قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

غزو العراق... اغتيال الرئيس صدام... اجتثاث البعث... الفوضى الخلاقة

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
غزو العراق... اغتيال الرئيس صدام... اجتثاث البعث... الفوضى الخلاقة
شبكة البصرة
الأستاذ ب. بلقاسم الجزائر
إن الأحداث الكبيرة والمتسارعة التي شهدها العالم نهاية القرن العشرين ومطلع الألفية الثالثة، وبالنظر للشكل والزخم الذي ظهرت به وبالنظر للاهتزازات والارتدادات التي تلتها سواء على الصعيد العالمي أو على المستوى الإقليمي والعربي بصفة خاصة تبقى جديرة بتسليط الضوء على الكثير من آثارها ونتائجها لنحدد موقعنا فيها والوقوف على ما لحقنا من ضرر أو منافع بسببها وإلى أي مدى يمكنها التأثير فينا مستقبلا سواء كأمة أو حتى كأقطار وكمجتمعات.

إن أهم ما ميز هذه المرحلة هو نهاية الحرب الباردة بين القطبين الغربي الرأسمالي، والشرقي اليساري الاشتراكي،وما تلاه من انهيارات وتهاو للكثير من الدول التي كانت وإلى وقت قريب تمثل قلاع حصينة للمعسكر الشرقي...، وفي المقابل بروز الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عسكرية واقتصادية كبيرة بدأت تسارع لتهيئة الظروف والمناخ لتثبيت معالم نظام دولي جديد يمكنها من تكريس أحادية القطب وكانت أبرز أساليبها في ذلك فرض منطق الهيمنة بواسطة القوة العسكرية والاقتصادية...

من أبرز العوامل التي لجأت إليها الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الاتجاه واعتبرتها أذرع إستراتيجية تضمن لها إلى حد كبير ومهم تحقيق وفرض سيطرتها وهيمنتها عن طريق تثبيت نظامها الدولي الجديد هو السيطرة على الموارد الاقتصادية الأساسية وكذا المواقع الإستراتيجية التي تمكنها من ضمان تواجدها عسكريا لفرض هيمنتها على مختلف المناطق الإستراتيجية عبر العالم

وفي هذا الإطار اعتبرت الوطن العربي المنطقة والموقع المثالي الذي تتوفر فيه كل الشروط الموضوعية المناسبة التي تضمن لها تحقيق أكبر قدر ممكن من أهدافها وتنفيذ مخططاتها الرامية إلى تثبيت معالم نظامها الدولي الجديد فهذه المنطقة تعتبر خزان عظيم ومهم للطاقة التي تشكل عصب الحياة بالنسبة للاقتصاد الأمريكي بل لأمنها واستقرارها القومي، كما أن موقعها الاستراتيجي يمثل القاعدة المثالية المناسبة لثقافتها وأجندتها العسكرية والسياسية المرتكزة على السيطرة والنفوذ العسكري بإقامتها لقواعد عسكرية تشكل مراكز متقدمة تمكنها من إبعاد ساحات الحروب عن إقليمها الجغرافي، وفي نفس الوقت تضمن التقرب والحضور الدائم على مستوى نقاط وبؤر التوتر،وأخيرا تضمن حماية أفضل لحليفها الاستراتيجي الذي يمثل الوتد المغروس في جسم الأمة العربية والخلفية الإستراتيجية الهامة لها في المنطقة وهو الكيان الصهيوني.

لكن في هذه المنطقة بالذات كان هناك قطر يحكمه حزب قومي يساري وطني ينادي ويعمل على تحقيق وحدة الأمة العربية وحريتها في كنف العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل لثروات الأمة لخص مبادئه في الوحدة والحرية والاشتراكية، ليس هذا فحسب بل طرح مشروع نهضوي حضاري يهدف بالدرجة الأساس إلى النهوض بالأمة العربية ليمكنها من استعادة واسترجاع مكانتها الحقيقية بين الأمم وتشارك وتساهم بل لتقود البناء الحضاري الإنساني انطلاقا من موروثها الحضاري الخالد استنادا إلى إمكاناتها الذاتية المادية والبشرية، معتبرا واقعها الحالي مجرد حالة مرضية موروثة عن الاستعمار الذي جثم عليها آلاف السنين، معتبرا تجاوز هذا الواقع ومعالجته يمر حتما بإزالة كل العراقيل والحواجز التي كرسها وفرضها الاستعمار وعلى رأسها واقع التجزئة...

هذا الحزب كان يقوده رئيس يتمتع بشخصية مبدئية فولاذية شجاعة كان يرى ويؤمن أنه من حق الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها صياغة المبادئ التي تقوم عليها سياستها الخارجية ووفقا للنمط الذي يضمن تحقيق مصالحها الإستراتيجية (الاقتصادية السياسية وحتى العسكرية....) لكن كان يرى أنه من واجبها أيضا، ومن هذا المنطلق بالذات، احترام مصالح شركائها، ومن واجبها أكثر احترام الأنماط والسبل التي يحددها شركاؤها ويرون أنها كفيلة بتحقيق هذه المصالح، ومن هذا المنطلق عليها أن تبتعد عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول والشعوب وتتوقف عن حشر أنفها دائما في توجيه ورسم السياسة العامة لها... هذا القطر هو العراق وهدا الحزب هو حزب البعث العربي الاشتراكي والرئيس هو المناضل القائد الشهيد صدام حسين رحمة الله عليه....

ولأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن تحترم هذه المبادئ وإنما تسير في اتجاه معاكس لها تماما بحيث كانت ماضية في فرض نظامها الدولي الجديد ارتكازا على الهيمنة والسيطرة والتبعية،فتوصل بها الأمر في هذا السياق إلى التفكير والعمل على ضرورة إعادة صياغة ورسم خارطة الشرق الأوسط كليا تكون بديلة لخارطة سايكس –بيكو وهو ما كشفت عنه عبر ما أسمته بالشرق الأوسط الجديد، وكان عزمها وإصرارها على تنفيذ هذا المخطط حتى على حساب تخطي كل آليات ومؤسسات القانون الدولي وحقوق الإنسان التي كثيرا ما تغنت بها.

خلال هذه المرحلة كان العراق قد حقق جانب هام وكبير من الانجازات تحت القيادة الرشيدة لحزب البعث العربي الاشتراكي تجلت ملامحه أساسا في التطور البارز الذي شمل مختل المجالات خاصة العلمية، الاجتماعية، الاقتصادية والحربية، لكن يبقى أهم وأكبر إنجاز حققه على الإطلاق هو تحقيق سيطرته الفعلية وبسط سيادته المطلقة على أهم مورد ومصدر للطاقة وهو النفط باعتباره عصب الحياة الاقتصادية وواحد من العناصر الأساسية التي كانت تسعى أمريكا نفسها لبسط سيطرتها عليه في المنطقة – كما سبق ذكره –، وهو ما ساعد في نفس الوقت على استكمال مسار تحقيق السيادة التامة والفعلية للعراق بعد أن كانت الشركات الأجنبية تمتلك سلطة استغلاله وتسويقه وحتى توزيعه داخليا...، فهذه الخطوة المتمثلة في تأميم النفط مكنت الدولة الوطنية من تحقيق انجازات أخرى لا تقل أهمية خاصة ما تعلق منها بالاهتمام بالجانب العلمي التكنولوجي والعسكري الحربي إلى تطوير مختلف مناحي الحياة الاجتماعية كالتعليم والصحة والمواصلات... وهو ما شكل في النهاية مشروع متكامل لمح وهيأ لبروز نمو حضاري وعلمي متقدم تقوده ترسانة من العلماء في مختلف المجالات.

هذا الواقع والتناقض في المبادئ والأهداف عجل ونما التصادم بين أمريكا والعراق ليتطور إلى معالم صراع بين مشروعين متناقضين أفرز فيما بعد عدة أحداث وحروب أبرزها حرب الخليج الأولى التي فرضت على العراق عندما جندت إيران كقوة إقليمية لضرب العراق وحتى غزوه مستغلة عدة ظروف كان أهمها ديني مذهبي....  وما تخللها من أحداث كان العراق ضحيتها - تدمير المفاعل النووي العراقي...- فضيحة إيران قايت...، التي كشفت وفضحت مستوى التعاون والتنسيق الأمريكي الإيراني.

ثم جاءت حرب الخليج الثانية – أم المعارك – التي كشفت عن مدى إصرار الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها للمضي في اتجاه فرض سياستها ونفوذها على المنطقة وعلى ضرورة إزالة العقبة الرئيسية في هذا الاتجاه وهي العراق، فكان التدخل العسكري خلال 1991 وما أحدثه من دمار وخراب رهيب طال جميع مجالات الحياة خاصة البنى التحتية والجيش وحتى الإنسان، ثم ما تلاه من خلال فرض حصار جائر دام أكثر من 12 سنة تخللته الكثير من الاعتداءات العسكرية والاستفزازات من قبل لجان التفتيش "الأممية".....

لكن بعد هذه الأحداث وبعد صمود الدولة الوطنية العراقية ومؤسساتها وبعد صمود قيادة العراق وتصديها لكل هذه المشاريع وتماسكها حيالها،استمرت كذلك أمريكا وحلفاؤها في تحقيق مساعيها بأي ثمن، فاختارت هذه المرة الغزو والاحتلال المباشر كحل أخير يضمن لها تحقيق أغراضها حتى ولو تطلب الأمر القفز فوق مظلة الأمم المتحدة وآليات القانون والمجتمع الدولي وكذا مبادئ حقوق الإنسان التي كانت " ترعاها وتتغنى بها"،وحتى في ظل عجزها عن إثبات أي من الأسباب والذرائع المعلنة من قبلها والتي كانت أبرزها وأهمها التهديد الذي يمثله العراق على الأمن والاستقرار الدولي والإقليمي وعلى دول الجوار – دول الخليج، إيران، إسرائيل...- بعد فبركة قصة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل...،وكذا بنائه لعلاقات تعاون مع تنظيم القاعدة، وأيضا بوصفه واحد من الأنظمة الاستبدادية غير الديمقراطية التي تهدد الحريات وحقوق الإنسان...

فحدثت أكبر هجمة همجية شهدتها الإنسانية على الإطلاق خلفت دمارا وخرابا كبيرا غير مسبوق استهدف معالم حضارة بناها الإنسان عبر آلاف السنين، كانت جثث مئات آلاف المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ العزل تتساقط تحت أحدث ما توصلت إليه مخابر التصنيع الحربي الأمريكي والغربي من قنابل عنقودية وغير عنقودية الذكية منها والغبية والصواريخ ذات الرؤوس التي لم يعرف طبيعة المواد التي تحملها لحد الآن، تقذفها طائرات ومروحيات جربت قدراتها الفائقة وغير الاعتيادية في هذه الهجمة الشرسة العدوانية لأول مرة.

إن مستوى الهمجية وحجم العداء والتصعيد الإعلامي والعسكري الذي ميز تعامل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها مع العراق وكذا طبيعة ونوع الأسلحة المستخدمة والحشد الإعلامي والمالي... في العدوان والدمار الشامل الذي خلفه سواء على المستوى البشري أو المادي والذي استمر منذ مطلع عام 1991 إلى غزوه واحتلاله خلال عام 2003 مرورا بفرض حصار جائر عليه طيلة 12 سنة،استمرارا في الممارسات القمعية بعد الغزو عن طريق ما يسمى بالعملية السياسية التي تنفذها الحكومة العميلة بالمباركة والدعم بل بالتنفيذ الإيراني الصفوي المباشر والواضح،وكذا بسكوت مطبق لأنظمة عرب الجنسية... هو الآخر يكشف على أن الأمر لا يتوقف عند مجرد استهداف النظام السياسي أو نشر الديمقراطية وصيانة مبادئ حقوق الإنسان أو القلق على مستقبل وأمن دول الجوار – باستثناء الكيان الصهيوني -... وحتى الإنجازات التي حققها العراق ورغم أهميتها قد لا تكون محط اهتمام أمريكا وحلفاؤها لاتخاذ سياسة معادية للعراق وقيادته ودولته الوطنية، وإنما ما أقلق ويقلق المشروع الصهيوأمريكي فعلا هو هذا المشروع الذي تبناه العراق والأفكار والمبادئ والأهداف التي كان يؤمن بها ويدعو إلى تحقيقها وهي أفكار ومبادئ وأهداف حزب البعث العربي الاشتراكي.

فالصهينية والامبريالية العالمية بقيادة أمريكا تفطنت لهذا المشروع النهضوي وما يمثله من خطر على مصالحها في المنطقة سواء الاقتصادية وحتى الحضارية باعتبارها تعي كل الوعي المكانة الحضارية للأمة العربية الموحدة وما يفرزه ذلك من آثار على طبيعة الصراع الحضاري،ومن منطلق سياستها القائمة على الهيمنة والقوة عملت الصهيونية الغربية على وأد تجربة البعث في مهدها العراق قبل أن تنتقل وتصدر إلى باقي الأقطار وتسود هذه الأفكار جماهير الأمة العربية

ولعل أبرز حدث ميز هذه المرحلة بالذات هو إقدام سلطات الاحتلال الأمريكي الصهيوني على اغتيال الرئيس الشهيد صدام حسين والعديد من خيرة رفاقه وركائز الدولة العراقية رحمة الله عليهم جميعا،فبعد الوقفة البطولية والشجاعة التي أظهرها الشهيد أثناء جلسات "المحاكمة " المسرحية والمهزلة ومستوى الذكاء والحكمة والوعي ودرجة تعلقه وتمسكه بالمبادئ التي أمن بها وضحى من أجلها واستمراره على نفس الخط والنهج تحت ضغط المغريات والمساومات الرهيبة، وبعد تشريد عائلته واستشهاد أبنائه، إلا أن وفائه لمبادئه وتعلقه بها جعله يقدم أسمى صور التضحية والفداء التي قل نظيرها، ثم تلاه باقي رفاقه الذين خضعوا لنفس الضغوط والظروف لكنهم فظلوا الثبات على نفس النهج نهج الاستشهاد في سبيل الوطن والأمة، رغم أن حبل مشنقة الاحتلال كانت تتدلى نصب أعينهم منذ اللحظات الأولى لوقوعهم في الأسر إلا أنهم لم يفكروا في مقايضة حياتهم مطلقا.

هذه الوقفة المنقطعة النظير للشهيد صدام حسين وباقي رفاقه رحمهم الله تعالى جعلت قوى الشر مجتمعة في المشروع الأمريكو - صهيوني والصفوي تعتبر وتدرك بأن الأمر كان نتاج مشروع نهضوي إنساني تعدى كل المفاهيم والمعايير استطاع بناء مناضلين وضعوا خلفهم كل المنافع والمصالح الشخصية ووضعوا نصب أعينهم مصالح أمتهم وشعوبهم ومبادئهم، هذا المشروع الذي يستطيع بلوغ وتحقيق هذا المستوى من الثبات والوعي والإيمان كان هو المستهدف الحقيقي من وراء كل هذه الهجمة الشرسة من أجل إيقافه ثم تجريمه واجتثاثه من جذوره ومطاردته أينما حل ومحاربته خاصة أنه يمتد كبديل لمعالجة واقع الأمة العربية ككل ولا يقتصر على قطر العراق

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل امتد إلى تسطير مشروع بديل يستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي الذي استطاع بنائه بتحقيقه لوحدة ولم شمل جميع أطياف الشعب العراقي موحدا وملتفا على غاية واحدة هي خدمة الوطن والأمة، فجاء المحتل بمشروع التقسيم والتمزيق مستندا على أسس طائفية عرقية ومذهبية بعد إنهاكه وشرذمته بالتأسيس لحرب أهلية طائفية تأتي على الأخضر واليابس بمساعدة قوى إقليمية حاقدة عميلة تعمل على تنفيذ هذا المشروع وعلى رأسها إيران وما تمثله من ثقل مذهبي وطائفي للاستفادة من هذا الوضع بعد إضعاف العراق وإنهاكه تماما حتى تسهل السيطرة عليه وابتلاعه مرورا إلى مناطق وأقطار عربية أخرى طالما كان العراق يمثل جدار صد لمحاولات ابتلاعها بالأمس القريب.

الخطوط العريضة لهذا المشروع لا تقتصر على العراق وحده إنما تمتد لجميع أقطار الأمة العربية فبعد تجزئة الأمة إلى دويلات ضعيفة تقودها أنظمة رجعية تابعة عملت أولا على تكريس واقع التجزئة بذهنياتها وتعاملاتها القطرية الضيقة والمريضة عجزت حتى عن تحقيق مستويات ولو بسيطة من النمو في مجالات محدودة على مستوى أقطارها،بل عجزت حتى عن إزالة الأمراض الموروثة عن الاستعمار كالجهل والتخلف والفقر والتبعية الاقتصادية رغم امتلاك معظمها لأسباب وعوامل التنمية والنهوض حتى في ظل القطرية...

ثم جاءت مرحلة أخرى عنوانها تعميق التجزئة من خلال العمل على تمزيق المجتمعات العربية من الداخل وبأدوات ذاتية وداخلية عبر خلق حالة من الفوضى الخلاقة تستهدف إدخال المجتمعات في دوامة الصراع والاقتتال الطائفي عبر تغذية عوامل هذه الصراعات العصبية القبلية الطائفية والطائفية المضادة التي تنتهي بالتقسيم مثلما حدث في السودان ويحدث في سوريا وليبيا واليمن والعراق... وباستخدام حتى الإسلام السياسي الذي حرف المضامين والمقاصد الشرعية والروحية والقيم الحضارية لهذا الدين الحنيف انتهاءً بتحويله هو الآخر من عامل جامع لأفراد الأمة ومركز استقطاب روحي عقائدي إلى عامل للتفرقة والاقتتال والعنف والدمار...

أمام هذا الوضع وجب على جميع طلائع المجتمعات العربية إدراك ووعي حجم التحديات القديمة الجديدة التي تواجه مجتمعاتنا وتهدد حتى وجودها المادي قبل الروحي العقائدي مستغلة واقع التجزئة الذي تمثله الأنظمة القطرية الضعيفة والمتهرئة العاجزة، ثم ضرورة الارتقاء إلى حجم ومستوى هذه التحديات سواء في التحليل والوعي والارتقاء الفكري،أو من خلال السلوك بالتعامل إيجابيا في اتجاه محاربة كل مواطن الفساد بكل صوره ومواضعه وفي نفس الوقت استحضار القيم الأخلاقية والمبدئية التي ضحى من أجلها الشهيد صدام حسين والكثير من رفاق دربه وفي مقدمتها الالتفاف حول المشاريع الوطنية الوحدوية ودعمها،وفي المقابل الابتعاد عن الخطابات والمشاريع التفتيتية الطائفية بمختلف صورها المذهبية العرقية الجهوية ومحاربتها بكل السبل والوسائل الحضارية...
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق