ما الدروس المستنبطة من السير إلى كربلاء..فلو كانت هذه الزيارة تقربنا من أخلاق أهل البيت لأصبح أهل العراق كلهم صالحون
عند العقول الكاملة نجد أن لكل عمل معين نتيجة ملموسة ، وبالتالي تصرفات الإنسان ( السوي) كلها محسوبة سواء كانت حسابات مادية أو اجتماعية أو أخلاقية أو منفعية ، هكذا هي الفكرة تقول فمن يريد أن يقوم بعمل لا بد أن نجد هناك من الفوائد التي سيحصل عليها هذا الإنسان حتى لو كانت فائدة مستقبلية ، الغريب أن السير إلى كربلاء ( بدعة خارج حدود فكر آلـ البيت العربي)لا تأتي بنتائج ملموسة سوى التعب ، الاجهاد ، الفوضى ، عدم احترام القانون ، ازعاج الناس ، منظر يوحي بالتخلف الحضاري ، مشاكل الطريق ، فوضى الانسيابية ، كلها مشاكل تلازم هذه المسيرة ناهيك عن المشاكل التي لا نريد أن نذكرها وخصوصا عندما تذهب امرأة لوحدها وهي شابة في مقتبل العمر وتستمر هذه الرحلة لأكثر من ليلة ( هذا ما نوه بخصوصه المهندس الشيخ اليعقوبي وافتى به ) ولو أسلمنا جدلا أن زيارة المرأة بدون محرم جائزة فمن يضمن صفاء كل النفوس السائرة ومن يتحمل وزر ( الموبقة ) إن وقعت ومن يضمن صدق النيات عند بعض النسوة ، فربما البعض منهن يذهب إلى مكان آخر بحجة هذه الزيارة ( لا ضمان في كل النساء ) ولا أحد يستطيع أن يزكي كل النفوس ،
ولو فرضنا جدلا أن الكل ذهب إلى الزيارة بصفاء النية ، ولكن والسؤال المهم ماهي الجدوى من هذه الزيارة ؟ فلو كانت هذه الزيارة تقربنا من أخلاق أهل البيت لأصبح أهل العراق كلهم صالحون ، ولو كانت هذه الزيارة تدفعنا لحب الإسلام كما يريد منا الإمام لأصبح كل أهل العراق صالحين ، ولو كانت الزيارة فيها منافع مادية لسار كل الساسة إلى المرقد الشريف ( حسابات مادية )،ولو فعلا كان السير فيه حسنات لسار كل المراجع من النجف إلى كربلاء حتى لو استمر السير من النجف إلى كربلاء شهور وأسابيع، ولو كان السير يمحو سيئات الناس لسار كل المراجع، ولو كان السير فيه صحة وعافية للبدن وبهذه الطريقة القاسية لسار كل المراجع إلى كربلاء ، ثم لماذا دائما السائرين من أهل الثقافات المتدنية والهمج والرعاع ؟ لماذا لا يسير المثقف والمفكر والسياسي ورجل الدين الصادق ؟ لماذا لا يسير باقر صولاغ وعبد المهدي وعمار الحكيم وجلال الصغير ومقتدى والمالكي ومها الدوري وحنان الفتلاوي وعزة الشابندر وهمام حمودي وبقية الشلة ؟ هل السير نوع من التخلف بحسابات هؤلاء ؟ هل السير نوع من تقليل القيمة لهؤلاء ؟ هل الخوف ينتاب هؤلاء ؟ ما احلى الاستشهاد في هذه الفترة ؟ أليس رجال الدين ( الشيعة ) يروجون للجنة عندما تسير الجموع إلى كربلاء ( شهيد وسعيد ) ؟ إن كان رجال الدين يعتقدون بالذهاب إلى الجنة لماذا لا يسير رجال الدين عسى ولعل أن يذهب احدهم للجنة ويمتع بصره بسيد شباب أهل الجنة وعلى الهواء مباشرة ؟ ثم بعد العودة من كربلاء لماذا لا نرى اختلاف في أخلاقيات ( شيعة أهل البيت) وهنا تذكرني هذه الحالة بحالة مشابهة في كل الدول الإسلامية وتحديدا في العراق فالكل صباحا واقصد من الساعات الاولى ( قبل السابعة صباحا ) يستمع إلى تلاوة من الذكر الحكيم ( عبد الباسط عبد الصمد ورهطه ) ولكن بعد ساعتين الكل يغير الموجة إلى فيروز ويبدأ أغلبهم بالكذب والكفر والنصب والاحتيال والزنا ، نفس الحالة فهم بأخلاق فقط عندما يذهبون إلى كربلاء ( ثلاثة أيام في أفضل الظروف ) ولكن بمجرد اكمال مراسيم الشعيرة ينقلبون إلى تماسيح وذئاب مفترسة ، إذن اين هي الدروس المستنبطة من مأساة الامام الحسين (ع) ؟ هل انتهت بانتهاء الأربعين ؟ هل الحسين شماعة نعلق عليها أخطائنا ؟ هل زيارة الحسين كماء التعميد عند بقية الأديان ؟ هل زيارة الحسين كالاعتراف في الكنسية ؟ أنا لست ضد فكر آلـ البيت مطلقا كما كتبت احدى الفارغات قبل أيام ( فارغة عقل وذوق ) ولكني ضد الغلو الكاذب في حب الحسين ، وضد مبدأ التقية ( نفاق ) كما في تصرفات بعض الساسة بارتداء السواد احيانا أو تعليق اليافطات أو منح العطلة وبالذات في هذا العام كما فعلها السيد المالكي ولم يفعلها بأربعينه الإمام الحسين العام المنصرم والسبب تملقا لأبناء المذهب والانبار في تظاهرات مستمرة ، أنا ضد رجال الدين السياسي المنافقين ، وضد الأشخاص ( ساسة ورجال دين فحسب ) الذين يتعاملون مع العقول البسيطة من أهلنا بفلسفة القطيع ، ضد المنافقين والمستفادين من مأساة معركة الطف( مراجع واصحاب المواكب وغيرهم ) ، ضد جموع الكفر والضلالة من أصحاب السراديب ومن حولهم ، ضد فكرة سرقة أموال الناس باسم الخمس ، ضد كل فكرة تستغفل البسطاء من أهل العراق ( الشيعة تحديدا ) فالشيعة ليس فيهم الوسطية فهم إما بسيط مسالم فقير قنوع متواضع شريف يخاف الله مؤمن فعلا أو منافق دجال لص مجرم قذر طائفي مراوغ نصاب وبهذه الحالة نستطيع أن نقرب الفكرة أكثر فنقول ( عامة البسطاء من الشيعة هم الفريق الأول ، وساسة الشيعة مع رجال الدين هم الفريق الثاني ) ولكن لكل قاعدة شواذ ورحم الله الدكتور المرحوم احمد الوائلي والمرجع المرحوم محمد حسين فضل الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق