تركيا زعيمة الديمقراطيه في الربيع الامريكي تغرق في الاستبداد والغرب لا يمانع
بيروت10كانون الأول/ديسمبر(آكانيوز)- في مقال حمل عنوان "خريف الديموقراطية في تركيا"، اعتبر أستاذ الاقتصاد السياسي والدولي في جامعة "هارفرد" الأميركية داني رودريك أن تركيا المغامرة في الخارج، تتجّه أكثر فأكثر للغرق في "وحول الاستبداد" في الداخل، علماً أنه لم يمض وقت طويل على بروزها كمنارة للديموقراطية في "بؤرة الاستبداد العربي المطبق".
واستشهد رودريك بما قاله مؤخرا وزير الداخليّة التركي عندما اعلن "أجد صعوبة بالغة في فهم من يرفض فكرة اعتقال أستاذ جامعي، بينما يُعتقل الآلاف غيره في تركيا"، ليؤكد أن هذا الكلام يعني أن وزير الداخلية يريد القول أن الأستاذ الجامعي لا يحق له أن يطالب بمعاملة خاصة في ظلّ القانون".
ويشرح رودريك رأيه بالتالي:" أصبح أي معارض عُرضة للاعتقال والسجن، من دون أي سبب. ولذلك، نشطت المحاكم الخاصة، المكلّفة بمحاكمة الإرهاب والجرائم ضدّ الدولة، في توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة". ويسوق الكاتب مثالاً "الأحكام بالسجن التي صدرت بحق صحافيين، زعمت السلطة أنهم نشروا مقالات بدعم من منظمة إرهابية تدعى "أرغينيكون" التي لم يثبت أنها موجودة فعلاً حتى الآن".
ويضيف"كذلك، تمّ توجيه الاتهامات إلى ضباط عسكريين بناءً على وثائق مزوّرة، ومنهم أحد كبار مفوّضي الشرطة الذي يقبع في السجن بتهمة التعاون مع متطرفين يساريين، وهي اتهامات طالت العديد من الصحافيين والكتاب والأكاديميين والناشطين الكرد".
وهذا المناخ من التشدّد، بحسب رودريك، دفع بالعديد من الجهات إلى "ممارسة الرقابة الذاتية"، فقامت بعض الصحف الوفيّة لأردوغان على سبيل المثال بفصل صحافييها الذين تجرأوا على انتقاد نظامه، كما توسعت سلطة وسيطرة الحكومة إلى ما هو أبعد من الإعلام والفضاء والجامعات، لتطال عالم المال وحتى الرياضة.
ويلاحظ الكاتب أن أردوغان يبقى بمأمن من الانتقاد، لنجاحه في توسيع مدى الرعاية الصحيّة والتعليم والإسكان، وتحويل تركيا إلى قوة اقتصادية إقليمية.
من جهة أخرى، ينتقد الكاتب موقف أصدقاء تركيا في التعامل مع هذا الواقع، إذ "بقيت تصريحات الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إزاء اتجاه تركيا نحو الاستبداد غامضة ومثيرة للقلق".
وتابع انه "إذا كان رغبة الأميركيين والأوروبيين بعدم الصدام مع قوة إقليمية مفهومة، فإن مجاراة أردوغان في ألاعيبه ستجعله يشعر بأنه لا يُقهر، وبالتالي لن تجعل في المستقبل من تركيا حليفا يليق بالاحترام".
المصدر هنا
بيروت10كانون الأول/ديسمبر(آكانيوز)- في مقال حمل عنوان "خريف الديموقراطية في تركيا"، اعتبر أستاذ الاقتصاد السياسي والدولي في جامعة "هارفرد" الأميركية داني رودريك أن تركيا المغامرة في الخارج، تتجّه أكثر فأكثر للغرق في "وحول الاستبداد" في الداخل، علماً أنه لم يمض وقت طويل على بروزها كمنارة للديموقراطية في "بؤرة الاستبداد العربي المطبق".
واستشهد رودريك بما قاله مؤخرا وزير الداخليّة التركي عندما اعلن "أجد صعوبة بالغة في فهم من يرفض فكرة اعتقال أستاذ جامعي، بينما يُعتقل الآلاف غيره في تركيا"، ليؤكد أن هذا الكلام يعني أن وزير الداخلية يريد القول أن الأستاذ الجامعي لا يحق له أن يطالب بمعاملة خاصة في ظلّ القانون".
ويشرح رودريك رأيه بالتالي:" أصبح أي معارض عُرضة للاعتقال والسجن، من دون أي سبب. ولذلك، نشطت المحاكم الخاصة، المكلّفة بمحاكمة الإرهاب والجرائم ضدّ الدولة، في توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة". ويسوق الكاتب مثالاً "الأحكام بالسجن التي صدرت بحق صحافيين، زعمت السلطة أنهم نشروا مقالات بدعم من منظمة إرهابية تدعى "أرغينيكون" التي لم يثبت أنها موجودة فعلاً حتى الآن".
ويضيف"كذلك، تمّ توجيه الاتهامات إلى ضباط عسكريين بناءً على وثائق مزوّرة، ومنهم أحد كبار مفوّضي الشرطة الذي يقبع في السجن بتهمة التعاون مع متطرفين يساريين، وهي اتهامات طالت العديد من الصحافيين والكتاب والأكاديميين والناشطين الكرد".
وهذا المناخ من التشدّد، بحسب رودريك، دفع بالعديد من الجهات إلى "ممارسة الرقابة الذاتية"، فقامت بعض الصحف الوفيّة لأردوغان على سبيل المثال بفصل صحافييها الذين تجرأوا على انتقاد نظامه، كما توسعت سلطة وسيطرة الحكومة إلى ما هو أبعد من الإعلام والفضاء والجامعات، لتطال عالم المال وحتى الرياضة.
ويلاحظ الكاتب أن أردوغان يبقى بمأمن من الانتقاد، لنجاحه في توسيع مدى الرعاية الصحيّة والتعليم والإسكان، وتحويل تركيا إلى قوة اقتصادية إقليمية.
من جهة أخرى، ينتقد الكاتب موقف أصدقاء تركيا في التعامل مع هذا الواقع، إذ "بقيت تصريحات الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إزاء اتجاه تركيا نحو الاستبداد غامضة ومثيرة للقلق".
وتابع انه "إذا كان رغبة الأميركيين والأوروبيين بعدم الصدام مع قوة إقليمية مفهومة، فإن مجاراة أردوغان في ألاعيبه ستجعله يشعر بأنه لا يُقهر، وبالتالي لن تجعل في المستقبل من تركيا حليفا يليق بالاحترام".
المصدر هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق