شبان يمنيون يزرعون الرز في البحر
بقلم/ دكتور/عبدالعزيز المقالح
نشر منذ: 10 ساعات و 18 دقيقة
الثلاثاء 19 فبراير-شباط 2013 09:26 ص
بقلم/ دكتور/عبدالعزيز المقالح
نشر منذ: 10 ساعات و 18 دقيقة
الثلاثاء 19 فبراير-شباط 2013 09:26 ص
هذا بعض ما حدثني به منذ أيام الأستاذ الدكتور علي جمعان الشكيل عميد كلية العلوم الأسبق في جامعة صنعاء، وأحد العلماء القلائل جداً في بلادنا الذين يمثل كل واحد منهم في شخصه مؤسسة علمية لا تجد من يستفيد من وجودها. والشباب الذين يزرعون الرز في البحر هم من طلابه الذين تتوزعهم اهتمامات علمية عديدة وينتظرون من يأخذ بأيديهم، وقبل ذلك من يأخذ بيد أستاذهم هذا الذي ظلمه وجوده في هذا البلد المشغول بكل شيء إلاَّ بالمعرفة والعلوم التطبيقية. والظلم الذي عانى ويعاني منه الدكتور الشكيل، ليس متعلقاً بعدم الحصول على منصب فهو أبعد ما يكون عن الرغبة في المناصب، لكن الظلم الذي أرى أنه لحق به هو هذا الذي أصاب بمقترحاته وأفكاره العلمية التي لم توضع موضع التطبيق، مما دفعه أخيراً أن يتجه بها إلى الجيل الجديد من الأطفال ليضع بين يديهم خلاصاته العلمية في سطور بسيطة لعل زمنهم يكون أفضل من هذا الزمن، فيجدون فيه
-يومئذ- من يصغي إليهم.
أتذكر أن الدكتور علي الشكيل كان قد طرح موضوع الطاقة الشمسية على كبار المسئولين في الدولة قبل ثلاثين عاماً. وقال لهم
-يومذاك- بأمانة العالم وثقة العارف: دعونا نبدأ في هذا المشروع من الآن حتى لا نضطر إلى أن نبدأه من الصفر بعد عشرين أو ثلاثين عاماً. ولم يستجب له أحد، ونحن الآن أحوج ما نكون إلى ذلك المشروع وإلى هذه الطاقة النقية المتجددة التي تغنينا عن البترول، وتغني بلادنا بتصدير الفائض منها وهو كثير، وليس عجيباً أن نرى واحداً من طلاب الدكتور الشكيل يسير في شوارع صنعاء بسيارة تتحرك بالطاقة الشمسية المتوفرة لبلادنا طوال العام وبكميات هائلة من شأنها أن تستخدم في وقود السيارات وتشغيل المصانع وفي إنارة البيوت والشوارع وفي تحلية مياه البحر وفي أمور أخرى. وقد كان الأستاذ الشكيل وما يزال على يقين من أن التوجه إلى هذا الجانب المهم والمفيد من التنمية أجدى وأهم من البحث عن النفط في أعماق الأرض مع الاعتراف بأنه مادة ملوثة ضررها أكثر من نفعها.
وسبق لي أن كتبت في هذا المكان، وفي أماكن أخرى من صحفنا المحلية والعربية عما تختزنه بلادنا السعيدة من خيرات بعضها واضح ظاهر على البر وفي البحر وبعضها الآخر كامن في الفضاء وفي الطبقات القريبة من وجه الأرض. وقد شدتني فكرة استنبات الرز في البحر ونجاح التجارب التي قام بها آخرون، وقام بها طلابنا الذين ينتظرون إشارة البدء من الدولة لتتمكن بلادنا من إيجاد مصدر بالغ الأهمية للغذاء بدلاً من الاستيراد الذي أرهق ميزانية الدولة، ولاسيما بعد أن صار الرز مادة رئيسية في المائدة اليمنية في حين أنه كان إلى ما قبل ستين عاماً فقط مادة غذائية مجهولة وفي المناطق الجبلية خاصة، ولم يكن معروفاً في صنعاء إلاَّ في موائد عدد من الأمراء والموسرين إذ كان اعتماد هذه المدينة وبقية المناطق الجبلية على القمح والذرة وغيرهما من المحصولات، التي تعتمد زراعتها على الأمطار، كما لم تسمع صنعاء شيئاً عن الأسماك إلاَّ في السنوات التي تلت قيام الثورة وبعد أن أصبحت عاصمة لكل اليمنيين. ولكي أكون صادقاً فقد كانت منطقة الشرف في محافظة حجة تزرع أجمل أنواع الرز وكان الموظفون في مدينة حجة يتسلمون جزءاً من رواتبهم العينية من الحبوب كمية من الرز غير المجروش.
وسؤالي الآن، وبعد كل هذه المقدمات والتداعيات: هل ستجد هذه الكلمات من ينصت إليها، ومن سيكون له الفضل في استدعاء الأستاذ الدكتور علي جمعان الشكيل أستاذ العلوم الأول بجامعة صنعاء لمعرفة بعض ما تضمنته القائمة العلمية من تصورات المشاريع وخطط جاهزة لا أشك في أنها ستخفف من الأعباء الاقتصادية وتساعد على تشغيل ملايين من العاطلين المؤهلين وغير المؤهلين، وتفتح أبواب الأمل والعمل لآلاف الخريجين الذين يتسولون العمل في المكاتب الرسمية والأهلية. وخير لنا أن نبدأ المشوار من الآن من أن نبدأه بعد عشر سنوات أو عشرين سنة قادمة، علماً بأن ما كان في الماضي سيأخذ وقتاً طويلاً صار في الإمكان أن يتم الآن في وقت أقصر نظراً لتطور آليات البحث العلمي وأدوات الإنتاج السريع.
الجزء الأول من موسوعة الشعر الشعبي في منطقة الحدا:
عنوان الكتاب "واحة الحدا" وهو من إعداد وجمع المهندس الأستاذ عبدالرحمن محمد داعر البخيتي، ويضم نماذج من الشعر الشعبي بألوانه المختلفة من قصائد وزوامل وباله وحال. والمعروف أن الحدا واحدة من أهم مناطق اليمن التي يزدهر فيها الشعر الشعبي، ويأخذ مكانته العالية في نفوس المواطنين الذين كانوا وما يزالون يجدون فيه التعبير الصادق عن مشاعرهم في الأفراح والأحزان. ويلاحظ أن الشعر الشعبي في هذه المنطقة وغيرها يزداد تطوراً وانتشاراً وإقبالاً مع تجديد لغته وأخيلته التي تتناسب مع روح العصر ومتغيراته. يقع الجزء الأول من هذه الموسوعة في 621 صفحة من القطع المتوسط.
تأملات شعرية:
منذ خمسين عاماً
وهم في انتظار الإشارة،
جيلٌ ينام
وآخر يصحو
والخيل مسرجةٌ لا تمل الصهيلْ.
أما آن يا وطن المعجزات القديمة
أن يتسلم هذا الشبابُ القيادة
أن يبدأوا رحلة الألف ميلْ؟
أما آن أن يحملوا راية الأمة العربية
بالعلم والحب نحو الزمان الجميل
المصدر سبتمبر 26
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق