قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 22 يونيو 2014

السيد زهره : أوباما والعراق وحبل الكذب القصير

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أوباما والعراق وحبل الكذب القصير
شبكة البصرة
السيد زهره
أحد المشاكل الكبرى للرئيس الأمريكي اوباما انه ضعيف متردد وليست لديه الجرأة او الشجاعة الكافية كي يعلن مواقفه بحسم ووضوح ويدافع عنها.
اوباما يظن ان بمقدوره عبر تصريحات لا معنى لها، وعبر اكاذيب يرددها، ان يجمع بين المتناقضات، وان يرضى كل الأطراف،وان يخفي حقيقة مواقفه وانحيازاته.
وليس أدل على هذا من المواقف التي اعلنها في تصريحاته خلال الأيام القليلة الماضية من التطورات التي يشهدها العراق.
اوباما في الاعلان عن مواقفه مما يجري في العراق لجأ الى الكذب الصريح والتضليل المتعمد. لكن فات عليه ان حبل الكذب قصير كما يقال. والعجيب انه هو نفسه وفي نفس هذه التصريحات التي اعلن فيها مواقفه اثبت ذلك، وفند اكاذيبه بنفسه.
ولنتأمل الأمور التاية.
بداية، اطلق اباما كذبة تاريخية كبرى مفضوحة مستفزة جدا حين قال ان" امريكا وتضحياتها اعطت العراق فرصة لاقامة نظام ديمقراطي مستقر وليعمل فوق خطوط الطائفية، لكن الفرصة ضاعت".
من في العالم كله يمكن ان يصدق هذه الكذبة الكبرى؟
اوباما نفسه اول من يعلم انه يكذب. هو يعلم جيدا جدا ان أمريكا بالذات واحتلالها الغاشم هي التي اسست للطائفية المتوحشة في العراق، وهي التي نصبت وعن عمد تام هذا النظام الطائفي القبيح ووضعت مقادير الحكم في العراق بيد قوى ومليشيات شيعية طائفية يقودها المالكي، وهي التي رعت عمليات المذابح الاجرامية التي تعرض لها اهل السنة. واوباما يعلم جيدا ان ما يشهده العراق اليوم ليس الا نتاجا لما خططت له ونفذته امريكا في العراق.
واوباما في تصريحاته حاول ان يعطي الانطباع بأنه في ظل ما تشهده العراق اليوم، ينتقد نوري المالكي وطائفيته، وطالبه بأن ينفتح على السنة والأكراد وجميع الطوائف في العراق.
لكن في نفس التصريح الذي قال فيه هذا الكلام، سرعان ما اثبت انه كاذب وان هذا الكلام لا يعبر عن موقفه الحقيقي من المالكي ونظامه الطائفي، وانه في حقيقة الأمر فان امريكا منحازة تماما الى هذا النظام الطائفي القبيح.
ففي نفس الكلمة الي ردد فيها هذا الموقف، سرعا ما اعلن انه سوف يرسل 300 مستشار عسكري امريكي من القوات الخاصة لمساعدة نظام المالكي في المعركة التي يخوضها ضد المسلحين السنة وضد المناطق السنية، بل واعلن ان امريكا مستعدة للقتال بجوارالمالكي بتوجيه ضربات عسكرية محددة.
اذن، اوباما قرر ان يقف عمليا وبكل قوة بجانب نظام المالكي الطائفي وضد اهل السنة في العراق، وان يحارب بجواره على امل ان يخرج من هذه المعركة فائزا.
من في العالم يمكن ان يصدق بعد هذا أي كلام يقوله اوباما عن ضرورة الحوار بين الطوائف وعن ضرورة تجاوز الطائفية او يصدق انه ينتقد طائفية المالكي؟
وبنفس النهج تعامل اوباما مع ايران وموقفها وما تفعله في العراق.
اوباما حاول ان يعطي الانطباع بأنه ينتقد مواقف وتصرفات ايران في العراق حين دعا ايران الى الا تتخذ موقفا طائفيا في العراق، والى توجيه رسالة الى كل الطوائف العراقية والا تنحاز الى الشيعة فقط.
اوباما نفسه يعلم ان هذا الذي قاله عن ايران كلام ليس له أي معنى على الاطلاق. ففي اليوم السابق مباشرة لكلامه هذا، كانت امريكا قد اجرت محادثات مباشرة مع ايران وحدها لبحث الأوضاع في العراق وتنسيق المواقف.
كيف يمكن لأحد ان يصدق اوباما حين يريد ان يوحي بانه ينتقد المواقف الايرانية؟. وغير هذا، هو يعلم تماما ان ايران تقاتل فعليا بشراسة مع قوات المالكي الطائفية وضد اهل السنة في العراق، لكنه لم يقل كلمة واحدة عن هذا.
حقيقة الأمر اذن ان كل هذه الأكاذيب التي يرددها اوباما لا يمكن ان تنطلي على احد ولا يمكن ان تخفي الحقيقة.
والحقيقة هي ان امريكا تقف بقوة دفاعا عن النظام الطائفي في العراق وتعادي اهل السنة في العرا ق ولا تريد ان يكون لهم شأن او كلمة في حكم العراق.
والحقيقة هي ان اوباما متواطيء مع ايران ويلتقي معها عند نفس المواقف الطائفية التي لا تستهدف العراق وشعبه فقط وانما تستهدف المنطقة كلها.
المفروض ان يفهم اوباما، او يقوم مستشاروه بافهامه، ان دول الخليج العربية وكل الدول العربية لايمكن ان تنخدع بهذه الأكاذيب وهذه التصريحات، فحقيقة التآمر الأمريكي والتواطؤ مع ايران في العراق وفي المنطقة كلها اقوى من كل اكاذيب واي تصريحات مثل هذه يدلي بها.
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق