قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 1 أغسطس 2012

ابو قصي - فلسطين :انجازات ثورة 17 – 30 تموز المجيدة في العراق

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اقام الرفاق في محافظة بيت لحم - فلسطين محاضرة بمناسبة ثورة 17-30 تموز تحدث فيها الرفيق ابو قصي عن انجازات الثورة التي يحاول العديد من الجهات والاشخاص تشويهها وتقزيم انجازاتها.

انجازات ثورة 17 – 30 تموز المجيدة في العراق
شبكة البصرة
ابو قصي - فلسطين
لقد كان الانسان العراقي قبل ثورة تموز يعيش حالة من التخلف والفقر - رغم ان البلد كان يعتبر من البلدان الغنية بالنفط- ولكنه أصبح غاية وهدف الثورة، حيث اصبح قادرا على تحقيق كل انجازات الثورة حسب الشعار الذي رفعه الشهيد القائد الرمز صدام حسين (تباً للمستحيل)، فهذا الانسان الذي يقاتل المحتل الأمريكي الصهيوني وحليفه الصفوي الفارسي اكتسب من ثورة حزب البعث العربي الاشتراكي في تموز 1968 خبرات ومهارات ومنظومة اخلاق جعلته يحقق العديد من الانجازات والمكاسب، التي حولت وما زالت تحاول جهات عديدة تشويه وتقزيم هذه الانجازات التي اوصلت العراق والعراقيين الى مصاف الدول المتقدمة وانا هنا لن استطيع تعداد كل الانجازات التي تحققت ولكني اذكر منها:
1- الاهتمام الكبير بمجال التعليم، فقد تم إنشاء مدارس وجامعات جديدة ومتطورة ودعم وتطوير ما هو قائم منها، وأصبح التعليم مجانيا بالكامل من الروضة حتى الدراسات العليا، كما انه كان يوفر السكن والكتب للطلاب دون مقابل، كذلك كان يوفر بعض المخصصات المالية للطلبة العراقيين الدارسين في غير محافظاتهم، في ثورة تعليمية لم تشهد الساحة العربية مثيلا لها في تاريخها، كما ادخل الحاسوب للجامعات العراقية منذ منتصف السبعينات قبل أن تعتمده دول عربية أخرى تدعي الآن بأنها متطورة ومواكبة للعصر، كما تم توفير كل المستلزمات والأجهزة لترقى الجامعات العراقية بمستوى الجامعات العالمية المتقدمة كي يتواصل الطالب العراقي مع غيره من الطلاب في الجامعات الأخرى المتقدمة. كما أننا لا ننسى الدعم المادي والمعنوي الذي كان يحصل عليه الطالب العربي الدارس في الجامعات العراقية، فعلى سبيل المثال لم يكن الطالب العربي يدفع أقساط جامعية وكان يعفى من ثمن الكتب الجامعية وكان يوفر له سكن مجاني مريح ويصرف له دعم مالي ليساعده على العيش بعيدا عن أهله ووطنه.

2- أما إذا تحدثنا عن تعليم الكبار (محو الأمية) فقد حرص الحزب ومنذ البداية على أن يقضي على هذا الوباء المتأصل في مجتمعاتنا العربية واستطاع العراق القضاء على هذه الظاهرة وباعتراف مؤسسة اليونسكو وغيرها من المؤسسات الأممية، كان ذلك في السبعينات والثمانينات حين بلغت الأمية في الأقطار العربية الأخرى نسباً تعدت الخمسين بالمائة، أما في العراق فقد تدنت إلى أعشار في المئة وأصبحت بحكم غير الموجودة.

3- في المجال الصحي أيضا شهد العراق بكافة محافظاته تطورا نوعيا كبيرا في مجال بناء وتجهيز المستشفيات والمراكز الصحية الأخرى بأحدث الأجهزة والمستلزمات الطبية وتوفير الكادر الطبي المتطور علميا والمنفتح على كل ما هو جديد في مجال الطب كم قام بتطوير وتحديث المستشفيات القديمة وبناء المراكز الطبية التخصصية ومراكز الأبحاث، كما جعلت الحكومة تكاليف العلاج زهيدة جدا ليستفيد منه الشعب العراقي بأكمله دون استثناء وأيضا كل عربي يحضر للعراق بقصد العلاج (يدفع المراجع رسوم دخول المستشفى 25 فلساً وكانت تعادل حوالي 10% من الدولار الامريكي فقط) وهذا قبل الحصار الذي فرض سنة 1990م.

4- الاهتمام بالمرأة ورفع مكانتها في المجتمع العراقي من خلال الاتحاد العام للمرأة العراقية، الذي نهض بالمرأة من واقع التخلف والامية، لتحتل مراكز متقدمة سواء كان ذلك في الحزب او في مؤسسات الدولة.

5- تشجيع وتأسيس الاتحادات والنقابات، في الوقت الذي كان الانتماء الى نقابة معينة جريمة في الدول الاخرى،فقد كانت الاتحادات والنقابات العراقية التالية موجودة ونشيطة : الطلبة، الأطباء، المهندسون، المزارعون، الفنانون، المحامون، المرأة، العمال...الخ والتي كانت تخضع لانتخابات حرة ونزيهة.

6- استقطاب الكفاءات العلمية العراقية والعربية ودعم البحث العلمي بشكل لم يسبق العراق احد من أنظمة المنطقة.

7- العمل على إشراك كافة شرائح المجتمع العراقي المختلفة في أمور السلطة والدولة، من خلال الجبهة الوطنية والقومية التقدمية، التي ضمت إليها الأحزاب الشيوعية والقومية والكردية والوطنية، وأعطيت هذه الأحزاب رخصة إصدار صحف تعبر عنها، ومنحت حرية التنظيم بين الجماهير، ما عدى التنظيم داخل صفوف القوات المسلحة التي اقتصر التنظيم فيها على تنظيم حزب البعث العربي الاشتراكي.

8- اما بالنسبة للحياة البرلمانية في العراق فقد عمل الحزب على إنشاء المجلس الوطني العراقي والذي كان يعبر عن آراء وتطلعات المجتمع العراقي، كما كان وسيلة للرقابة والإشراف على أداء الحكومة، حيث كان الشعب يختار ممثليه بشكل حر ونزيه من خلال الانتخابات، وقد كانت المرأة تمثل ما نسبته 25% من مقاعد المجلس الوطني، تعبيرا عن الفهم الصحيح لدور المرأة في عملية البناء وتعبيرا عن نضج ووعي المجتمع العراقي.

9- قام حزب البعث العربي الاشتراكي بتحسين وتطوير واقع الخدمات في كل محافظات العراق سواء كان ذلك على صعيد الاتصالات التي شهدت تطورا أفقيا وعموديا أو على صعيد المواصلات حيث تطورا بشكل كبير جدا من خلال أُسطول الحافلات الحديثة المستوردة والمصنعة محليا أو من خلال شبكة القطارات والطرق الحديثة، كذلك الحديث عن الاسطول البحري والجوي اللذان كانا يعدان الأكثر تطورا في المنطقة.

10- انشاء مؤسسة الطاقة الذرية.

11- انشاء مجلس البحث العلمي والذي شمل على:
أ- مركز بحوث الفضاء والفلك.
ب_ مركز بحوث النفط.
ج- مركز بحوث البناء.
د- مركز البحوث البيولوجية.
هـ - مركز البحوث الزراعية والموارد المائية

ولان اقتصاد البلد هو اقتصاد اشتراكي ولكون القطاع العام يتحمل العبء الأكبر من هذا الاقتصاد فقد اتخذت حكومة الحزب العديد من الخطوات منها:
أ‌- تأميم النفط العراقي بعد أن كانت عائداته حكرا على الشركات النفطية الإمبريالية، مما وفر مبالغ كبيرة أصبحت تصب في الخزينة العراقية لتخدم عملية البناء والتنمية في هذا البلد انسجاما مع مبادىء حزب البعث العربي الاشتراكي (نفط العرب للعرب) كان ذلك في 1 حزيران عام 1972.
ب‌- قام الحزب بإنشاء العديد من المصانع والمؤسسات التجارية تحت سيطرة القطاع العام، وقد كانت مدينة الاسكندرية الصناعية الواقعة شمال بغداد اكبر شاهد على التقدم الصناعي الضخم الذي شهده العراق في ظل سلطة الحزب، كما ترك هامش للقطاع الخاص للقيام بما هو مطلوب منه في خدمة الاقتصاد الوطني، فالمنافسة بين القطاعين هي أساس تطوير وتحسين الإنتاج وفي مختلف المجالات. فهناك مصانع ومنشآت للصناعات الثقيلة لإنتاج الآلات والماكنات الضخمة مثل الباصات والشاحنات والجرارات الزراعية وغيرها من صناعات الحديد والصلب والاسمنت والبتروكيماويات والزجاج ومصانع الأدوية وحليب الأطفال بالإضافة إلى تطوير وتحديث التصنيع الزراعي والغذائي، مما وفر على الخزينة العراقية عملة صعبة كانت تدفع لاستيراد هذه المنتجات من الخارج.
ت‌- قانون الإصلاح الزراعي ومكننة القطاع الزراعي واستصلاح الاراضي وتوفير كل المستلزمات الضرورية للنهوض بهذا القطاع الحيوي ودعم المزارع وتقديم التسهيلات المادية التي يحتاجها، إلى جانب إنشاء مراكز الأبحاث الزراعية من اجل تحسين الجودة ومضاعفة الكمية واستحداث اصناف جديدة وزراعتها في العراق واستخدام مزارعين عرب – مصريين- للعمل في الزراعة كما حدث في قرية الخالصة والتي استوعبت حوالي 2 مليون مزارع مصري كما تم شق قنوات الري وبناء السدود في مختلف انحاء العراق.
ث‌- استكمالا للنقطة السابقة فقد تم توفير الأمن الغذائي للمواطن العراقي من خلال الغذاء المنتج والمصنع محليا والمستورد المدعوم من الدولة.
ج‌- تحديد اسعار السلع المصنعة في القطاع العام والخاص بما يحقق الربح المعقول للتاجر او صاحب الصنع سواء كان فردا، شركة خاصة، شركة عامة ويكون بقدور الموطن المستهلك شراءها دون ان تشكل عبئا عليه.

ولتجميع كل طاقات الشعب العراقي في خندق البناء والتنمية ولضمان الوحدة الوطنية العراقية فقد قامت قيادة الحزب وفي 11 آذار من عام 1974 بمنح الأكراد حكما ذاتيا كان من أهم ما أشتمل عليه إحياء اللغة الكردية وتدريسها في مدارسهم، إنشاء الإذاعة الكردية أيضا، كما تم تأسيس المجلس التشريعي والتنفيذي للأكراد، حيث انفرد العراق من بين دول المنطقة (تركيا وسوريا وإيران) في الاعتراف بالحقوق الكردية.

على الصعيد العسكري فلقد شهد الجيش العراقي تطورا كميا ونوعيا كبيرا، في مجال التسليح والتدريب والتصنيع، ففي مجال شراء الأسلحة فقد تم اعتماد مبدأ تنويع مصادر الأسلحة لكسر احتكار الدول المصنعة ولضمان اضطلاع الخبراء العسكريين العراقيين على تكنولوجيا السلاح ومن مختلف دول العالم عدا النظام العنصري في حينه (جنوب أفريقيا) والعدو التقليدي للأمة (الكيان الصهيوني).
في مجال تصنيع الأسلحة: فقد تم التركيز على هذا المجال حيث نال اهتماما كبيرا من القيادة السياسية لما له من أهمية ولا اعتقد أن أحدا يجهل القدرات العراقية في مجال تصنيع السلاح وخاصة في مجال صناعة الصواريخ بعيدة المدى، وتطويرها (صواريخ الحسين والعباس.....الخ) والتي لا اعتقد بل اجزم أنها لم تكن مصنعة لضرب أهداف في الكويت أو في قطر أو في أي قطر عربي آخر بل كانت لخدمة العرب الشرفاء ودفاعا عن قضايا الأمة المصيرية.
أما عن جيش العلماء والخبراء في مجال التصنيع العسكري فحدث ولا حرج واعتقد ان من الأسباب الرئيسية لشن العدوان على العراق واحتلاله هو وجود جيش من العلماء يستطيعون التعامل مع تكنولوجيا التصنيع العسكري وفي مختلف المجالات، فقد بلغ عدد العلماء الذين طالبت أمريكا بملفاتهم وسيرهم الذاتية أربع وعشرون ألف عالم.
على الصعيد الخارجي: فقد كانت القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي وللقيادة العراقية، وفي هذا المجال فقد قامت القيادة العراقية بتوفير الدعم المادي والمعنوي لجميع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، كما قامت بدعم دول ما سمي في حينه بدول المواجهة (سوريا، لبنان، الأردن، مصر) والذين تآمروا على العراق لاحقا هم والمستعربين في السعودية والكويت وقطر والبحرين والإمارات.
وجماهير الأمة تعرف تماما كيف قام الجيش العراقي بوقف زحف الجيش الصهيوني تجاه دمشق ومنعه من احتلال عاصمة عربية عزيزة على كل عربي أصيل، كما قام الطيران العراقي وعلى الجبهة المصرية بدك مواقع الجيش الصهيوني على الجبهة وفي العمق الصهيوني وأوقعت بها خسائر كبيرة، خاصة قواعد صواريخ هوك (الإسرائيلية) المتواجدة في صحراء سيناء كان هذا في حرب عام 1973، رغم إن العراق لم يستشار أو يشارك بالتخطيط للحرب.
كما كان للعراق دور قيادي بارز في حركة عدم الانحياز - كان من المؤسسين لها- ومنظمة المؤتمر الاسلامي، من خلال المواقف القومية التي تبناها العراق في هذه المحافل، كما كان له دور قيادي في انشاء جبهة الصمود والتصدي ولانه ارادها فعلا جبهة صمود وتصدي للامبريالية والصهيونية ومخططاتهما في المنطقة بعيدا عن الاستسلام والمهادنة والاتفاقيات المذلة والخضوع للهيمنة الاجنبية فقد ابعد عنها فيما بعد، كما كان له دور اساسي في مقاطعة اتفاقيات كامب ديفيد ومهندسها انور السادات ونظامه من خلال انشاء جبهة الرفض.
كما قام العراق بدور القائد في تأسيس مجلس التعاون العربي في نهاية الثمانينات ليضم الاردن ومصر واليمن بالاضافة الى العراق ليكون لبنة الاساس في بناء الوحدة العربية المنشودة.
كذلك قام العراق بدعم العديد من حركات التحرر والنقابات والمؤسسات الشعبية العالمية وخاصة العربية تأسيسا للتعاون والتنسيق وصولا الى تطوير هذه النقابات والمؤسسات والحركات خدمة للمواطن على امتداد الوطن العربي.

بسب هذه الانجازات بدأ التأمر على العراق بداً من اثارة المسالة الكردية الى العدوان الفارسي في القادسية الثانية وصولا الى الحصار الظالم المجرم في عام 91 انتهاء باحتلال كامل التراب العراقي عام 2003، فقد حيدت وتواطأت وتآمرت وشاركت أنظمة عربية عديدة في احتلال وتدمير العراق مع الامريكان والصهاينة والفرس، واليوم نرى ان وفاء انظمة الردة للسياسات الامبريالية كان نتيجتها خلق الفوضى وصولا الى حروب اهلية تقود الى تدمير البشر والحجر وصولا الى تجزئ ما هو مجزا في العديد من اقطار الامة.
30 تموز 2012
شبكة البصرة
الثلاثاء 12 رمضان 1433 / 31 تموز 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق