قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الخميس، 3 سبتمبر 2015

د. حميده نعنع : قبر من اجل العرب

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قبر من اجل العرب
شبكة البصرة
د. حميده نعنع
لمن هذا البحر المفتوح كقبر،،، كماء عكر،،، كدم قاتم،،، عنيف وصاخب يفصل بين قارتين متجاورتين،، انه القبر المفتوح للمهاجرين العرب من السوريين والعراقيين والفلسطينيين هربا من هول الحرب التي لم تترك في بلادهم اخضرا او يابسا، ولا حتى اعمدة من الاسمنت،
لمن هذا البحر المفتوح النادر الذي منذ الابد ينازع سكانه على الضفتين منذ الفينيقيين وحتى الاغريق والرومان الذين لم يتنازعوا مياهه بل ابوته، ها هو يفتح فاه كحيوان مفترس ليبتلع الاحياء المتعبة والاطفال النائمين في احضان امهات جائعات،، عطشى ينظرن الى الافق،،، نحو الغرب علا تلوح لهم صخرة او شجرة او بشر منذ بداية الحرب في سورية والبحر الذي كنت احبه في الماضي كثيرا واسبح وانا طفلة على شاطئه في اللاذقية باطمئنان منحتني اياه جدتي عليسة اخت ملك صور التي بعد شجار مع اخيها رحلت في هذا البحر بجواريها ومراكبها الى تونس لكي تطالب بوطن لا تتعدى مساحته جاد بقرة،،، هكذا تقول الاسطورة ثم عمرت مدينة قرطاج التي اهدت العالم اكثر الرجال بطولة فيما بعد،، حنا بعل،، الذي قهر روما وعاد الى بلاده دون ان يهدم اسوارها،، لقد راها من بعيد فبدت له جميلة جدا فتراجع عن اجتياحها وحتى اليوم لم يفسر التاريخ كيف تراجع المنتصر ولم يقطف ثمار نصره،، عاد الى قرطاج التي خذلته وكادت تسلمه للرومان اعداءها واعداؤه،
منذ ثلاثين سنة حرمت من السباحة على شاطئ اللاذقية ولما وجدت نفسي في قرطاج رفضت ان اضع قدمي في مياه هذا البحر الذي تعرف ابوته ابحر به حنا بعل الى شواطيء تركيا ومات هناك بالسم وحيدا ودون اكاليل غار،
هذا البحر الذي تنازعت الامم ابوته يبدو اليوم على حقيقته،، ليس ممرا مائيا يفصل قارتان قدرهما ان يتجاورا ويتعاونا ويتحاربا ايضا انه اليوم قبر للسوريين والعراقيين والعرب الاخرين الذين ضاقت بهم ارضهم،، ضاقت بهم امتهم واراضيها الشاسعة فالقوا بانفسهم في زوارق متهالكة وهم يعرفون انهم قد يصلوا او لا يصلوا الى الضفة الاخرى، الاف منهم ابتلعم البحر ومئات وضعوا اقدامهم على جزيرة صقلية وما ان وصل العشرات منهم احياء حتى صرخ اليمين الايطالي فسمعه اليمين الفرنسي والالماني وكل زعماء الفاشية الاوربية وهاهم يجتمعون في احدى الجزر الايطلية ويرفضون وينددون بالغزو الاسلامي الجديد لكان السلطان التركي سليمان القانوني استطاع فتح ابواب فينا،
وبين صعوبة اللغة على الشفاه الجافة المتعبة والصخب الايطالي، وزعوهم على الكنئس والمخيمات بانتظار الرحيل فايطاليا التي تعاني وهي تعاني منذ غاريبالدي من ازمة اقتصادية لا تستطيع ان تساعد هؤلاء الغرباء لقد تذكر الايطاليون قليلا هربهم بمئات الالاف وضياعهم في البراري الاوربية اثناء الحملات النابليونية او الحرب العالمية الثانية ولكن هذا العالم انحطت فيه كل القيم الانسانية وحتى الذاكرة
تقول اتفاقية شنغن ان من يدخل اوربا يستطيع السفر الى كل دولها بوثيقة سفر واحدة،
وتقول اتفاقية دلان ان اي مهاجر غير شرعي يصل اول بلد اوربي ويعطي بصمة اصبعه في ذالك البلد ويحق له ان يغادرها،،، من شرح للعربي الهارب من الحرب والجوع والخوف فالفرق بين اتفاقية شنغن ودبلن واذا شرحوها لهم هل سيفهم انا هنا في باريس منذ ثلاثين سنة واتابع الاخبار ولم اكن اعرف الفرق بين الاتفافيتين،
وابتلع ايها البحر الفاقد الابوة والنخوة اجساد العرب السوريين والعراقيين والفلسطينيين وغيرهم ولتصرخ السيدة اليمينية لوبين في باريس وتقف وزيرة داخلية النمسا لتشدد من موقفها نعم وزيرة الداخلية النمساوية التي تريد تمنح المرور فقط للمهاجرين من هنغارية الى المانيا دون توقف في الاراضي النمساوية لان النمساويين يخافون وما زالوا يخافون منذ العصور الوسطى وحتى اليوم لم يذهب خوفهم من الجنود الاتراك المسلمين اللذي طوقوا فينا،
وانفجرت الفضيحة المخزية للانسانية على الاراضي الهنغارية وحدود النمسا مهربون هنغاريون وتجار بشر اكدوا لسبعين لاجئا سوريا انهم يستطيعون الوصول بهم الى الماني في شاحنات خضار وعلى الحدود النمساوية تركوا المهربون الشاحنة وهربو دون ان يفتحوا غطاء الشاحنة ولا احد يعرف بعد ذالك ما حصل هل قرع المهاجرون جدران الشاحنة ليخرجوا؟ هل سمعهم احد هل كان المهربون هناكك هل خافوا هولاء المساكين ان يصرخوا فتسمعهم الشرطة الهنغارية،
النتيج اختفوا داخل الشاحنة ورحلوا هذه المرة على ابواب فينا دون ان يعرف سرهم وحتى يحاكم القتلة الذين القي القبض عليهم سوف ننتظر،
سالتني جارتي الفرنسية لماذا لا يذهبوا الى البلاد العربية وهي بلاد غنية؟ سؤال في مكانه كيف اشرح لهذه السيدة الفرنسية ان دخول الجنة اسهل من دخول الدول العربية الثرية واضيف ان هذه البلاد العربية بالعكس تريد للسوريين وغيرهم مزيدا من الموت كي تحقق مزيدا من الصفقات في حينن ان حكامهم مشغولون بالفساد (ومحاربة الارهاب) الارهاب الذي انفجرا فجاة عندنا بين ليلة وضحاها مما جعلنا بحاجة الى عاصفة صحراء جديدة تقضي على ما تبقى من ثروتنا واطفالنا كما حصل للعراق وما تبعها من ماسي لامتنا
باريس
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق