قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الخميس، 19 يونيو 2014

باقر الصراف : خرافة "الرأي" و"الرأي الآخر" في وسائل الدعاية السياسية الموالية لإيران

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
خرافة “الرأي” و”الرأي الآخر
في وسائل الدعاية السياسية الموالية لإيران
شبكة البصرة
باقر الصراف
كاتب عراقي مقيم في هولندا
 ـ 1 ـ
في خطابه المكتوب الذي ألقاه بمناسبة توليه منصب رئاسة جمهورية مصر العربية ـ وإلقاء الخطب المكتوبة هي إمتياز قي حد ذاته لأي زعيم سياسي يحترم نفسه ويحترم سامعيه ـ... في ذلك الخطاب حدد السيد عبد الفتاح السيسي: القائد والزعيم، رؤيته الفكرية والسياسية لطابع المرحلة التاريخية القادمة، وفي هذا الخطاب ـ كذلك ـ حدد التوجهات السياسية المصرية الداخلية ـ أساساً ـ على ضوء الأزمة البنيوية العميقة التي تشهدها السياسية المصرية والمتطلبات الإستراتيجية التي تستحثها عمليات االتفلت من صعوباتها المتراكمة بفعل عوامل متشابكة وعديدة. ويمتلك الرئيس عبد الفتاح السيسي ضميراً سياسياً نظيفاً ومخلصاً مرصوداً من قبل بعض الكتـّاب المتابعين، فلم يتورط بأي جانب من جوانب الفساد المعمم منذ بدايات المرحلة الساداتية، بلهَ يتبدا في خريطة الزعامات العربية والواقع الإجتماعي المصري ناصع البياض والشفافية “الزجاجية” الرائقة، مثلما يتجسَّد “رمزاً” وطنياً مُنتَخَباً من قبل قرابة الأربعة وعشرين مليوناً من المواطنين المصريين : تشكل النساء الكادحات والعاملات والفقيرات والموظفات ذوات الدرجات المتواضعة والفلاحين المسحوقين أغلبيتهم، وذِكْر الطبيعة الطبقية والإجتماعية للذين أدلوا بأصواتهم تأييداً للسيد السيسي يعَّد عُنصراً هامّاً في التقويم السياسي على المستوى العالمي للجنوب: كون هذه الفئات تُعَّدُ القاسم المشترك للقوى الإجتماعية المسحوقة خلال الظرف الإجتماعي الراهن والمرحلة السياسية القائمة في البلدان غير القاطنة في القارة الشمالية: الدولة الأمريكية وبلدان أوربا الغربية وكندا، أي في عموم بلدان الشمال الغني المسيطر على العالم، أولاً، والطبيعة الطبقية ووذكر الواقع الإجتماعي الإجتماعي تعبِّران بشكل ملموس عن الإتجاهات الحقيقية لأي إصلاح وطني وجذري، في مناطق العالم الجنوبي المُستغل والمُضطهد، ثانياً.

والخطاب السياسي المكتوب الذي أعِــدَّ بدقة فكرية وسياسية لافتة، ووفق رؤية سياسية إستراتيجية كما يبدو، كان بمثابة برنامجٌ سياسيٌ وطني داخلي تتطلبه عملية العبور من خلال تحولات إجتماعية ضرورية أو مفروضة وليست مطلوبة فقط... عبوره بمجتمع مرَّ بعملية تجريف فكري وسياسي وإجتماعي على مدى عدة عقود زمنية صارت أغلبية أفراده وطبقاته ـ ما خلا المتسلقين والملتفين حول قيادات السلطة التنفيذية ـ مجوفة وخاوية وممسوخة للدرجة التي أصبحت سمات الكدية والإنحراف والسرقة وإنتهاك حرمة حياة الأطفال وشرفهم بإغتصابهم أو قتلهم، وظواهرة التحرش الجنسي، والتعديات على الأموال العامة ومصالح الدولة، تشغل البرامج التلفزيونية وتمتليء بها الصحف اليومية من خلال رصد ونقل أنبائها المفزعة.

وهذا البرنامج السياسي يعطي الأمل لمجموع أبناء الشعب بالتجاوز للواقع المأساوي المتفاقم لكي تَظهَر مصر “قد الدنيا” وتُجسـِّد بالتالي واقعاً سياسياً ملموساً تتمكن قيادتها السياسية المخلصة من إعتبار وضعها للدولة المصرية وسياستها العامة بموقع: “المركبة القيادية” التي بمقدورها سحب “حـُطام” الوضع العربي من مستنقع الغرق والعيش على هامش التاريخ الإنساني، من ناحية أولى، وكذلك تضع هذا الإحتمال: أي إنجاز “إمكانية نجاح هذا الحُطام” في مواجهة مخاطر أجنبية مختلفة التشَّكُل السياسي، ولكنها ـ وبالتأكيد ـ تجمع على التناول الشرِه لأجزاء الأمة العربية قطعة قطعة، من الناحية الثانية.

هذه الرؤية السياسية التي تحاول جَسَّ نبض الواقع المرير نصطفيها من الناحية النظرية التي تحاول عبر ذلك الخطاب المكتوب بعناية، تلمس الواقع السياسي ومآزقه المختلفة للوطن المصري والأمة العربية، ولكننا نؤمن كذلك بأنَّ إرادة القيادة السياسية هي الحلقة المركزية الأهم في سلسلة التطورات المتوقعة التي ينبغي لها أنْ تحذر منذ الخطوة الأولى “تجار الدين”... “تجار الأنفاق والإرهاب”...”تجار المقاولات”...”تجار التصفيق الذين يتلمظون الإستغلال الأرباح من دون حق”... “تجار الكلمة المنافقة”... “التجار المرتبطون بالأجنبي تحت شعارات ما يُسمى بحقوق الإنسان وينفذون تعليماتهم”... وغيرها من مخاطر سياسية تحيط بالمستقبل الوطني المصري والرئيس المنتخب.

وإذا كثفنا كل ذلك وفق ما نتصور، فينبغي لنا أنْ نقتطف زهرة فواحة من شجرة النصائح التي رعاها طيلة العام الماضي تقريباً، الرئيس المستقيم السيد عدلي منصور... وهي زهرة تبُّثُ أريجها الدائم وقدمها إلى السيد السيسي: “إياك وبطانة السوء، فهي آفة كل حاكم“، لذ ينبغي عليَّ القول البات: أيها الرئيس المنتخب، عليكم الإعتماد على بصيرتكم النفـّاذة ومشاورتكم للوطنيين لمخلصين، وإرتكازكم إلى تاريخكم الناجع الناصع وتنمية دروسه السياسية الإيجابية، وجعل العدل والإنصاف ميزان نواياكم وممارساتكم القائمة دوماً.

أما في مجالات التطبيق العملي الذي نتحسب قدومه بتفاؤل نجاح “ذي الهمة الذي يحيي الأمة”، كما قلنا سابقاً، فيتعلق الأمر بـ”المستقبل المرتقب” المرجو للجميع ومن قبل الجميع، إذ أنَّ أمره في علم الغيب وسيكون العمل الشاق والإعتماد على الذات منتجته بالتأكيد، فيما إذا تشارك المجموع الوطني المصري معكم بالعمل المخلص والفاعل، لكن “أمر هذا اليوم هو لنا”: وهو البرنامج السياسي الذي جسده ذلك الخطاب المكتوب، كما تشدو كوكب الشرق: أم كلثوم في الرباعيات المترجمة من قبل الشاعر الغنائي الكبير أحمد رامي، وبالله المُستعان..

ـ 2 ـ
لقد إنصبَّت معظم الكتابات المؤيدة للتوجه السياسي المصري الجديد على رصد معمَّق للواقع السياسي المصري، وأغلبيتهم تؤكد على ضرورة وعي الإستخلاص السياسي الهام جداً الذي كثفه الرئيس السابق السيد عدلي منصور بضرورة القطيعة التامة مع إنتهازيي التملق ومقتنصي الفرص على حساب الشعب، وهو الأمر الذي يعفي أي محب لمصر وشعبها من إضافة المزيد في هذا الميدان، إنْ تمكن هذا المحب وإستطاع. ولكن نريد لفت الأنظار إلى جانب مهم وحيوي من البرنامج السياسي المطروح في تلك الكلمة الهامّة التي ألقاها السيد عبد الفتاح السيسي والتي جاء فيها: “فمصر الداخل هي التي تمتلك محدِّدات وقُدرات هي التي ستوجه دفة سياستنا الخارجية وهي التي ستحدد موقعنا على الصعيد الدولي، فكلما كانت جبهتنا الداخلية قوية وموحدة واقتصادنا قوي كلما كان قرارنا مستقلا وصوتنا مسموعاً وإرادتنا حرة، فإن مصر العربية يتعين أن تستعيد مكانتها التقليدية، شقيقة كبرى تدرك تماما أن الأمن القومي العربي خط أحمر، أما أمن منطقة الخليج العربي فهو جزءٌ لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. إننا بحاجة إلى مراجعات شاملة لكافة أوجه آليات العمل العربي المشترك، لا أنْ نجتمع ونتحدث بل نتخذ القرارات الكفيلة بتحقيق أمننا العربي المهدد في العديد من دوائره”..

في هذه الفقرة الهامّة، والهامَّة جداً، التي صيغت بدقة من منظور سياسي إستراتيجي، سينصب حديثنا الراهن على ضوء التجارب السياسية المعاشة ودروسها السياسية الغنية والثمينة.

ينطلق هذا المفهوم: مفهوم الأمة العربية ومفهوم الخليج العربي، من الإلتزام بالمعايير التاريخية والجغرافية التي تحددها التركيبة الإجتماعية والقومية للمنطقة، فهناك سبع دول عربية تطلُّ على منطقة الخليج العربي، هذا هو واقع الحال الجغرافي الأساسي، والأرض الأحوازية العربية المحتلة من قبل إيران بشكل رسمي منذ العام 1925 هي في حوزة إيران في الزمن الراهن، والتي تجعل منها مبرراً دعائياً للزعم السياسي بأنه“الخليج الفارسي”... بله تبلغ الوقاحة السياسية منتهى مخاتلاتها عندما تدعـِّي أنّ القاهرة: قاهرة الرئيس جمال عبد الناصر، قد تلاعبت في مفاهيم الطبيعة الجغرافية والتاريخ الإنساني وأبدلت المفاهيم التاريخية لـ”حقائق سياسية ثابتة” لصالح مقولات ذاتية بحتة: يقول الشاه الإيراني المقبور محمد رضا بهلوي في حوار صحفي أجراه معه السيد الأستاذ محمد حسنين هيكل “ لماذا قررتم فجأة قبل عدة سنوات تغيير الطبيعة والتاريخ ثم نسيتم وصف الفارسي ورحتم تسمونه بالخليج العربي... لماذا؟ أسألك لماذا” [1].

إن تناسي الطبيعة القومية للأرض الأحوازية والتي يقطن فيها حوالي عشرة ملايين مواطن عربي أحوازي محرومون من أبسط حقوقهم، هو إفتئات على الحقائق الجغرافية والتاريخية والثقافية والأنثروبولوجية، فضلاً عن كون هذا التناسي يشكل مساهمة فعلية بعملية إغتيال جديدة لأحد علماء مصر وأبرز أفذاذها على مستوى العقول السياسية الأكاديمية، والأبرز من بين العلماء الجغرافيين العرب إنْ لم نقل العالميين: الفقيد الدكتور جمال حمدان، [2]، صاحب موسوعة عبقرية المكان... عبقرية مصر، ولكن للأسف الشديد فإن الأستاذ الكبير السيد محمد حسنين هيكل الذي ناقش الشاه محمد رضا بهلوي حول الإسم والمفهوم من موقع الدفاع عن التوجه السياسي المصري القومي العربي حول التركيب القومي للخليج العربي، الذي أخذ الرئيس جمال عبد الناصر به على ضوء الممارسات السياسية وإدراكه بنوعية المخاطر التي تحيط بالأمة العربية... أخذ ـ [أي الصفحة 322 و323] ـ يعمُقُّه ويرسخة خطوة عملية إثر خطوة نظرية تالية، وذلك خلال الصفحة التالية ونيف الصفحة، قد تراجع مؤخراً عن وجهة نظره السياسية السابقة، ربما جرّاء علاقات سياسية مع قيادات الدولة الإيرانية التي إستبدلت البرنيطة الشاهنشاهية الحاكمة لإيران، بالعمامة المذهبية الفارسية المتسلطة على الشعوب التي تعيش في إيران بالرغم من إرادة طلائعها، ويتجلى ذلك التراجع بالعديد من الكتابات والأحاديث، [3].

والمواقف السياسية المريرة الأخرى التي تناصر الهوى الفارسي العنصري هو تشبث المرشح الرئاسي الأخر:السيد حمدين صباحي: الشخصية العربية القومية الناصرية، وتمسكه بتكرار مواقفه السياسية في كل حديث سياسي أو مقابلة صحفية بذلك المفهوم، وإنْ كان بشكلٍ غير معلن، عبر الحذف المتعمد لمفهوم “الخليج العربي” وإلتزامه المتكرر بمفهوم “الخليج” من دون توفير أي محدد سياسي لمضمونه القومي العربي، والأنكى من ذلك هو تسليمه المُسبَق بالتنسيق المصري ـ الإيراتي لضمان “الأمن الخليجي”، دون التطرق لمحتوى الخط السياسي العنصري ـ الطائفي الإيراني إتجاه العرب كأمة وأقطار عربية، ولاشك أنَّ مواقفه السياسية على هذا الصعيد، تشكل نجاحاً “باهراً” للسياسة الإيرانية التي خططت لها وطبقتها إيران خامنئي / نجاتي حول مواقف بعض السياسيين الناصريين في مصر، التي تؤكدها وثيقة خطية يحملها أحد ضباط المخابرات الإيرانية تمكنت منأسره المقاومة الوطنية العراقية بعد مراقبة دقيقة له... تقول وثيقة الخابرات الفارسية بعجرفة مريبة ومنقطعة النظير لقد: “أصبح التيار الناصري معنا بغالبيته الساحقة وشاهدنا بسرور دفاع بعض الناصريين في مصـرعن جمهوريتنا وتصـديهم بقـوة لمحاولات إدانة مواقفنا في العراق”، [4].

ولم تكن المواقف السياسية للناصريين المصريين معلنة بمعزل عن مواقف بعض “القوميين العرب” في سوريا ولبنان والمغرب العربي في مناصرة الموقف السياسي الإيراني، رغم المواقف السياسية المشينة لجمهورية الملالي تجاه العراق الذى إحتلته الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مواقف سياسية تمتد جذورها السياسية إلى المرحلة العثمانية وتمنردت في أعوام العقد الستيني من القرن الماضي، [5].

وتجددت مواقفها السياسية تلك عملياً مجدداً منذ تدشين القيادات الإيرانية الراهنة لدورها العنصري الطائفي في المرحلة التاريخية التي أعقبت قيام ما يُسمى بثورتها الإسلامية، يقول أحد الخبراء في الشأن الإيراني: “لعبت المعارضة الأيديولوجية لإسرائيل دوراً لصالح هذا النظام قبل إنتصار الثورة. وبعد أنْ تولى الثوريون السلطة، تصرفوا بناءً على مباديء مختلفة. إحدى الركائز الأساسية للسياسة الخارجية للحكومة الثورية كانت “المعارضة الخطابية لإسرائيل، والتعاون العملي... مع الدولة اليهودية”، [6]،. وبينت التطورات السياسية التي أعقبت قيام وصعود سلطة الخميني وتحكمه في أوضاع إيران أنه “بدلاً من أنْ تجد إسرائيل نفسها أكثر إعتماداً على إيران، كانت طهران هي التي وجدت نفسها فجأة في حاجة ماسة إلى قدرة إسرائيل على الحصول على الأسلحة الأمريكية”، [7].

وهكذا نستطيع نستخلص الحقائق السياسية الإستراتيجية من لوحة التطورات السياسية الموضوعية التي سادت في إيران، “فلم تكن سياسة إسرائيل، [...]، ذاتية، بالمعنى المقصود بل كانت نابعة من أصول إستعمارية، جعلتها تدخل في محور واشنطن ـ طهران ـ إسرائيل، حيث كان شاه إيران يشكل قطب الرحى في المعادلة، خاصة في ظل العداء المستشري بين إيران والعراق، الأمر الذي سهّلَ مهمة إسرائيل التي لاذت بطهران”، [8]، لقد كان الشاه يبحث عن الوظيفة السياسية والدور السياسي لتحقيق مصالح إيران العدوانية، وأعاد الملالي الرقص على ذات الإيقاع الذي عزفته السي آي أي ذاتها خلال المرحلة الشاهنشاهية، تقول الخبرة السياسية التاريخية الرواية التالية :”لم يخفِ كروبي حقيقة أنَّ إيران في مأزق، وقال للإسرائيليين : ((يمكن أنْ تساعد أميركا على إنقاذ إيران من وضعها الصعب، إننا مهتمون بالتعاون مع الغرب، فلدينا مصالح مشتركة معه، ونرغب في أنْ نكون جزءاً منه))، [...]، عرض الإسرائيليون الذين أعجبوا برجل الدين مساعدتهم، [... قائلين]، ونحن أيضاً نرغب في الخدمة كجسر بين إيران والغرب، [... فقد] سعينا بجهد إلى تقوية إيران، [... و] المساعدة على بناء إيران قوية، وحرة ومعترف بها، [...]، وسُئِل كروبي إذا كان سيخبر جماعته بطهران بأمر إجتماعه مع الإسرائيليين، فردَّ كروبي بالقول :((أجل. ولكني لن أجاهر بذلك في الشوارع))، وبوجهٍ عام، كان الإجتماع بمثابة خرق كبير، وأوصى كيمشي في مذكرة رفعها إلى بيريز وشامير بمواصلة الإتصالات”، [9].

لقد أثمرت الجهود السياسية الصهيونية الإسرائيلية في فتح قناة إتصال أمريكية إيرانية “سرية” في ظل الصخب السياسي الثوري الذي تعالت صرخاته خلال السنوات الأولْ من وصول خميني للسلطة، والهياج المنفلت في “حرب الكلام لوجيا” ضد الشيطان الأكبر، إذ “سافر ماكفارلاين إلى إيران في 25 مايو / آيار 1986، برفقة المحلل المتقاعد في وكالة الإستخبارات المركزية جورج كايف، وهاورد تيشر العضو في مجلس الأمن القومي، وضابط إتصالات، توقف الوفد أولاً في إسرائيل، حيث إلتقى بنورث، ونير، وريتشارد في سيكورد، وهو لواء متقاعد في سلاح الجو الأمريكي، إنتهز نورث الفرصة لكي يقنع ماكفرلاين بالسماح لنير بالذهاب معهم إلى إيران، مصراً على أنَّ رفض ذلك سيكون بمثابة إساءة كبيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، فوافق ماكفارلاين على مضض. وصل الأمريكيون إلى مطار مهر آباد بطهران عند الساعة 9 صباحاً في 26 مايو / آيار على متن طائرة نفاثة أمريكية خاصة محمَّلة بالصواريخ والأسلحة. وبناءً على إقتراح نورث، حمل الأمريكيون معهم هدايا مثل الكتاب المقدس مع عبارات كتبها ريغان وكعكة شوكولاتة على شكل مفتاح، فاتحة رمزية للعلاقات الأمريكية الإيرانية، [...]، ناقش ماكفرلاين ونجف آبادي{علي هادي نجف آبادي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني وأحد مستشاري رفسنجاني}، وجهات نظر الحكومتين حول الوصع الجيوسياسي في المنطقة، شرح نجف آبادي أنَّ إيران بحاجة إلى تدعيم ركائزها بدلاً من دعم الإرهاب أو مواصلة الحرب، وبدوره، أكد مستشار الأمن القومي السابق للمسؤول الإيراني أنه لا يوجد لدى واشنطن نيّة في دحر الثورة، وقال: إنَّ الحكم والمسائل المتعلقة بحكومة إيران هي شأن إيران وحدها، كان نقل القبول الضمني للإدارة الأمريكية بالثورة، كأمر واقع نقطة حرجة “، [10].

ـ 3 ـ
كثيرٌ من الوسائل الدعائية سواء البصرية عبر : المشاهدات الفضائية، أوالسمعية : من خلال الإذاعات ونشرات الإخبار، أو المقروءة بالصحف والمجلات والنشرات... كلها حُبلى بالأمثلة الحِسِّية التي تدلل على بوصلة إتجاهاتها السياسية، في تقديم الخدمة للقضايا العربية بذريعة توزيع الأنباء العربية والإقليمية والعالمية بصورةٍ شَفّافة وناعمة، ولكنها في الحقيقة وفي سياق فعلها العملي تقوم بنشاط فعّال لتحقيق هدف يرتكز ـ ولأسباب عديدة ومتنوعة ـ إلى الرغبة في تأسيس “ وجهة نظر فكرية موالية لإيران” على الصُعُد السياسية كحدٍ أدنى والولاء الفكري الطائفي المنظَّم وفق الحدود القصوى، ممتطية سنام القضايا القومية العربية من أجل تمرير أهدافها الدعائية، وإذا نحينا جوانب اللغو الدعائي والتبرير السياسي والتحريض الأيديولوجي عن ذلك النشاط، فإنما سنكتشف الحقيقة المادية لمقولة: “مَنْ يدفع يسيّر.

وفضائية “الميادين” التي تعمل في لبنان / بيروت تحت قيادة غسان بن جدو : المستبصر منذ عشرات الأعوام والموالي للطريقة الإمامية في التوجه الفكري وفق التعبيرات المذهبية الصفوية الفارسية، والصحفي التونسي السابق في قناة الجزيرة القطرية، وصهر الكاتب الإيراني محمد صادق الحسيني الذي عدَّ الوطن العربي يمتد من المغرب إلى سورياً حاذفا العراق من تصنيفه القومي في كشفٍ للمستور الإيراني ورغبة ملاليها العنصريين، تلك الفضائية تُعَّد المثال السياسي الصارخ لذلك الأسلوب الدعائي المضلل، فبمجرد إلقاء السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمته / برنامجه السياسي وإعلان موقفه السياسي الصريح من قضية “الخليج العربي” خَفَّت لإستحضار أحد رموز حزب حمدين صباحي وقامت بتوجيه أسئلة محددة عن الموقف السياسي المصري من تلك القضية، حاذفة بتعمد الحاذق من السؤال مفهوم “العربي”التي وردت في تعبير كلمة السيد السيسي: الخليج العربي من كل ذلك الحوار، وفي ظن العاملين فيها أنَّ الجميع سيرددون تعبيرات السيد حمدين صباحي: المشكلة الخليجية ـ الإيرانية، ولكن ذلك “المستفتى” كان منسجماً مع قناعاته الفكرية والسياسية التاريخية التي شبَّ عليها، فكانت إجاباته تصّر على ترديد عبارات: الخليج العربي التي شدد عليها الرئيس السيسي، وفوت الفرصة على المعِّد والمذيع الذي أجرى المقابلة الصحفية مع ذلك الكادر القومي العربي الناصري.

ليست المسألة متعلقة بالصخب الإعلامي الشعوبي المضاد للأمة العربية التي دأبت بعض القنوات الفضائية على تمرير مقولاتها السياسية والدعائية، ناهيك عن الصحف والمنشورات والمجلات، تحت مزاعم شبكات الحياد والموضوعية وتقديم وجهات النظر التي ترتبط بمباديء “الرأي والرأي الآخر” بوعي سياسي مسبق، وليست، كذلك، ترتبط بعفوية هذا الشخص أو ذلك الكادر: الفكري والسياسي، وإنما الأمر يرتبط أيضاً، بالأمانة الصحفية في نقل المعلومة المذكورة في السياق السياسي كما وردت في كلمة السيد السيسي والتي ينبغي عدم تقطيعها أو إجتزاء معانيها المفاهيمية عند توجيه الأسئلة لأي ضيف “مستفتى” بغية فرض الإجابة السياسية المحددة عليه، فذلك أسلوب يتنافى وعقلية الإعلام الموضوعي، الحيادي، ويجعل خطه السياسي موازٍ لمفاهيم الخرافة السـياسـية الإعلامية المحايدة وشياطين مخاتلاتها المتذاكية.

إنَّ الرؤية السياسية الإيرانية تتحرك راهناً بوعي سياسي ودعائي متقدم، لاسيما وإنَّ مريديها قد تلبسوا الأزياء القومية وإعتمر بعضهم العمائم الدينية، ولكن القِبلة الإيرانية للتوجه السياسي لا تقبل الزوغان عن السير في جادة إطروحاتها السياسية، فتحركات النظام الفرسي ينطلق من مركز الرؤية ااسياسية الإٌستراتيجية ومن صُلب مشروعها السياسي الواضح للبعض، في إستهداف المنطقة العربية، قد تكون الإتصالات الأمريكية والإفراج عن بعض ودائعها وأموالها قد فتحت فرجة بسيطة في سياجها التضليلي... ولكنها تبقة مجرد فرجة، رغم أن الضربة العظيمة الموجهة لتنظيم الإخوان المسلمين قد ضعضع مبنى الرؤية الطائفية في المنطقة العربية كلها.

وفي هذا النطاق لقد راعنا الموقف السياسي المخزي لبعض ما يُسمى بالقوميين العرب قي المنتدي الثقافي العربي الذي إلتأم في مدينة خريبكة المغربية عندما تصدى بعض “المثقفين القوميين العرب” للوفد الوطني العربي الإحوازي من دون وجه حق، والذي أوضح موقع عربستان الأحوازي تفاصيله، [11]، كما أود التنبيه إلى الأنباء المنشورة حول إحتمال قيام شركة المقاولون العرب ببناء آلاف المساكن في العراق، على ضوء مقابلة السيد السيسي للسيد خضير الخزاعي، المسؤول العراقي الذي حضر للقاهرة مندوباً للنظام العراقي، التي ينبغي معها عبر هذه المشارع وغيرها الإقدام على تعميق العلاقات العربية ـ العربية على كل الصعد، ولكن من المحتمل أنْ تقوم إيران عبر عملائها وصنائعها بالإساءة للعمالة المصرية بحكم سلوكها القائم على تفتيت الوضع الإجتماعي العربي.

إنّ التجارب العينية السابقة تبين، مثلما تدلل، على أنَ مثل هذه الصنائع والأدوات معبأة أيديولوجياً وطائفيا ضد كل مَنْ لا يوالي إيران، أو مَنْ لا يتبع خطها السياسي الإيديولوجي، وليس لأفعالها الإجرامية أية حدود أخلاقية رادعة، فقد سبق لفصائلها المتنوعة وأنْ قامت بإغتيال مئات الضباط العراقيين والعلماء العراقيين المبدعين من كل الأصناف وعموم العناصر العراقية العربية الفاعلة، بالرغم من كونهم “أشقاءً لهم بالوطن”. ولم تتوانَ عن إرتكاب الجرائم الوحشية وعمليات التطهير العرقي ضد الفلسطينيين والأردنيين وبعض السعوديين وحتى جماعة مجاهدي خلق الإيرانيين، فهل ستتمرد هذه العصابات على إيران القاضية بتمزيق العرب وتدمير طموحهم القومي العربي، من خلال إغتيال وقتل المواطنين المصررين تعبيراً عن حقدهم المتوطن في نفوسهم ضد العروبة، أولاً، وتحطيم الرؤية العربية الإسلامية للدين الإسلامي الوسطي التي تتطلب إنهاء دور الأزهر الشريف لصالح حوزة “مدينة قم” الخرافية؟ وثانياً
18 – 06 – 2014
ــــــــــ
المراجع والهوامش
[1] ـ راجع كتاب الأستاذ محمد حسنين هيكل، زيارة جديدة للتاريخ، إصدار دار الشروق، الطبعة الثانية 2010، القاهرة، ص 322.

[2] ـ راجع رأيه ذاك في الدراسة المنشورة في مجلة الفكر المعاصر المصرية، العدد 12 ـ شباط / فبراير، ص 34 ـ 45، وقام مركز دراسات الوحدة العربية بإدراجها ضمن المؤلفات التي تعنى بالتراث القومي العربي، في الكتاب المعنون قراءات في الفكر القومي، الكتاب الثاني الخاص بشأن الوحدة العربية، الذي أنجزته مجموعة من المؤلفين، وكان عنوان البحث تمحور: حول وحدة الرافديم والنيل، للدكتور جمال حمدان، وفيه النص التالي : “نستطيع أنْ نضع أيدينا على السبب المباشر في إختناق العراق إذا نحن تذكرنا ضياع عربستان، فردوس العراق المفقود، فهذا المثلث السهلي على رأس الخليج العربي، هو التتمة الطبيعية والإستمرار المباشر لسهل الرافدين العظيم، وهو النافذة الطبيعية للعراق على الخليج العربي. فإغتصاب عربستان لم يسلب العراق رقعة غنية ثمينة من صميم الوطن العربي ونحواً من المليونين من أبناء العروبة فحسب، [وكتابة العلامة الدكتور جمال حمدان تلك كانت ضمن السنوات الأولى من العقد الستيني من القرن الماضي]، وإنما كذلك سلب منها بضعة مئات من الكيلومترات على البحر. والواقع إنَّ ضياع اللواء السليب عربستان هو بالنسبة للعراق مثل ضياع الإسكندرونة بالنسبة إلى سوريا”، راجع النص ذاك في تلك السلسلة...، الجزء الثاني من الأجزاء الخمسة من القطع ذات الحجم الكبير على الصفحة 240 ـ 251، والإستشهاد مقتطع من الصفحة 243.

[3] ـ راجع مناقشاتنا التوثيقية في كتابنا المعنون هل الخليج عربي أم فارسي: مناقشة هادئة لآراء الأستاذ محمد حسنين هيكل وقضايا أحوازية أخرْ، باقر الصراف ـ عادل السويدي، إصدار مكتبة جزيرة الورد الطبعة الأولى عام 2012، القاهرة / جمهورية مصر العربية. وخصوصاً الصفحات: 44، 45، و57 61 التي ضمت دراسة تحت عنوان شماعة “التفكير الإستراتيجي” وإحتلال الوطن العربي قطعة قطعة.

[4] ـ راجع كتاب الرؤية السياسية الإيرانية على ضوء التراث والتجربة، باقر الصراف، إصدار مكتبة مدبولي عام 2011، القاهرة / مصر، ص 360.

[5] ـ راجع مذكرات وزير خارجية العراق الأسبق العقيد الركن السيد صبحي عبد الحميد بهذا الصدد الذي شغل منصبه الوظيفي في العام 1963 ـ 1965 الذي كتب إستخلاصاته السياسية من موقع التجربة العملية كوزير للخارجية، في مرحلة التقارب الوحدوي المصري العراقي وعلاقتهما السياسية التضامنية المتطورة، إذ كتب السيد وزير الخارجية يقول: “إن سياسة إيران تجاه العراق كانت مبنية على مدى تقارب العراق مع مصر وسوريا أو إبتعاده عنهما ومدى إلتزامه بتحقيق الوحدة العربية وخاصة مع هذين القطرين، فكلما تقارب معهما ونادى بالوحدة وقفت إيران موقفاً معادياً منه، وكلما إبتعد عنهما وتخلى عة هدف الوحدة إقتربت منه”، ص ـ [119] ـ. “إن إذاعة الأهواز الناطقة باللغة العربية تهاجم القومية العربية التي لا تخص مصر وحدها بل هي تخص كل العرب، وكثيراً ما تردد إذاعة الأهواز ما تقوله إسرائيل. وقبل قدوم الوفد إلى طهران بإسبوعين عرض تلفزيون عبادان فلماً إسرائيلياً فيه تحقير للعرب وتمجيد لإسرائيل حتى إنَّ فيه مسّاً شنيعاً بأعراض النساء العربيات. وأعتقد أنَّ السيد سفيركم يعرف هذا الموضوع لأنني كلمته عنه. وكان الفلم مثار إستياء شديد في منطقة البصرة بأسرها” وأضاف السيد الوزير: إنَّ بعض الصحف الإيرانية كانت غير ودية معنا وتهاجمنا الآن وإنْ بضيافتكم خاصة صحيفة (كيهان) التي هي دائماً تماليء السياسة الإسرائيلية وإنَّ المدعو دوبال مسؤول الوكالة الإسرائيلية في طهران يعمل جاهداً وبنشاط لتعكير جو الصداقة بين إيران والدول العربية، وعلى الرغم من مقابلتي للشاه والجو الودي الذي سادها بيد أني لم أستطع إقتاع الساسة الإيرانيين بإعادة علاقات إيران مع مصر، ولم أستطع الحصول منهم على وعد بتأييد الحق الفلسطيني”، ص ـ [123] ـ. وفي حضرة رئيس الجمهورية العراقية: المشير الركن عبد السلام محمد عارف، “كان المفروض بالسفير الإيراني أنْ يكون حديثه حديث مجاملة فقط، إلا أنه أخرج ورقة من جيبه وقال أنّ لديه تعليمات من الشاه يود ذكرها للرئيس الآن، فإستغرب الرئيس وإستغربتُ بدوري أيضاً لأنَّ العادة جرت أنْ لا يبحث الفير أي موضوع سياسي في جلسة تقديم أوراق إعتماده. ومع ذلك سمح له الرئيس بقراءة الورقة. فأخذ يقرأ إلى أنْ قال : (إنَّ الشيعة في العراق مضطهدون، ولما كان الشاه حامي المذهب الجعفري فإنه يلفت إنتباهكم إلى إنصافهم). فصاح به الرئيس (كفى إنتهت المقابلة). وقبل مغادرته قال له الرئيس: (إسمع وقل لشاهك إنّ شيعة العراق عرب أصلاء ولا يقبلون أو يحتاجون إلى حماية من شاهك، وأنهم أعزاء في بلدهم وكرامتهم مصانة). غادرت مع السفير قاعة الإجتماع الكبرى إلى قاعة السفراء، والسفير يرتجف ولا يستطيع الكلام وكان معي مدير التشريفات السيد عبد الجبار الهداوي”، ص ـ 123 ـ 124 ـ. وفي أحد إجتماعات المجلس الوطني، وفي أعقاب الإنتهاء من بحث القضية الكردية “بقيت مع السيد عبد الكريم فرحان في القصر الجمهوري، ودخلنا إلى مكتب الرئيس وطلبنا إليه أنْ يطلعنا على الورقة التي في جيبه” التي نوه عنها في الإجتماع فقال: “إن الورقة رسالة بعث بها أحد أقاربي من طهران وهو يدرس في جامعتها. ولقد أملاها عليه مهدي بيراسته سفير إيران في العراق مدعياً أنَّ الشاه يريد أنْ يتصل بالرئيس عبد السلام عارف بطريق غير مباشر وغير رسمي فإختاره لإرسال هذه الرسالة. وكان فحواها:(إنَّ الشاه يعلم ما يقاسيه الرئيس عبد السلام من أنصار عبد الناصر في الوزارة والجيش وأنه مستعد لمعاونة الرئيس في القضاء على حركة التمرد في الشمال إذا تخلص من أعوان عبد الناصر في الوزارة والجيش، وأعلن تخليه عن إتفاقية الوحدة مع مصر وأبعد القوة المصرية الموجودة في العراق”، وقال عبد السلام إنَّ الرسالة تعدد أسمائكم جميعاً. وأخذ يتهجم على الشاه وقال : كيف يريدني هذا التافه أنْ أفرط بزملائي، وكيف يريدني أنْ أبيع مصر وعبد الناصر وألجأ إليه) ـ [ص 135] ـ : راجع كتابه المعنون مُذكرات صبحي عبد الحميد: العراق في سنوات الستينات 1960 ـ 1968، إصدار دار بابل للدراسات والإعلام، الطبعة الأولى 2010، توزيع مكتبة الدار العربية للعلوم في بغداد، ودار المورد للطباعة والإنتاج والنشر في سوريا واوطن العربي، وأرقام الصفحات المستشهد بها مذكورة إلى جانب الفقرات المقتطعة من الكتاب. قضلاً عن السطور الناتئة وُضعت من قبلي.

[6] ـ راجع كتاب السيد تريتا بارزي المعنون حلف المصالح المشتركة: التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة، إصدار مكتبة مدبولي والدار العربية للعلوم ناشرون، القاهرة / مصر، ترجمة السيد أمين الأيوبي، الطبعة الأولى 1429 هجرية ـ 2008 ميلادية، ص 142.

[7] ـ المصدر السابق، ص 143

[8] ـ راجع كتاب شلومو نكديمون المعنون الموساد في شمال العراق ودول الجوار، ترجمة بدر عقيلي، إصدار دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية/ عمّان، الأردن، الطبعة الأولي 1997، الصفحة الثانية من التقديم.

[9] ـ راجع كتاب حلف المصالح المشاركة، مصدر سبق ذكره، ص 172 ـ 173

[10] ـ راجع كتاب حلف المصالح المشتركة، مصدر سبق ذكره، ص 176 ـ 177.

[11] ـ راجع الموقع والموضوع بالإستناد إلى الرابط التالي:
http://arabistan.org/newsdetails.aspx?elmnt=5941#.U6F3SHYskmI
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق