قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 25 يونيو 2012

إنصاف قلعجي: في ذكرى القائد ميشيل عفلق


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
في ذكرى القائد ميشيل عفلق
شبكة البصرة
إنصاف قلعجي
أقامت رابطة الكتاب الأردنيين، في ملتقى الثلاثاء الماضي، ندوة بمناسبة ذكرى وفاة القائد المؤسس لحزب البعث العربي الاشتراكي التي صادفت يوم 23 حزيران عام 1989، تحدث فيها الباحث إسماعيل أبو البندورة، البعثي العريق، حول بدايات نشأة الحزب، ومسيرة المناضل ميشيل عفلق، ودفاعه عن الإسلام باعتباره رمزا حضاريا.
وبالرجوع إلى فكرة الإسلام عند ميشيل عفلق، عدت إلى الخطاب الذي ألقاه الأستاذ المفكر وهو بعنوان "ذكرى الرسول العربي" على مدرج الجامعة السورية في 5 نيسان عام 1943.
فتحت عنوان "الإسلام تجربة واستعداد دائم"، يرى الأستاذ عفلق بأن الإسلام روح متجددة وقوة كامنة،" وأن حركة الإسلام المتمثلة في حياة الرسول الكريم ليست بالنسبة إلى العرب حادثا تاريخيا فحسب، تفسر بالزمان والمكان، وبالأسباب والنتائج، بل إنها لعمقها وعنفها واتساعها ترتبط ارتباطا مباشرا بحياة العرب المطلقة، أي إنها صورة صادقة ورمز كامل خالد لطبيعة النفس العربية وممكناتها الغنية واتجاهها الأصيل، فيصح لذلك اعتبارها ممكنة التجدد دوما في روحها لا في شكلها وحروفها، فالإسلام هو الهزة الحيوية التي تحرك كامن القوى في الأمة العربية فتجيش بالحياة الحارة، جارفة سدود التقليد وقيود الإصلاح"، كما يقول الأستاذ عفلق. ويضيف بأن حياة الرسول تعرف بالتجربة الحية وليس بالذهن" فالعرب منذ ضمور الحيوية فيهم، أي منذ مئات السنين يقرأون السيرة ويترنمون بها ولكنهم لا يفهمونها، لأن فهمها يتطلب درجة من غليان النفس قصوى، وحدا من عمق الشعور وصدقه لم يتوفر لهم بعد، وموقفا وجوديا يضع الإنسان أمام قدره وجها لوجه، وهم أبعد ما يكونون عن ذلك..".
وحين يتحدث عن البطولة يقول:".. البطولة لم تعد مزايا العرب المألوفة، ويخشى أن يكون هذا التعظيم العامي للرسول الكريم معبرا عن القصور والعجز أكثر منه تعظيما للعظمة، فقد بعد عهدنا بالبطولة حتى أمسينا ننظر إليها نظرة خوف ورهبة واستغراب كأنها من عالم غير عالمنا، في حين أن التعظيم الحقيقي للبطولة إنما يصدر عن المشاركة فيها وتقديرها بعد المعاناة والتجربة، فلا يقدر البطل إلا الذي يحقق ولو جزءا يسيرا من البطولة في حياته..". وعن القراءة العميقة لشخص الرسول الكريم، يقول:" حتى الان، كان ينظر إلى حياة الرسول من الخارج كصورة رائعة وجدت لنعجب بها ونقدسها، فعلينا أن نبدأ بالنظر إليها من الداخل، لنحياها. كل عربي في الوقت الحاضر يستطيع أن يحيا حياة الرسول العربي ولو بنسبة الحصاة إلى الجبل والقطرة إلى البحر. طبيعي أن يعجز أي رجل مهما بلغت عظمته أن يعمل ما عمل محمد، ولكن من الطبيعي أيضا أن يستطيع أي رجل مهما ضاقت قدرته أن يكون مصغرا ضئيلا لمحمد، ما دام ينتمي إلى الأمة التي حشدت كل قواها فأنجبت محمدا، أو بالأحرى ما دام هذا الرجل فردا من أفراد الأمة التي حشد محمد كل قواه فأنجبها. في وقت مضى تلخصت في رجل واحد حياة أمته كلها، واليوم يجب أن تصبح كل حياة هذه الأمة في نهضتها الجديدة تفصيلا لحياة رجلها العظيم. كان محمد كل العرب، فليكن كل العرب اليوم محمدا..".
وتحت عنوان" الإسلام تجدد العروبة وتكاملها"، يذكر الأستاذ عفلق سبب نزول الإسلام على أمة العرب، وعن الزمن الصحيح الذي نزل فيه القرآن، وأظهره الله في وقت معين وفي حينه، إذ يقول:".. إن اختيار العرب لتبليغ رسالة الإسلام كان بسبب مزايا وفضائل أساسية فيهم، وأن اختيار العصر الذي ظهر فيه الإسلام كان لأن العرب قد نضجوا وتكاملوا لقبول مثل هذه الرسالة وحملها إلى البشر، وأن تأجيل ظفر الإسلام طوال تلك السنين، كان بقصد أن يصل العرب إلى الحقيقة بجهدهم الخاص وبنتيجة اختبارهم لأنفسهم وللعالم وبعد مشاق وآلام، ويأس وأمل، وفشل وظفر..أي أن يخرج الإيمان وينبعث من أعماق نفوسهم، فيكون الإيمان الحقيقي الممتزج مع التجربة، المتصل بصميم الحياة". ويؤكد الربط بين العروبة والإسلام قائلا:" الإسلام كان حركة عربية، وكان معناه:تجدد العروبة وتكاملها. فاللغة التي نزل بها كانت اللغة العربية، وفهمه للأشياء كان بمنظار العقل العربي، والفضائل التي عززها كانت فضائل عربية ظاهرة أو كامنة، والعيوب التي حاربها كانت عيوبا عربية سائرة في طريق الزوال. والمسلم في ذلك الحين لم يكن سوى العربي، ولكن العربي الجديد، المتطور، المتكامل"..
خطاب طويل جميل، لا تتسع الزاوية هذه لسرد كل ما جاء به من أفكار عظيمة. وكتابه"في سبيل البعث" كتاب جدير بالقراءة لما فيه من استنهاض لروح الأمة خاصة ونحن نعيش أسوأ زمن عربي حيث تحول العرب إلى آلاف العربان وإلى وحوش تحركها الدولارات الأمريكية، فيقتل العربي أخاه وتدفع أمريكا وحلفاؤها ثمن الدم المسفوح على الأرض العربية.
نعود لقراءة العظماء لإعادة الثقة بالأمة بعد أن ذوت الروح لكثرة الانهيارات في الذات العربية.
فألف رحمة على الأستاذ أحمد ميشيل عفلق في ذكراه ونستذكر ما قاله الأستاذ ناصيف عواد، العضو السابق في القيادة القومية لحزب البعث عن عفلق بأنه كتب ورقة وضعها داخل المصحف قال فيها: إذا مت، فإنني أموت على دين الإسلام..
شبكة البصرة
الاحد 4 شعبان 1433 / 24 حزيران 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق