قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 17 نوفمبر 2012

بالأمس قصفت إسرائيل السودان ولا تربطها معه حدود بدل من أن توجه طائراتها إلى إيران عدوها (المصطنع) كما تهرج.. واليوم توجهه إلى غزة.. فأين الشعب العربي ؟ !


بالأمس قصفت إسرائيل السودان ولا تربطها معه حدود بدل من 

أن توجه طائراتها إلى إيران عدوها (المصطنع) كما تهرج.. 

واليوم توجهه إلى غزة.. فأين الشعب العربي ؟ !

المرابط العراقي

د.عمران الكبيسي

iranisariel
أين الشعب العربي؟ وهل العصر الذي كان فيه قرار المساومات والمجاملات على حساب حقوق الأمة وثوابتها بيد حكام متسلطين على مقدراتها قد ولى إلى غير رجعة بعد الربيع العربي الدامي؟ وهل امتلكت الشعوب حقا كلمتها؟ ألا يضعنا اعتداء إسرائيل على غزة على محك الاختبار، فأين نحن مما يجري؟ وهل إحساسنا بالمسئولية شعوبا حرة تستطيع أن تقول ما تريد وتُسمع كلمتها للعالم قد ارتقى إلى مستوى الحدث؟
أم مازلنا ننتظر من الحكام أن يطعمونا ويسقونا، ويمنون علينا بأنهم يحكموننا، وبالأحرى يملكوننا، كما كانوا يقولون ليبيا القذافي، ومصر حسني مبارك، وسوريا الأسد، ونحن القطيع يساق بلا إرادة ونخوض مع الخائضين؟ لا نسمع ولا نرى ولا نتكلم!
لقد قصفت إسرائيل قبل شهر السودان وهو بلد شقيق لا حدود له مع دويلة الصهاينة ولا مقدرا له أن يهددها يوما أو يشكل خطرا مباشرا عليها، وبدلا من أن توجه طائراتها إلى إيران عدوها المباشر كما تهرج الفضائيات ويزمر الإعلام العالمي المضلَلُ والمضلِل: غارت على السودان، كأن مفاعل إيران النووي انتقل إلى الخرطوم، إسرائيل تعي أن الصناعة العسكرية في السودان لم ترتق إلى صناعة دبابات ومدافع ومازالت صناعات تكميلية أولية وقطع غيار سريعة الدوران، وتعلم جيدا أن قصف مصنع ومعمل لا يشكل خسارة كبيرة، ويمكن إعادة بنائه طالما الكوادر موجودة، ولكنها أرادت أن تختبر صوت الشعوب وكلمتها، وهل الشعوب جادة وجاهزة للمواجهة؟ فجعلت من السودان كبش فداء وتجربة تجس بها رد فعل الشارع العربي وهل ما زال نبض الزمن الرديء قائما أم ولى وانتهى؟ فماذا فعلت شعوب الأمة العربية؟ وكيف كان رد فعلها تجاه هذا العدوان الغاشم الصارخ على الشقيقة السودان؟ لم تتحرك، ولم نسمع بتظاهرة خرجت في بلد عربي انتصارا لأشقائهم! أو احتجاجا سلميا على هذا العدوان السافر. ومر الحادث مرور الكرام، أليس هذا عيبا على أمة يتجاوز عدد أبنائها ثلاثمائة مليون أطرش وأخرس؟
لقد تأكد لإسرائيل ومن هم خلفها أننا مازلنا أعرابا بعيدين عن أن نكون عربا، وأن الزمن الذي احتلت به عاصمة الرشيد على يد العلوج الملونين من كل جنس تحت مضلة الصمت العربي مازال قائما ولم يحركه الربيع، ليس لأن العرب يخشون أمريكا، وإنما تطبع لأن تشكل كل دولة امة بنفسها غير معنية بغيرها؟ أمة مصرية، وأمة جزائرية، وأمة خليجية على خليج لم نحافظ حتى على هويته، وهل تنسى لنا الأجيال يوم دخلت أثيوبيا الدولة البائسة وليس أمريكا جمهورية الصومال واحتلتها وشردت شعبها ولم يتحرك حاكم عربي، ولا خرجت تظاهرة واحدة في قطر عربي تحتج وتقول هذه ارض عربية، ودولة عضو في الجامعة العربية؟ ولم اسمع إلا بنخوة جمع الأموال، ونتمنى أن يكون بعضا منها وليس كلها وصل فعلا إلى الصومال التي تخلى عنها أهلها العرب.
لماذا نعتب على الحكام إذا كانت الشعوب ذاتها متخاذلة؟ وهل ننتظر الرؤساء يتظاهرون لنخرج خلفهم؟ وإذا لم نحتج لغزة ولفلسطين ولدماء المجاهدين، فمتى ولمن نتظاهر ونحتج؟ أخشى ما أخشاه أن نقف على أعتاب البيت الأبيض والبرلمان الأوربي ومجلس الأمن باكين نستجدي وقف القتال كما اعتدنا؟ أو ننتظر الجامعة العربية والحكومات تشجب وتستنكر لأننا لا نستطيع اللعب بالأوراق التي نمتلكها وبين أيدينا وما أكثرها. وقد نكتفي يوم الجمعة بعد الصلاة بالتجمهر دقائق أمام المساجد لنهتف الله اكبر وننصرف فرحين بأننا سجلنا موقفا؟ أليس من الواجب أن نقف مع إخواننا في غزة ونتظاهر ونقذف سفارات البلدان التي تقف خلف إسرائيل وتزودها بالسلاح والمساعدات بالبيض المسلوق والطماطم
الطازجة، ولا أقول بالحجارة لكي لا نصبح إرهابيين إذا كسرنا زجاجة نافذة سفارة، ويقال عنا غير حضاريين.
وكأني اسمع من يهمس هنا وهناك شامتا، أين مصر وأين الإسلاميين؟ وكأن مصر والإسلاميين اليوم وحدهم المعنيين بفلسطين، وقد جاءوا من عالم آخر، يا سادتي قضية فلسطين ليست إخوانية ولا مصرية وليست ملكا لحماس، وإنما قضية عربية إسلامية، ومأساة إنسانية، وعيب أن يتظاهر الناس في باكستان وأفغانستان وكشمير، والعرب نيام تخمة، سأترك الحديث عن دوافع عدوان الصهاينة على غزة وأهداف ما خلف الأكمة لموضع لاحق، ولا أدعو اليوم إلى إرسال جيوش وخوض حرب نتراجع فيها خمسين كيلومترا أخرى، نريد فقط أن ننتصر لإخواننا ونسمعهم صوتنا ونسمع العالم صرختنا، وتعرف أجيالنا على الأقل أن لنا قضية تستحق أن نتظاهر من أجلها، إن كنا لا نستطيع حمل السلاح والدفاع عنها، والحكام لا يتحركون ما لم تتحرك الشعوب، والعالم لن يتحرك نصرة لفلسطين ما لم يتحرك العرب بشجاعة وتصميم وتلاحم، فهل من مجيب؟.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق