قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 8 أغسطس 2012

السيد زهره : ربيع البحرين الذي ظلموه وخربوه

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ربيع البحرين الذي ظلموه وخربوه
شبكة البصرة
السيد زهره
ما الذي حققته دول ما اسمي بالربيع العربي حتى اليوم؟
نعني، الدول التي اندلعت فيها ثورات وخصوصا مصر وتونس، ما هي الانجازات التي حققتها حتى اليوم وتعتز بها وتعتبر انها خطوات كبيرة الى الامام؟
يمكن القول ان هذه الانجازات تتمثل اساسا فيما يلي:
1- ان هذه الدول شهدت انتخابات حرة من دون تزوير بالمعنى المباشر.
يعتبر هذا انجازا هائلا في هذه الدول لأنه تطور يحدث لأول مرة منذ عقود طويلة.
دول مثل مصر وتونس، كانت تجري فيها انتخابات برلمانية او رئاسية . لكنها كما يعلم الكل، كانت في الغالب الاعم انتخابات مزورة لم تتوفر لها في أي مرة ادنى حدود النزاهة والحرية.
ودول مثل ليبيا لم تكن تجري فيها انتخابات بالمعنى المفهوم من الاساس.
ولهذا ان تشهد هذه الدول انتخابات حرة نزيهة، يعتبر هذا انجازا كبيرا.
2 – ان قوى سياسية اما كان محظورا عليها ممارسة العمل السياسي، او كانت محاصرة ومحرومة من حريات العمل السياسي، اصبحت موجودة على الساحة وتمارس العمل السياسي بحرية . وبعضها، مثل الاخوان المسلمين، حقق انجازات لم يكن يحلم بها وفاز بالاغلبية في الانتخابات.
بعبارة اخرى، تعتبر هذه الدول ان حرية العمل السياسي التي اصبحت تتمتع بها كل القوى السياسية من جميع الاتجاهات والانتماءات هو انجاز كبير.
3 – ان هذه الدول، اصبح الحديث فيها عن الاصلاح العام في كل المجالات، حديثا مطروحا بالحاح، ويمثل شعارا مرفوعا من مختلف القوى بغض النظر عن تعدد رؤاها حول الاصلاح المنشود.
بعبارة اخرى، تعتبر هذه الدول ان مجرد ان امل الاصلاح والتغيير اصبح مطروحا هو في حد ذاته انجاز كبير.
لا نحاول هنا ان نقدم أي تقييم عام لما جرى في دول العربي حتى اليوم . لكن هذه هي الانجازات الكبرى التي تعتز بها هذه الدول وتعتبر انها تشكل " ربيعا" جديدا في تاريخها.
الآن .. اذا تأملنا هذه الانجازات، واستعدنا ما شهدته البحرين منذ سنوات طويلة، ماذا سنجد؟
سنجد ان هذا الذي يعتبر انجازات كبرى لدول الربيع العربي وثوراتها اليوم، سبق ان شهدته البحرين، واكثر منه، منذ ان اطلق جلالة الملك مشروع البحرين الاصلاحي قبل اكثر من 11 عاما.
ان كنا قد نسينا، فعلينا ان نتذكر، ونطرح التساؤلات التالية:
الم يحدث، في اطار مشروع البحرين الاصلاحي ومنذ انطلاقه، ان كل احزاب وقوى المعارضة عادت الى البلاد، وكونت جمعياتها السياسية، واصبحت تتمتع بكل حريات العمل السياسي بكل صوره من دون حجر او مصادرة؟
الم يحدث ان كل القوى والجماعات في البلاد اصبح لها جمعياتها المنظمة، بكل انتماءاتها الايديولوجية والسياسية والفكرية من اقصى اليسار الى اقصى اليمين، وبكل انتماءتها الطائفية ايضا؟
الم يحدث ان البحرين ومنذ انطلاق المشروع الاصلاحي، شهدت انتخابات شهد الكل، بما في ذلك المعارضة بنزاهتها وحريتها؟
الم يحدث ان البحرين شهدت عبر هذه السنين اصلاحات واسعة في شتى الميادين؟
طبعا .. من المفهوم ان تجربة البحرين الاصلاحية كانت في طور التطور والتطوير . وكانت هناك اصلاحات اخرى كثيرة مطلوبة ولم تتحقق . ومنذ البداية، اكد جلالة الملك مرارا وتكرارا ان التجربة مفتوحة على كل آفاق التطور والتطوير بما ترتضيه الارادة الشعبية.
لا يستطيع ان ينكر ان هذا هو الذي شهدته البحرين الا ظالم او جاحد او مغرض.
لا يستطيع احد ان ينكر ان هذا الربيع العربي الحالي الذي تعتز دوله العربية بما حققته فيه، سبق وشهدته البحرين قبل اكثر من 11 عاما، واكثر منه.
على ضوء هذا، نستطيع ان ندرك، ومن دون أي قدر من التجني، الجرم الذي ارتكبته القوى الطائفية في حق البحرين وفي حق تجربتها.
هذه القوى الطائفية حين فجرت الاحداث الطائفية في العام الماضي، اثبتت بداية انها قوى ظالمة وجاحدة ومغرضة.
اثببت انها قوى ظالمة للبحرين وتجربتها، وجاحدة بما حققته هذه التجربة لهذه القوى نفسها قبل أي احد آخر، ومغرضة في اهدافها وغاياتها.
هذه القوى التي حاولت ان تخفي اجندتها الطائفية المعروفة، وان تتخفى وراء شعارات " الاصلاح والتغيير"، خربت عمليا تجربة الاصلاح والتغيير التي شهدتها البحرين، ووضعت البلاد في زاوية مظلمة تجاهد اليوم للخروج منها.
يكفي ان البلاد اليوم، وبسبب هؤلاء، اصبحت آمالها معلقة بعودة الوئام الوطني والمصالحة الوطنية بين ابناء الشعب.
نقول هذا الكلام اليوم ليس فقط تسجيلا لحقائق تاريخية، ولكن ايضا لسبب مهم آخر.
اليوم يدور حديث حول حوار جديد ومصالحة سياسية جديدة، وما شابه ذلك.
وفي تقديرنا انه قبل هذا الحديث، وكي ينجح أي جهد في هذا الاتجاه، فان البلاد بحاجة الى تقييم امين لتجربتها، والى تحديد مسئولية كل القوى بشكل صريح وواضح عما وصلت اليه البلاد . وما لم تعترف كل قوة باخطائها وخطاياها وبمسئوليتها عما جرى، فلن يكون للحديث عن الحوار والمصالحة قيمة كبيرة.
شبكة البصرة
الاثنين 18 رمضان 1433 / 6 آب 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق