قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 17 نوفمبر 2012

كتائب ثورة العشرين: الرسالة (46): استيفاء الحساب

كتائب ثورة العشرين: الرسالة (46): استيفاء الحساب

 
الرسالة السادسة والأربعون
(استيفاء الحساب)

الحمد لله الحق المبين والصلاة والسلام على الرسول الأمين وعلى آله وصحبه ومن سار على نهج الجهاد إلى يوم الدين.
نودع عاما هجريا لنستقبل آخر ونحن نسأل الله أن نكون إليه أقرب وإلى رضاه أكثر استحقاقا، ونبتهل إليه تعالى أن يفرج عنا وعن الأمة ما أصابها من تكالب الأعداء واستباحتهم لدماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم وبلدانهم؛ وكلنا أمل بأن يكلل الله صبر الأمة وجهادها بنصره المؤزر.
من يتابع المشهد العراقي والعربي يجد أن الصراع بين قوى الخير وبين قوى الشر قد تصاعد وأصبح معلنا بعد أن كان غير متكافئ من حيث الإعلام المتستر على كل الجرائم التي ترتكبها قوى الطغيان والاستبداد، ورغم كل الألم الذي نعانيه ونحن نشاهد تلك الدماء التي تسفك والأعراض التي تنتهك والأموال التي تنهب؛ إلا أننا نستبشر أن وراء الشدة فرجا ومع العسر يسرا وبعد الصبر نصرا.
وعلى الصعيد العراقي تستمر حكومة الاحتلال الحالية على منهجها الذي رسمه لها كل من الاحتلالين الأمريكي والإيراني؛ حيث انتهاكات حقوق الإنسان المدفوعة بالحقد الطائفي البغيض، وحيث الفساد بكل أنواعه وعلى رأسه نهب المال العام، ومن آخر ألاعيب ذلك الفساد موضوع (إلغاء البطاقة التموينية) التي يراد منها محاربة الشعب بقوته وفي ذات الوقت إلهاءهم بأمرها عن بقية ملفات الفساد الأخرى، واتخاذها وسيلة لمزايدة بعضهم على الآخر بادعائهم الحرص على مصلحة الشعب.
ومن مظاهر الفساد المالي ما أعلن عنه حول ما سمي (صفقة الأسلحة مع روسيا)؛ وهي صفقة تشوبها الريبة سواء في إبرامها أو في إلغائها، وتحوم حولها الكثير من الأسئلة حول توقيتات إبرامها وإلغائها والغايات من وراء كل ذلك، لكن باعترافهم (أنه قد تبين وجود فساد في هذه الصفقة)، وبالتأكيد فإن الشعب العراقي لن يعرف من وراء هذا الفساد ولا حجمه، كما أنه من المستبعد محاسبة المتورطين بهذا الفساد، لكن ربما ستلصق التهمة بأحد شركائهم (بالعملية السياسية) بعد أن انتهت الحاجة من وجوده فيها.
وعلى الصعيد السياسي يستمر تخبط حكومة الاحتلال الحالية داخليا وخارجيا؛ فعلى صعيد السياسة الخارجية فإنها مقيدة بالقيود الأمريكية ومنشغلة بتنفيذ الإملاءات الإيرانية، فتحاول المزاوجة بينهما وإرضاء كل منهما، ولكن المشروع الأبرز الذي تقوم به خارجيا هو دور (ممر الإمدادات) بين إيران وسوريا تنفيذا لإرادة إيران في المحافظة على المشروع الإيراني في المنطقة وحماية خط (طهران – بغداد – دمشق – بيروت).
أما على الصعيد الداخلي فإن (شركاء العملية السياسية) لم ينتهوا إلى الآن من حل خلافاتهم رغم مرور أكثر من نصف عمر هذه الحكومة الافتراضي، ومن ذلك أنهم إلى الآن لم يحسموا تعيين وزراء لأهم الحقائب الأمنية (الداخلية والدفاع)، أما (كتلهمالبرلمانية فيستمر بينها مسلسل الانشقاقات والتحالفات المبنية على أساس (البيع والشراء) و(من يدفع أكثر).
وفي الملف الأمني فإن أهم ما يشغل هذه (الحكومة) تأمين وضعها والاستعداد لمرحلة ما بعد (سوريا)، فالحكومة الحالية – ومن ورائها إيران – يؤمنون أن الدور قادم عليهم، وبدلا من محاولة إصلاح بعض الفساد المتفشي وعلاج جزء من الفشل بكل ملفات الخدمات؛ فإنها - أي هذه (الحكومة)- توغل في غيها وتمضي في حماية مفسديها وتزداد في منهج القتل والتنكيل واضطهاد أبناء شعبنا.
لقد باتت قائمة الحساب كبيرة، وأن موعد استيفائها من قبل أصحاب الحق وهم شعبنا بكل فئاته الذين اضطهدت حقوقهم وانتهكت كرامتهم؛ قريب، ولم يتبق وقت للسكوت، ولم يعد في النفوس محل للصبر، فالناس ناقمون كارهون للأوضاع الحالية، والنفوس متحفزة والشباب على أهبة الاستعداد، وما بقي إلا جذوة تشعل فتيل الثورة وتفتح أبواب التغيير الذي سيطهر العراق من الفساد والمفسدين وكل ما جاءنا به المحتل من مشاريع ورجال، ليعود العراق لأهله يستعيدون كرامتهم ويبنون بلدهم بخيراته فيعم الأمن والعدل والرخاء، والأمر لا يحتاج إلا لتوكل على الله مقرونا بالعمل، وحي على الجهاد.

كتائب ثورة العشرين
المكتب السياسي
1/ محرم/1434هـ
15/11/2012م
لتحميل الملف بصيغة PDF:
رد سريع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق