بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
كلمة الدكتور موسى الحسيني، في المؤتمر العام الثامن للجبهة العربية لتحرير الاحواز الذي انعقد للايام 15-16/6/2012 في مدينة ارفيكا السويدية
|
شبكة البصرة
|
السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات الحضور وتحية عربية مباركة من الله
لا اريد ان اخذ الكثير من وقتكم، وما ماعندي ليس كلمة بل مجموعة من الملاحظات والامنيات استغل فرصة مؤتمركم هذا متمنيا ان تصل ملاحظاتي الى اكبر عدد ممكن من الاخوة الاحوازيين خاصة وجميع الاخوة القوميين العرب. علاقتي بالاحواز كقضية شغلت عقلي قديمة تشكلت منذ الصغر، رغم التعتيم الذي كانت تمارسه حكومة نوري السعيد على القضية. كنت بعمر ال5 او 6 سنوات، وكان هناك من اقربائي رجل يكثر من السفر للكويت، وهو رجل على مستوى من الغنى بحيث لايمكن تبرير سفره بالحاجة للعمل مثلا، وكالعادة بدات زوجته تتخوف من ان يكون قد تزوج من اخرى هناك، فراحت تتابع وتستفسر عن سبب سفره فاكتشف اولاده فيما بعد انه كان يسافر الى الكويت ليلتقي هناك ببعض شيوخ عشائر الاحواز تحضيرا لتمرد او ثورة هناك، لم يعينني عقلي ولاتجربتي على متابعة تلك النشاطات او الاستفسار من الرجل عن التفاصيل او اين وصلت جهودهم. لكن من هناك بدات اتعرف ان عندنا ارضا اخرى مغتصبة تقدر مساحتها باكثر من خمس اضعاف مساحة فلسطين الكلية.
استمر هَم الاحواز يرافقني، حتى اني استعملت اسم الحسين الاهوازي، كاسم حركي خلال مساهمتي التي امتدت لمدة 14 سنة في اجمل وانبل واروع صفحة في حياتي يوم كنت اعمل في المقاومة الفلسطينية.
فكان اسم الاحواز هما رافقني دائما وبشكل يومي طيلة تلك الفترة.
اما علاقتي في مرحلتها الاخيرة فتعود الى مرحلة ما بعد احتلال العراق، وافخر واعتز اني كنت من المساهمين والمبادرين الاساسيين الى جنب الاخ المرحوم عبد الجبار الكبيسي (ابو احمد) والمرحوم الشهيد رياض عبد الكريم حسن (ابو ايناس) في تاسيس الجبهة الوطنية لتحرير العراق. دمعت عيني فرحا عندما ارسل لي الاخوة البيان التاسيسي للجبهة وهي يضم اضافة للقوى العراقية الداخلة في الجبهة، كل من اسم الجبهة العربية لتحرير الاحواز، واتحاد المراة الاحوازية. كانت قوى وتنظيمات الجبهة العربية لتحرير الاحواز في العراق حينها تعمل بامرة الرفيق المناضل العميد فيصل عبد الكريم الطرفي (ابو ميثم)، وكما عرفت من قيادتنا الميدانية ومن الاخ ابو ايناس ان العميد ابو ميثم كان يشارك من خلال خبرته العسكرية في الاعداد والتخطيط لكل العمليات الجهادية التي نفذتها الجبهة الوطنية لتحرير العراق، وان بعض الاخوة الاحوازيين كانوا يشاركون بتنفيذ بعض تلك العمليات ضد قوات الاحتلال واعوانه.
واول ملاحظاتي هي التذكير بان امارة المحمرة او عربستان كانت في حينها الدولة العربية المستقلة الوحيدة بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى، وكل الارض العربية كانت ترزخ تحت الاحتلاللات المختلفة. وعند البدء بمطالبة العراقيين بتشكيل دولتهم المستقلة رشحوا الشيخ خزعل شيخ امارة عربستان، كواحد من ثلاثة ليكون ملكا على العراق.الا ان بريطانيا العظمى الدولة الكبرى المهيمنة على السياسة الدولية في حينها، كانت تخطط لتمزيق وتقسيم اراضي الوطن العربي الى دويلات مسخ كما نراها الان، فارعبتها مطالبة العراقيين هذه، لان ذلك يعني وحدة العراق مع دولة عربستان التي تمتد على طول الساحل الشرقي للخليج العربي. اضافة لموقعها وسيطرتها الكلية على الخليج فهي تحوي على ثروات طبيعية هائلة وكان النفط احد تلك الثروات المتوقعة. على كل حال ضغطت بريطانيا لتنصيب الملك فيصل ملكا على العراق، واعتقد انها هي من كان يقف وراء ايران لاستلاب واحتلال امارة عربستان او المحمرة، رغم ان لبريطانيا معاهدة دفاع مشترك مع الامارة، ما يعني ان ايران ما كان لها ان تتجرأ على احتلال الامارة ما لم تكن قد حصلت على موافقة اولية من بريطانيا.
اما امنياتي وتوصياتي لابناء شعبنا العربي الاحوازي وقواه العاملة من اجل الاستقلال، فاقولها بكل ثقة منطلقا من ان حقي كعربي في الاحواز كجزء من وطني العربي الكبير، واقولها وباصرار حتى لو تنازل اخر احوازي عن حقه في الاحواز، او تنازل اخر فلسطيني عن قضيته فاني حتى لو بقيت وحدي لان اتنازل عن حقي وساظل اطالب بحقي في الاحواز وحقي في فلسطين كما هو حقي بالاسكندرونة وسبتة ومليلة.
اول تلك التوصيات حول ما الاحظه من دعوة بعض الاخوة وتوجهاتهم لتبني احد المذاهب السنية كنوع من التعبير عن الرفض للاحتلال الايراني. واقول اولا ان ايران او على الاقل نخبها الدينية والسياسية هم ليسوا شيعة ولا حتى مسلمين، هم فرس متعصبون يستخدون الاسلام والتشيع لخدمة مصالح ايران القومية،ولقد تمكن مؤسسي التشيع الصفوي من تحوير المذهب واضافة الكثير من المعتقدات الجديدة عليه ليصبح جاهزا بالشكل الذي يخدم اهدافهم ومصالحهم، وهو لاعلاقة له بالتشيع العربي الذي نعرف، (طبعا لايحق لي لاانا ولا اي قوة في العالم ان تشكك باسلام ولا ايمان الشعب الايراني، وحديثنا هنا عن النخب وليس كل الشعب الايراني). بالتالي ان تشيعنا او تسننا او حتى الحدنا هم ليسوا معنيين بالامر الابقدر ما يؤثر ذلك سلبا او ايجابا على مصلحتهم القومية وامنهم القومي. وانا اعتقد ان حركة التسنن قد تخدم ايران و تطمن مخاوفها من حركة التحرر الاحوازية لان ايران تمتلك القدرة لان تحول القضية الاحوازية عندها من حركة تحرر وطني تطالب بالاستقلال والتحرر الى قضية طوائف متناحرة، ويمكن ان تعمل على تاجيج الصراع الطائفي الى حد الاحتراب الداخلي فتستنزف بذلك قدرات الشعب الاحوازي، وتحول اهدافه من قضية استقلال وتحرر والحفاظ على الهوية الى قضية صحة او عدم صحة بناء قبور الاولياء وزيارتها،وشرعية تطويل اللحى ولبس الثوب (الدشداشة القصيرة)، وما اذا كان النبي (ص) يسبل او يتكتف بالصلاة، لتسجل علينا انتصارا جديدا بتضييع القضية وتمييعها.
لذلك ارجو ان نرفع شعار ان لا قدسية فوق قدسية حركة التحرر وان لامقدس بعد الله ورسوله الا استقلال الاحواز وتحريرها، ومن يعتقد بمذهب او دين فتلك قضية علاقة بينه وبين الخالق، قضيتنا الوطنية غير معنية بها غير معنية بها.
الملاحظة الثانية موجهة للقوى والتنظيمات التي تعمل على الساحة السياسية الاحوازية تحت تسميات مختلفة، جبهات، احزاب، قوى، شخصيات. وأسأل اولا على ماذا انتم مختلفون، اعطوني مبرر واحد مقنع لوجود كل هذا العدد من التسميات واليافطات التي تبدد الجهود وتشتتها بما يعرقل مسيرة التحرير. ولنكن واقعيين هذه الجبهة العربية لتحرير الاحواز، اقدم التنظيمات الاحوازية، التي ضمت بين صفوفها كل القوى الاحوازية العاملة على الساحة في حينها، لماذا انتم مختلفون معها. انا معكم تقولون انكم مختلفين مع بعض شخصياتها، تعالوا ناضلوا من داخلها لعزل من تتصورون انه غير مؤهل لان ياخذ ادوارا معينة في مسيرة النضال، فالجبهة ليست ملك لشخص او مجموعة اشخاص هي ملك لحركة النضال والتحرر الاحوازي. انا اقولها بصراحة ان هذا التمسك باسماء يكاد بعضها ان يكون وهميا او لايتجاوز اعضائه الخمسة الى سبع نفرات اغلبهم من الاهل والاقارب.ليس هناك غير تفسيرين مقنعين لذلك :
الاول : ان هناك من يريد ان يستثمر هويته الاحوازية لتحقيق مارب ومصالح شخصية لادخل لها بالقضية، ووجد في القضية وسيلة سهلة لتحسين ظروف ومستوى عيشه.
الثاني : ان يكون بوعي او بدون وعي خاضعا لتاثير المخابرات الايرانية التي من مصلحتها ان تشتت نضالات الشعب الاحوازي، وتفتيت قواه.
لا اريد ان اقول الجهل او انخفاض مستوى الوعي السياسي يقف وراء هذه الظاهرة لانا نفترض ان الكل ما كان له ان ينطلق لولا توفر حد ادنى من الوعي الذي يدفعه للادعاء بالعمل من اجل القضية.
اكرر الدعوة هنا علينا ان نتبنى مبدأ او شعار لاشئ مقدس غير الاحواز اولا، وعملية تحرير الاحواز، ولاقدسية او امتياز او وصاية لاي من القوى لتحتكر النضال من اجل الاستقلال. واول ادوات عرقلة واعاقة العملية النضالية هي تمزيق القوى المناضلة، والتعددية التي نراها كفرا بمقدساتنا الاحوازية، واستقلال بلدنا.
التوصية الثالثة : هناك تصور عند الشباب العربي عن العيش الامن في اوربا وما توفره قوانين الضمان الاجتماعي من حد ادنى من العيش بدون عوز. لذلك قد يرغب الكثير او يطمح للهجرة، دون ان يعرف بالمقابل سلبيات الهجرة والمعاناة التي ندفع ثمنها من الغربة. انا ارجو ان لاتشجعوا الشباب الاحوازي على الهجرة لانكم بذلك تفرغون الساحة في الداخل من المناضلين وتخدمون بشكل غير مباشر الاحتلال وتمكنوه منا، فحلم الاحتلال تفريغ الارض من شعبنا وابنائه المخلصين لقضيتهم المستعدين للعمل من اجلها. وانا اراهن ان كل شبكات التهريب هي اما من صناعة المخابرات الايرانية او تشكلت بالتعاون معها، وهنا في الخارج ليس لدينا دور في عملية التحرير غير الدعم والمؤازرة والاعلام.
التوصية الاخيرة للحكام والحكومات العربية التي لااثق بتوفر ادني حد لديها من الحرص على اوطانها ومصلح شعبها. انتم تملؤا الدنيا ضجيجا عن الاطماع الايرانية في الاراضي العربية، وان ايران تستخدم الدعاوى الطائفية كادوات للنفاذ والتدخل في شؤوننا. طيب لو كنتم جادين في العمل على مواجهة ايران هذا هو الشعب الاحوازي يعتز بعروبيته ويناضل من اجل التمسك بهويته، يا اخي لنترك عروبة الاحواز ونضعها على جنب ولنعتبرها قضية تكتيكية لمواجهة عدو ونستعمل اساليبه. دون ان تشترطوا على الاخوة الاحوازيين ان يتسننوا او يغيروا مذهبهم لانكم بذلك تخدمون الاحتلال وايران عندما تحولون الصراع العربي- الفارسي لصراع طائفي، وانا اشك هنا بكم وكانكم متفقين مع ايران على تفتيت وتشتيت جهودنا، او ان الذي يحرككم انتم وايران واحد يريد تمزيق نضالنا وتحويله الى صراعات بينية تبدد قوانا.
هذا وفي الختام اعود فاعرج الى ان الجبهة العربية لتحرير الاحواز كانت وفيه حتى لاختيارها صفة العربية للتعريف باسمها واهدافها.وانا هنا اعود فاقدم شهادتي للتاريخ على ادوار ابطالها ومقاتليها في المقاومة العراقية بقيادة القائد الميداني المناضل العميد ابو ميثم لتثبت انها كانت جبهة عربية بانتمائها وادوارها النضالية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
شبكة البصرة
|
الاربعاء 30 رجب 1433 / 20 حزيران 2012
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الجمعة، 22 يونيو 2012
كلمة الدكتور موسى الحسيني، في المؤتمر العام الثامن للجبهة العربية لتحرير الاحواز الذي انعقد للايام 15-16/6/2012 في مدينة ارفيكا السويدية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق