تنازلات حكومة العملاء للمتظاهرين ليست هدايا بل حقوق مشروعة سلبتها.. والإصرار الجماهيري الأغر.. أجبر المسؤولين في الداخل والخارج أن يغيروا خطابهم الاعلامي ويتحركوا من أجل احتواء الثورة.! - شواهد ووقائع
تدل مؤشرات الاحداث المتسارعة، بالعراق، على ان التظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية الواسعة تدفع النظام نحو تقديم تنازلات ما كان أحد من أقطابه، في الفترة السابقة لبدء التظاهرات، يتصور بانها ستحدث. وهذا تطور هام حتى وأن كانت هذه التنازلات جزئية أو شكلية، وكونها لاغراض اعلامية، وغالبا ما تسعى لاحتواء الحركة الجماهيرية بأسلوب تشكيل اللجان للنظر في شؤون اللجان. وأقول أن التنازلات حتى اليوم جزئية وشكلية آخذين بنظر الاعتبار الثمن الغالي الذي يدفعه المتظاهرون . فمن البقاء على مدى اسابيع في الساحات العامة، في ظروف جوية قاسية، الى مقتل وجرح الكثيرين منهم، خاصة، عندما تم اطلاق النار على متظاهري الفلوجة المسالمين يوم الجمعة 25 كانون الثاني. من بين ما يستحق التوقف عنده لفهم مجريات الاحداث الاخيرة: التحركات المكوكية السريعة للقوى الدولية، تنازلات النظام وتهديداته، وموقف المتظاهرين من ذلك كله.
اذا نظرنا الى التحركات المكوكية للقوى الدولية لوجدناها تتضمن اصواتا جديدة من بينها وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا اليستر بيرت، الساكت على مدى سنوات الاحتلال على انتهاكات حقوق الانسان الهمجية بالعراق، وبضمنها ممارسات قوات الاحتلال البريطاني. اذ ابدى الوزير صدمته وقلقه لسماعه 'نبأ سقوط ضحايا بين المتظاهرين في محافظة الأنبار' مرحبا ' بإعلان الحكومة العراقية إجراء تحقيق شامل بهذه الأحداث'. مبينا إن 'التظاهرات التي يشهدها العراق في مختلف أنحائه منذ أكثر من شهر كانت سلمية على الأغلب، وتتماشى مع الحقوق الديموقراطية للشعب العراقي'.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد اتصل بنوري المالكي، حيث ' شدد الطرفان على ضرورة تطوير علاقة بلديهما في كافة المجالات.' مؤكدا في الوقت نفسه، دعمه لوحدة العراق واستقراره. ولعل الرغبة بعقد صفقة الاسلحة الروسية سيئة الصيت وتهديد بقاء النفوذ الروسي في سوريا من بين اسباب المكالمة ' الداعمة' لنظام حزب الدعوة.
اذا نظرنا الى التحركات المكوكية للقوى الدولية لوجدناها تتضمن اصواتا جديدة من بينها وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا اليستر بيرت، الساكت على مدى سنوات الاحتلال على انتهاكات حقوق الانسان الهمجية بالعراق، وبضمنها ممارسات قوات الاحتلال البريطاني. اذ ابدى الوزير صدمته وقلقه لسماعه 'نبأ سقوط ضحايا بين المتظاهرين في محافظة الأنبار' مرحبا ' بإعلان الحكومة العراقية إجراء تحقيق شامل بهذه الأحداث'. مبينا إن 'التظاهرات التي يشهدها العراق في مختلف أنحائه منذ أكثر من شهر كانت سلمية على الأغلب، وتتماشى مع الحقوق الديموقراطية للشعب العراقي'.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد اتصل بنوري المالكي، حيث ' شدد الطرفان على ضرورة تطوير علاقة بلديهما في كافة المجالات.' مؤكدا في الوقت نفسه، دعمه لوحدة العراق واستقراره. ولعل الرغبة بعقد صفقة الاسلحة الروسية سيئة الصيت وتهديد بقاء النفوذ الروسي في سوريا من بين اسباب المكالمة ' الداعمة' لنظام حزب الدعوة.
وسارع مسؤولون في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي الامريكي باجراء سلسلة من الاتصالات بمسؤولين من النظام تدعو الى ضبط النفس والحث على ' إظهار أقصى قدر من المرونة'، ومتابعة المحادثات بين المالكي ومنتقديه على تقاسم السلطة، حسب صحيفة لوس انجليس تايمز.
ويواصل السفير الامريكي ببغداد ستيفن بيكروفت لقاءاته مع مسؤولي النظام و'العملية السياسية' كأبراهيم الجعفري، رئيس التحالف الوطني، وعمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلام لبحث 'سبل احتواء الازمة الحالية' وتقديم تقرير له عن 'نتائج الحوارات التي تجرى في الاروقة السياسية'!
وتتم المتابعة الامريكية، غير المباشرة، عبر زيارات مارتن كوبلر، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، والذي لم يزد دوره عن كونه صدى للسياسة الامريكية، في دعوتها 'الحكومة والمتظاهرين لضبط النفس لمنع تكرار أحداث الفلوجة وانتقال احداثها الى محافظات أخرى'. في الوقت الذي يعرف فيه الجميع ما فعلته قوات الاحتلال الامريكي بالفلوجة من مجازر جماعية بالتعاون مع ساسة 'العراق الجديد'، وعلى رأسهم يومها، اياد علاوي، رئيس القائمة العراقية، صاحبة جعجعة الدفاع عن حقوق الانسان وبطلة تمثيلية الاستقالات من الحكومة الطائفية مساء والعودة اليها صباحا!
وعلى خلفية التصريحات الدولية، يواصل المالكي اطلاق تهديداته لتخويف ابناء الشعب من المتظاهرين ومطالبهم مصورا اياها بانها طائفية تهدد وحدة الأمة ليقدم نفسه باعتباره القائد الوطني الذي 'قبر فكرة الطائفية'، متناسيا أولويته الطائفية التي دفعته الى وصف نفسه، ردا على سؤال لصحافي اجنبي، بانه 'شيعي أولا وعراقي ثانيا'، حسب افتتاحية صحيفة الغارديان البريطانية، 14 /12/ 2011، متساءلة كيف يمكنه ان يمثل العراقيين جميعا بهذا الشكل؟
في البداية استخدم المالكي في خطاباته عن التظاهرات مفردات مهينة بحق المتظاهرين وتهديدهم بان ينهيهم ان لم يتوقفوا عن التظاهر. ويرى البعض ان اطلاق النار على المتظاهرين جاء تنفيذا لذلك التهديد الذي مثلته عبارته أن التظاهرات 'يجب أن تنتهي قبل أن تنهى'. لكن المالكي بات هذه الايام، بعد فشله في انهاء الإحتجاجات المتعاظمة، يلجأ تكرارا الى 'التحذير' من فتنة 'كارثية ماحقة حارقة' مستخدما الآيات القرآنية لاعطاء خطابه مصداقية ما. وهو في أمس الحاجة الى المصداقية في وقت لا تكف فيه حناجر المتظاهرين، ومعظم المواطنين، في مختلف ارجاء العراق، عن ترديد شعار 'كذاب نوري المالكي كذاب'.
والى المالكي في اطلاق التهديدات، بصيغة التحذيرات، تنضم وزارة الداخلية مدعية حماية المتظاهرين خوفا عليهم من المندسين، والارهابيين. وتتعامى وزارة الداخلية عن حقيقة ان من اطلق النار على المتظاهرين هم قوات الجيش التابعون للنظام وليست التنظيمات 'تنظيمات القاعدة والنقشبندية والبعث' التي تتهمها.
ويواصل السفير الامريكي ببغداد ستيفن بيكروفت لقاءاته مع مسؤولي النظام و'العملية السياسية' كأبراهيم الجعفري، رئيس التحالف الوطني، وعمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلام لبحث 'سبل احتواء الازمة الحالية' وتقديم تقرير له عن 'نتائج الحوارات التي تجرى في الاروقة السياسية'!
وتتم المتابعة الامريكية، غير المباشرة، عبر زيارات مارتن كوبلر، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، والذي لم يزد دوره عن كونه صدى للسياسة الامريكية، في دعوتها 'الحكومة والمتظاهرين لضبط النفس لمنع تكرار أحداث الفلوجة وانتقال احداثها الى محافظات أخرى'. في الوقت الذي يعرف فيه الجميع ما فعلته قوات الاحتلال الامريكي بالفلوجة من مجازر جماعية بالتعاون مع ساسة 'العراق الجديد'، وعلى رأسهم يومها، اياد علاوي، رئيس القائمة العراقية، صاحبة جعجعة الدفاع عن حقوق الانسان وبطلة تمثيلية الاستقالات من الحكومة الطائفية مساء والعودة اليها صباحا!
وعلى خلفية التصريحات الدولية، يواصل المالكي اطلاق تهديداته لتخويف ابناء الشعب من المتظاهرين ومطالبهم مصورا اياها بانها طائفية تهدد وحدة الأمة ليقدم نفسه باعتباره القائد الوطني الذي 'قبر فكرة الطائفية'، متناسيا أولويته الطائفية التي دفعته الى وصف نفسه، ردا على سؤال لصحافي اجنبي، بانه 'شيعي أولا وعراقي ثانيا'، حسب افتتاحية صحيفة الغارديان البريطانية، 14 /12/ 2011، متساءلة كيف يمكنه ان يمثل العراقيين جميعا بهذا الشكل؟
في البداية استخدم المالكي في خطاباته عن التظاهرات مفردات مهينة بحق المتظاهرين وتهديدهم بان ينهيهم ان لم يتوقفوا عن التظاهر. ويرى البعض ان اطلاق النار على المتظاهرين جاء تنفيذا لذلك التهديد الذي مثلته عبارته أن التظاهرات 'يجب أن تنتهي قبل أن تنهى'. لكن المالكي بات هذه الايام، بعد فشله في انهاء الإحتجاجات المتعاظمة، يلجأ تكرارا الى 'التحذير' من فتنة 'كارثية ماحقة حارقة' مستخدما الآيات القرآنية لاعطاء خطابه مصداقية ما. وهو في أمس الحاجة الى المصداقية في وقت لا تكف فيه حناجر المتظاهرين، ومعظم المواطنين، في مختلف ارجاء العراق، عن ترديد شعار 'كذاب نوري المالكي كذاب'.
والى المالكي في اطلاق التهديدات، بصيغة التحذيرات، تنضم وزارة الداخلية مدعية حماية المتظاهرين خوفا عليهم من المندسين، والارهابيين. وتتعامى وزارة الداخلية عن حقيقة ان من اطلق النار على المتظاهرين هم قوات الجيش التابعون للنظام وليست التنظيمات 'تنظيمات القاعدة والنقشبندية والبعث' التي تتهمها.
وقد نجح المتظاهرون بعزمهم وتصميمهم على اجبار النظام الطائفي على تغيير خطابه الاعلامي وتقديم بعض التنازلات بالاضافة الى كشف الوجه البشع لانتهاكات حقوق الانسان والظلم المغطى بشرعية قانون مكافحة الإرهاب، والتسريع بسيرورة التآكل الداخلي للعملية السياسية، وتعميق الخلافات والنزاعات بين اطرافها الذين باتوا يتبادلون اقسى الاتهامات بالفساد والسرقة والمحسوبية وحتى الارهاب على شاشات التلفزيون في بثها الحي على مدى 24 ساعة يوميا.من بين التنازلات اطلاق سراح وجبات من المعتقلات اللواتي طالما انكر النظام وجودهن أو اتهمهن بالارهاب.
كما تم اطلاق سراح حوالي 2000 من المعتقلين وان كان معظمهم ممن كانوا محتجزين على الرغم من اصدار احكام قضائية ببراءتهم. واعلن حسين الشهرستاني، رئيس اللجنة الوزارية المكلفة بالنظر بمطالب المتظاهرين، ان 'القضاء قرر إيقاف أوامر القبض المبنية على إفادات المخبر السري، مشيرا إلى أن 'لجنته ستستمر بعملها لتنفيذ القانون بـ'دقة'. ومن المعروف ان تنفيذ قرار كهذا يتطلب وجود جهاز امني وقوات شرطة ووزارات أمن واجهزة استخبارات وفرق خاصة لا تعمل كل واحدة منها حسب اجندة مكتب رئيس الوزراء او الطائفة الفلانية او القومية العلانية، بل ان تكون في خدمة أمن المواطن والوطن فضلا عن وجوب وجود جهاز قضائي نزيه مهمته خدمة العدالة. وبما ان هذا ليس موجودا في العراق الآن، ستبقى القرارات أسمية او لتلميع بعض الوجوه بلا تطبيق.
وتشير ردود افعال المتظاهرين على انعدام الثقة بقرارات وتصريحات النظام الذي تسنم السلطة منذ 8 سنوات وكان همه الاول الانتقام من المواطنين واهانتهم بمختلف الاشكال والسبل. كما انهم يعتزمون مواصلة الاعتصامات لحين تنفيذ مطالبهم وتطبيق القرارات وتعديل القوانين والغاء القمعي منها بشكل فعلي. ويصر المتظاهرون على سلمية الاحتجاجات مهما طالت.
وقد أكد بيان صادر عن علماء وشيوخ عشائر الفلوجة وضواحيها واللجان الشعبية للمتظاهرين ذلك والذي جاء فيه 'إن دماء العراقيين وأعراضهم وأموالهم أمانة ثقيلة في أعناق الجيش والقوات الأمنية. إن الدماء الزكية الطاهرة لشهدائنا وجرحانا لن تذهب سدى. تحريم الإعتداء على عناصر الشرطة، ووجوب التعاون معهم لتفويت الفرصة على الأعداء المتربصين بالمدينة. تحريم التعرض للممتلكات العامة والخاصة مهما كانت المبررات. رفض المظاهر المسلحة في الفلوجة والمدن الأخرى، ومنع وضع اللثام، وذلك لقطع الطريق على المفسدين والمندسين'.
ان كفاح العراقيين السلمي لاستعادة كرامتهم وسيادتهم الوطنية من قوى عراقية نصبها الإحتلال ثمنا لتغطية هزيمته، تجربة جديدة لايصعب العثور على ما يماثلها في التاريخ الحديث. أنه صراع سلمي لآن الجماهير الثائرة لا تريد إراقة الدماء العراقية، ولا تريد المزايدة برصيد هزيمة الإحتلال أو تكبيده 90' من خسائره في بغداد والمحافظات الوسطى. إن الجماهير المعتصمة بنخبها ولجانها الشعبية، واعية أن بقية المواطنين، في جنوب العراق وشماله، يحيون في ظل ظروف أمنية قاسية وترويع من ' الآخر' في حملة تشويه للوعي أعمق من أن يتم تجاوزها خلال أسابيع وشهور. لكن ثقتهم عالية بان إنخراط بقية ابناء الشعب في هذا الكفاح قادم .
أما ' المتابعة' الامريكية، سواء المباشرة منها اوغير المباشرة، أي عبر ممثلي الامم المتحدة أو سفراء الدول الغربية أو بعض الدول العربية كالسعودية، فهي تدل على تخوف الادارة من تحول الصراع الى العنف المستديم في حالة اللاحرب واللاسلام أو الى اقتتال لا يمكن التحكم بنتائجه، ولا يعود بامكانها السيطرة عليه في ساحة تريدها كطاولة للشد والجذب والابتزاز في مفاوضاتها مع ايران وتركيا على اقتسام النفوذ والتحكم بمصدر الطاقة داخل عراق ضعيف مسلوب الارادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق