قصتي مع لواء الذئب.. والآمر الذي يهوى قتل عشرات المعتقلين الأبرياء يوميا..! - احد منتسبي لواء الذلّة يروي حقيقة الارهابيين المزعوم القبض عليهم ويفضح المستور
كل منا له الف قصة وحكاية بعضها يستحق ان نقف عنده والاخر نحاول ان .. نشرب بعده الماء وان كان كالحسك ...
اليوم سنقف عند قصة التكسي ولواء الذئب
في يوم من ايام بغداد الجديدة وتحديدا في صيف عام 2008 خرجت من داري لقضاء امر يتطلب مني العجلة .. والسرعة تتطلب استأجار تكسي وتعلمون كم كانت الاجرة حينها وكيف كان السائق يرفع خشمه عندما يكلم الراكب وكانه يستقل الاير باص ..وكيف يقول .. ما اروح ...هذا ان تكرم ورد ..! فبالغالب كان يضغط دواسة البنزين ويغادر .. طبعا هم زين ما ينزل وياخذلة راشدي او اثنين لان المواطن استوقفه ولم تعجبه الاجرة او الطريق ..كل ذلك بسبب ان السيد المالكي لم يكن قد اكرمنا بسيارات السايبة التي قصمت ظهر الكروة واصبح بالامكان اليوم ان يستاجر المواطن جميع السيارات السايبة وغيرها التي لمحته عندما خرج من داره وتوقفت بكل ادب لانتظاره في راس الشارع هذا الم ينزل احد السواق للتفاوض قول وصول المواطن الذي يتبين فيما بعد اما انه ينتظر الكية .. او الخط ... وطبعا مو مشكلة ابنزين فقد وفر السيد الشهرستاني كافة انواعه والزيوت ايضا .. ولا السيطرات التي تحتشد السيارات فيها بالعشرات لان عنصر السيطرة قرر ان يمازح احد السواق ان لم تكن قد اصبحت جلسة عتاب لان السائق نسي ان يجلب له باكيت المال بورو ( طبعا هذا ليس المارل بورو الذي نعرفه ) ...!
..! اعود لموضوعي
هدى الله احد السواق الشباب وتكرم ووافق على شروطي لاصعد معه وتم ذلك .. المصيبة كان الطريق يعج بالسيطرات ذاك اليوم ولكوني بسيط الحال فلم اميز بينهم وكنت اسميهم (خطية الحرس الوطني ) ... التفت الي السائق والشرر يتطاير من عينيه صارخا وبلهجة جنوبية ( خطية شنو ؟ هذولة مغاوير الداخلية ... اكبر خوات ............... ) اسكتتني صرخته لبرهة ... لكن صاحبي تمادى بتلك الكلمات التي كان يطلقها على ( تلك المغاوير ) فكان لا يعبر سيطرة الا اعطاهم المقسوم ....
الان جاء دوري
ما قصتك ياهذا ؟
القصة الحقيقية على لسان صاحبها
انا خريج كلية .... قسم .... وان من المفروض ان اكون مدرسا اليوم ولكن بظل هؤلاء لا مكان لكل من يحمل شهادة ( يريدون بس الجهلة اللي مثلهم ) ولكوني معيل لعائلة كبيرة أهل وزوجة واخوة ما كان مني الا ان اركض وراء اي فرصة عمل وقد جاني الخبر من خلال البسبسة ان الداخلية تطلب (جماعتنة) ليكونوا في المغاوير في اليوم التالي ركضت مستصحبا المستمسكات الاربعة وذهبت الى الوزارة ... وكم فرحت لان الامر صدر بنفس الساعة وتم ابلاغنا بالتوجه فورا الى النعمانية في الكوت للدورة التي مدتها ثلاثة اشهر ..
الفرحة خلال تلك الفترة بأني ساكون ضابط مسحت كل التعب والشجون وبعد مضي شهران ونصف وبدون راتب جائنا الامريكان وتم تجميعنا وكانت الافكار تراودنا عن ما سيكون وهل حان وقت التخرج ام هم قد جلبوا رواتبنا او او ... وليس المجال لذكر كل ما كنا نفكر به .. المهم حضر العريف الذي كان يرافقه امر المعسكر كالكلب وسيده ... !
نظر الينا الامريكي واشار بيده الى منتصف المجموعة وقال اللي على اليمين ضباط واللي على اليسار جنود ومراتب شرطة ... صرخت ولكني خريج !!.. لم اشعر الا وكفخة على الرأس من احد الذيول العراقيين وارفقها بكلمة اصمت ... سكتت وأمري الى الله وقررت ان اتركهم ولكن لوم من معي بضياع تعب الثلاثة اشهر جعلني اتراجع عن قراري لحين استلام الراتب.. جاء وقت التخرج ولا راتب وصدر أمر نقلي الى احد افواج لواء الذيب الذي كان مقره محافظة ديالى وفعلا ذهبت الى الفوج ومنذ صباح اليوم التالي تم اخراجي بسيطرة على الطريق ولكوني جديد فلم يتم ايجازي او اكلف باكثر من القيام بالحراسة للعناصر التي تكلف بواجب تفتيش السيارات ...
في اليوم الاول تمكن عناصر السيطرة من القبض على 25 من ( الارهابيين ) وقد تكررت الحالة لمدة اسبوع ... ولكوني ممن يحمل من التفكير بعضه فقد بدأت بالتسائل ... تم القبض على اكثر من 150 شخص خلال هذا الاسبوع ولم ارى عمليات نقل لهؤلاء الارهابيين كما وان الموقف لا يتسع لاكثر من 25 .. المصيبة انني لم ارى اي منهم في الموقف في كل صباح .!!. وكنت اجيب نفسي مرة مبارك لجهود المحققين الذين لم يغفوا لهم جفن الا واطلقوا سراح الابرياء .. بمعنى انني بت اشكك بصحة كون من نلقي القبض عليهم هم ارهابيين وهو مجرد شك لا اكثر .. ولكن السؤال الذي حيرني ان منع التجول يبدا في السابعة مساءا وينتهي في السابعة صباحا .. كيف يخرج هؤلاء.!
لم ينغص علي شيء ذلك الاسبوع سوى صوت الرصاص الذي اسمعه كل اليوم ما بعد الساعة الحادية عشر ليلا وكانما نحن على موعد على هجوم يومي عند ذاك التوقيت ... في اليوم الثامن قررت ان اسأل احد الذين تقربت منه .. اين السجناء الذي اعتقلناهم ... ليتني لم اخلق لاسمع ذلك ..... ان الآمر يتعشى بهم ليلا .!!!! ماذا؟؟!
الامر يعدمهم مساء كل يوم .. حيث لا يسمح لهؤلاء ان يوسخوا مقرنا ... اختلطت لدي كل المفاهيم .. ليت الصبح ياتي ... ولن اقول كم كان طويلا ذلك اليل ؟؟ في الصباح كانت ملابسي المدني ( التراكسوت ) تحت ملابس الذلة والعار وحال خروجي لنصب السيطرة تواريت عن الانظار متوجها الى داري في بغداد .. وخلال ساعة استلفت مبلغا من المال وهو ما يكفي لايصالي الى السماوة ... عملت فيها لسنتين ... والان عدت الى بغداد ... الان قلي بربك اليسوا خوات ...... ؟
هذه قصتي مع لواء الذيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق