قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 21 سبتمبر 2015

الدكتور غالب الفريجات : ما يجري في القدس عنوان ضعف وهوان عربي

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ما يجري في القدس عنوان ضعف وهوان عربي
شبكة البصرة
الدكتور غالب الفريجات
لقد تم احتلال القدس في السابع من حزيران 1967، وفي اليوم التالي قام الكيان الصهيوني بهدم وازالة 135 منزلاً في حارة المغاربة، كان يقطنها أكثر من ألف نسمة، وخصصت كساحة لحائط البراق (حائط المبكى)، وفي السابع والعشرين من الشهر نفسه صدر قرار حكومي بتوحيد مدينة القدس الشرقية والغربية، وحلت بلدية القدس العربية، وصادرت صلاحياتها بلدية القدس الموحدة، وفي الحادي والعشرين من آب 1969، أقدم الصهيوني المجرم مايكل روهان على حرق الأقصى، وبدأت سلطات الاحتلال بحفر الانفاق أسفل الأقصى تحت ذريعة البحث عن الهيكل المزعوم، وفي العام 1981، قامت بضم القدس الشرقية رسمياً وفرض الهوية "الاسرائيلية " على أبناء القدس، وفي نيسان من عام 1982 أقدم المستوطن الصهيوني هاربي جولمان باطلاق الرصاص على المصلين في المسجد فاستشهد اثنين وجرح ستة، وفي العام 1996 أعلن عن فتح الأنفاق أسفل المسجد الاقصى أمام السياح، وقامت جماعة أمناء الهيكل تحت حراسة الشرطة باقتحام المسجد، واستشهد 62 فلسطينياً وجرح المئات، وفي العام 1997 طالب عدد من الحاخامات بتقسيم المسجد الأقصى وحثوا أتباعهم للصلاة فيه، وفي العام 1999 أصدر رئيس بلدية القدس أمراً يمنع الترميم في المصلى المرواني، وفي العام 2000، قام المجرم شارون وبحراسة الجنود الصهاينة باقتحام المسجد، وفي ايلول من العام نفسه ارتكبت مجزرة بحق المصلين راح ضحيتها العشرات بين شهيد وجريح، لتنطلق انتفاضة الأقصى التي قدم خلالها الشعب الفلسطيني خمسة آلاف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى، وتوالت الاقتحامات، ويتصدى لها حراس الأقصى والمصلون، لينتهي المطاف بتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً بين المسلمين واليهود.
مسلسل تهويد القدس واستهداف المسجد الأقصى كان على قدم وساق لدى الكيان الصهيوني منذ اليوم الأول لعدوان الخامس من حزيران في عام 1967، وأمة العرب لاهية حكامها بالتآمر على بعضهم البعض، حتى فقد النظام العربي الرسمي دوره لفشله في تحقيق الأمن الوطني والقومي، وتحقيق التنمية، وبات مطمع لكل القوى الاقليمية كايران وتركيا، مع وجود الكيان الصهيوني على أرض فلسطين إلى جانب القوى الدولية كالولايات المتحدة الأمريكية، وما قامت به من غزو واحتلال للعراق الشقيق، وهاهو مسلسل التدمير في العراق وسوريا وليبيا واليمن بفعل الدور التآمري لملالي الفرس المجوس، وبالتحاف مع الكيان الصهيوني تحت مظلة الادارة الامريكية، وقد دخلت روسيا على الخط لتنال نصيبها من الكعكة السورية، عندما استشعرت بانتهاء النظام السوري، فلابد لها من نصيب عند اقتسام الكعكة السورية.
ما يجري في فلسطين عموماً وبشكل خاص في القدس والمسجد الأقصى، ناهيك عما يجري في العراق وسوريا وليبيا هو عنوان الضعف والهوان الذي أصاب أمتنا العربية، وبشكل خاص ما أصاب نظامها السياسي الذي فقد دوره وشعوره بالوجود، فقد تهاوى هذا النظام ولم يعد لأمة العرب من نظام يرعى شؤونهم ويحمي وجودهم ويحقق أهدافهم، وهو ما يفرض على كل القوى الخيرة في الوطن العربي للتداعي لتشخيص الواقع، والخروج ببرنامج عمل يحمي القدس والأقصى، ويضع الخطط الكفيلة بمواجهة أعداء الأمة، وفي المقدمة من هؤلاء الكيان الصهيوني الذي تمادى في غيه وعدوانه، واستطاع باستغلال ما ألت اليه الحالة العربية من التوسع في الاستيطان والاعتداء على المواطنين والتنضييق عليهم، وأخيراً استهداف مقدساتهم في القدس والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين لعموم المسلمين في أنحاء المعمورة.
على العرب وما تبقى من نظامهم السياسي، وبشكل خاص الاردن الذي يختص برعاية المقدسات في القدس والمسجد الأقصى مستهدف اليوم، وبجانب الاردن مصر كلا الدولتين اللتين لهما تمثيل دبلوماسي مع الكيان الصهيوني، عليهما أن تضعا العدو الصهيوني في خيار الارتداع عن ممارساته الاجرامية بحق الأقصى، والعلاقات السياسية والدبلوماسية ما بينهما وبين هذا الكيان، فماذا بقي من هذه العلاقات بعد استهداف الأقصى؟.
وكلمة لهذه التنظيمات التكفيرية، بدلاً من الامعان في قتل العرب بشكل خاص في بلاد العرب، لماذا لا تتوجه عملياتكم لاستهداف الاعداء الحقيقييين لأمة العرب؟، كالكيان الصهيوني وملالي الفرس المجوس، الذين استباحوا بلاد العرب مادة الاسلام، وعنوان وحدته، وانطلاقة نهضته، فالاسلام يقوى بقوة العرب، ويضعف بضعفهم، ولا تقوم له قائمة خارج اطار الدائرة العربية، هذا إن كنتم كما تدعون تريدون قيام دولة الاسلام، لكن لا على جماجم العرب، بل على جماجم من يستهدف الاسلام وبشكل خاص في ديار العرب.
ما يجري في القدس والمسجد الأقصى عنوان ضعف وهوان، فماذا يبقى من الأمة عندما تستهدف مقدساتها، ولا تستجيب للتحدي، حتى المنظمات الشعبية والأحزاب السياسية، ومؤسسات المجتمع المدني باتت صامتة كصمت ساكني القبور، فلحقت بعجزها وذلها وهوانها النظام العربي الرسمي، فهل نحن على أبواب مرحلة أقسى من مرحلة أمراء الطوائف؟، الذين كانت في زمانهم تقام الافراح عند سقوط الامارة التي قبلهم، والدور آت عليهم، حتى قيض الله لهذه الأمة من وحد شملها، واستطاع أن يقودها، ويقضي على الاحتلال الصليبي في بلادها، وكانت فلسطين عنوان انتصارها.
نعم صدق رب العزة عندما قال "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم " عندما قال الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة "، فهذه الأمة قد تضعف ولكنها لن تركع، فهي أمة الرسالة الخالدة التي حباها الله بها، وجعل فيها أشرف خلق الله، وأطهر كتبه، فالأمة تحتاج لمن يقودها ويلم شملها ويوحد كلمتها، ويحقق أهدافها في الوحدة والحرية والتحرير، وليس على أمة الرسالة ببعيد، رغم ما نشاهده من تمزق وانهيار ودماء، وانتهاكات لحرمات تجري على ارض بلاد العرب في فلسطين والعراق وسوريا وليبيا واليمن.
فلسطين عنوان الانطلاقة والوحدة والتحرير، فهي قضية العرب المركزية، ولابد أن تتجه الانظار إليها، وتصوب البنادق باتجاه من يغتصبها، فهل نحن فاعلون؟.
dr_fraijat45@yahoo.com
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق