قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 4 يونيو 2012

هداج جبر:لكي لا تتحول نكسة حزيران الى مجرد ذكرى عابرة في حياة العرب


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لكي لا تتحول نكسة حزيران الى مجرد ذكرى عابرة في حياة العرب
شبكة البصرة
هداج جبر
تمرعلى العرب في السادس من حزيران من هذا العام2012، الذكرى الخامسة والاربعين للحرب العدوانية التي شنها العدو الصهيوني في ذلك اليوم من عام 1967على الأقطار العربية(مصر وسوريا والأردن).وهي الحرب الثالثة في سياق الحروب بين العرب والصهاينة،بعد نكبة فلسطين في عام 1948 والعدوان الثلاثي على مصر في عام 1956،حيث احتلت إسرائيل الضفة الغربية وغزة.ونظرا لجسامة تداعيات تلك الحرب العدوانية على الأمة العربية،فقد عرفت تلك الهزيمة بنكسة حزيران،حيث طالت كبرياء المد القومي العربي في الصميم،وهو يومها في ذروة تعاطفه الجماهيري مع القضية الفلسطينية،باعتبارها القضية المركزية للعرب في صراعهم مع العدو الصهيوني.
لذلك شكلت تلك الحرب بما أفرزته من نتائج سوقية في الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية،تحولا خطيرا في مجرى الصراع العربي ـ الصهيوني بشكل عام والصراع الفلسطيني ـ الصهيوني بشكل خاص،عكست الخلل الخطير في توازن القوى بين الأقطار العربية مجتمعة من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى.مما وضع العرب امام مسؤولياتهم القومية وجها لوجه،على قاعدة ان الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع استراتيجي من اجل الوجود،ويتطلب زج طاقات الامة بالكامل من اجل تحرير فلسطين،لتجاوز حالة الاحباط والنكوص التي القت بظلالها على عموم الساحة العربية،على خلفية تلك الحرب الغاشمة.
على ان حرب تشرين عام 1973برغم كل ما احاطها من سلبيات،كانت حربا استطاع العرب فيها أن ينتزعوا زمام المبادرة من عدوهم لأول مرة، وأن ينتقلوا بنجاح من الدفاع المستكين،إلى الهجوم الإستراتيجي،حيث باغتوا العدو بها،ونجحوا في تحطيم نظرية الأمن الصهيوني،وأسطورة التفوق المزعوم،وأثبتوا قدرتهم على التضامن القومي،والعمل المشترك ولو بالحدود الدنيا،لتحقيق اهدافهم الموحدة،وحماية مصيرهم،ودرء مخاطر طمس الهوية.
ومع ان حرب السادس من تشرين الأول 1973لم تفضي إلى نصر عسكري عربي حاسم،بفعل الدعم الغربي الامريكي والاوربي الصريح للكيان الصهيوني،إلا أنها رجحت كفة العرب،وجاءت في كثير من نتائجها لصالحهم سياسيا ومعنويا.فقد نجحت تلك الحرب في إثبات قدرة العرب على التضامن،وزج الطاقات في مواجهة العدو المشترك،وساهمت على نحو ما،بمحو آثار (نكسة) الخامس من حزيران 1967بشكل ملموس، وأعادت الثقة للعرب بأنفسهم من جديد.
ولقد استشرف الغرب والكيان الصهيوني خطورة نهج النهوض العربي على مستقبل الصراع العربي الصهيوني، فجاءت اتفاقية كامب ديفيد عام
1978وما تبعها من مفاوضات مدريد واتفاق اوسلو في مطلع التسعينات.ثم تلتها اتفاقات (القاهرة، طابا، واي ريفر)،وتقرير لجنة ميتشل،وخارطة الطريق،ومؤتمر أنابوليس،ثم المفاوضات الفلسطينية إلاسرائيلية،لتضع القضية الفلسطينية على طريق التسويف والأوهام،الذي تجسد بغطرسة الكيان الصهيوني،وتكثيف الاستيطان،وتهويد القدس.
لذلك بدا للمواطن العربي انه لا جدوى من هذه الاليات في الوصول الى حل سلمي للصراع العربي الصهيوني وفقا لقرارات الشرعية الدولية.اذ ان انحياز الادارة الامريكية واوربا الى جانب الكيان الصهيوني يشكل صريح،ودعمه اقتصاديا وتكنولوجيا،والتزامهما التام بضمان امنه،وتفوقه العسكري،ليكون جندرما المنطقة،بات واضحا للجميع.
ولكي لا تتحول ذكرى النكسة الى مجرد ذكرى عابرة في حياة العرب،فان المطلوب من العرب توحيد الصف الفلسطيني،وتوحيد الصف العربي ابتداءا،واعتماد استرايتجية قومية لزج الامكانات العربية في المواجهة مع الكيان الصهيوني لتحرير فلسطين.والا فان الاليات السابقة التي اثبتت التجربة العملية فشلها بالكامل،سوف لن يكون بمقدورها استرجاع فلسطين.
شبكة البصرة
الاثنين 14 رجب 1433 / 4 حزيران 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق