قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 17 فبراير 2013

دور وسائل الإعلام في التأثير على اتجاهات الحراك الشعبي ورفع الأصوات عالياً لدعم مطالب الجماهير والتصدي للأصوات النشاز المخذلة..! - استقراء


دور وسائل الإعلام في التأثير على اتجاهات الحراك الشعبي ورفع الأصوات عالياً لدعم مطالب الجماهير والتصدي للأصوات النشاز المخذلة..! - استقراء

المرابط العراقي
upranbar551
لاشك ان لوسائل الإعلام دورها الكبير في التأثير على الرأي العام لاسيما ما يتعلق منه بالحراك الشعبي الذي يشهده الشارع العراقي في المنطقة الغربية والشمالية تلك التظاهرات الاحتجاجية التي تحولت إلى اعتصامات دخلت أسبوعها الثامن في محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى ونينوى وكركوك، إذ أن نسبة كبيرة من الجمهور العريض تعتمد على وسائل الإعلام كمصدر للمعلومة . صحيح أن الإعلام وحده لا يصنع التغيير ، وان التغيير هو نتاج إرادة عامة يحركها دافع الناس الطبيعي نحو هذا التغيير، والإعلام إنما هو أداة من مجموعة أدوات وكما قال ميشيل فوكو إن الثورة الإيرانية انتشرت بشريط الكاسيت ولم يقل إن شريط الكاسيت كان في حينه إعلاماً بديلاً هو الذي صنع الثورة . لذلك إن هذه الإرادة بدون وسائل الإعلام قد تبقى محصورة في نطاقها المناطقي الضيق على حين أن الإعلام الذي يتناولها من دونها لا يساوي شيئا، فما جرى هو نتاج عوامل تكاملت وتفاعلت مع بعضها لتنتج لنا تغييراً لم يعهده العراق ولا عالمنا العربي من قبل .
لقد أضحى للإعلام دور أساسي في إيصال التظاهرات نحو تحقيق أهدافها، وبعد أن أرجأت قوى الحراك الشعبي في العراق مسيرتها التي كانت مقررة يوم أمس الجمعة إلى بغداد لأداء الصلاة الموحدة في جامع الإمام الأعظم بعد مناشدات من قوى وطنية لتأجيلها خشية مما قد تفعله الحكومة ، خاصة بعد أن أبانت الأيام القليلة الماضية عن نيات مبيتة ضد المتظاهرين السلميين . وقد ركزت وسائل الإعلام في رسالتها الموجهة إلى المتظاهرين هذه الأيام على أن تظل المظاهرات هي الخيار الأقوى الذي تستخدمه قيادة التظاهرات للتعبير عن الإرادة الشعبية كمقاومة مدنية سلمية أمام ما تراه من قرارات حكومية أو سياسية.
وينطبق دور وسائل الإعلام في التأثير على اتجاهات الحراك الشعبي العراقي في بعض المحافظات العراقية هذه الأيام على الاجتهادات التي قدمتها النظريات والدراسات الإعلامية حول مفهوم الإعلام الاجتماعي ودائرة التأثير، ومنها نظرية التسويق الاجتماعي التي تتناول كيفية ترويج الأفكار التي تعتنقها النخبة في المجتمع، لتصبح ذات قيمة اجتماعية معترَف بها. وإسقاطاً على تجارب الحراك الشعبي في عالمنا العربي تقوم وسائل الإعلام وَفْق نظرية التسويق الاجتماعي بإثارة وعي الجمهور من خلال الحملات الإعلامية التي تستهدف تكثيف المعرفة لتعديل السلوك بزيادة المعلومات المرسلة، للتأثير على القطاعات المستهدَفة من الجمهور؛ وتدعم الرسائلَ الإعلامية بالاتصالات الشخصية، كذلك الاستمرار في عرض الرسائل في وسائل الإعلام، عندها يصبح الجمهور مهتماً بتكوين صورة ذهنية من خلال المعلومات والأفكار، وهنا تسعى الجهة القائمة بالاتصال إلى تكوين صورة ذهنية لربط الموضوع بمصالح الجمهور وتطلعاته. وفي خطوة لاحقة تبدأ القيادات الميدانية المنظمة للتظاهرات لاسيما في الرمادي بتصميم رسائل جديدة للوصول إلى نتائج سلوكية أكثر تحديداً كاتخاذ قرار، ثم تأتي مرحلة صناعة أحداث معيَّنة لضمان استمرار الاهتمام بالموضوع وتغطيتها إعلامياً وجماهيرياً، ثم حثِّ الجمهور على اتخاذ فعل محدد معبِّر عن الفكرة، من خلال الدعوة لتبنِّي الأفكار التي تركز عليها الرسائل التي تعرضها وسائل الإعلام.
على وسائل الإعلام اليوم أن تتصدى لعملية الاستحضار الدائم الذي ترعاه بعض الأطراف أو تغض الطرف عنه، لمفاصل بغيضة من التاريخ توظف لإدامة الشرخ في المجتمع العراقي وضرب الوحدة الوطنية، وتتصدى لأية انتقائية وانحياز في تطبيق الدستور والقوانين فضلاً عن قيامها بمهمة التصدي لأية عملية التفاف على المطالب المشروعة للمتظاهرين لنيل حقوقهم. كذلك تقع على عاتق وسائل الإعلام اليوم مهمة التغطية الإخبارية المهنية الصادقة للتفجيرات الإجرامية التي تنال من الأبرياء في محافظات العراق كافة خاصة مما يؤكد أنها غير عفوية وإنما تأتي في سياقات من التخطيط يراد به زرع الفتنة الطائفية لضمان استمرار نفوذ فرسان الطائفية السياسية .
لقد وصل السيل الزبى ولا بد للعقلاء والمخلصين من خلال وسائل الإعلام أن يرفعوا أصواتهم لتحقيق مطالب المتظاهرين المشروعة لأن الجماهير لم تعد تثق بالوعود، بل بثمار المتغيرات على الأرض، وتبدأ هذه المتغيرات بتأمين مطالب المتظاهرين. وهو أمرٌ ممكن التحقيق فوراً وعاجلاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق