قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 17 ديسمبر 2011

سميرة رجب: قسّمت حركات أطلق عليها باراك أوباما ربيع الثورات العربية الشعب الواحد في صراع على الغنائم والعقائد والأقاليم..

سميرة رجب: قسّمت حركات أطلق عليها باراك أوباما ربيع الثورات العربية الشعب الواحد في صراع على الغنائم والعقائد والأقاليم..
16/12/2011
الثورات تقدمية وليست متخلفة..
سميرة رجب 

الثورات الناجحة - عبر التاريخ - كانت تقوم ضد حكومات متخلفة، بواسطة ثوار يحملون فكراً ومشروعاً متقدماً، مدعومين بنخب فكرية وفلسفية ترسم السلوك والفكر والبرنامج الثوري وتحدد المعايير التقدمية التي تبرر الثورة ضد التخلف والرجعية والاستبداد.
أي أن كل الثورات الناجحة في العالم كانت تملك مبرراتها الحقيقية النابعة من معاناة الشعوب واستبداد وتخلف الأنظمة الحاكمة، فكانت مشاريع الثورة ونزاهة الثوار أهم أدواتها، وأهم عناصر وحدة المجتمع والشعب حول الثورة من أجل مستقبل أفضل ضد حكومات تعاني الفساد والهشاشة والتخلف السياسي والفكري والحضاري.. هذا كان حال الثورة الفرنسية التي خلّدها التاريخ، فقد صنعها الفلاسفة وقادها وطنيون متميزون بالانفتاح الفكري والتقدم النهضوي، وهذا ما تابعناه مع الثورة الصينية التي حوّلت الصين من بلاد الأفيون إلى دولة عظمى تعتمد في قوتها على كتلتها البشرية والوعي الحضاري والفكري الذي يوحد الشعب الصيني (مليار وثلاثمائة مليون) ولا يفرقه.
بناء على هذه المفاهيم، والثوابت الثورية المتفق عليها في كل التاريخ البشري، نتساءل يا تري كيف يمكن وصف وتقييم الحركات التي أطلق عليها باراك أوباما «ربيع الثورات العربية» في منطقتنا؟!
وها نحن نشاهد كيف قسّمت هذه الحركات فئات الشعب الواحد في صراع على الغنائم والعقائد والأقاليم، فيرفض المسلم المسيحي من أبناء شعبه، ويرفض الشيعي السني، ويرفض الحضري القبلي، ويرفض «الثوار» إلغاء السلاح في صراع داخلي بين صفوفهم، ويرفض «الثوري» الحريات، ويرفض الرجل حقوق المرأة التي ناضلت من أجلها سنوات طويلة، ويرفض الإسلاميون الأحزاب الوطنية بعد تاريخ نضالي وسياسي وفكري طويل، بل ها هم المدعوون «الثوار» يفرضون رؤى سياسية واجتماعية واقتصادية متخلفة على مجتمعاتنا المتقدمة، فصار إطلاق شعار تعدد الزوجات من أكبر إنجازاتهم، وإلغاء المنظومات الأمنية ونشر الفوضى من أهم أدواتهم، للتعتيم على التغييرات القادمة.. وهكذا صارت «ثورات الربيع العربي»، التي صنعتها التكنولوجيا وأدارتها منظومة الفيسبوك والتويتر، تتجه ببلداننا نحو التخلف، نحو عصور ما قبل الصناعة، فهل حقاً هذه الحركات هي ثورات على التخلف والاستبداد، أم حركات جديدة لفرض نوع جديد من التخلف والاستبداد على المنطقة؟.. سننتظر ونراقب، فالأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن هذا التساؤل..
وفي البحرين، بلادي الجميلة الآمنة، بل أكثر بلدان المنطقة تقدماً، أيضاً قامت حركة، لايزال أصحابها يحاولون تسميتها «الثورة»، ويحاولون إلحاقها بـ «ثورات الربيع العربي»، وفي معمعة الفوضى المرافقة لهذه الحركات منذ ديسمبر 2010 وحتى الآن، اعتمدت الحركة في البحرين على عامل السرعة وتلاحق الأحداث وعنصر الكذب وسلاح الإعلام والمنظمات الحقوقية، التي فقدت مصداقيتها، لتحقيق أهداف معلنة وغير معلنة، وفي هذه المعمعة اختلط الأمر على الناس، وغاب عنهم أهم ثوابت «الثورات» و«الثوار»، وهو الفكر التقدمي والمبادئ الوطنية التي افتقدتها هذه الحركة، حتى وصلت إلى حد الإفلاس أمام سلوك النظام المنضبط، فراحت تستفز كل فرد من رجال الأمن في الشارع كي يعتدي عليهم، بل وصل الإفلاس بهم إلى حد المتاجرة بأرواح وأجساد الموتى، فلا يموت من بينهم مسن أو طفل رضيع أو مريض الا ورفع جثمانه في وسط الحشود وسُميَ شهيداً ليسجل نقاطاً في السجل الحقوقي الدولي.. فهل هذه هي صفة الثوار؟.. وهل يؤمن شعب بمن يكذب عليه بهذه المستويات المتدنية؟
في البحرين يحاول إسلاميون طائفيون، موالون لإيران بكل أجنداتهم السياسية والمذهبية والعقائدية، زعزعة الحكم والانقلاب عليه، عبر مجموعة من الشعارات التي لا ترقى إلى أدنى إنجازات الدولة ونظامها السياسي، بدعوى أن هناك فسادًا وبعض المشاكل التي لن يحلها إلا هؤلاء «الثوار»، الذين يمارسون الكذب على الشعب ليل نهار! 
في البحرين حيث النظام يوحد المجتمع بكل طوائفه ومذاهبه، يريد «الثوار» فرض نظام المحاصصة الطائفية حيث يدافع فيه كل فرد عن طائفته وليس وطنه.
في البحرين حيث تعيش المرأة بكامل حقوقها في ظل نظام يؤمن ويحافظ على مساواتها الكاملة بالرجل في الحقوق والواجبات، يريد «الثوار» أن يأتوا بنظام حكم متخلف لا يؤمن بحقوق المرأة، ويفرض عليها الغطاء الكامل والعزل، تحت شعارات كاذبة عن حقوق المرأة.
في البحرين حيث نظام الحكم المدني المدافع عن الحريات المسؤولة، يحاول «الثوار» أن يحولوها إلى دولة دينية «ثيوقراطية» بنظام «ولاية الفقيه».
في البحرين حيث الأمن المستتب، يحاول «الثوار» تحويلها إلى الدولة الطائفية الفاقدة لكل معايير الأمن والأمان، مثل النموذج العراقي الذي تسال فيه دماء العراقيين منذ تسع سنوات.
في البحرين حيث النظام ومشروعه التنموي والحضاري، يريد «الثوار» التحول إلى مجتمع الفوضى.
هذا جزء من الواقع البحريني حيث يتواجه فيه نظام متقدم مع حركة متخلفة.
وهذه هي البحرين التي ندافع عن سيادتها وهويتها العربية في مواجهة حركة «ولاية الفقيه» الإيرانية التي كشفت عن وجهها في أحداث فبراير .2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق