قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

حزب الصواب ينظم ندوة تأبينية لشاعر العراق والأمة عبد الرزاق عبد الواحد

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حزب الصواب ينظم ندوة تأبينية لشاعر العراق والأمة عبد الرزاق عبد الواحد
تحت عنوان: "رحيل قامة فن وابداع فارعة وطود مبادئ وطنية وقومية راسخة"؛
·        كلمة الرفيق نائب رئيس الحزب محمد المصطفى ولد الشيخ سعد بوه
·        مرثية الشاعر الشنقيطي محمد ولد إدومو
·        مرثية الأديبة والشاعرة زينب منت الجد
·        مرثية الكاتب حبيب الله ولد أحمد
شبكة البصرة
مساء السبت الرابع عشر من نوفمبر التأمت في فندق شنقيط بالاس وسط العاصمة نواكشوط ندوة متميزة حضورا ومشاركة وجوا وجدانيا ونفسيا، حيث تداعى محبو قيم الوفاء والمروءة من كل أطياف المجتمع الموريتاني لتأبين الشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحدبدعوة من حزب الصواب الذي عقد الندوة تحت شعار (تأبين قامة فن وإبداع فارعة وصاحب قيم وطنية وقومية راسخة) ووجه فيها الدعوة إلى جمهور الشعراء والأدباء والسياسيين الموريتانيين الذين لبت جمهرة كبيرة منهم الدعوة إما بالحضور المباشر أو بإرسال مشاركات مسجلة بأصواتهم أو كتبوها للقراءة نيابة عنهم، وكانت البداية مع كلمة حزب الصواب التي ألقاها نائب رئيس الحزب الأستاذ محمد المصطفى ولد الشيخ سعدبوهمعتبرا في مستهلها أن الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد سكن القلوب في بلاد شنقيط حيا وميتا، و(احتفى به الشناقطة على نحو طافح بما مثله في أذهانهم من تجسيد الهوية اليعربية عبر تاريخها المديد الذي حمله فطاحلة الرجال جيلا بعد جيل، وأودعوه قلعة مصاغة بالسهام والرماح والسيوف، مرصعة بالعلم والمعرفة والثقافة والفن والإبداع من حامورابي حتى المأمون، وقبل ذلك وبعده احتفوا به لما بث في وجدانهم من دور العرب الرسالي بين الأمم، الذي شرفتهم به السموات حين سطعت شمس الإسلام من صحرائهم وامتدت ظلالا وارفة إلى انحاء المعمورة). كما أكد نائب رئيس حزب الصواب أنهم فخورون بحضور هذا الجمع الكريم من الشعراء والأدباء والإعلاميين الذي التأم في دعو الحزب لتأبين الراحل عبد الرزاق.

كان أول المتدخلين هو الشاعر الكبير ناجي محمد الإمام الذي رفض أن يكتب رثاء فيه كما رفض من قبل أن يكتب رثاء في الشهيد صدام حسين، والراحل محمد سالم ولد عبد الودود، لان مقامهم في نفسه يمنعه من موقف التذلل والخنوع الضروري للرثاء، ثم توالى على المنصة كل من : أمير الشعراء: محمد ولد ايدوم، ابو بكر ولد المامي، ممو ولد الخراش، محمد ولد مولود، الحسن ولد محم، ليفسح المجال لقراءة نصوص مسجلة للندوة بصوتالشاعرين الكبيرين: أحمد دولة ولد المهدي، سجلها من مدينة العيون، وأدي ولد آدب سجلها من الدوحة، ثم فسح المجال لمشاركات نثرية كانت أولاها مع الكاتبة والإعلامية زينب الجد، والكاتب والإعلامي حبيب الله ولد احمد وكلمة نقيب الصحفيين د. الحسين ولد مدو الذي استحضر فيها من ذاكرة بعضا من شعر الراحل، قبل أن تعرض أمام الحاضرين بكائية طويلة اختلط فيه الشعر بالنثر الشعري كتبها الشاعر الكبير المختار السالم ولد أحمد سالم للمشاركة في الندوة وقرأها نيابة عنه الأستاذ الشيخاني ولد محمدن النحوي.
ظلت كل المشاركات يقطعها النحيب وحشرجة دموع الحاضرين المختلطة بالزغاريد وعبارات الإعجاب بشعر الرجل ومضامينه التي انطلقت من جروح الأمة وأوجاعها ودافعت عن العراق كل العراق من شماله إلى جنوبه.
وفي مقاطع كثيرة من بعض تلك المداخلات تحاضنت دموع الحزن والحسرة لدى الحاضرين مع ترنم الإعجاب، وشدو المروءة والبطولة والحنين إليهما كما تجسدتا في شعر الراحل وأبطاله ورموزه.
كلمة حزب الصواب،
مع الرفيق نائب رئيس الحزب محمد المصطفى ولد الشيخ سعد بوه
السادة الأدباء والشعراء وقادة الرأي في موريتانيا
السادة المدعوون
نرحب بكم في حفل تأبين شاعر سكن القلوب في بلاد شنقيط حيا وميتا.منذ أن زار موريتانيا 2006، أياما قليلة قبل استشهاد القائد صدام حسين، ملهم أغلب أقانيم البطولة في شعر الراحل، استقبله الموريتانيون وقد تجلت لهم فيه كل عصور الزهو العراقي من عهود الآشوريين والبابليين حتى عهود صلاح الدين وصدام حسين، احتفوا فيه على نحو طافح بما مثله في أذهانهم من تجسيد الهوية اليعربية عبر تاريخها المديد الذي حمله فطاحلة الرجال جيلا بعد جيل، وأودعوه قلعة مصاغة بالسهام والرماح والسيوف، مرصعة بالعلم والمعرفة والثقافة والفن والإبداع من حامورابي حتى المأمون، وقبل ذلك وبعده احتفوا به لما بث في وجدانهم من دور العرب الرسالي بين الأمم، الذي شرفتهم به السموات حين سطعت شمس الإسلام من صحرائهم وامتدت ظلالا وارفة إلى أنحاء المعمورة.
استقبلوه في المطار في أول استقبال شعبي عفوي لشاعر، وأول احتفاء جماهيري عابر للانتماءات المحلية الضيقة، لم يرفعوا في استقبالهم غير علم العراق الأصيل (راية الرحمن) تتوسطها عبارة (الله أكبر) التي خطها الشهيد صدام حسين بيديه الكريمتين، تَحُفُّها ألوان الثورة العربية الزاهية، وتحنوا من حولها لألئ (الأنجم الثلاث الغوالي) التي اغتالها الاحتلال الصليبي الصفوي، كما اغتال كل الأشياء الجميلة في العراق. لم يرحم محبو الشاعر تعبه الكبير من رحلة مباشرة بين دمشق وانواكشوط، وأصروا أن يذهب من المطار مباشرة إلى منصة الإلقاء في ساحة قصر المؤتمرات، عند اعتلائه للمنصة في ثياب سفره، اختار أن يقرأ من نصه الطنان الجميل (حشود من الحب والكبرياء)، لكنه لم يستطع أن يقرأ منها إلا مقطعا واحدا بسبب التصفيق والمقاطعة وجمهور ضج بالنحيب والهتاف.كل الموريتانيين أرادوا ان يستقبلوه، ذهب إلى مدرجات الجامعة، لأنشاد مَحَّضَه للعراق ورموز العراق.. أدْلَجَ إلى الخيم التي ضربت له في الصحراء.. وقف على شاطئ الأطلس.. زار بيوت الناس العاديين.. تمنى كل موريتاني أن يشرف بيته بزيارة من عبد الرزاق، وهو الأمر ذاته حين جاد الزمان عليهم بعودته الثانية 2010، وأهداهم نصه الذي لا يقدر بثمن: (لأنك يا شنقيط أم).
ونحن اليوم في حزب الصواب يسعدنا أن نستضيف في تأبين هذا الراحل كوكبة أدباء وشعراء ومفكري وسياسي بلاد شنقيط، الذين يصعب جمعهم إلا حول القضايا الكبرى بكل تأكيد الراحل عبد الرزاق عبد الواحد،لما يمثله من إبداع وفن وما يمثله كذلك من قيم ومبادئ نبيلة قل اليوم أن يوجد من يحملها ويبقى ممسكا به حتى نهايته وذلك ما جعل شعره قوميا ونضاليا اجتماعيا وتاريخيا بكل ما ينطوي عليه الأمر من التزام بشؤون الأمّة والقوم والوطن والانسانيّة وغير ذلك من الشروط الضرورية والمبدئية لجمال القول ونزاهته.نحن فخورون في حزب الصواب بحضور هذا الجمع الكريم حول تأبين الراحل،
انواكشوط، بتاريخ 14/11/2015

مرثية الشاعر الشنقيطي محمد ولد إدومو
مشاركة في الندوة التأبينية التي نظمها حزب الصواب لشاعر العراق والأمة عبد الرزاق عبد الواحد يوم السبت 14/11/2015 بفندق شنقيط بالاس وسط العاصمة نواكشوط
الشاعر الشنقيطي محمد ولد إدومو
لم نستطع صبرا
الشاعر الشنقيطي محمد ولد إدومو
من أطفأ النورَ؟ كيفَ النورُ يُحتضرُ؟
وكيفَ هزَّكِ يا بغدادنا الخبرُ؟
يا نورَ بغدادَ للدنيا وصورتَها
للعالمينَ وفاءً رغمَ من غَدَرُوا
يا نورَ بابلَ؛ إشراقَ العراقِ؛ دمَ الْ
فُراتِ.. يا جدولَ الرقيا لمن سُحِرُوا
قد عشتَ نوراً، ونوراً غِبْتَ عن غَدِنا
لمنْ سِواكَ سيُفْشِي سِرَّهُ الخَضِرُ
تلكَ السَّفينةُ لم يُعبث بها عَبَثاً
خِيفَ العراقُ فعَاثُوا فيهِ ما ادَّكَرُوا
وأنتَ وحدَكَ مكْشُوفاً وقَفْتَ لهمْ
تسْتَلُّ شِعْرَكَ منْ مَنْفاه.. تَنْتَصِرُ
غَنَّيْتَ صبْرَكَ، بلْ صبرَ العراقِ بِناَ
وأدتَ صَمْتَكَ مُذْ لاحَتْ لَكَ النُّذُرُ
ذاكَ الغُلامُ الذي شاهدتَ غِيلَتَهُ
ما عَقَّ، لو عَقَّ ما كانوا به مَكَرُوا
ذاكَ الغلامُ العِرَاقِيُّ الهَوَى قَبَسٌ
من نارِ سُومرَ حيثُ النور يخْتمرُ
وأنتَ تَرْثِيهِ مُنْكَباًّ على جَدَثٍ
رطْبٍ تَحِيكُ بهِ عُذْراً وتنفطرُ
لا تعْتَذِرْ لغُلامٍ لسْتَ قَاتِلَهُ
دعْ عِشْقَهُ لعِراقِ المجْدِ يعْتَذِرُ

أمَّا الجدارُ فلنْ يَنْقَضَّ.. كيفَ لَهُ؟
وقدْ تمازجَ فيهِ الغَضُّ والكِبَرُ
هو العراقُ الذي ما شاخَ من زمنٍ
فكُلُّ قرْنٍ لمتْنِ الحسْنِ مُخْتَصَرُ
وأنتَ صيَّرْتَهُ مبْكىً وأغنيةً
للماكثينَ وترياقاً لمنْ هَجَرُوا
أناَ وشعرُكَ نبْكي يُتْمَنا قلقا ً
منذُ انْطَفأتَ.. ويبْكي خَلفَنا القدَرُ
متى سنَكْبُرُ؟ هل للكنزِ متَّسَعٌ
تحتَ الجِدارِ؟ وكمْ عُمْراً سننتظرُ؟
لم نستطعْ.. صبرُنا هشٌّ، وتُهْمتُنا
أنَّا عَشِقْناَ عِراقاً عِشْقُهُ غَرَرُ
لا تُطْفِئ النورَ.. حاولْ أن تُعَاقِبَناَ
إلاَّ بِموْتِكَ لا تحفلْ بمنْ عَبروا
يا سادنَ النُّورِ لمْ ترحَلْ.. رحلتَ بِنَا
إلى حُضُورِكَ فارحمْ ضعْفَ منْ حَضَرُوا
يا سيدَ الحرفِ لمْ ترْحلْ.. رحَلتُ أناَ
إلى غيابكَ.. عَلَّ الموتَ يَنْكَسِرُ


مرثية الأديبة والشاعرة زينب منت الجد
مشاركة لندوة التأبينية التي نظمها حزب الصواب لشاعر العراق والأمة اليوم 14/11/2015 في فندق شنقيط بالاس
الأديبة والشاعرة زينب منت الجد
لست هنا لأرثي الشاعر فلست مؤهلة لذلك، ولا تفي كلمات الرثاء الموقف حقه، بل يتعلق بخصال جمة لا يمكن التعبير عنها كما قال هو ذات مرة في شأن القائد التاريخي صدام حسين :
لست أرثيك لا يجوز الرثاء. كيف يرثي الجلال والكبرياء
في يوم 8 من نوفمبر، كان لنا موعد مع الموت، مع الحزن!!
مهما استجديت اللغة فان مفرداتها تفر مني، تتلاشي أمامي كخيط دخان لأنها تعي عجزها عن الإيفاء بتوصيل الخطاب، سيما إذا تعلق الأمر بقامة كعبد الواحد عبد الرزاق وفيئه الثقافي الوارف.
بادرت أنشد الفجيعة والحزن إلا أن حجم المسؤولية يتطلب وفاء أقوي وأنبل وأصدق
لقد هجرتنا،حكمت بفرقتنا الأزمان، هذه التفرقة التراجيدية التي تخبر عن موت جماعي للعرب، حيث لا مكان بينهم لأمثالك، لا مكان هنا لشاعر القضية، لا مكان هنا لشاعر يعي هموم وطنه.
حبذا لو تتحفني لغتي الظامئة بكلمات تليق بالمقام، فاللغة تتشح السواد لأنها فقدت صديقها الوفي الذي كان يعانقها ويضمها في حضنه الدافئ.
إن هذا الشاعر يكتب بمهارة المبدع الخلاق ليس فقط من حيث الرصانة في التعبير وقوة السبك بل من حيث التماهي مع هذه اللغة عن طريق سبر أغوار الوعي العربي والنقش علي جداره.
لقد ربط هذا الرجل الشعر كمعرفة بمفهوم الفضيلة، الشعر كفاعلية إبداعية معبرة عن الحياة العربية وعن الشعر كمصدر لا ينضب لتطور الأساليب التعبيرية واللغوية، وقد كانت هذه الفاعلية خلاقة ترتبط بالشعر كوجود رمزي يكشف رؤى وتجارب حياتية وميتولوجيات لعلاقة الإنسان بالعالم.
لقد كان هذا الشاعر يمثل بجدارة ربيع القصيدة العربية الملتزمة في أوج ازدهارها وتفتق أزهارها سواء تعلق الأمر بنقل الأحداث المحزنة أو السارة والمفرحة وان كانت هذه الأخيرة ما عاد لها وجود......
إلا أن أبواب القصيدة أصبحت موحشة وأحست بالغربة، بل عاشت الاغتراب حيث ما عادت تعرف نفسها...وأصبحت تعزف مواويل الفراق، إذ لا معني لقيثار قطعت أوتاره
لقد كان بحق قيثار الشعر...
لأنه عربي كبرت معه الجراح، شابت معه المواجع، هاجرت معه، فقد حرم من الإقامة في وطنه الأم العراق ولكن أحدا لم يستطع أن يمنعه من أن يظل مواطنا عراقيا من درجة أولي، بل مواطنا عربيا يعيد جدلية الانتماء والالتزام.


مرثية الكاتب حبيب الله ولد أحمد
مشاركة في الندوة التأبينية التي نظمها حزب الصواب لشاعر العراق والأمة عبد الرزاق عبد الواحد
الكاتب حبيب الله ولد أحمد
أحقا رحلت يا عبد الرزاق؟
كيف وجدت الوقت للملمة كل أشيائك الجميلة
قل لي أحقا وضعت حبرك الجميل وحرفك الصقيل وشعرك الوهاج فى حقيبتك ولوحت دون أن تحدق فى دموع المودعين
أين وضعت العراق نخيلا وضفافا وتربة ومجدا وصدام حسين
هل فكرت أننا لا نطيق فراقك
وقل لى بالله عليك أتطيق فراق بغداد الجريحة أترحل عن حبيبتك وتتركها للمجهول و أنت الذي زرعتها في قلبك نسمة حب وعلى لسانك شهقة شعر وبين جوانحك رجفة لقاء ورهبة توله أبدية.
أعرف أنه لم يبق لديك شيء هنا لتعشقه فصدام رحل والعرب نحروا وبغداد تغيرت والعراق أصبح باطن أرضه أرحم بأهله من ظاهرها.
لا طيور لتحلق فى مساءاتك الندية لا صفاء بدجلة ولا شروق على الفرات
اعرف أن بك غصة وحرقة وأنت ترانا في وحل الهزيمة وقد تفرق الأعراب واسلموا ظهورهم للأغراب.
حرفك الشجاع ليس هذا زمنه رفضك الكبير ليست هذه أرضه طينتك المعجونة حبا للعراق الحق وقائده الحق وتاريخه الحق وشعبه الحق ليس هذا أفقها
أنت نخلة ونحن بلا نخيل أنت حرف ونحن نقاط حائرة أنت وفاء ونحن غثاء كغثاء السيل
ما عاد يطيب لك المقام هنا أعرف ذلك فلا صرخة فارس ولا ومضة سيف ولا غبار معركة ولا لواء مجد
مثلك لا يعيش هنا أنت ثائر صادق وفي شجاع تنحت الشعر سيوفا وصهيلا ورهبة انتصار تكور الحرف نهرا سلسبيلا تمنح ضفتاه الظلال والغلال لكل العابرين وللطيور حرية الغناء تحليقا
لا مكان لك وقد رحل الذين يعاش فى كنفهم
رجل مثلك لا مكان له بعد رحيل الرجال أنت لا تجلس مع النساء وأشباه الرجال أنت منذ نعومة أشعارك كنت رجل حق وعروبة وكبرياء ولا يليق بك إلا الرحيل إلى أفق فيه من ترتاح لهم من يمنحونك ألقا بكبريائهم من يسمعونك صرخة حق ومن ترى فى عيونهم بريق خالد والقعقاع وعمرو والمثنى وشرحبيل من ترى في سحناتهم ملامح خيل تعرفها وملامس سيوف تعرفها
لأنك لا تطيق الذل رحلت عن أرض البوار ولأنك لا تعيش في الحفر الواطئة مع الحشرات الكسيحة هزيمة وانسحاقا ورجعية فقد ذهبت باتجاه الشمس تحث الخطا في أثر أغلى الرجال وأنبل الرجال وأصدق الرجال أولئك الذين افتدوا كبرياء العرب وتاريخ العرب وشهامة العرب بأرواحهم قبل كلماتهم
أليس جميلا يا عبد الرزاق أنك تطيبت وتزينت وأخذت حقيبتك وذهبت إلى الله إلى ملكوت الطمأنينة لتعانق أرواح آخر الرجال العرب الذين كانوا مثلك لا يقبلون حياة الذل والمهانة والهزيمة
أليس رائعا أن تضرب موعدا مع رجل أحببته وفاء وصدقا ورجولة وكنت وفيا له حيا وميتا
أليست قمة الوفاء أن تذهب فى إثر صدام حسين المجيد وقد اختط لك ولنا دربا صقيلا مضيئا لا اعوجاج فيه اختطه بدمه الفوار عروبة وبروحه الصاخبة كبرياء
لم تودعنا يا سيدى فأنت تعرف أنك هنا بيننا ما ذكر رجال العرب وأيام العرب وشعر العرب وعزة العرب وعراق العرب
نحن لا نبكيك وكيف نبكى رجلا كان قيما تمشى على قدميها
أنت ياسيدى كتبت بالديناميت ورصعت حروفك باظافر حنظلة و ضمختها بماء الرافدين ونمقتها بنخيل العراق ورجال العراق وشحنتها جهادا وجلادا ووفاء للذين يستحقون الوفاء
أنت كبير كالرجال الذين عشت معهم وما عادت دنيا الذل والهوان والهزيمة تسع قاماتهم الفارعة عزا وكرامة وإباء وانتصارا ففضلوا الرحيل كبرياء وعزة نفس
نم قرير العين يا آخر الشعراء بعيدا عن بغداد التى تيتمت برحيلك وأنت الذى منحتها وقائدها أجمل القصائد وأنقى الحروف وأصدق مشاعر الحب والوفاء
نم يا سيدى واستمع بهدوء للذي يصيح بك أبدا وقد غفوت تحت التربة الطاهرة الندية وهي تحتضنك حنانا وحبا"إن العراق معافى أيها الجمل"
شبكة البصرة
الاحد 3 صفر 1437 / 15 تشرين الثاني 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق