر، نرى نفس الحوارات العقيمة، نفس المفردات . أوقعوا أنفسهم في فخ يتعمق يوما بعد يوم. أصبح انتخاب الرئيس مسألة حياة او موت. وهذا ضد مباديء الديمقراطية أصلا. لأن المفروض في نظام ديمقراطي حقيقي ان يكون الرئيس موظفا لدى الشعب يدير مؤسسات الدولة. ولا خوف من أن يجرب حظه أي كان ، طالما هناك برلمان منتخب يراقبه ويحصي عليه خطواته ويوجهه ويسائله اذا اخطأ ويقف في وجه اي قانون يقترحه لا يعجب الشعب، ولابد لأي قرار يتخذه ان يمر على نواب الشعب قبل ذلك .
 أين المشكلة؟
ذهب المصريون الى الانتخابات بوعي تم تزييفه، فأوصلوا الى التصفيات النهائية، شخصين أحلاهما مر. الآن العركة بين محمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين الذي تدعمه امريكا والسعودية وقطر، وجزء من جنرالات الجيش المصري الحالمين بوضع مثل تركيا، وأجزاء كبيرة من الشعب البسيط المتدين الذي قيل له ان الاخوان المسلمين هم خلفاء الله على الأرض. ومن الطرف الآخر أحمد شفيق الذي تؤيده اجهزة المخابرات المصرية ورجال الأعمال وجزء كبير من الشعب الصامت الذي يؤمن بمقولة (اللي نعرفه احسن من اللي مانعرفوش) او الذين يبحثون عن الاستقرار الذي وعدهم به، لأن المطلب الأول لأي شعب كما كتبت كثيرا هنا هو الأمن والاستقرار وليس الحرية والديمقراطية.
الشيء الهزلي في الموضوع من وجهة نظري، هو الوصف الذي يطلق على شفيق من قبل الناخبين الذين يفضلون مرسي وكذلك في حمى وطيس المعركة مع المرشحين الاخرين من نجح منهم ومن سقط، وهو أن شفيق يمثل النظام القديم، مع ان المرشحين  الاخرين كلهم على الاطلاق كانوا جزءا من النظام القديم.
خذوا مثلا حمدين صباحي الذي  احترمه كثيرا لمواقفه مع الشعب العراقي ايام الحصار وقبل الغزو والاحتلال وبعده. الرجل ترشح اكثر من مرة في مجلس الشعب المصري ايام مبارك ، بل حتى رشح نفسه في انتخابات رئاسية امام مبارك. المعارضة في اي نظام حكم هي جزء من النظام تمنحه الشرعية وتضفي عليه مظهر الديمقراطية.(وبهذا المعنى والدور تكون ألعن من النظام نفسه)، لأن المعارضة في نظام استبدادي لن تنفع ولن تستطيع ان تحقق شيئا من  اهدافها  الا بقدر مايسمح به النظام لها. فدورها إذن ينحصر في اضفاء شرعية على النظام. وكذلك الاخوان المسلمون ، كان منهم عدد كبير في مجلس الشعب ايام مبارك، اذن هم ايضا جزء من النظام القديم. العيب الذي يرمون به شفيق انه كان في القوات الجوية ، انه عمل موظفا كبيرا في الحكومة ، وانه اختير رئيس وزراء اثناء (الثورة) من قبل نفس نظام مبارك. غريبة .. كل المرشحين كانوا يعملون في نظام مبارك. هل كان يفضل الشعب المصري الثوري حاليا أن ينتخب رئيس جمهوية كان عاطلا عن العمل لمدة 30 سنة هي حكم مبارك؟ هل يأتون به من المقاهي ليدير دولة كبيرة مثل مصر؟ أو يأتون به من الخارج ، حاملا جنسية اخرى حيث قضى 30 سنة خارج البلاد لايعلم عن مصر وشعبها شيئا؟
من ناحيتي، حتى  لايحسب علي اني أروج لشفيق. اعتقد أنه غير مناسب لحكم مصر لسبب وحيد ليس مايضعونه من اسباب، وهو سنه البالغ 70 او اكثر. الرجل في هذا السن، مهما بدا رشيقا ونشيطا ورياضيا، ليست لديه القوة والحيوية والحماسة لحكم ادارة صغيرة ناهيك عن دولة ذات مشاكل هائلة. الانسان في هذا العمر، اذا جلس لايطيق الجلوس كثيرا واذا قام ، طقطقت مفاصله وأوجعته، وهو لايستطيع الصمود في اجتماعات طويلة لأنه قد ينام اثناءها (عندنا واحد من هؤلاء في العراق)، الى جانب أنه يعاني من تدهور خلايا مخه وكل جسمه، وهي امور طبيعية لا ينفع معها اي دواء، ولماذا يأتون برئيس جمهورية يحتاج الى ادوية حتى يبقى صاحيا او واعيا او لتخفيف آلام عظامه؟ رئيس يحفظ جدول تناول الأدوية لاصلاح جسمه، اكثر مما يحفظ جدول الاصلاحات في البلاد.

ولكن بعيدا عن رأيي، أسأل: لماذا هذا الصداع والثرثرة الكثيرة؟ لماذا لا يتركون أي شخص يحكم ، طالما انهم واثقون ان هذه ثورة وان هذه ديمقراطية وان الرئيس لن يبق اكثر من 4 سنوات؟ أمريكا كانت تأتي بممثلي سينما وبمدمني خمر وبمتحرشين جنسيا ليكونوا رؤساء أكبر دولة في العالم.
الجواب : ان المصريين لا يبحثون عن رئيس وانما عن زعيم يأمر وينهي ويقود البلاد كما يحب ويشتهي، الى آخر العمر. انهم لايثقون بالديمقراطية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق