قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

أ.عبدالعزيز أمين عرار : يا قائد الجمع المؤمن: عندما انهار سدك المنيع انهارت حواضرهم بكاملها

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يا قائد الجمع المؤمن: عندما انهار سدك المنيع انهارت حواضرهم بكاملها
شبكة البصرة
أ.عبدالعزيز أمين عرار
باحث ومشرف تاريخ فلسطيني
في ذكرى استشهادك يا حسين العصر نتذكر شموخك ووقفة عزك، ولا ننسى انجازات بلدك ووطنك جمعاء.
يا باني العراق الحديث ونهضته أيها الثائر والمفادي لروحه أنت يا رمز عروبتها وقوميتها وإنسانيتها في هذين القرنين، أنت يا صدام حسين صاحب المقولة الشهيرة :أحبو العراق تكونوا بعثيين،أنت الذي جمعت أطياف الشعب وطوائفه في كيان واحد وموحد، وكان لهم الوطن والدولة خير ممثل، وانتم من صنع حزب القدوة والاقتدار.

يا قائد الجمع المؤمن لقد عرفناكم من خلال دوركم البارز في هندسة مشروع الثورة التموزية علم 1968 من أوله إلى آخره، وقد تابعتم المشروع من بداياته إلى مجرياته وتطوراته، وقد صنعتم وحدة شعبكم وقطركم بما قدمتم من أعمال وانجازات لقطركم من خلال سياسات تأميم النفط الذي أبعدتموه عن شركات الاحتكار التي نهشت العراق فزادت ثرواتكم القومية شعبا وحكومة ولكن شخصك بقي منزه عنها كما الفاروق عمر بن الخطاب،ثم وزعت الأرض على الفلاحين وضربتم دابر الإقطاعيين والمستغلين وأكدتم على أهمية تطبيق الاشتراكية والعدالة الاجتماعية من خلال توزيع الثروات العادلة على العراقيين بل وإشراك العرب فيها بما قمتم به من استيعاب للفلاحين المصريين والمغاربة للعمل في القطر العراقي، وكان لمنحكم حكما ذاتيا للأكراد تعبيرا عن تآخي القوميات العربية والكردية وضربا لتوجهات شاه شاه عام 1975 م،وأنتم من اجتهد وسعى لمحو الأمية حتى بلغ عدد المستفيدين منها قرابة 2،5 مليون نسمة، وقد جنبتم العراق شر اللطم بالجنزير وقطع الحديد مؤكدين على زيف هذا التصرف وبعده عن الدين،وانتم من سن قوانين التعليم الإلزامي والعلاج المجاني حتى أن العراقي والعربي ناله منه نصيب وافر، وقد بلغ عدد العرب المستفيدين من منح التعليم 100 ألف عربي حتى إسقاط النظام.

ولن ننسى يا قائدنا وزعيم امتنا أن سيفك الذي أشهرته في وجه المعممين في قم وطهران،وبفضل دورك تأخر التخريب الإيراني للأرض العربية عقدين من الزمن،وكان عراقك سدا منيعا أمام محاولتهم النيل من بلدك وعربك.
إن مجموع انجازات ثورتكم كبيرة والكل يفخر بها وهي التي جعلت تراث أمتكم وشعبكم لصيق فكركم وجوهره الفذ سواء في المتاحف أو الفن أو إعادة كتابة التاريخ والنظرة للأمة نظرة جماعية وللعامة والخاصة وللعراقي والعربي، وأمام روعة التجربة ووضوح المشهد وقارئة التاريخ بعمق واستفاضة وتمثل سيرة الخالدين في مشاعركم وجوانحكم وعقولكم فقد كانت إجاباتكم حاضرة فعندما أبدى أحد أعضاء القيادة انزعاجا مما جر للقائد الليندي في تشيلي حيث خطفته قوات أميركية وساقته للمحاكمة مع أنه نجح بالانتخاب وعبر أحدهم عن خشيته من تعرض القيادة العراقية لمثل هذا المصير. كان جوابكم : عندما يغفو الحارس وينام يدخل اللص والسارق من الباب، وقد أبديتم تفاؤلا على حصانة هذا الشعب، ولكن مضت قرابة ثلاثة عقود من الزمن وإذا بالشعب يغفو ويستسلم ويعود القهقرى إلى الفتاوى السيستانية وأفكارها الظلامية ويتكهرب بالدعايات الأمريكية وأعمالها المخابراتية وتنفتح ثغرات وثغرات في السد ليدخل منها اللصوص والسراق والطائفيون والمرتزقة ويقودهم أصحاب الشركات والتوظيفات الرأسمالية الأميركية ومعهم بول بريمر وحراس شركة بلاك ووتر،فعبروا إلى قلب بغداد، وفككوا نسيج الشعب ووحدتهم ورجعوا به القهقرى إلى عصور خلت، فخرب السد، وحكم العراق شلل وشلل من الملل والنحل وعلى رأسهم رجال معممون من بلاد فارس وأصبح العراق غير العراق،وانقلب الحال من عراق المجد والماجدات ومن الفخر والاقتدار إلى إشعال الحرائق والنار وسار البعار يرسمون سياسات القطر والبلد، ولم يبق من جمعك يا أبا عدي سوى قائد مؤمن يقود جحفلك وتكالب الطائفيون على عراقك و هم كشيطان خرج من قمقمه وتكالب على بلدك الإغراب من كل الجهات كما تذكر، وهكذا زالت منعة سدك الذي بنيته بعرق بنيك وقوة همتك واقتدار حزبك،وانقض الأغراب على وطنك وأمتك يعيدون تفكيكه ويصنعون أصناما تطيعهم دون غيرهم،وأصبحت كليهما لاعبين أساسيين إيران في الشرق وإسرائيل في الغرب وهما يقرأن على شيخ واحد اسمه أمريكا،وإذا كنا قد ناضلنا وجاهدنا في سبيل بناء دولة الوحدة العربية فقد خانتنا اليوم دول طائفية وكيانات هزلية توزعت في الأرض العربية.

ياسيدي: ياشهيد العصر لقد دونك التاريخ في صدر صفحاته بعد أن عرف الجميع مفاخرك وقدر أعمالك ولا ينسى أبناء القدس وما حولها في رباط فلسطين وجندها الشامي تقديرك للشهداء والاستشهاديين فيها، وهم يعلمون علم اليقين أن حبال المشنقة علقت ولفت حبالها حول عنقك بسبب مواقفك الرجولية وتجسيد سياسة البعث القومية ومركزية قضيتها من قضايا العرب المصيرية.
لقد بصقت في وجوههم حينما قلت مقولتك المشهورة : هل هذه هي المرجلة يا مقتدى.
لقد أخزيت بهاليل إيران.
يا سيدي لقد أصاب أمتنا يتم من بعدك وهي في انتظار أن يأتيها قائد جديد به رجولة لا توارى وحكمة لا تدارى.
عليك رحمة الله يا سيد العصر وشهيده، وعدمت النساء بنوهن إن لم يلدن مثلك.
26/9/2015
شبكة البصرة
السبت 13 ذوالحجة 1436 / 26 أيلول 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق