البحرين: المعارضة تنقسم حول آلية تحقيق الأهداف
فتاة ترفع راية النصر في تظاهرة للمعارضة في قرية المقشع الجمعة الماضية (أ ف ب)
أثار مؤتمر كان يفترض أن يُعقد في واشنطن حول البحرين في 14 من الشهر الجاري، لكن جرى تأجيله، جدلاً بسبب المشاركين فيه، شأن إليوت أبرامز وإيلينا روس، المعروفين بتأييدهما الأعمى لإسرائيل وجرائمها بحق الفلسطينيين، إلى جانب حقوقيين ومعارضين بحرينيين. لكن أغلب من اتصلت بهم «الأخبار» لاستيضاح موقفهم من المشاركة في المؤتمر، أكّدوا أنّهم غير مدركين لسيرة هؤلاء المشاركين، فيما أظهر بعضهم مواقف أكثر جدلاً ولا تضع «فيتو» على أي شخصية أو خيار في سبيل دعم القضية البحرينية. وبعيداً عن المؤتمر، قد تشهد الأزمة خطوة نحو تخفيف الاحتقان، في لقاء متوقع بين الغريمين الشيخ علي سلمان وعبد اللطيف المحمود في لندن خلال الأيام المقبلة
كان يفترض أن ينعقد يوم الأربعاء المقبل مؤتمر في واشنطن بشأن البحرين ينظمه معهد الشؤون الخليجية، يحمل اسم «الأميركيون من أجل الديموقراطية وحقوق الإنسان في البحرين». مؤتمر حقوقي يهدف إلى تسليط الضوء على الانتهاكات الجارية في البحرين، ولا سيما أنها لا تلقى أي اهتمام خليجي أو عربي، ويعتبر، بحسب ما يُعرّف به موقع معهد الشؤون الخليجية، متابعة للمؤتمر الحقوقي الأول الذي جرى هذا الصيف (في بيروت).
مؤتمر من هذا النوع جدير بالاهتمام والمتابعة، لكن التدقيق في الحضور يطرح العديد من علامات الاستفهام حول المدى الذي يمكن أن تذهب إليه المعارضة لإيصال صوتها، ولعلها تساؤلات مطروحة عند العديد من المعارضات في بلاد الانتفاضات الشعبية. وإن كانت الانتفاضات، ولو بصورة غير متساوية، قد شهدت وتشهد انقسامات شعبية بين «موالين» للأنظمة الدكتاتورية و«معارضين» لها، فإنه داخل خندق المعارضة، انقسم المؤيّدون للمعارضة بدورهم حول المدى الذي يمكن أن يذهبوا إليه لتحقيق مطالبهم مهما اشتد عليهم الخناق.
مؤتمر واشنطن حول البحرين يمكن أن يمثل نموذجاً حول هذا المدى، لأن الشخصيات التي دُعيت إليه وجوه معروفة بدفاعها المستميت عن إسرائيل شأن إليوت أبرامز ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إيلينا روس ليتينين، إضافة إلى سيمون هندرسون من معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى. وإلى جانب هؤلاء حقوقيون ومعارضون بحرينيون من المعروفين عادةً بمواقفهم المعتدلة ومطالبهم بإصلاح النظام لا إسقاطه، شأن النائب السابق عن جمعية «الوفاق» خليل مرزوق، والوفاقي حسين عبد الله، وهو ناشط في الولايات المتحدة في حشد الدعم لحقوق البحرينيين، والوجه الحقوقي المعروف نبيل رجب وزميلته مريم خواجة، هذا فضلاً عن مسؤولين في الإدارة الأميركية وممثلين عن الاتحاد الأوروبي وعن جمعيات حقوقية دولية.
ولقاء هذه الشخصيات في منتدى واحد وعلى الطاولة نفسها أثار الكثير من الجدل، وانتقده مراقبون بشدّة؛ إذ كيف يمكن أن تقبل المعارضة البحرينية أن تجلس على الطاولة نفسها إلى جانب شخصيات معروفة بتطرفها الأعمى لإسرائيل. وهذا يستحضر إلى الأذهان موقف إيلينا روس من الاستيطان الإسرائيلي؛ إذ هاجمت إدارتها الأميركية لمجرد انتقادها للمشاريع الاستيطانية الإسرائيلية. لكن من خلال استبيان مواقف البحرينيين «المدرجة أسماؤهم» في بيان معهد شؤون الخليج على أنهم أبرز المشاركين، يتبيّن أنّهم ليسوا على دراية بالمشاركين الآخرين، إضافة إلى أنّ أغلب الذين اتصلت بهم «الأخبار» أكّدوا أنهم لن يشاركوا في المؤتمر، إما لانشغالهم في أمور أخرى، أو لأنهم لن يشاركوا في مؤتمر يحضره صهاينة، فيما ذهب آخرون إلى حدّ القول إنهم مستعدون للاستنجاد بالصهاينة إن كان هذا يخدم القضية البحرينية.
وإضافة إلى المشاركين المثيرين للجدل، هناك من انتقد أيضاً منظم المؤتمر علي الأحمد، الذي يرأس معهد الشؤون الخليجية، وهو معارض سعودي معروف بأفكاره المتشدّدة ضدّ النظام السعودي، إضافة إلى دور العراقي أحمد الجلبي، الذي نظم المؤتمر الأول في بيروت حول البحرين في الصيف الماضي وأثار جدلاً بحضوره، لكونه معروفاً بعلاقاته الحميمة بالاحتلال الأميركي.
وأكّدت مصادر مطلعة معارضة لـ«الأخبار» أن المؤتمر جرى تأجيله من دون أن توضح الأسباب. وعن مشاركة خليل مرزوق، ذكرت مصادر أخرى أنّها علمت من مرزوق أنه «لا يشارك بتاتاً في مؤتمر يحضره صهاينة». وأتت تأكيدات هذه المصادر بعد تعثر الاتصال بمرزوق بسبب وجوده بين إيطاليا وبريطانيا حيث سيحضر مؤتمراً حول البحرين.
ويؤكّد الحقوقي نبيل رجب لـ«الأخبار» أنه تلقى دعوةً للمشاركة، لكنه لن يحضر بسبب ارتباطات حقوقية أخرى. واللافت أن رجب لم يكن يعلم من هم المشاركون، وتفاجأ بهم، ورجّح أن يكون زملاؤه أيضاً لا يعلمون هذه التفاصيل. وبالنسبة إلى دور الأحمد والجلبي، يقول إن دور الأول تنظيمي، وإن المعارضة على الأرجح لجأت إليه للاستفادة من مؤسسته؛ لكونها مرخصة في واشنطن، ويمكن أن تعقد مؤتمرات كهذا. ويستبعد وجود تنسيق بين الجلبي والأحمد بشأن دعم القضية البحرنية، ولا سيما بعد التقرير الذي نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» وأشارت فيه إلى لقاءات عقدها مع مسؤولين أميركيين لدعم القضية البحرينية؛ «لأنه حسب ما لاحظته في لقاءاتي في واشنطن أنهما لا يتفقان».
أما عبد الله فلا يعطي أهمية لهذه الانتقادات، ويقول لـ«الأخبار» إنّ الولايات المتحدة مليئة «باليهود»، وعند التصحيح له بأن المشكلة ليست «مع اليهود؛ لكون كثيرين منهم من أنصار القضايا الحقوقية»، بل «الصهاينة»، يجيب عبد الله: «إنني مستعد لأتكلم في أي محفل وأدافع فيه عن حقوق البحرين، سواء في صهاينة أو شياطين». ويفضل أن يرى الوجه الإيجابي من المسألة؛ إذ يرى أن مؤتمراً كهذا يحرج السلطة البحرينية «السلطة تتهمنا بأننا عملاء إيرانيون؛ إذ كيف يمكن ذلك ونشارك إلى جانب داعمين للصهاينة»، قبل أن يمضي قائلاً: «حتى الصهاينة رأوا أن هناك ظلماً».
ويؤكد عبد الله أن أبرامز لن يحضر المؤتمر «وجهت إليه دعوة لكنه اعتذر»، وأن هناك مشاركين آخرين من منظمتي «هيومن رايتس ووتش» والعفو الدولية، إضافة إلى ممثل عن الخارجية البحرنية؛ إذ وجهت دعوة إلى السفارة، وجرى انتداب رجل أعمال بحريني كي يحضر، ممثلاً السلطة.
مؤتمر واشنطن حول البحرين يمكن أن يمثل نموذجاً حول هذا المدى، لأن الشخصيات التي دُعيت إليه وجوه معروفة بدفاعها المستميت عن إسرائيل شأن إليوت أبرامز ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إيلينا روس ليتينين، إضافة إلى سيمون هندرسون من معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى. وإلى جانب هؤلاء حقوقيون ومعارضون بحرينيون من المعروفين عادةً بمواقفهم المعتدلة ومطالبهم بإصلاح النظام لا إسقاطه، شأن النائب السابق عن جمعية «الوفاق» خليل مرزوق، والوفاقي حسين عبد الله، وهو ناشط في الولايات المتحدة في حشد الدعم لحقوق البحرينيين، والوجه الحقوقي المعروف نبيل رجب وزميلته مريم خواجة، هذا فضلاً عن مسؤولين في الإدارة الأميركية وممثلين عن الاتحاد الأوروبي وعن جمعيات حقوقية دولية.
ولقاء هذه الشخصيات في منتدى واحد وعلى الطاولة نفسها أثار الكثير من الجدل، وانتقده مراقبون بشدّة؛ إذ كيف يمكن أن تقبل المعارضة البحرينية أن تجلس على الطاولة نفسها إلى جانب شخصيات معروفة بتطرفها الأعمى لإسرائيل. وهذا يستحضر إلى الأذهان موقف إيلينا روس من الاستيطان الإسرائيلي؛ إذ هاجمت إدارتها الأميركية لمجرد انتقادها للمشاريع الاستيطانية الإسرائيلية. لكن من خلال استبيان مواقف البحرينيين «المدرجة أسماؤهم» في بيان معهد شؤون الخليج على أنهم أبرز المشاركين، يتبيّن أنّهم ليسوا على دراية بالمشاركين الآخرين، إضافة إلى أنّ أغلب الذين اتصلت بهم «الأخبار» أكّدوا أنهم لن يشاركوا في المؤتمر، إما لانشغالهم في أمور أخرى، أو لأنهم لن يشاركوا في مؤتمر يحضره صهاينة، فيما ذهب آخرون إلى حدّ القول إنهم مستعدون للاستنجاد بالصهاينة إن كان هذا يخدم القضية البحرينية.
وإضافة إلى المشاركين المثيرين للجدل، هناك من انتقد أيضاً منظم المؤتمر علي الأحمد، الذي يرأس معهد الشؤون الخليجية، وهو معارض سعودي معروف بأفكاره المتشدّدة ضدّ النظام السعودي، إضافة إلى دور العراقي أحمد الجلبي، الذي نظم المؤتمر الأول في بيروت حول البحرين في الصيف الماضي وأثار جدلاً بحضوره، لكونه معروفاً بعلاقاته الحميمة بالاحتلال الأميركي.
وأكّدت مصادر مطلعة معارضة لـ«الأخبار» أن المؤتمر جرى تأجيله من دون أن توضح الأسباب. وعن مشاركة خليل مرزوق، ذكرت مصادر أخرى أنّها علمت من مرزوق أنه «لا يشارك بتاتاً في مؤتمر يحضره صهاينة». وأتت تأكيدات هذه المصادر بعد تعثر الاتصال بمرزوق بسبب وجوده بين إيطاليا وبريطانيا حيث سيحضر مؤتمراً حول البحرين.
ويؤكّد الحقوقي نبيل رجب لـ«الأخبار» أنه تلقى دعوةً للمشاركة، لكنه لن يحضر بسبب ارتباطات حقوقية أخرى. واللافت أن رجب لم يكن يعلم من هم المشاركون، وتفاجأ بهم، ورجّح أن يكون زملاؤه أيضاً لا يعلمون هذه التفاصيل. وبالنسبة إلى دور الأحمد والجلبي، يقول إن دور الأول تنظيمي، وإن المعارضة على الأرجح لجأت إليه للاستفادة من مؤسسته؛ لكونها مرخصة في واشنطن، ويمكن أن تعقد مؤتمرات كهذا. ويستبعد وجود تنسيق بين الجلبي والأحمد بشأن دعم القضية البحرنية، ولا سيما بعد التقرير الذي نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» وأشارت فيه إلى لقاءات عقدها مع مسؤولين أميركيين لدعم القضية البحرينية؛ «لأنه حسب ما لاحظته في لقاءاتي في واشنطن أنهما لا يتفقان».
أما عبد الله فلا يعطي أهمية لهذه الانتقادات، ويقول لـ«الأخبار» إنّ الولايات المتحدة مليئة «باليهود»، وعند التصحيح له بأن المشكلة ليست «مع اليهود؛ لكون كثيرين منهم من أنصار القضايا الحقوقية»، بل «الصهاينة»، يجيب عبد الله: «إنني مستعد لأتكلم في أي محفل وأدافع فيه عن حقوق البحرين، سواء في صهاينة أو شياطين». ويفضل أن يرى الوجه الإيجابي من المسألة؛ إذ يرى أن مؤتمراً كهذا يحرج السلطة البحرينية «السلطة تتهمنا بأننا عملاء إيرانيون؛ إذ كيف يمكن ذلك ونشارك إلى جانب داعمين للصهاينة»، قبل أن يمضي قائلاً: «حتى الصهاينة رأوا أن هناك ظلماً».
ويؤكد عبد الله أن أبرامز لن يحضر المؤتمر «وجهت إليه دعوة لكنه اعتذر»، وأن هناك مشاركين آخرين من منظمتي «هيومن رايتس ووتش» والعفو الدولية، إضافة إلى ممثل عن الخارجية البحرنية؛ إذ وجهت دعوة إلى السفارة، وجرى انتداب رجل أعمال بحريني كي يحضر، ممثلاً السلطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق