ما أشبه .. آيات الله ومفاتيح جنانهم .. والبابوات ظل الله وصكوك غفرانهم .. وحقيقة تجدد زواج المتعة بين الحركة الماسونية الصهيونية وملوك فارس وارساء الدمار الشامل في الدول.! - استقراء
المرابط العراقي
نبذة مختصرة عن القرون الوسطى : يشار إلى هذه الفترة المبكرة بأنها العصور المظلمة، حيث كانت القرون الأولى من العصور الوسطى، خاصة من القرن الخامس إلى أواخر القرن العاشر الميلاديين أقرب إلى أن تكون مظلمة، حيث أصيبت حضارة غربي أوروبا بالانحطاط في جميع مناحي الحياة ، ولم يتبقى من حضارة الرومان القدامى سوى مابقي في قلة قليلة من مدارس الأديرة والكاتدرائيات والبلاط والقصور الملكية، أما العلوم التي نقلت عن اليونانيين فقد اندثرت تقريبًا، وكان الذين تلقوا علماً فئة قليلة من الناس، كما ضاع الكثير من المهارات الفنية والتقنية القديمة، وأمسى العلماء في جهلهم، يتقبلون الحكايات الشعبية والشائعات على أنها حقيقة .
وفي مقابل الظلام الدامس الذي خيم على غرب أوروبا، كانت الحياة أكثر إشراقًا في جهات أخرى من العالم، فقد كان العرب المسلمون في الأندلس في نفس الوقت يعيشون ثراءاً حضارياً وثقافياً وتقدم ورقي في كافة مناحي الحياة ، ومن أبرز ما انتقل من الأندلس إلى الغرب وهو أهم أسباب تطور الحضارة الغربية هو علم الفلسفة الذي أخذه العرب من اليونانيين خصوصاً كتب الفيلسوف ابن رشد وشرحه لأرسطو . وعلى أثر ذلك بدأت الحياة الاقتصادية والسياسية تنتعش في أوروبا مع بداية القرن الحادي عشر ، وقد أدى هذا الانتعاش إلى تطور ثقافي هائل خلال القرن الثاني عشر الميلادي وما لحقه من الثورة الصناعية الكبرى.
عندما نقرأ التاريخ القريب والبعيد وحتى تاريخ غابر الحقب و الأزمان , بل وحتى تلك التي كانت قبل مولد سيدنا المسيح عليه السلام , وكذلك تاريخ العرب في العصر الجاهلي قبل البعثة النبوية الشريفة , نجد اليوم وتحديداً منذ بداية القرن الواحد والعشرين , القرن المذهل في جميع وشتى مجالات الحياة العلمية والتقنية والإتصالات والموصلات والطب والهندسة والزراعة والصناعة , والذي بات يسير بأسرع من سرعة الصوت بأضعاف ، نجد حالنا نحن أمة العرب ما زلنا نحبو ونتخبط في ظلمات الجهل وبحور التخلف, بل الأدهى من ذلك أصبحنا عالة على العالم , نأكل من ما لا نزرع, ونلبس ونقود من ما لا نصنع, ونهيم على وجوهنا في شتى دول العالم طلباً للأمن والأمان ولقمة الخبز, بعد أن هجر الوطن خيرة أبنائه ونخبه من علماء وأطباء ومهندسين ومثقفين خوفاً من القتل والتصفية الجسدية, بعد أن هيمنة وسيطرة على مقاليد الحكم والدولة شلة مارقة متخلفة بإسم الدين والمذهب , والذي لا تفهم منه. أي من الدين سوى لغة القتل والتخريب والإقصاء والسلب والنهب , هذا هو حال الأمة وحال العراق اليوم. بعد أن كنا قبل آلاف السنين أول من أرسى دعائم العلم والعلوم والمعرفة وقواعد البناء والفن المعماري الذي ما زال شاخصاً حتى يومنا هذا , لا بل ما يجري من تطور وعلوم وتقنية حديثة سوى في أوربا الحالية أومن جاء بعدها كأمريكا وما وصلت إليه من تطور ورقي وغزو للفضاء جعلها تكون سيدة العالم بلا منازع, هو نتاج طبيعي لما بدأ به العلماء والمفكرين العرب الأوائل قبل الإسلام كالبابليين والسومريين والآشوريين , وكذلك من سار على نهجهم من العرب المسلمين الأوائل.
إن ما يجري ويدور على الساحة العربية الإسلامية اليوم للأسف هو نفسه.. إن لم نقل أبشع وأشد وطأة مما شهدته أوربا الحالية في القرون الوسطى ، بسبب هيمنة وسيطرة رجال الدين ( أي رجال الكنيسة ) بأسم الدين .. والدين منهم براء , خاصة عندما تطورت العلاقة بين الكنيسة والأباطرة إلى الشراكة في حكم أتباعهما في المجتمعات الإقطاعية الغربية , وفي تلك الفترة لعب رجال الدين الذين دخلوا على خط الإقطاع وتملكوا الإقطاعيات الكبيرة دوراً كبيراً وخطيراً في تخدير مشاعر الفلاحين المستعبدين والمظلومين والمقهورين عند الإقطاعيين، وامتصاص نقمتهم وإجهاض رغبتهم في الثورة والتمرد على ذلك الظلم، بكذبة وإكذوبة : أن لهم .. أي -الفقراء- الجنة وملكوت السماء. ولم يتوقف جشع رجال الدين النصارى عند ذلك الحد , ولكنهم بعد أن استطاعوا بإسم الكنيسة الهيمنة على الحياة كلها في أوروبا والتحكم في مصائر سكانها حكاماً ومحكومين وأصبح لها الكلمة الفصل والمطلقة على الجميع، امتدت أيدي الكنيسة ورجال الدين إلى ما في جيوب الفقراء من الزهيد من المال إن توفر ليسرقوه باسم صكوك الغفران التي أعطوا لأنفسهم الحق في منحها لهذا أو ذاك بدعوى التفويض الإلهي للبابا ظل الله في الأرض.
فقد توجت الكنيسة تصرفاتها الشاذة وبدعها الضالة بمهزلة لم يعرف تاريخ الأديان لها مثيل عندما احتاجت إلى مزيد من السلطة الدينية والنفوذ المالي لمواجهة أعدائها، وقد كان ألد وأخطر أعدائها (المسلمين) أثناء الحروب الصليبية التي بدأت تلوح علامات هزيمتها فيها بعد أن بلغ ضعف الحماس الديني في نفوس الأوربيين مبلغاً كبيراً وفقد المقاتلون ثقتهم في الكنيسة نتيجة لخيبة أملهم في النصر الذي وعدتهم به وعداً قاطعاً، ففكرت في وسيلة تجعل المقاتل يندفع للاشتراك في الحملة الصليبية فكانت تلك الوسيلة (صكوك الغفران)! حيث أصدر المجمع الثاني عشر المعروف باسم مجمع لاتيران سنة 1215م قرار يمنح البابا حق امتلاك الغفران للمذنبين! يقول ول ديورانت: أن صكوك الغفران كانت توزع على المشتركين في الحروب الصليبية ضد المسلمين.
وقد مثل ذلك ذروة الطغيان الكنسي ضد الفقراء والأمراء على حد سواء، وكانت أول أمرها من أسباب قوة الكنيسة ودعائم شموخها، حيث قويت الكنيسة وتدعمت سلطتها بالجحافل البربرية التي تطوعت للقتال في سبيلها من أجل الحصول على الغفران. وبالمقابل كانت لها نتائج سلبية على الكنيسة ووضع حد لطغيانها نهائياً بعد عدة قرون، فقد انخفضت سلطة الملوك والأمراء والنبلاء الذين كانوا جنوداً للكنيسة يقاتلون بأنفسهم في الحروب الصليبية. ورأوا أنهم أصبحوا هم وشعوبهم ليسوا إلا أدوات أو صنائع رجال الدين يمنون عليهم بالعفو إن رضوا ويعاقبونهم بالحرمان إن سخطوا، كما أن الثراء الذي حصلت عليه الكنيسة جعلها تبدو منافساً قوياً لأصحاب الإقطاعيات وكبار الملاك ما أثار في نفوسهم شعور العداوة لها والحقد عليها.
إذن من خلال هذه اللمحات التاريخية الغابرة والقريبة نجد أن التاريخ يكرر أو يعيد نفسه ربما بصورة مريرة وبشعة , وأكثر قتامة من تلك التي عاشها الأوربيون في ظل حكم الكنيسة والباباوت ظلال الله على الأرض وقساوستها من رجال الدين .
فمن منا لم يتذكر انتصار ما سمي حينها بالثورة الإسلامية على الشاهنشاهية الإيرانية الفاجرة التي تفوقت وفاقت الفجور والإنحطاط الغربي من حيث نشر الرذيلة والفسوق في شتى أرجاء إيران البهلوية آنذاك، بحيث جعل الشاه المقبور من هذه الدولة الإسلامية التي تتوسط العالم العربي والإسلامي أحد أهم وأكبر ماخور للفساد في العالم ، تلك الثورة التي استبشر بها العالم العربي والإسلامية ألف خير !؟ لكنها سرعان ما تحولت من نعمة على الشعب الإيراني إلى نقمة وكارثة عليه وعلى جميع شعوب المنطقة , وخاصةً تلك الحرب المجنونة التي شنها الخميني الحاقد على العرب و العراق وشعبه في بداية ثمانينات القرن العشرين الماضي ، وكيف كان الخميني يزج بمئات الآلاف من الشباب الإيراني المسلم لقتال أخوانهم المسلمين في العراق ، ولم يتوارى خجلاً وخوفاً من الله سبحانه عندما كان يقلدهم ويضع في أعناقهم مفاتيح الجنة قبل زجهم في تلك المحرقة وحقول الألغام التي كانوا هؤلاء الأبرياء المغرر بهم يفجرونها تحت أقدامهم من أجل أن يفسحوا المجال أمام قوات الجيش النظامي الفارسي المعتدي كي يواصل زحفه لإحتلال العراق.
كما أن ما نعيشه اليوم كعراقيين منذ عام 2003 وحتى الآن هو امتداد لتلك الحقب الغابرة في القدم، وكذلك نفس حقبة حكم الخميني لإيران في ثمانينات القرن الماضي وما كان ينويه من تصدير لثورة الجهل والتخلف وإراقة الدماء، ولكن بوجوه وفتاوى ومراجع قديمة جديدة، سهل وساعد على مجيئها وتفشي وانتشر وبائها المدمر عقد زواج المتعة القديم الجديد المبرم منذ آلاف السنين بين الحركة الماسونية الصهيونية وملك الفرس كورش، والذي ينفذ أحفادهم وأبنائهم هذا المخطط وهذه الجريمة بكل فصولها وحذافيرها على أرض الواقع المزري الذي تمر به أمة العرب والأمة العراقية تحديداً الأن، كي لا تقوم لها ولنا كعراق وكعراقيين قائمة بعد اليوم , وما العادات والتقاليد والطقوس والدور الذي تمارسه ما يسمى بالمرجعية الدينية خاصة في العراق ، ما هو إلى نتاج ومحصلة طبيعية لإعادة العراق وشعبه إلى القرون الوسطى .. إن لم نقول أخطر وأبشع من تلك. لما تمارسه من دور تدميري تخريبي تجهيلي ، لتغيب العقل البشري العراقي ، ولا نريد أن نخوض أكثر بالتفاصيل المُملة ، وبغيبيات وفذلكات دعاة الدين والمذهب والمنابر كالمهاجر وغيره من الروزخونيين وقادة العصابات والمليشيات الذين يتزعمون ويقودون اليوم الحملات التبشيرية لتأجيج الفتنة الطائفية ، تمهيداً لإعلان وخوض الحرب الأهلية التي يتوعدننا بها آراذل القوم وأشباه الرجال. كالبطاط والنطاط و قيس الخزعلي وغيرهم من أدوات وأوراق وبيادق إيران وحكومة دولة المليشيات والعصبات الإجرامية التي تلوح وتتوعد بهم وتهدد الوحدة الوطنية عن طريق السماح لهم بالظهور الإعلامي المبرمج ومدهم بالمال والسلاح والدعم اللامحدود كلما ضاق الخناق حول رقابهم مع إزدياد الضغط الشعبي المتنامي والمتصاعد ، ناهيك عن فتاوى تحريم الزوجه على زوجها إن لم ينتخب الرعاع والجهلة واللصوص، وهذه البدعة لم ينتهجها حتى رجال الكنيسة في القرون الوسطى أو السحيقة ، كي نخوص أكثر فأكثر في أعماق بحور الجهل والتخلف والتدمير المنظم للبنية والتركيبة العقلية التي منحنا إياها خالقنا وبارئنا سبحانه ، وغيرها من العادات والتقاليد التي لا تتسع ليس أوراق أو صفحات ... بل كتب و مجلدات لسردها ... والحر يكفيه العنوان أعلاه.
فهل يتعض رجال ديننا وساداتنا ومشايخنا وساستنا من رجال دين وقساوسة وكهنة العصور الغابرة قادة الحروب الصليبية. الذين تبصق على قبورهم وتاريخهم الأسود اليوم جميع الشعوب الأوربية ، تلك الشعوب التي توحدها اليوم المبادئ والقيم والأخلاق الإنسانية النبيلة ، بعد أن تمكنوا من إعتلاء وإمتلاك ناصية العلم والعلوم والتقنية التكنلوجية التي وحدتهم تحت راية الإتحاد الأوربي الكبير ، بغض النظر عن كل مآسي الحروب القريبة والبعيدة التي خاضوها فيما بينهم عبر مئات وآلاف السنين , وبالرغم من التاريخ المرير وإنعدام الروابط الدينية والإثنية واللغوية فيما بينهم ، على خلاف تلك الروابط والعرى الوثيقة التي تجمعنا نحن العرب والمسلمين منذ آلاف السنين أيضاً. لكننا للأسف في حالة تشذم وإنحدار وحقد وكراهية لبعضنا البعض بإستمرار. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
4 / 2 / 2013
4 / 2 / 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق