بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
أربعون عاماً على القرار الثوري للتأميم
|
شبكة البصرة
|
الدكتور غالب الفريجات |
القرارات الثورية في القضايا الاستراتيجية لا يقدم عليها الا المناضلون الثوريون، والبعث بعقيدته الثورية التي رفعت نفط العرب للعرب اول من اقدمت قيادته على اتخاذ قرار تأميم نفط العراق، الذي كانت الشركات الاجنبية تستبيحه تاركة شعب العراق العظيم تحت ضغط الحاجة وثروته النفطية في باطن ارضه، فقد كانت الدولة العراقية تعاني خزينتها من الفراغ وعدم القدرة على دفع رواتب موظفيها، في حين ان الكارتل النفطي ينهب ثروة الوطن والشعب غير عابئ بحاجة اصحاب الثروة، كنهج في السلوك الامبريالي الذي يعمد الى نهب ثروات الشعوب لتعيش تحت حاجة الفاقة والعوز والتخلف في الوقت الذي ينعم هو باموال هذه الشعوب.
السيد النائب الذي كان يقود المفاوضات والرئيس الشهيد بطل التأميم ومهندس قراره كان على وعي تام بخطورة القرار، لانه مجابهة مباشرة مع لوبي النفط العالمي وشركات الدول الامبريالية التي تقاتل بشراسة في سبيل بقاء الشعوب وثرواته تحت هيمنتها وتابعة ذليلة لقراراتها، وقد كانت تجربة مصدق ماثلة امام كل المناضلين الثوريين في عملية تأميم النفط، ولكن المناضلين الثوريين لا يتوقفوا عند حالة اخفاق او فشل لانهم على دراية تامة بأن حشد الطاقات الوطنية وراء قراراتهم كفيل بنجاح اهدافهم الكبيرة، فقد هيأت الدولة العراقية شعبها امام حجم القرار ومسؤولية التنفيذ، فكان لها مساندة الشعب في نجاح قرار التأميم.
قرار التأميم قد فتح الباب على مصراعيه في عملية الصراع ما بين النظام الثوري وبين دول الغرب الاستعماري وعملائه، لان تبعيات القرار قد انعكست على مفهوم الثورة لاستثمار الثروة، وهذه ستكون اكثر خطورة على القوى الامبريالية والصهيونية في ان تتوافر امكانيات النهوض الوطني والقومي بكل معطياته، الى جانب نظام وطني يملك رؤيا ثورية في استثمار الثروة في الاتجاه الذي يخدم قضايا الوطن وتحقيق متطلبات المجتمع، فقد بدأت التنمية في العراق تغزو كل مفاصل الحياة في المجتمع حتى تمكن العراق مع مطلع تسعينيات القرن الماضي ان يخرج من دائرة العالم الثالث، وهو ما اكدته الانجازات على ارض الواقع بشتى صنوف الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية والعلمية والعسكرية، وتمكن العراق من ربح معركته مع قوى الردة والشعوبية وتحقيق النصر المؤزر على القوى الظلامية في معركة القادسية الثانية على ملالي الفرس المجوس.
قرار التأميم من هندسة الرؤيا الثورية للمناضل الشهيد صدام حسين النابعة من النظرية الثورية لحزب البعث، فقد استطاع العراق ان يمتلك ثروته كأول دولة من دول النفط التي ترزح تحت سياسة النهب المنظم لثروتها الوطنية، وبشكل خاص الدول العربية النفطية، والتي تشكل عقبة كأداء في طريق تحررها الوطني، وعدم استقلاليتها على اتخاذ القرار وخاصة القرارات المصيرية.
بعد الغزو والاحتلال لاحظ العالم اجمع ان قوات الغزو والاحتلال لم تعبأ بتدمير كل شيئ في العراق، فدمرت الدولة ونهبت الثروة ومزقت النسيج الاجتماعي وشردت الملايين باستثناء ابار النفط وخطوط امداده، مما يؤكد اهمية الثروة النفطية في الاستراتيجية السياسية للاستعمار، ومما يؤشر على اهمية قرار التأميم وخطورته على اعداء الامة، فقد مكن قرار التأميم النظام الوطني في العراق ان يشكل جيشاً من العسكريين وآخر من العلماء، في مفهوم توفير الامن الوطني وخلق معطيات التقدم وبناء التنمية، وهو ما شكل خطورة كبيرة على الامبريالية والصهيونية، لان العراق قد امتلك ناصية العلم والمعرفة والقوة والارادة الثورية، وبذلك لن يستطيع اعداء الامة ان يحققوا اهدافهم التي يسعون دائما لتحقيقها على حساب نهضة الامة ورفعة شأنها وتقدم ابنائها، ولان التاريخ يؤكد ان تحرير فلسطين من الغزاة كان على الدوام من الشرق ومن العراق تحديداً، مما يعني ان معركة الحسم مع الوجود الصهيوني على ارض فلسطين قد خطت خطواتها الاولى، فكان حجم التآمر الامبريالي الصهيوني الرجعي بهذا العنف وهذه القوة على العراق.
في ظرف اربع سنوات من عمر الثورة تمتلك القدرة في اتخاذ قرار استراتيجي، وتختار المواجهة مع اكبر اعداء الامة، فالامبريالية لن تملك القدرة على تحقيق اهدافها في ظل النهوض الوطني والقومي، والصهيونية لن تستطيع المحافظة على بقاء اغتصابها لفلسطين دون سند ودعم امبريالي، فكيف اذا تجردت الامبريالية من اشرس اسلحتها في التحكم في ثروة الشعوب وتعطيل قدرتها في اتخاذ القرارات الاستراتيجية، فالاقوياء وحدهم القادرون على اتخاذ قراراتهم المستقلة، فكيف اذا كان هؤلاء يملكون نظرية ثورية كنظرية البعث، وفرسان ثوريين بسمات صدام حسين.
قرار التأميم كان معركة شرسة حتى ينجح لابد من ان تحشد له كل عوامل النجاح، وفي المقدمة منها ان يكون الشعب في ذات الخندق الذي فيه القيادة، فالمعركة معركة وطن وامة يقودها بطل من ابطال الامة يستند الى تأييد جماهيري، ولانه امتلك مقومات الرؤيا فقد حقق نجاحه بامتياز وتحررت ارادة العراقيين فاصبحوا يشكلون الخطر الداهم على المصالح الامبريالية والوجود الصهيوني، ولان التآمر الداخلي على الثورة لم ينجح من اليمين الرجعي واليسار الطفولي، فقد جاء تجنيد ملالي الفرس المجوس، ورغم انحراف العديد من دول المنطقة ومنظات اليسار الرخيصة، فقد حققت الثورة انتصارها في القادسية الثانية، وعندها ايقنت الامبريالية والصهيونية ان لابد من الخلاص من النظام الوطني، فكان حفر الباطن تحت ذريعة تحرير الكويت، والذي ضم اكثر من ثلاثين دولة معهم عملاء وخونة ورجعيين يرفع بعضهم شعارات العروبة وآخرون شعارات الاسلام، فجاء تحالف حفر الباطن ليكشف زيف شعارات هؤلاء المطبلين والمزمرين في وجه الامبريالية والصهيونية، وهم من صغار العبيد ينفذون تعليمات اسيادهم حينما يؤمرون.
لم ينجح حفر الباطن في الخلاص من النظام الوطني الثوري فكان الحصار الجائروكان الغزو والاحتلال، وكان الهدف كله القضاء على نظام وطني ثوري يملك الجرأة في المواجهة مع اعداء الامة كانت اولى قرارات المواجهة قرار التأميم، وكان فارس الامة وسيد شهداء هذا العصر مهندس قرار التأميم فكان لابد من الانتقام من النظام وقيادته، ولابد من حشد كل القوى المعادية للامة من امبرياليين وصهاينة وفرس مجوس وعملاء عرب للخلاص من هذا النظام الثوري، حتى لايقود الامة نحو تحقيق اهدافها في الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية، ولكنهم خسئوا فالنظرية الثورية لن تموت، وهاهي عقيدة البعث بامتلاكها للارادة قد استطاعت من خلال المقاومة العراقية الباسلة ان تفرض على القوى الغازية الرحيل، وان ما تبقى على ارض العراق من افرازات الاحتلال ونفوذ فارسي مجوسي لن يطول بقاؤه امام صلابة المقاومة وشجاعة العراقيين، واعادة ثروة العراق للعراقيين واستصدار قرار التأميم الثاني.
شأبيب الرحمة علىسيد شهداء هذا العصر مهندس التأميم.
الرحمة لشهداء الامة والعزة لابنائها المناضلين.
تحية اجلال واكبار للمقاومة الباسلة ولقائدها المناضل عزت الدوري.
dr_fraijat@yahoo.com
|
شبكة البصرة
|
الجمعة 11 رجب 1433 / 1 حزيران 2012
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الاثنين، 4 يونيو 2012
الدكتور غالب الفريجات:أربعون عاماً على القرار الثوري للتأميم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق