قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 22 يونيو 2012

ما الذي يجعل أميركا تدعم التيار الإسلامي العربي؟


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ما الذي يجعل أميركا تدعم التيار الإسلامي العربي؟
شبكة البصرة
أبو سرحان الزيدي
قد يفرح من يفرح في هذا الدعم الذي هو سم في عسل. هؤلاء الفرحون يسعون لمكاسب ولو كره المؤمنون أو الوطنيون، ينطلقون من حب الذات والسعي لمكسب سرابي، وهمي في اغلب الأحيان. ولكن لماذا أميركا تجند كل إمكانياتها وتستدعي كل حلفاءها وعملاءها ليدخلوا في اللعبة؟. إن هذه اللعبة بالتأكيد مربحة وقد تأخذ أوجه متعددة منها :
1 – إضعاف البلدان العربية وتعميق جراحها واستهلاك كل الإمكانيات المادية والبشرية والعسكرية وإنهاك الاقتصاد وزيادة الديون، وتكبيل هذه البلدان بقيود يصعب الإفلات منها.

2 – في ظل هذه المعمعات وكون أميركا لاعبا قويا فيها ومن خلال سماسرتها تبحث عن عملاء جدد تستطيع دعمهم لاستلام السلطة ومن ثم السير في ركاب المشروع الأميركي في السيطرة على المنطقة.والسبب أن العملاء القدامى قد انتهت أوراقهم وأصبح الشعب يرفضهم. وفي هذه اللعبة ينهك الشعب ثم تطرح عليه الوجوه الجديدة أو قديمة بثوب جديد. فيكون أمام أمر واقع للقبول للأسباب التالية.
ا – انه أنهك ماديا وقدم التضحيات الجسام وهو الآن غير قادر على المواصلة بسبب مما انتابه من جهد ذهب سدا والبعض عاطل لا مورد له وقد ترك الكثير مصدر رزقه.
ب – فقد الثقة بكثير من القيادات التي انحرفت عن المنهج أو تصارعت مع بعضها البعض على الكراسي كما هو الحال في مصر أو ليبيا وغيرها، إثناء الانتخابات، حيث كل يريد أن يحصل على السلطة متناسين مصلحة الشعب وما قدمه ما ثمن باهظ.

3 – وقد يكون أمرا مهما وهو أن أميركا وإسرائيل ومن خلال الحلفاء الجدد من العرب أن تجعل التيار الإسلامي يصعد للحكم في الوقت الذي تعمل على تأجيج الصراع بين الكتل وإفشاله في إدارة الدولة رغم الدماء الكثيرة. وهنا تكون أميركا قد ضربت عصفورين بحجر واحد.
الأول : تشويه صورة الإسلام من خلال عناصر التسييس التي دعمتها، فتظهر الإسلام بأنه دين دموي، لا يراعي حقوق الإنسان يتصف بالعنف والقتل، مما تكون صورته بشعة أمام العالم لتحقق النفور من الإسلام وتصوير الدين المسيحي على انه مسالم وهذا يشجع فرق التبشير لديها.
الثاني : تهيئة الفرصة المناسبة للاستبدال بمن تريد، وهم معدين سلفا. وبذالك تكون قد أرست مشروعها الشرق أوسطي، القديم الجديد وضمنت مصالحها في المنطقة وأبعدت أي خطر مستقبلي ضد إسرائيل كما فسحت المجال للحليف إيران بالتحرك بحرية، ابتداء من العراق ومنطقة الخليج. ناهيك عن الذراع الإيراني في الجنوب اللبناني وسوريا وكذلك التغلغل في المنظمة الفلسطينية حماس. وتشير المعلومات أن إيران تدعم بعض التيارات الإسلامية باستثناء سوريا وبواسطة إطراف عربية.

هذا بعض ما يؤشر من خلال سير الإحداث وانكشاف زيف بعض التحركات العربية بقيادة قطر والسعودية. وكذلك تحريك المالكي وبأوامر إيرانية للوقوف إلى الجانب السوري الذي كان بالأمس يشهر به ويتهمه بمعاونة الإرهاب، كما يسميه في العراق. كما ساهمت أميركا وإيران في التهيئة لمؤتمر الجامعة في بغداد مستخدمة كل الضغوط لكي يعقد المؤتمر وبذلك تضفي مشروعية على حكم المالكي الغير شرعي. وهذا ما حدث. وقد دفع الشعب العراقي الثمن من دمه ورزقه. والكل يعرف هذه اللعبة. فأميركا لا تحب استقرار المنطقة العربية أو بروز قائد عربي قدير ينهض بالبلاد او يعلن موقفه الرافض لإسرائيل أو الهيمنة الأميركية في المنطقة. يستطيع المتتبع أن يدرك ولو بالحد الأدنى الإبعاد الحقيقية وراء اللهجة الأميركية اتجاه ما يسمى بالربيع العربي وتحقيق مصير الشعوب.والصوت العالي للمطالبة بحقوق الإنسان! عجيب. أين هي حقوق الإنسان العراقي في ظل الاحتلال الأميركي والبديلة إيران؟!! الشعب العراقي فدم اكثر من مليوني شهيد ولديه خمسة ملايين يتيم وما يربو على مليون أرملة يضاف إلى ذلك التدمير الكامل للبنى التحتية ونهب خيراته وتشريد وتهجير الملايين. فهل تغطى كل هذه بغربال. إذن كل ما يقال عن أميركي أو إيران أو دول أوربية (هو قول حق أريد به باطل) والحر تكفيه الإشارة.
إن الذي يجري في المنطقة العربية وبتخطيط أميركي – إيراني – صهيوني هو إستراتيجية جديدة لاستعمار جديد للدول العربية والسيطرة على ثرواتها الاقتصادية ومنافذها المطلة أو التي تربط القارة الإفريقية والأسيوية والأوربية عبر منافذ حيوية كقناة السويس وباب المندب والخليج العربي. حيث أن العالم العربي موقع يطل على اغلب دول العالم المهمة وبدون السيطرة أو التحالف لا يمكن لأميركا أن تحمي أو توسع مصالحها في المنطقة، وعليه فهي تسعى وبكل الوسائل لتنفيذ مشروعها الذي فشل. بإعادته بشكل آخر وفق إغراءات ما يسمى بالربيع العربي والعمل على تغيير الوجوه.وهنا يأتي دور الشباب الناهض الذي يقود الثورة بان ينتبه تماما لهذا المخطط ويغلق كل الأبواب التي من شانها خدمة المشروع وبالتالي تفويت الفرصة على أميركا وحلفائها من خلال رص الصفوف وسد كل الثغرات التي فتحت أو احتمال فتحها من قبل الأعداء وسماسرتهم. وبذالك يمكن الحفاظ على نهج الثورة وزيادة رصيدها الشعبي الوطني والقومي وحتى الإنساني والله ولي التوفيق.
20/6/2012
شبكة البصرة
الخميس 1 شعبان 1433 / 21 حزيران 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق