قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 8 يونيو 2012

عبدالواحد هواش*:اليمن يَتََمَزًقُ.. وذوو الجهالة يلهون بأسلحتهم!


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اليمن يَتََمَزًقُ.. وذوو الجهالة يلهون بأسلحتهم!
شبكة البصرة
عبدالواحد هواش*
شاء غبائنا السياسي، وتخلفنا الاجتماعي، وحقدنا على بعضنا، وعجزنا عن الوصول إلى قواسم مشتركة فيما بيننا، وتفريطنا بمقتضيات وموجبات الانتماء للوطن والأمة، وشاءت عبودية بعضنا الجاهلية المتخلفة لشهوة ونزعة التسلط والحكم، أن نُسَلم مصائرنا ومستقبل أجيالنا في نهاية مطاف (ربيعنا الدامي)، لما يُسمى (بالمجتمع الإقليمي والدولي!؟)، فيما شاءت إرادة هذا المجتمع (الوصي) الذي سلمناه مقاديرنا، أن تُعيدنا إلى مرَبع ما قبل العام 1997م... حيث تجد قوى الوصاية هذه لمصالحها ومخططاتها مساحة مضمونة، وحاضنة دافئة وآمنة لفيروسات مشاريعها المعروفة!!.. وحيث تصبح ثوابتنا الوطنية والقومية كـ(الهوية والثورة والوحدة) مطروحة على (بزار التفاوض والمساومات!؟)، إنه مربع " التقاسم والمُحاصصة " المقيتة، التي من شأنها إعادة هذا الشعب الذي دفع الغالي والنفيس للخروج من نفقها الخبيث عام 1997م، إلى حظيرة مراكز القوى المتنفذة (الحزبية منها والقبلية والدينية)، التي كانت هي ذاتها الحاكمة في العهد الشمولي لما قبل إعادة تحقيق الوحدة المباركة!!، ليكون حالنا – بعد كل التضحيات الجسيمة التي قدمها شعبنا قرباناً لانتصار الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية – مُعَبراً بأدق التفاصيل عن ذلك المثل الشعبي العربي المُتداول القائل (كأنك يا أبو زيد ما غزيت!؟)، ومُؤكداً لقول متنبي عصره الشاعر الكبير المرحوم/عبد الله البردوني (طيب الله ثراه) في مطلع قصيدته المعنونة (خاتمة ثورتين) :
يا سبتمبر قُل لأكتوبر ...  كلٌ منًا أمسى في قبر
بين القبرين، نحو الشبرين ... أترى الحفًار أطالَ الشِبر!؟

كثيرةٌ هي الجهات، المحلية منها والإقليمية والدولية، التي تفننت خلال العامين المنصرمين وعن قصد، بتأليب القوى في الساحة على بعضها، وبقلب الحقائق وتشويه المواقف في بلادنا، وبتسمية الأشياء والأحداث والوقائع بغير مسمياتها!!، واجتهدت – كلٍ منها بما يخدم ويُحقق أجندتها المرسومة - في تَسْخِير كل قدراتها وإمكانياتها المعنوية والمادية الفكرية...الخ - بما فيها الكذب-، لجر البلد إلى مُستنقع الأزمة الخانقة، التي لا زلنا إلى اليوم نكابدُ ويلاتها، ولا يعلمُ إلاً الله إلى أي منزلقٍ منتهاها!!؟.. واليوم أصبح معلوماً للجميع أن بعض بلدان هذا المجتمع (الوصي!؟)، - من خلال ممثليها ومندوبيها في بلادنا، الذين مُنِحوا صلاحياتِ وسُلْطان وسُلطات الأمر والنهي والتوجيه والرقابة على (دولة المبادرة والوفاق الحزبي) ومؤسساتها المختلفة - بما فيها العسكريةِ والأمنية -، تلك الدول هي ذاتها أداةَ التخريب للصفِ الوطني، ومصدر التوتير للأجواء المشحونة أصلاً، وسبب تفجير المواقف بين أطراف الأزمة، بالعقبات التي تضعها أمام الحلول الوطنية،وبالتدخلات الفجة والاستفزازية التي تمارسها، وتؤدي إلى تعطيلِ وعرقلةِ كل محاولةٍ جادةٍ ومُخلصةٍ تهدفُ إلى التهدئة وفرض الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي في البلد، وذلك كي تتمكن هذه البلدان، في ظل هذه الظروف المشحونة بالعداء والتوتر والتمترس والاحتراب، من توظيف وتوجيه أطراف الأزمة المُتناحرون واللاهثون لإرضاء دول (الوصاية) بأي ثمن كان، في مشروعها المُسمى (بالقضاء على إرهاب القاعدة والحوثيين!!؟)، الذي تعتبرهُ أمريكا والدول الغربية عموماً، أولويةٌ إستراتيجية لمصالحها، تتقدم على كل ما عداها من أولويات في المنطقة والعالم، وهو الأمر الذي قد لا يتحقق على النحو الذي تأملُ فيه هذه الدول، فيما لو تحققت المصالحة الوطنية الحقيقية، وتوافق الجميع على تغليب المصالح الوطنية والامتثال لمُقتضياتها الأخلاقيةِ والدينيةِ والقوميةِ، وتحقق الاستقرار وعادت الأوضاع كما كانت عليه قبل الأزمة!؟.
زُيٍنَ لمراكز القوى (القبلية والدينية المتحزبة) حُب الاستئثار بالسلطة والحكم، كما زَيًن الشيطانُ للناسِ حُبِ الشهواتِ، خاصةً وقد ذاق معظم - إذا لم يكن كل - رموز هذه القوى وقادتها عسل السلطة طيلة 22عاماً، ودُفِعوا - بتشجيعٍ ودعمٍ غربي وإقليميًٌ مشروطٍ – لتفجير الأوضاع على غير هُدى!!، وبغير تبصرٍ لعواقبها المدمرةِ عليهم وعلى غيرهم وعلى البلد بشكلٍ عام!؟، فَحَصَدَ الجميعُ – بدونِ استثناء - الخيبة والخسران، وتحَمًلَ المُتصارعُون إثمَ ووزرَ خطاياهم وجُرْم بعضهم بحقِ بلدهم وبحقِ هذا الشعب الصابرِ المُحتسب!!؟، وبدلاً من أن يَصِلوا إلى سَدًةِ الحكم والسلطةِ، ِ أصْبَحوا جميعاً تَحْتِ رَحْمَةِ الوصايةِ الإقليميةِ والدوليةِ!؟)،يأتمِرونَ جميعاً بأمرِ (السفير الأمريكي/ومندوب بانكيمون/وسفير الإتحاد الأوروبي!!؟)، وسَيْفُ العقوبات فوقَ رِقابِ الجميع!!؟؟.
بلدنا اليمن يقفُ اليومَ على حافةِ الإفلاس!!.. ولا أظن أنً استجداءِ ودموع (رئيس وزراء الوفاق الحزبي – القبلي) محمد سالم باسندوة، التي سَقَتْ كلً منبرٍ أطلً منه، و سَفحَ ما تبقى منها في بلادِ الأناضول مؤخراً، قادرةٌ بأي حالٍ على مُعالجةِ الكارثةِ التي تَسبَبَ وتسببت بها مراكز القوى والأحزاب المُشكٍلَةِ لوزارته!؟، ويَعْلمُ الجميع إن الدول المانحة لا يُمكنُ أن ترمي أموالها في البحرِ لِخاطِرِ دموعٍ ذرفها (س) من الناس لاستجداءِ عواطفهم مهما كان موقعه، ومهما كانت دراميةِ مشهد النحيب، ولكنها تُقررُ مُساعداتها في إطارِ ومن خلالِ رؤيةٍ وإستراتيجيةٍ تَضَعُ في أولوياتها مردودِ ما ستقدمهُ على مصالحها الحيوية في البلد أو المنطقة المعنية، وباشتراطِ أن يكونُ الدعم في بلدٍ مستقرٍ أمنياً وسياسياً، تستطيعُ فيهِ استثمارِ نتائج ما تنفقهُ من أموال، فهذه الدولُ ليست جمعياتٍ خيرية!!؟.. وهي الشروطِ والمُعطيات التي لا يبدو في ظل الظروف والحالة الراهنة، إن دول (الوصاية) هذه، وبالذات أمريكا والدول الغربية، مستعدة لتأمينه أو المساعدة على تأمينه في اليمن، لأنه لا يخدمُ مشاريعها ومخططاتها في المنطقة، وبالذات مشروع (الفوضى الخلاقة)، الذي يُتيحُ لها بحريةٍ وبدونِ عوائق ومنغصات – كما هو الحال في أفغانستان وباكستان والعراق – تنفيذِ برامجَ ما تسميهِ بالحربِ على الإرهابِ، وتأجيجِ التناقضِ والاحترابِ المذهبي والطائفي في المنطقة، للقضاءِ على الهويةِ القومية للأمة العربية، وبالتالي القضاء على الوعاءِ الحاضن للرسالةِ المحمديةِ السمحاءِ (رسالة الإسلام)، خاتمة الرسالات السماوية، التي كرًمَ الله أمةِ العرب بحملها وتبليغها للعالمين، وأُنزِلَتْ للبشريةِ (بلسانٍ عربيٍ مبين) وستكونُ بمشيئةِ الله العظيم لُغةِ أهلِ الجنةِ، كما أنه الشرطُ الذي يَصعبُ تحقيقهُ في ظل حكومةٍ محكومةٍ من قبل مراكز قوى متصارعة ومتناحرة، ولا تملكُ القدرةَ على اتخاذِ قراراتها بشكلٍ مستقل!.. وفي ظلِ حكومةٍ لم تستطع حتى هذه اللحظة، تأمين شوارعَ العاصمةِ صنعاءَ، التي شُطٍرَتْ بِفِعلِ الأزمةِ إلى أربع مقاطعاتٍ، تُسيطرُ على كلٍ منها إحدى المليشيات المسلحة التابعةِ لهذا الطرفِ أو ذاك من أطراف الصراع العبثي، ناهيكم عن بقية محافظات الجمهورية!!.
إن الخروج من هذا المأزق الوطني الخطير، المُهدد للوطن كهوية وثوابت رُسخت بآلاف الشهداءِ وأنهارٍ من الدماء، يتطلًب من أطرافِ الصراع، وقفة شجاعةً مع النفس، يتغلًبُ فيها الولاءُ الوطني المُجَرد من الأهواءِ على كلِ ما عداه، لإعادة النظر في مسألة التقاسم والمحاصصة، والاتفاق على تشكيلِ (حكومة تكنوقراط) من كفاءات غير حزبية متفقٌ عليها، تُعطى كامل الصلاحيات لتنفيذِ بنود المبادرة الخليجية دون وصايةٍ من أحدٍ أو جهة، لتقودُ المرحلة صوب مؤتمر الحوار الوطني، بعقليةٍ متحررةٍ من العصبيات الحزبية والقبلية والمناطقية، لا تأتمرُ إلاً بتوجيهات رئيس الجمهورية، ولا مَرْجَع لها سوى المبادرة وآليتها التنفيذية، وكذلك الأمر بالنسبة للجنة العسكرية وتشكيلها.. ما لم، فإن المصالح الحزبية والقبلية والمناطقية، إضافة إلى الإرادات الأجنبية المشبوهةِ،التي تعصفُ اليوم بنسيجنا الوطني، ستقودُ الأوضاع شئنا أم أبينا، إلى فوهةِ بركانٍ يهددُ مصير البلد ومستقبل أجياله، ويُحولنا إلى شعوبٍ وقبائلَ متناحرة لا تعرفُ طعمَ الأمن والأمان!!.

إن ضُعف وتراجع قوى التحديث، وعجزها وفشلها في تحديد أولوياتها، وصياغة تحالفاتها، جعل اليمن اليوم ترزحُ تحت رحمة مراكز القوى التقليدية، التي أعمى بصرها وبصيرتها بريق ومغريات السلطة والحكم.. فحشدت كل قواها وإمكانياتها، وعقدت العزم على أن تعمل بكل الوسائل المشروعة والغير مشروعة، للوصول إلى السلطة مهما كانت الأثمان!!؟، وفي طريقها نحو السلطة، قررت أن تدوسُ وتُدَمرُ كل ما يُصادفها!!؟، فأصبح حال اليمن اليوم، كحالِ عصفورة الشاعر قيس ابن الملوح، الذي شبًه حالته بعد الهجر بها وهي تكابدُ الموت في يد طفلٍ لا يَعقل!! عندما قال:
رمتني يدُ الأيام عن قوسِ محنةٍ... فلا العيش يصفو لي ولا الموتُ يقربُ
كعصفورةٍ في كفِ طفلٍ يزُمها... تذوقُ حياض الموتُ والطفلُ يلعبُ
فلا الطفلُ ذو عقلٍ يرقُ لِحالها... ولا الطيرُ مَطلوق الجناح فيذهب!؟

ولك الله يا وطن.

*الرفيق عبدالواحد هواش مناضل بعثي يمني وهو نائب امين سر قيادة قطر اليمن للبعث
شبكة البصرة
الخميس 17 رجب 1433 / 7 حزيران 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق