ذبح الشعب العراقي المظلوم .. أبرز إنجازات مفاوضات الصالونات المترفة للصدريين والحكيميين والجلبيين والجعفريين والبرزانيين .!
قبل أسبوع نشرت مقالاً بعنوان : ( هل أن على العراق أن يدفع فاتورة التحالفات الدولية والإقليمية القذرة ..؟ ) .
يوم أمس الأربعاء 13 حزيران دفع شعب العراق المغلوب على أمره الفاتورة الأولى لما يسمى أزمة الحكومة والعملية السياسية في العراق . أكثر من 90 شهيدا من المدنيين والطبقات المسحوقة في عشرة محافظات عراقية .. وأكثر من مائتي جريح ومصاب في المستشفيات لانعلم ولن نعلم كم منهم سيضاف إسمه الى قائمة الموتى في ظل عناية وخدمات طبية شبه معدومة . أضف الى كل ذلك إحتراق وتدمير بنى تحتية بمليارات الدنانير تشكل مصدر رزق لعشرات الآلاف من العوائل العراقية .. وخرائب وسيارات ومحلات تجارية محترقة ومدمرة في كل زاوية وفي كل شارع تضاف الى الخرائب الحالية على أرض العراق نتيجة إنعدام أبسط الخدمات في ظل حكومات العار واللصوصية والنهب المنظم للمال العام .
ونتابع على شاشات التلفزة تصريحات أولاد الحرام ، وهذا مصطلح أجده الأكثر أدباً للنشر ليشمل أكبر رأس منهم الى أصغر لص قابع في إحدى زوايا الزريبة الخضراء ، وهم يقفون أمام عشرات المايكروفونات ووراءهم الأعلام الخضراء والصفراء يلقون مواعظهم على مسامع الشعب المسكين حول أزمة ( العملية السياسية ) .. وكلٌّ يدعي وصلاً بليلى ..!!
وقبل مسرحية التصريحات القصخونية .. نراهم في إجتماعات ثنائية بين قادة الأحزاب والكتل السياسية يجلسون على الأرائك المذهبة الوثيرة تحت أجواء مكيفات الهواء المنعش ، تعلو وجوههم الكالحة الغبراء الإبتسامات الصفراء أمام عدسات الكاميرات .. أو نجدهم في إجتماعات على الطاولة التي تزينها باقات الورود وأواني الفاكهة المذهبة وقناني المياه المعقمة .. يبتسمون ويتحادثون ويناقشون .. ألا لعنهم الله أنى يؤفكون .
أشهر وأشهر مضت .. وسنوات عجاف عبرت .. والحال هو الحال .
وبين آونة وأخرى وحين تشتد الأزمة نتيجة الإختلاف على تقسيم الغنائم وليس شيئ آخر .. تبدأ عمليات تفجير السيارات الملغّمة والعبوات الناسفة .. وأين ..؟ في الأسواق المكتضة بالناس أو المقاهي أو المساجد والحسينيات .. ولا ندري لماذا لاتنفجر مثلا أمام المؤسسات الرسمية المهمة أو معسكرات الميليشيات والتي يطلق عليها معسكرات الجيش والشرطة .. إذا كانت من تدبير وتنفيذ أعداء الحكومة والتحالف الطائفي وأطراف مايسمى العملية السياسية ..؟؟
وتظهر الوجوه الكالحة مرة أخرى ( عليها غَبَرة ، ترهقها قَتَرَة ، أولئك هم الكفرةُ الفَجَرة ) متمثلة بالمكصوصي والدباغ وغيرهما ممن تعلو أكتافهم النجوم والشارات الحمر ليخبرونا أن ماحدث هو من عمل : الصداميين والبعثيين والقاعدة والتكفيريين .. !!
أو يخرج علينا في حوار إخباري على قناة الفضائية العربية المدعو المطلبي نائب عن قائمة دولة القانون المالكية ليوجه أصابع الإتهام علنا وتحديدا الى قطر والسعودية وتركيا .. دون التطرق الى إيران ، وليته كان يتمتع بذرة من دبلوماسية الحديث فيقول لنا على الأقل ( دول الجوار أو الدول الإقليمية ) فيريح ويستريح .
لقد ملّت أسماع الشعب العراقي الذي يدفع الدماء يوميا من سماع هذه الإسطوانات المشروخة ..
ولماذا البعثيين والقاعدة والتكفيريين ..؟ لماذا ليست الميليشيات المدربة والمسلحة والتي تتوفر لها الحماية في التنقل ..؟ وكلنا يعلم أن لكل مسؤول أو رئيس حزب أو كتلة سواء كان يرتدي العمامة أو البدلة أو ربطة العنق الحريرية ميليشيته الخاصة ..!
ماهي مصلحة البعثيين والقاعدة من تفجير الأسواق والمقاهي التي يرتادها العمال والكسبة ..؟
المنطق يقول أنهم لو فعلوها حقيقة فهم إما عملاء للمالكي أو من يقف وراءه .. إذا ما انصبت مصلحة الفوضى والدمار في كفته وهو يعيش أزمته .. أو أنهم عملاء للأحزاب المناوئة له كأن يكونوا الصدريين أو الحكيميين أو الجلبيين أو الجعفريين أو البرزانيين ..!!
فهل يُعقل هذا ..؟؟
أما المقاومة العراقية المسلحة فقد أعلنتها ومنذ اليوم الأول لإنطلاقتها المباركة أنها تعمل ضد المحتل الأجنبي وعملاء المحتل وحرّمت الدم العراقي وكما هو مثبت في بياناتها أو حتى في أفلام الفيديو المسجلة لعملياتها الجهادية والقتالية .. أهدافها معروفة وهدفها واضح وحاربت من أجل ذلك على جبهتين ، جبهة العدو المحتل ، وجبهة من حاول إختراقها من القاعدة أو الصحوات لتحافظ على مبدأيتها وحرفييتها ودفعت من أجل ذلك الكثير .
ثم أننا جميعا بدأنا ندرك حجم وأبعاد التدخل الإيراني في الشأن العراقي الداخلي .. يعني بكلمة أبسط تسيير السياسة الداخلية وحتى الخارجية العراقية وفق مايشتهون وكيفما يريدون .. وهذا يتم وكما أثبتت الأحداث التي لاتكذب بموافقة أميركية وإتفاقات مع حكومة الشر الإيرانية وفق سياسة المصالح المتبادلة .. تصريحات المسؤوليين الإيرانيين العلنية بخصوص العراق تعني التدخل بشؤونه .. وتصريحات المسؤوليين الأمريكيين العلنية في طلب مساعدة إيران تعني ذلك أيضا .. والتدخل الإيراني بدأ مع دخول القوات الأمريكية الى العراق .. واستمر خلال وجودهم في شوارع العراق .. وبعد خروجهم منها .. والتنسيق مع إدارة مجرم الحرب بوش كانت قائمة حتى قبل 2003 .. وهذا أيضا قد تكلم به صراحة على الملأ ، القادة الفُرس من خامنئي الى رافسنجاني الى خاتمي وأبطحي .
فلماذا بعد كل هذه الثوابت والحقائق ننسى الدور الإيراني ومصالحه في الفوضى العراقية ونتكلم عن البعثيين والقاعدة .. عن قطر والسعودية وتركيا .. ؟؟ ولست هنا في معرض الدفاع عن هذه الدولة أو تلك وكلهم كانوا شركاء في ذبح العراق .
ألا يعني ذلك نَفَسا طائفيا كريهاً لايخدم في النهاية إلا الأهداف الإيرانية التوسعية ورغبة أحزابها الطائفية في العراق ..؟
هكذا يقول المنطق .. وهكذا يقول العقل .. فماذا بعد الحق إلا الضلال ..؟
ألا لعنة الله والشعب العراقي والتاريخ على مثيري الفتن .
ألا لعنة الله والشعب العراقي والتاريخ على الأصابع التي تعلوها محابس الفيروز والعقيق ساخت إيران لتريق دماء الشعب العراقي الزكية .
ألا لعنة الله على الظالمين الذين يبغونها عوجا .
ورحمة الله على أرواح الأبرياء من الشعب العراقي الذين سقطوا أمس الأربعاء ظلما وعدوانا ، وعلى أرواح كافة من دفع ويدفع حياته بسبب نزوات الحاكمين الفاسدين .. ولأهليهم جميل الصبر
مدونة مقالات الكاتب :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق