وحدوية مدمره
السبت 23 فبراير 2013 23:53
رحمة حجيرة |
المتابع للتغطية الإعلامية الرسمية والمعارضة لإحداث الصراع في مدينة عدن التي شهدتها منذ عشية أهم المناسبات الديمقراطية في اليمن 21 فبراير مهما اختلفنا حول الآليات يذهل بحجم الصراع وتطرف الأطراف السياسية في اليمن بطريقة توضح مسبقا نتائج مؤتمر الحوار الذي سيعقد في 18 مارس القادم ... فمن حق أنصار التجمع اليمني للإصلاح أن يقيموا مهرجاناتهم في أي مدينة لهم فيها أنصار وبأي مناسبة فما بالنا إذا كانت لترسيخ مفهوم الوحدة اليمنية ومؤازرة أنصارها بالإضافة إلى أن ذكرى تسليم السلطة مهما كانت الآلية غريبة ومهما اختلفنا وعانينا من سياسية الرئيس هادي والحكام الجدد التي قد تبدو أسوء ممن سبقوهم ، لكنه يوم يحمل معنى قيمي مهم ..
ومن حق أنصار الحراك الجنوبي والمطالبين بـ"الانفصال" ومن عانوا من إدارات اليمن الموحد سياسيا واقتصاديا ومن حقهم أن يرفضوا الرئيس هادي والحكام الجدد أيضا ويحتفلوا بيوم " الأسير الجنوبي" كما أن هناك حق إنساني يتزامن مع هذا اليوم فالجنوبيون والمناطق الوسطى يتم التعامل معهم كمواطنين من الدرجة الثانية ويتعرضون للاعتقالات على اقل الأسباب في الوقت الذي يكافأ المسلحون الشماليون الذين اعتدوا على الجيش والأمن والمؤسسات الحكومية بأولوية التنجيد!!
لكن " الجريمة التاريخية " تكمن في أن تتحول الحكومة ومؤسسات الدولة وإعلامها إلى أدوات بيد الطرف ضد الآخر مستخدمة العنف والعقوبات الجماعية على أبناء الجنوب .. متجاوزة حتى الظرف الخاص الذي يعانوه منذ حرب 94م وكذلك فتره التحضير للحوار والتهدئة !! لا يفي هذا انه كان على الإصلاح أن يلغي المهرجان أو حتى يغير محافظة انعقاده فهناك وحدويون أسعدتهم أعلام الوحدة المرفوعة .. لكن أن يتعرض الحراكيون وخاصة قياداتهم السياسية والدينية للاعتقالات ومداهمة منازلهم كما حدث للمناضلين قاسم عسكر وحسين شعيب وكذلك إطلاق النار على مواكبهم ومنعهم من الدخول إلى عدن كما حدث للمناضل حسن باعوم فهو أمر يعد تحريضاً على الانفصال و يفاقم من الكراهية وتعقيد الوضع في الجنوب .. .. بل أن إطفاء الكهرباء على مدينة عدن واستخدام الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والضرب المميت للمعارضين من قبل أجهزة الدولة يعد " بلطجة " رسمية على أبناء الجنوب فما ذنب أن يقتل ويجرح ويضرب ويصاب أبناء عدن في محافظتهم لمجرد أننا نختلف معهم .. وليست فقط هذه الجرائم التي استهدفت ضدهم بل طريقة تعامل الإعلام الرسمي والإصلاحي مع هذا الاختلاف العنيف في الجنوب .. فصحيفتي الثورة والجمهورية الرسميتين وخاصة الأولى تنشر وتغطي هذه الأحداث بتحيز لصالح "الإصلاح" وبتجاوز للمهنية والمصداقية تنشر آراء ووجهة نظر الإصلاحيين وتغض الطرف عن أخبار مهمة حول ضحايا أنصار الحراك ...تخيلوا أن خبر تكريم اللواء محسن يأتي بالمقدمة وبمساحة اكبر في صحيفة الثورة الصفحة الأولى وتحته مباشرة خبر القتلى والجرحى كضحايا لاعتداء أنصار الحراك على الإصلاحيين !!
اعتقد أن وحدوية " الإصلاح " وحكومة " الوفاق " التي أرادوا أن يؤكدوها بمحافظة عدن وباليات تنتهك الدستور وتسخر الجيش والأمن والدولة لطرف سياسي .... أصبحت مدمرة وسبباً آخر مقنع لبقية الجنوبيين بفك الارتباط ّ ولا أسوء من ذلك سوى صمت ومباركة الرئيس هادي لذلك ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق