قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 8 نوفمبر 2015

السيد زهره : معروضون للبيع

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
معروضون للبيع
شبكة البصرة
السيد زهره
التقرير الذي نشرناه امس في الصفحة الأولى من "اخبار الخليج "الذي تحدثت فيه مصادر امريكية عن عرض ايراني لأمريكا بالتخلي عن الرئيس السوري بشار الأسد ليس امرا مستغربا ابدا على النظام الايراني.
كما ذكر التقرير، فان ايران ليس لديها اي مانع في التخلي عن الأسد في مقابل ان تتخلى امريكا عن السعودية ودورها في الملف السوري، والقبول بوجود ونفوذ ايران الدائم في سوريا.
طبعا، هذا العرض قائم على افتراض غير صحيح اطلاقا، وهو ان امريكا بمقدورها ان تبعد السعودية اذا ارادت وان تجعل المفاوضات حول سوريا محصورة بينها وبين ايران. وهذا امر مستحيل التحقيق.
لسنا هنا نناقش هذا العرض في حد ذاته وموقف امريكا المتوقع، لكن كي نؤكد ان ما جاء بهذا التقرير يندرج في اطار نهج ثابت للنظام الايراني وفلسفه يؤمن بها ويتصرف على اساسها.
النظام الايراني على الرغم من كل دعمه للقوى والجماعات الطائفية الارهابية العميلة له في المنطقة العربية، وعلى الرغم من كل صراخه وعويله دفاعا عن هؤلاء، وكل مزاعمه في الحرص عليهم، يكذب ولا يفكر على هذا النحو ابدا.
كتبت مرارا من قبل ان النظام الايراني لا يعنيه في الحقيقة امر الشيعة في المنطقة العربية برمتهم في شيء، ولا تعنيه مصالحهم في شيء. النظام الايراني ينظر الى الشيعة باعتبارهم فقط يمكن ان يكونوا ذريعة وعونا له في مشروعه في المنطقة.
والنظام الايراني يتعامل مع القوى والجماعات العميلة له في الدول العربية ليس من منطلق الحرص عليهم او على مصالحهم، وانما فقط باعتبارهم مجرد ادوات بيده يستخدمها كما يشاء لخدمة مخططاته الارهابية الطائفية في المنطقة العربية.
النظام الايراني لديه مشروع طائفي عنصري توسعي في المنطقة العربية يحلم بتنفيذه وهو مشروع لا علاقة له بالدين اصلا وانما بالأطماع الفارسية التوسعية.
واي شيء يمكن ان يساعد النظام الايراني في تنفيذ هذا المشروع لا يتردد في الاقدام عليه. واي طريق يمكن ان يسهل له مهمة تنفيذ مشروعه الاجرامي لا يتردد في السير فيه.
ولو ان التخلي نهائيا عن القوى العميلة له في المنطقة سوف يحقق له هدفه، فلن يتردد لحظة واحدة في التخلي عنهم وبيعهم حين يقبض الثمن.
واظهار هذا الاستعداد للتخلي عن العملاء في حال الحصول على الثمن المناسب ليس بالأمر الجديد على النظام الايراني.
ينبغي التذكير هنا بأن النظام الايراني ومنذ وقت مبكر، وتحديدا في شهر مايو عام 2003، قدم وثيقة رسمية الى الادارة الأمريكية عرض فيها تصورا تفصيليا للتنازلات التي يمكن ان يقدمها. وفي هذه الوثيقة، عرض النظام مثلا ان يناقش الاعتراف باسرائيل، والضغط على حزب الله كي يتحول الى مجرد منظمة سياسية، ووقف أي دعم للجماعات الفلسطينية وقبول المبادرة العربية للسلام الى جانب تنازلات اخرى، في مقابل ان تقبل امريكا بتقاسم النفوذ مع ايران في العراق وفي المنطقة.
اليوم، مازال هذا هو هدف النظام الايراني. يريد من امريكا ان تسلم بمخططه في الهيمنة في المنطقة، وان تطلق يده، وان تتقاسم معه النفوذ. وهو في سبيل ذلك مستعد تماما للتخلي عن أي قوة عميلة له.
وكما نرى، فان هذه القوى العميلة لايران في دولنا العربية مهما فعلت من اجل النظام الايراني، ومهما تآمرت على دولها واشاعت الارهاب الذي تخطط له ايران، ومهما جندت نفسها في خدمة المشروع الايراني، فهم بالنسبة للنظام مجرد عملاء في نهاية المطاف ومجرد ورقة للمساومة من الوارد الغدر بهم والتخلي عنهم في أي وقت تقتضيه المصلحة الايرانية.
وبالتالي، لو ان هذه القوى والجماعات العميلة لديها ذرة من الوعي والتفكير لأدركت ان مصلحتها هي في اوطانها العربية وليس مع النظام الايراني، ولتخلت عن تآمرها وعن عمالتها لهذا النظام المجرم.
لكن للأسف، هذه الجماعات تعميها الطائفية وقطعت شوطا بعيدا جدا في التآمر على اوطانها لحساب النظام الايراني واصبحت رهينة بيده.
هذه الجماعات للأسف لم يعد لديها ذرة من وطنية او ولاء لأوطانها.
شبكة البصرة
السبت 25 محرم 1437 / 7 تشرين الثاني 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق