تعليقاً على العدوان الصهيوني على غزة، أدلى رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، الدكتور عبد المجيد الرافعي بالتصريح الآتي:
إن العدوان الصهيوني على غزة، يشكل واحداً من تعبيرات العدوان المتواصل على فلسطين منذ احتلالها وحتى الآن، وهو لن يكون الأخير، لأن كيان يتسم أساساً بالطبيعة العدوانية، وتتوفر له التغطية والحماية الدولية وخاصة من أميركا، ولا يواجه بموقف فلسطيني موحد ولا بموقف عربي رادع، لن يوقف عدوانه وسوف يلجأ إلى تصعيده كلما اقتضت حاجته السياسية له.
إن هذا العدوان، الذي لم يوفر بشراً ولا حجراً، ليس عدواناً على غزة الصامدة وحسب، بل هو عدوان على فلسطين، كل فلسطين وعلى الأمة العربية. ولهذا فإن الرد عليه، ليس مهمة جماهير غزة المقاومة وحسب، بل هي مسؤولية وطنية وشعبية فلسطينية شاملة، كما هي مسؤولية عربية رسمية وشعبية.
وان أولى خطوات الرد على هذا العدوان، يكون بإطلاق انتفاضة شاملة في الأراضي المحتلة وإعادة الاعتبار لمنطق الكفاح الشعبي بكل أشكاله، حماية للوجود ودفاعاً عن الحقوق، وأنه لم يعد مقبولاً بعد اليوم، ان تبقى الساحة الفلسطينية في داخل فلسطين وخارجها أسيرة الانقسام السياسي والخلاف على جلد الدب قبل صيده.
إن العدو الصهيوني الذي يحرق غزة ويدمرها، هو نفسه الذي يحاصر ويخنق الضفة بالمستوطنات ويمارس كل أشكال الضغط المادي والمعنوي على جماهير فلسطين عبر سياسة عنصرية مكشوفة لتهجير ما تبقى من أهل فلسطين إنفاذاً لمخطط إكمال تهويد الأرض الفلسطينية وفرض الصهينة عليها.
إننا في هذه المناسبة، التي نكبر فيها صمود أهلنا في غزة ومقاومتهم، وإسقاطهم لما سماه العدو الخطوط الحمر عبر رمي تل أبيب بالصواريخ وهي المرة الثانية التي تضرب فيها تل أبيب بصواريخ عربية بعدما ضربها العراق عام 1991.
ندعو فصائل المقاومة الفلسطينية إلى التوحد على قاعدة التصدي للعدوان وعدم تمكينه من استفراد الجبهات، كما ندعو في الوقت نفسه أمتنا العربية، على المستوى الرسمي والشعبي لأن ترتقي في خطابها السياسي إلى مستوى هذا التحدي الذي يفرضه العدو علينا، وعبر اتخاذ مواقف حاسمة بدعم المقاومة من جهة، والضغط على القوى الداعمة للعدوان داعين جماهير أمتنا، التي انطلقت في حراكها الشعبي، لأن تعي بأن حراكها نحو التغيير لن يستقيم ويأخذ كامل مداه التغييري، ان لم تكن فلسطين، وقضيتها في الموقع المركزي من خطابها وكل تعبيراتها النضالية.
إننا إذ نحيي أهلنا في غزة الصامدة ومقاوميها الأبطال، نشد على أيديهم، ونحن على يقين أن صمودهم لن يفشل العدوان الحالي وحسب، بل سيرسم معالم مشرقة لأمتنا، ويثبت مرة جديدة بأن أمتنا موجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح، وكما أثبتت تجربة المقاومة في العراق والفعل المقاوم في لبنان، وهو يثبت مرة جديدة على أرض فلسطين انطلاقاً من غزة.
رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
د. عبد المجيد الرافعي
16/11/2012
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق