قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 17 يونيو 2012

الثورات العربية = احتلالات خارجية بأيد داخلية


الثورات العربية = احتلالات خارجية بأيد داخلية

رأي: عشتار العراقية
اضطررت الى حذف عدة تعليقات من قارئة تناصر ثوار اسطنبول. ومعذرة لذلك ، ولكني وجدت أن النقاش عقيم ويدور في حقيقته وإن لم يتم التصريح به، حول ثنائية : إن لم تكن معنا فأنت مع فلان او مع الجبهة او الدولة الفلانية. إن لم تؤيد (الثورة السورية) فأنت تصطف مع المالكي. انت مع ايران. وفي نهاية المطاف "انت مع الشيعة ضد السنة". وهذا نقاش بائس كما ترون ليس مكانه غار عشتار. وأقولها للمرة الألف: الى  الجحيم كل من يزعم ان هويته الأولى هي مذهبه. أنا لا انتمي اليكم . انتمائي للعراق الوطن والارض والشعب، ثم انتمائي بالجينات للعروبة ، ثم انتمائي بالوراثة للاسلام. فاهتمامي بالديانات والمذاهب هو في الواقع في آخر القائمة، ولن اصطف مطلقا ماحييت في خنادق المذاهب وهي اصلا فروع سياسية مشوهة من الديانة الأصلية. فلماذا علي ان احارب في خنادقها؟
كما أني لا ارى أن الصراع في العالم وفي منطقتنا هو من اجل اعلاء المذهب الشيعي او السني او المسيحية او اليهودية. وانما هو أزلي منذ عصور الغابة، ولن ينتهي إلا بفناء الانسان، الصراع على الموارد والنفوذ والهيمنة، ولكن يتخذ صبغات دينية، أو اهداف نبيلة (حقوق الانسان- الديمقراطية - الحرية - تحرير المرأة )  لأنها الطريقة التي يستطيع القادة السيطرة بها على عقول القطعان.
وكنت اظن ان لهؤلاء في العراق مثالا وعبرة لمن يعتبر، ولكن للأسف لا أحد يعتبر، بل انهم يجدون تبريرات غير واقعية. يقولون لك: العراق وقع تحت الاحتلال ولم تكن ثورة قام بها الشعب، في حين أن في سوريا ثورة.
طيب كيف جاء الاحتلال الى العراق؟ ألم يكن بواسطة (المعارضين في الخارج)؟ ألم يكونوا التكئة التي استند عليها الغرب الاستعماري في ترويج الدعايات والاكاذيب ضد (الدكتاتور) ؟ وهل كانت امريكا تستطيع أن تتحرك لولا جهود ثوار السي آي أي من امثال الجلبي وحزب الدعوة والمجلس الأعلى والاخوان المسلمين (الحزب الاسلامي )، واكاذيب (الضباط المنشقين) والميليشيات مثل بدر الايرانية (ايران لعبت دور تركيا مع سوريا لأن الاحتلال لاينجح الا بوجود دول مجاورة متعاونة ولابد من وجود علاقمة في الداخل او الخارج يقدمون المبررات ويفتحون الابواب) والجيش الحر الذي اقامه الجلبي، وارهابيي علاوي  الخ الخ نفس الهيئات  الموجودة الآن في (الثورة السورية) و(الثورة الليبية) . كل ماهنالك ان الغرب الاستعماري غير النظام في العراق بالقوة العسكرية ، لأنه (الثورات الملونة لم تكن قد نضجت بعد) ولكنه تنبأ في حينها أن العراق يمثل اول قطعة دومينو تسقط وسوف تجرف معها كل اوراق الدومينو الاخرى في هذه المنطقة الغنية بالنفط والغاز والمواقع الاستراتيجية على الممرات البحرية. بل ان هناك فيلما اعلانيا تذيعه بعض القنوات واظن منها (العربية) للتعبير عن (الثورات العربية) يصور اوراق دومينو تتساقط وراء بعضها البعض وعلى رأسها صورة (صدام حسين) ويتبعه الحكام : حسني مبارك والقذافي وبشار الاسد وصالح وغيرهم من المطلوب ازالتهم في مرحلة تشكيل (الشرق الاوسط المفتت الكبير). إذن من صمم الاعلان (وهو على الاغلب قسم الحرب النفسية في البنتاغون) اعتبر ماجرى في العراق (ثورة) وليس احتلالا.
كل ماهناك  أن أمريكا لن تلجأ لاحقا الى خيار التدخل العسكري البري من اجل احتلال  البلدان، وهذا شيء تنبأت به منذ فترة وأكدته تصريحات القادة والمحللين العسكريين الامريكان، وانما خيارها الآن هو : الاحتلال بواسطة قوى المجتمع المدني  الراضعة من الثدي الأمريكي، والقوات الخاصة، وفرق الموت المحلية والأجنبية (المرتزقة)، وطلعات الطائرات بدون طيار، واجهزة التجسس على الأرض، ويسند كل ذلك  الحرب الاعلامية التي تجعل الشمس تشرق من الغرب وتغرب من الشرق، والتي تعمل على تمزيق المجتمع بعد دراسة مواطن ضعفه والقوى التي يمكن احداث الشقاق بينها (شيعة - سنة -  اكراد- قبائل وعشائر- مسلمين ومسيحيين- اسلاميين وقوميين  الخ ). استفزاز حرب اهلية وتقسيم مناطق، ثم اقامة حكومة ميليشيات ضعيفة متناحرة موالية للغرب. ثم  تدخل الشركات التي سوف تستولي على الموارد، بضربة قاضية (صدمة وترويع)  قبل ان يصحو الشعب مما اصابه. كل ذلك تحقق سابقا في حالة العراق ولكن بالاحتلال العسكري، ثم طبقت الخلطة الجديدة (بدون احتلال على الارض بالجنود وبدون  اصابة اي عنصر غربي) في حالة ليبيا.التي كانت مختبر التجارب الجديدة، وحين نجحت التجربة، تطبق الآن في سوريا.
**
هذا هو الذي أراه، ربما يرى اخرون شيئا مغايرا. ولكن قطع الصورة الناقصة تتساقط في أماكنها يوما بعد يوم مما يؤكد نظرتي ورؤيتي. وإذا كان لكم رأي مختلف، فلكم دينكم ولي ديني، لماذا تحاولون التجريح والانتقاص والشتم لما أراه. لماذا تحاولون جري الى صفوفكم؟
البعض من هؤلاء حين يزهق من النقاش ، يلجأ الى المقولة الشهيرة "من اجل الاطاحة بفلان اتعاون مع الشيطان".  حسنا، سوف يعينكم الشيطان بكل طرقه الابليسية على التخلص من فلان. وسوف يجعل أول مهامه بعد القضاء على فلان هو أن يحل الجيش القوي الذي كان يحمي البلاد باعتباره جيش فلان ويضع لكم ميليشيات متنافرة ضعيفة مسلحة بالخردة والسلاح العتيق. تجلسون الآن على كرسي مكسور ، بدون أي جيش يحميكم واذا رغبتم بحماية غير الميليشيات التي لديكم، يجيء الشيطان لكم بشركات مرتزقة من بني جلدته من الشياطين الصغار لحمايتكم من كل انسان الا الشيطان.
في المنطقة العربية كانت هناك 3 جيوش قوية لايريدها الكيان الصهيوني. في العراق وفي مصر وفي سوريا.
الجيش في العراق انتهى .
في سوريا تم شقه ويجري استعداء الشعب عليه والحرب الاعلامية موجهة بالدرجة الاولى ضده. وتأكدوا انه لو تم احتلال سوريا (تسمونها ثورات واسميها باسمائها الحقيقية) فأول قرار يكون بحل الجيش.
في مصر، شحن الشعب ضده بالترميز اليه بالمجلس العسكري (فليسقط حكم العسكر) هو الشعار الرائج.  ولو نجح الاحتلال في مصر،  فسوف يكون اول قرار هو تحجيم الجيش المصري.
باختصار: هذا ما أراه
الاحتلال العسكري = الثورات  العربية (تعريفها: احتلال خارجي ناعم ينفذ بأيد داخلية) = سايكس بيكو الجديدة (الشرق الاوسط الكبير الجديد)
الدليل؟
 الثورات  في أماكن متعددة ذات ظروف مختلفة لايمكن أن تأتي في شهر واحد. حتى لو استلهمت من بعضها البعض (هذا شغل واحد مستعجل وبتدبير مسبق. لاحظوا مثلا المدة بين ثورة مصر 1952 وثورة العراق في 1958)
الديمقراطية لايمكن ان تعني تقسيم البلد الواحد الى اثنيات وعرقيات وفدراليات. والا لشاهدنا مثل هذا في امريكا.
الاغلبية والاقلية في النظام الديمقراطي لا يعني الاغلبيات الاثنية والعرقية وانما السياسية.
في تاريخ العالم، حين حدثت نزاعات اهلية وحروب بين الطوائف انتهى ذلك بتوحيد البلاد المقسمة.
في خطة (الشرق الاوسط الكبير) تحدث حروب اهلية في بلدان موحدة لينتهي الى تقسيمها بين المتحاربين بدعوى الفدرالية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق