زار مارتن كوبلر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق سماحة الشيخ عبدالملك عبدالرحمن السعدي صباح يوم الاثنين 14/1/2013م في مقر إقامته في الأردن واللقاء موثَّق بالصورة والصوت الخاصة بالمكتب.
وفيما قاله كوبلر لسماحة الشيخ: "أنا سمعت الكثير من الأمور الطيبة حولكم ومن عدة أوساط، والجميع يكن لكم كل الاحترام، فبالنسبة لي من المهم أن أستمع إلى رأيكم في الأوضاع، وبخاصة أنَّ الكثير من الناس يستمعون إليكم من جميع الأطراف، وأريد أن أستمع إلى نصيحتكم للأمم المتحدة ماذا يمكن أن تفعل لأنَّنا بصراحة قلقون؟".
فأجاب سماحة الشيخ: بأنَّه لم يبق شيء خافٍ فيما يجري في العراق من أوضاع، وأصبح الواقع هو الذي يُعبِّر عن حالة العراق فلم يبق شيء مكتوم.
فالحكومة العراقية الحالية حكومة موجَّهة من قبل إيران، وتعمل على أساس تنفيذ رغبة إيران ومخطَّطاتها في العراق، والشعب العراقي شعب متوحِّد متعايش بعربه وأكراده وتركمانه، وبسنته وشيعته ومسيحييه، ثم جاء الاحتلال البغيض ليُفرِّق هذه الوحدة ويشعل الفتنة بين الشعب العراقي بزرع ثقافة التقسيم إلى أكراد وعرب سنة وعرب شيعة بغية إضعافه، وسلَّمَ المحتلُ العراقَ بعد ذلك على طبق من ذهب إلى إيران التي تُعزِّز هذه التفرقة بالحكم الطائفي من قبل أتباعها في العراق، وهم لا يُمثِّلون الشيعة في العراق إطلاقا.
وتحقيقا لهذه التفرقة والفتنة بين أفراد الشعب الواحد من قبل الحكومة العراقية، نهجت منهج الضغط والاضطهاد على طائفة مُعيَّنة؛ وذلك بالتهميش والاعتقالات بقوانين جائرة وأساليب ظالمة متنوعة من أخذ النساء بدلا من الرجال واحتجاز الأبرياء بعد ثبوت براءتهم مما يتنافى وحقوق الإنسان ومن عدم التوازن في المؤسَّسات المدنية والعسكرية، وغير ذلك؛ سعيا لإلغاء هذه الطائفة ونشر طائفة أخرى على حسابها.
فإنَّ المرأة تودع في السجون دون متابعة ولا رعاية بل إنما تُهان أو تُضرب أو تُغتصب؛ وهذا ما دفعني للانضمام إلى المتظاهرين وإلقاء الخطاب بهم تأييدا لإزالة هذا الظلم.
وأضاف سماحة الشيخ: نحن لدينا عتاب على الأمم المتحدة على سكوتهم على هذا كله وعلى ما يجري من ظلم على الشعب العراقي، ونُحمِّلهم المسؤولية، فنطلب منكم أن تنقلوا هذه الصورة للمجتمع الدولي، والصورة واضحة على القاصي والداني والصغير والكبير بدون أن أتكلم، والمفروض على الأمم المتحدة أن تتدخل لأجل إنقاذ أبناء الشعب العراقي من سطوة هؤلاء وسطوة إيران التي أصبحت هي المحتلة وليس أمريكا، وعلى الأمم المتحدة أن تضغط على الحكومة العراقية لتحقيق وتنفيذ مطاليب العراقيين المتظاهرين.
وأجاب كوبلر: بأن تدخل الأمم المتحدة له عدة جوانب:
في الوقت الحالي الأمم المتحدة ليس لديها جنود على الأرض، ولكن تتقدم بالكلمة مع الأطراف، ومن أجل الحفاظ على المسافة الواحدة المتساوية من جميع الأطراف من قبل الأمم المتحدة فهي دائما تكون طرفا محايدا ولكن ليس طرفا سلبيا، أي لا تبقى ساكتة على كل شيء، فبإمكاننا نقل رسائل بين الأطراف مع إصرارنا على احترام حقوق الانسان وحق التظاهر، وعلى الحكومة أن لا تبالغ في الرد على ذلك، مع إصرارنا على بقاء التظاهر والاعتصام ضمن القانون.
وبعد ذلك يجب أن يتم الجلوس ومناقشة الأمور، وأن تكون هناك خارطة طريق للخطوات الأولى التي يجب أن تُتخذ فورا والخطوات اللاحقة التي تُتخذ للمرحلة اللاحقة، خطوات سياسية عملية فيما هو ضروري لتهدئة الأجواء والمزاج في الشارع.
وأنا طلبت من الجميع إنْ كان بإمكان الأمم المتحدة أن تكون شاهدا على ما يتم الاتفاق عليه، فإذا تم الاتفاق وقام أحد الأطراف بانتهاك هذا الاتفاق أو لم ينفِّذه سأتحدث بشكل علني حول هذا الأمر.
إذن الأشياء التي يمكن أن تقدمها الأمم المتحدة هي ثلاثة: الحديث باسم المجتمع الدولي، وتقديم بعض المقترحات، وتقديم المكان للقاء الأطراف حتى لو أرادت الأطراف أن تلتقي لدينا.
وأشار سماحة الشيخ: بأنَّ الإسلام والديانات السماوية السابقة لم تؤمن بالقول فقط، بل تؤمن بالعمل على أرض الواقع، والواقع هو الذي يُعبِّر، نحن لم نجد مصداقية من هؤلاء ولم نجد على أرض الواقع ما تقولونه من إمكانياتكم في التدخل وكذا ما يقولونه، فنحن نريد العمل، نريد كل ما يجري تحت إشراف الأمم المتحدة مع المصداقية والتركيز عليها، مع التأكيد أيضا على ترك الكلمات والعبارات الجارحة الاستفزازية من قبل الحكومة، وأنا أعلم أن المراجع الشيعية والدينية والقبائل في الجنوب لا ترضى بهذا.
فنريد بيانا قويا حاسما باسم المجتمع الدولي يوقف هذا الاعتداء على هذا الجانب العراقي.
من جانبه حصل في اللقاء استنكار على ما صرَّح به كوبلر من خلال وسائل الإعلام من أنَّ بعض المطاليب غير قانونية، بأن هذا الأمر هو شأن عراقي هو يقرر إن كانت قانونية أو لا.
فأجاب كوبلر: بأنه لم يقل ذلك بل قال بأن بعضها غير واقعية، وقصد بذلك -كما ذكر- أنها تحتاج إلى وقت في التنفيذ.
فقال سماحته: بأنه كان عليك إذن أن تقول غير فورية ولا تقول غير واقعية.
وعن إمكانية وجود خطوات عملية تساعد في تهدئة الشارع وتؤدي إلى مناقشة المشاكل الأخرى أجاب سماحته: بأنَّ الخطوة الوحيدة لذلك هو تنفيذ المطالب وتحقيقها على أرض الواقع بوجود مراقبين دوليين، فلا أنا ولا غيري قادر على تهدئة الشارع دون هذه الخطوة.
2013-01-21
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق