قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 18 يونيو 2012

احمد صبري:دبلوماسيو العراق المنسيون.. من ينصفهم؟


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
دبلوماسيو العراق المنسيون.. من ينصفهم؟
شبكة البصرة
احمد صبري
القت تداعيات غزو العراق وانهيار منظومة الدولة بظلالها على مجمل اوضاع العراقيين والحقت الاذى والظلم بشرائح وقطاعات كبيرة منهم تحملوا وطأة هذه التداعيات طيلة السنوات التي اعقبت الاحتلال ناهيك عن ازهاق ارواح مئات الاف العراقيين وهدر وتبديد اموالهم
وماوسع من دائرة المتضررين من تداعيات الغزو القوانين التعسفية التي اصدرها حاكم العراق السابق بول بريمر في محاولة لتدمير الدولة العراقية وركائزها الحيوية والتي اصبحت سيفا مسلطا على رقاب ملايين العراقيين حرمتهم من حقوقهم المدنية التي كفلتها القوانين حيث صادرت تلك القوانين حقوق المشمولين بتلك الاجراءات في محاولة لاذلالهم وتحميلهم مسؤولية ماكان يجري في العراق قبل احتلاله
وكانت قرارات حل وزارتي الدفاع والاعلام وحظر نشاط حزب البعث وانهيار منظومة الامن الممئلة بتسريح عناصر الجيش والشرطة والامن التي ترافقت مع تجميد نشاط العمل الدبلوماسي بابعاد وفصل الاف العاملين بهذا القطاع الحيوي ايذانا ببدء صفحة مؤلمة وخطيرة في تاريخ العراق استندت الى الثار والانتقام والاقصاء ومصادرة الحقوق لملايين العراقيين الذين مازالوا يعانون من وطاة هذه الاجراءات التعسفية الظالمة التي ادت الى خسارة العراق كفاءات ونخب كان لها الدور المشهود في بناء العراق والدفاع عن عروبته ووحدته الوطنية حيث تمثلت الاجراءات باقصائهم ومصادرة حقوقهم المدنية مادفع هذه الشرائح الى هجرة العراق والعيش بالمنافي اضافة الى استهداف الالاف منهم بالقتل والخطف والاعتقال والابتزاز
ويقف في طليعة المتضررين والمستهدفين من هذه الاجراءات نخبة الدبلوماسيين المتمرسين الذين قادوا العمل الدبلوماسي في احلك الظروف واخطرها واثبتوا اخلاصهم وتفانيهم بالدفاع عن العراق وسمعته وتعزيز دوره في المحيطين العربي والدولي
وكان لهؤلاء الدبلوماسيين الدور المشهود في تقديم المشورة الفنية لعديد الدول العربية والمنظمات العربية والاقليمية لما يمتلكونه من خبرة وحنكة سياسية وتجربة بالعمل الدبلواسي بكافة انشطته
وعندما نستذكر مايتعرض له الدبلوماسيون العراقيون السابقون نتوقف عند الرعيل الاول لهذه المؤسسة الذي ارسى دعائم وتقاليد العمل الدبلوماسي فيها بمقدمتهم وزير خارجية العراق الاسبق المحكوم بالاعدام طارق عزيز وعصمت كتاني رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة بثمانينيات القرن الماضي وسعدون حمادي ومحمد سعيد الصحاف وناجي الحديثي وشاذل طاقة ونزار حمدون وطه يايسن العلي ورياض القيسي ووسام الزهاوي وعبد الملك الياسين ونوري الويس وعبد الجبار الدوري وعبد الحسين الجمالي وكاظم الخلف واسماء لامعة اخرى لايتسع المجال لذكرها
وتتلمذ على يد هذا الرعيل اجيال من الدبلوماسيين على مدى العقود التي سبقت الاحتلال غير ان هذه النخب وجدت نفسها خارج ميدان عملها سواء اكان بالفصل من الوظيفة او الابعاد الى وزارات اخرى او حرمانهم من حقوقهم التقاعدية وادت هذه الاجراءات الى خسارة العراق لنخبة متمرسة خبرت العمل الدبلوماسي وفنونه ما اضعف دور وتاثير العمل الدبلوماسي بالخارج بعد تسلل الاميين ومزوري الشهادات الى هذا السلك الحيوي وجمدت طاقات وقدرات الاف العاملين في هذا السلك الذين خضعوا لمعايير واليات العمل الدبلوماسي واشتراطاته في معهد الخدمة الخارجية خاصة اجادتهم اللغة الانكليزية اجادة كاملة
ان الدبلوماسيين العراقيين المبعدين الذين يرزحون تحت وطاة الفصل والاقصاء والحرمان من حقوقهم المدنية وخاصة التقاعدية هم ثروة العراق وذخيرته ينبغي انصافهم ورد الاعتبار لهم والاستفادة من مواهبهم وخبراتهم المتراكمة ورفع الحيف والظلم الذي لحق بهم بسبب اجراءات وقوانين احتلالية كانت تستهدف الانسان العراقي فكرا ومنهجا وموقفا وهوية وانتماء
لقد ان الاوان للانهاء معاناة هذه النخبة وانصافها ورفع القيود عنها وابطال القوانين والقرارات الظالمة التي استهدفتها خاصة تعويضها عن سنوات الحرمان والاقصاء والاستفادة من خبراتها ومنحها كامل الحقوق التي تكفلها القوانين
وحتى تاخذ هذه الاجراءات طريقها للتنفيذ وبشكل سريع ينبغي مفاتحة الجامعة العربية وبعض منظمات الامم المتحدة لضمان تنفيذ رد الاعتبار لنخبة الدبلوماسيين العراقيين المنسيين ورفع الغبن عنهم لان المئات من الذين طالتهم اجراءات العزل السياسي التعسفي عملوا وقدموا خدمات كبيرة للجامعة العربية ومنظمات الامم المتحدة مايستوجب طبقا لمعايير العدالة.. انصافهم ورد الاعتبار لهم
شبكة البصرة
الاحد 27 رجب 1433 / 17 حزيران 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق