8/8/1988 يوم يتذكره كل شريف من أدنى الأرض إلى أقصاها...يوم ليس كباقي الأيام ... إنه يوم الأيام ... يوم النصرالعظيم
يوم انحنت بلاد فارس بعد أن كانت خامس قوة عسكرية في العالم عدة وعديدا...إنحنت لبلد مساحته لا تتجاوز ثلث مساحة بلادهم المترامية الأطراف ... بلد تعداد أبنائه لايقاس مع سكان بلادهم
تمر ذكرى يوم الأيام يوم النصر العظيم على الفرس المجوس ... هذا اليوم الذي أنتصر فيه الجيش العراقي البطل جيش الحق ... وجند القائد وشهيد الأمة العربية الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله
يمر هذا اليوم والعراق مكبل بقيود الأحتلال الانكلوصهيوأمريكي ... تدعمه ثلة غاشمة من العملاء والخونة الأنجاس متمثلين بحكومة الشر والعهر ... مدعومة من محور الشر الريح الصفراء من بلاد فارس
اعظم دروس الانتصار العراقي الحاسم والستراتيجي في قادسية صدام المجيدة يوم 8 / 8 / 1988 هو الاتي :
يقول الأستاذ صلاح المختار
ان ايران اكثر من اي دولة اخرى لاتفهم الا لغة القوة لذلك يجب التعامل مع ايران والسيف مسلط على رقبتها وتجنب اي مرونة تجاهها مهما كانت قبل التفاوض معها
هذه الحقيقة التي اكدتها الحرب العدوانية التي فرضتها ايران على العراق لمدة 8 سنوات كانت مملوءة بالكوارث البشرية ، رفض المقبور السفاح خميني اي وقف لاطلاق النار خلالها ، وكان عنيفا ودمويا ووصلت عنجهيته لدرجة انه خاطب المرحوم ياسر عرفات ، عندما ذهب للتوسط لمنع وقوع الحرب قبل وقوعها ، وكان عرفات على صلة بخميني ، قائلا : (اذا كنت تريد التوسط بيني وبين صدام فاعلم بانني لا اقبلك وسيطا ابدا وعليك ان تحدد موقفك هل انت معنا ام مع صدام؟) بهذه الروح العدوانية المسيرة باحقاد تاريخية عميقة فرض خميني الحرب على العراق ورفض ايقافها رغم الكثير من الوساطات التي قبلها العراق كلها ورفضها خميني كلها .
نتيجة لهذا التطرف في معاداة العراق والامة العربية قررت القيادة العراقية وعلى راسها الشهيد صدام حسين حسم الحرب بالقوة مع ابقاء خط التفاوض مفتوحا . وبالفعل فان الطرق المستمر على راس ايران عسكريا وتكبيدها خسائر فادحة اوصلتها حافة الانهيار ، كما قال خميني في رسالة قبول وقف اطلاق النار ، هو الذي فتح بوابات النصر وايقاف المجزرة البشرية البشعة .
من الضروري التذكير بحقيقة ربما غابت عن الاذهان بحكم تصرم الزمن ، هي ان ما يقرب من ربع قرن من الاحداث والمعلومات اكدت ان وصول خميني للسلطة كان قرارا غربيا امريكيا بشكل خاص دعمته الصهيونية لان خميني عرف عنه الحقد على من يخالفه ، ووجود نزعة توسع استعماري لديه اضافة لكرهه الشديد للعرب وهو ما تجلى في رفضه التحدث بالعربية بعد اسقاط الشاه مع انه كان يدرسها في العراق واصراره على تفريس الخليج العربي ورفض اسلمته وغير ذلك من سياسات (الامبراطورية الفارسية)
لذلك توقعت المخابرات الغربية والصهيونية ان وصول خميني للسلطة سيدفعه لبدء حملات لغزو الاقطار العربية وفي مقدمتها العراق مما سيجعل الحروب الرئيسية تدور بين المسلمين وبذلك تتخلص اسرائيل من (كارثة) الصراع العربي – الصهيوني وهو توقع اثبتت الايام صحته
كما يجب التذكير ان من رفض وقف اطلاق النار ليس خميني فقط بل امريكا ودول اوربا الغربية التي كانت تغذي الحرب وتمنع ايقافها للوصول الى هدف حدده بدقة هنري كيسنجر احد دهاة الغرب ومخططيه بقوله من شبكة السي ان ان في ايار عام 1983 ان (افضل ما تريده امريكا هو ان لا يخرج العراق او ايران منتصرة بل ان يحطم احدهما الاخر) ان استمرار الحرب اذن كان قرارا ايرانيا غربيا صهيونيا كما كان قرار اشعالها قرارا غربيا ايرانيا صهيونيا
لقد نجح العراق في ايقاف الحرب فقط نتيجة تمكنه من الحاق خسائر كبيرة بايران لم تعد تستطيع تحملها وهو واقع اذهل امريكا والصهيونية والدول الاوربية الغربية التي ما كانت تتوقع ابدا انتصار العراق لذلك بدأت صفحة جديدة من المؤامرة على الامة العربية تتمثل في انتهاء العمل بستراتيجية (الحرب بالنيابة) التي اعتمدتها امريكا منذ خمسينيات القرن الماضي وتبنيها ستراتيجية الحرب بالاصالة مع العراق اي ان امريكا دخلت مباشرة بقواتها وباسمها رسميا لمحاربة العراق وكان افتعال ازمة الكويت هو الخطوة التامرية الاخرى لتدمير العراق
ان الدرس الاكبر الذي بلورته الحرب الايرانية على العراق ان ايران واكثر من اي دولة اخرى لاتفهم الا لغة القوة وبدون لغة القوة الساحقة لايمكن اقناع ايران بالتعايش السلمي معنا . إلا والسيف في يدنا مسلطا على رقبتها جاهزاً لحزها كما فعل الشهيد صدام حسين يمكننا ان نتقي من شرور ايران المدمرة
للتاريخ
{لماذا قبلت ايران وقف اطلاق النار}
عن المحامي علاء الاعظمي
يوم 8 تموز عام 1988 تسرب خبر عن قبول ايران لوقف اطلاق النار لكن السيد لطيف نصيف جاسم وكان حينها وزيرا للثقافة والاعلام وجه وكالة الانباء العراقية والصحف العراقية الاخرى بعدم نشر الخبر خشية ان يكون مطبا ايرانيا للتاثير على معنويات الجيش العراقي او اسباب اخرى الا اذا صدر بيان رسمي ايراني بذلك
استغل رفسنجاني وكان رئيسا لايران احتفالات العراق بذكرى ثورة تموز ويقدم هدية للشعب العراقي حيث اعلن في السابع عشر من تموز 1988 استعداد ايران للانسحاب من مناطق شمال العراق التي احتلتها عام 1986 الا ان الشهيد ابو عدي اعلن في اليوم التالي انه على استعداد لعقد اتفاق سلام مع ايران وليس في منطقة واحدة
كما شن العراق هجمات ماحقة على المفاعل النووي الايراني في بوشهر بنفس اليوم اضافة لمواقع اخرى في المحمرة وبندر شاه التي سميت ببندر خميني فشنت ايران هجومين صغيرين فاشلين في الفاو وكركوك
اجتمع خميني يوم 18 تموز 1988 لثماني ساعات مع حوالي 40 مسؤولا ايرانيا كبيرا وقالوا له ان ايران يمكن لها ان تكسب الحرب بعد خمس سنوات اي في عام 1993 على ان تكون ايران طيلة هذه السنوات بحرب دفاعية ويمكن لها بعد ذلك ان تتحول للهجوم اذا زادت قوتها من حرس خميني 700 % ومن الجنود النظاميين 250 % وبعد يومين اي في 20 تموز اعلن خميني قبوله بوقف اطلاق النار
افلست ايران اقتصاديا ولم يتبقى لها اي دولار من النقد الاجنبي واسواقها وعملتها على وشك الانهيار والداخل الايراني سيكون عرضة لانشقاق ايديولوجي وسياسي والخوف من شن العراق لهجمات كبيرة شبيهة بهجمات تحرير الفاو والشلامجة والزبيدات في معارك توكلنا على الله الثلاث
عقد اول اجتماع بين العراقيين والايرانيين برعاية الامم المتحدة في 24 اب 1988
واعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية انه منذ اذار 1988 وحتى قبول خميني وقف اطلاق النار استولى على 1298 دبابة عرضت في معرض الغنائم قرب كلية الشرطة في بغداد و155 عربة م ب م و512 مدفع ميدان و6169 مدفع هاون و5550 مدفع مضاد للدبابات عديم الارتداد و8050 اطلاقة صاروخية و60694 بندقية و322 مسدس و6156 جهاز لاسلكي و501 معدات هندسية و454 لوري و1600 عربة خفيفة وجرار و16863 جهاز وقاية عن الاسلحة الكيمياوية ونفس العدد من الخوذ الفولاذية
وقد اصدر خميني رسالة للايرانيين بعد هزيمتهم في الحرب العدوانية ضد العراق قال فيها
((لقد أقر مسؤولونا العسكريون وقادة الجيوش والحرس الثوري وخبراؤنا العسكريون وقادة الجيوش جيش الإسلام لن يكون بمقدوره تحقيق النصر السريع وبناء على رأي المسؤولين العسكريين والسياسيين لجمهورية إيران الإسلامية فإنه من الآن فصاعدًا لن تجري بأي حال هذه الحرب لصالح دولتنا، خاصة أن جبهة الاستكبار في الشرق والغرب تمول صدام بالسلاح اللازم وعلى ضوء رسالة قائد قوات الحرس الثوري (اللواء محسن رضائي) وهي واحدة من عشرات التقارير العسكرية والسياسية المبعوثة إليّ بعد الإخفاقات الأخيرة. وبعد اعتراف نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وقائد الحرس الثوري والمعني بتهيئة ما تحتاجه الحرب وكذا المعني بإفادة القدرة للاستمرار فيها وعدم قدرتنا لمواجهتها فقد اتخذنا قرارنا بوقف إطلاق النار ومن أجل إيضاح ملابسات هذا القرار الذي أعتبره تجرع كأس السم فمن المفيد الإشارة لبعض النقاط الواردة برسالة قائد قوات الحرس الثوري المؤرخة بتاريخ 21 يونيو 1988 م حيث قد أعلن فيها أن القوات المسلحة الإيرانية قد باتت عاجزة عن تحقيق أي تقدم في الحرب فإيران بحاجة إلى 350 لواء مدرعًا ومشاة و2500 دبابة و3000 مدفع إضافة إلى 300 طائرة مقاتلة و300 طائرة هيلكوبتر خلال الخمس سنوات القادمة أي حتى عام 1993 م كما يجب أن نصبح قادرين على إنتاج الأسلحة الليزرية والنووية خلال الفترة القادمة وكذلك إضافة أن الشيء اللافت للنظر هنا هو ضرورة زيادة قدرات الحرس الثوري سبعة أضعاف وقدرات الجيش الضعفين لكي يمكننا مواصلة الحرب أيها الأعزاء إنكم تدركون أن هذا القرار بالنسبة لي إنما هو بمثابة تجرع كأس السم ولإرضاء الله تعالى وصيانة دينه والمحافظة على الجمهورية الإسلامية وكرامتها أقدمنا على هذا الأمر إننا قد ثرنا من أجل دينكم وكذلك حاربنا والآن ومن أجل هذا الدين قبلنا وقف هذه الحرب أمرنا بشرح دواعي قرارنا بقبول وقف إطلاق النار مع العراق للناس حتى لا يفهم الثوار نحو خاطئ ولاينحرف أي إنسان عن شعارات الثورة وصلاح الإسلام))
وقد كتب الشهيد صدام حسين بيده بيان البيانات وقرأ من شاشة تلفزيون العراق حيث لم يصدر اي بيان عسكري قبل عشرة ايام من هذا البيان بل فقط تصريحات للناطق العسكري وهذا نصه:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بيان البيانات
وفيما يلي نص البيان العسكري الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة في 8/8/1988 والمسمى ببيان البيانات:
أيها الشعب العراقي العظيم
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
أيها الرجال النشامى في قواتنا المسلحة
إنّه يومكم أنّه يوم الأيام وهو في ذات الوقت بيان كل البيانات في هذا اليوم صدر إعلان وقف إطلاق النار وقد حدد يوم الوقف الرسمي لإطلاق النار وساعته في العشرين من آب/أغسطس 1988 وقد جاءت موافقة إيران على هذا بعد قتال استمر ثماني سنوات قاوم فيها شعب العراق وقواته المسلحة الباسلة قوى البغي والعدوان بكل ماتجمع لديها من إمكانات فنية ومن خبرة الدجل والشعوذة في إطار تعبئة الشر واستنفار الحقد في أعمق مكامنه حتى ظن الأشرار وظن معهم كثيرون أنّ احتلال العراق والإطلالة منه ومن ركام الاحتلال على كل الوطن العربي قد يكون مجرد زمن ومجرد قبول درجة معينة من الخسائر وتجميع مايقتضي من إمكانات وترتيب ما يستوجب من تحالفات إلا أنّ الله وهمم الغيارى أبناء العراق رجالا ونساء مدعومين بجهد ودعاء كل الخيّرين قد خيبت آمالهم ووصل حالهم إلى ماوصل إليه بعد طول منازلة وقد وضعتهم معارك رمضان المبارك وعمليات توكلنا على الله وعمليات محمّد رسول الله في موضع الإعياء والعجز العام بصورة رسمية ومعلنة عن إمكانية تنفيذ شعارات التوسع والعدوان وجاء قرار موافقتهم على وقف إطلاق النار كتعبير عن هذه الحقيقة بعينها
إنّه الانتصار العظيم الذي يسجله العراق اليوم باسم كل العرب وباسم كل الإنسانية إنّه انتصار للحاضر والماضي والمستقبل لذلك فإنّنا ندعوكم لتحتفلوا به كانتصار عظيم وبغض النظر عما ستكون عليه نتائج ماينتظرنا من تطبيق للفقرات الأخرى من قرار مجلس الأمن رقم 598 والتي سوف لاتنفصل نتائجها عن هذه الحقائق وعن يقظة شعبنا واقتداره المتنامي ودعم العرب لهم بتفاعل أخوي عظيم من المحيط إلى الخليج احتفلوا أيها العراقيون الأماجد احتفلوا الآن بانتصاركم احتفلوا بيوم الأيام وليعبر كل عن الفرحة ويحتفل بطريقته احتفلوا أيها العرب أنّه يومكم يوم الدعاء النقي ويوم الأصوات الشريفة ويوم الأيدي البيضاء التي امتدت بالعون الأخوي إلى حيث البطولة والجهاد الملحمي ويوم كل طلقة وقذيفة وسلاح وذراع وجدت طريقها في جبهة المنازلة إلى جانب قدرات العراق ورجال العراق إنّه يوم كل الشرفاء في العالم من محبي السلام والحرية والتطلع الشريف والحضاري إلى أمام وإنّه يوم كل إيراني رفض الحرب واكتشف وإنْ بعد حين أنّ طريق السلام واحترام الجيران وإرادة الأمم والشعوب هو الطريق الذي لا طريق غيره إلا طريق الهزائم والدمار والمهانة وأنتم أيها الرجال في قواتنا المسلحة احتفلوا مع شعبكم وأمتكم أيضا وبطريقتكم الخاصة دون أن تفقد عيونكم اتجاهها إلى الشرق لحماية أرضكم احتفلوا بنصركم الرسمي المبين احتفلوا بقطوف أتعابكم وثمار عرقكم ودمائكم وما قاسيتم احتفلوا أيها الشيوخ والشباب أيتها النساء وأيها الرجال أيها الأطفال يا زينة الحياة وأنتم أيها الشهداء يا أسياد النصر وساريته وعنوانه أيها الأكرمون إنّكم يقينا ستحتفلون على طريقتكم الخاصة لأنّ أرواحكم الطاهرة حفظت العراق ومنعت المعتدين من أنْ يدوسوا أرض العرب بعد أرضكم ومقدساتكم إنّ أرواحكم بيننا وإنّنا نعلن عهد أصحاب العهد بأنّنا سنحفظ الأمانة وسنصون العهد
والله أكبر
الله أكبر
والحمد لله على نصره المبين
وليخسأ الخاسئون
وفي 2-11-2006 نشر هاشمي رفسنجاني رسالة سرية تتعلق بالحرب التي انتهت في عام 1988
جاء نشر الرسالة التي اعلن رفسنجاني بانها لخميني ومرسلة في تموز 1988 لكبار المسؤولين العسكريين والمدنيين جاء نشرها ردا على تصريحات سابقة لقائد الحرس الثوري آنذاك الجنرال محسن رضائي الذي نفى تصريحات سابقة لرفسنجاني بانه بعث برسالة الى الخميني. فرسالة خميني لا تكشف عن الظروف والملابسات التي رافقت انتهاء الحرب العراقية - الايرانية (80 - 1988) حسب بل تشير لنية قادة الحرس الثوري للاستحواذ على اسلحة ليزرية ونووية
ويعزو خميني في رسالته المؤرخة في 16 يوليو 1988 قبوله بوقف اطلاق النار مع العراق الى الامور التالية
((يعترف المسؤولون العسكريون في الحرس الثوري والجيش صراحة ان جيش الاسلام لن يحوز على اي انتصار في المستقبل القريب وبما ان المسؤولين العسكريين والسياسيين الحريصين على نظام الجمهورية الاسلامية لا يعتبرون القتال من الآن فصاعدا لصالح البلاد ويؤكدون بحسم انه لا يمكن وبأي ثمن تهيئة عشر السلاح الذي يسلمه الاستكبار الشرقي والغربي لصدام ووفقا لرسالة محسن رضائي المجلجلة وهي احد التقارير العسكرية والسياسية التي وصلت لي بعد الهزائم الاخيرة ووفقا لتصريحات القائد العام للقوات المسلحة بالوكالة (هاشمي رفسنجاني) بان قائد قوات الحرس الثوري رضائي من المعدودين الذين يؤمنون باستمرار القتال في حال تأمين حاجاتها وكذلك وفقا لاستخدام العدو للاسلحة الكيماوية بشكل واسع وعدم وجود ادوات لابطال مفعولها اعلن عن موافقتي على وقف اطلاق النار ولتوضيح هذا القرار المر الذي اتخذته يجب ان اشير الى اجزاء من رسالة قائد قوات الحرس الثوري (رضائي) التي كتبها في تاريخ 23 يونيو التي قال فيها بأننا لايمكن ان نكسب اي انتصار في الجبهات خلال الاعوام الخمس المقبلة لكن اذا حصلنا على الادوات التالية يمكن ان نحقق القوة للعمليات التدميرية او نقابلهم فاذا تمكنا في نهاية عام 71 ايراني (اوائل 1992م) ان يكون لدينا 350 لواء مشاة و2500 دبابة و3 آلاف مدفع و300 طائرة حربية و300 مروحية واذا تمكنا من انتاج كمية كبيرة من الاسلحة الليزرية والنووية وهي من ضروريات الحرب نتمكن وبعون الله ان نقوم بعمليات هجومية.. وضعنا الاقتصادي تحت الصفر))
وتشير رسالة خميني الى ان محسن رضائي طلب منه ايضا
((يجب ان نطور قوات الحرس الثوري لسبعة اضعاف والجيش ضعفين ونصف الضعف ويجب ان نطرد الولايات المتحدة من الخليج الفارسي فبدون ذلك لا يمكن ان ننجح))
وتتطرق الرسالة الى الوضع الاقتصادي المتدهور عشية نهاية الحرب وذلك نقلا عن رئيس الوزراء آنذاك مير حسين موسوي (المعارض الايراني حاليا) حيث يصف ((الوضع المالي للبلاد بانه تحت الصفر ويؤكد مسؤولو الحرب ان ما فقدناه من الاسلحة في الهزائم الاخيرة تعادل كل الميزانية التي خصصناها في هذا العام للحرس الثوري والجيش))
ويقول خميني في رسالته
((ان الجماهير فقدت الامل بالنصر السريع على العراق حيث انخفض اندفاعهم للذهاب الى الجبهات))
ومن الجدير بالإشارة أن العراق قبل بداية الحرب كان قد أرسل ما يقارب من 300 رسالة إلى مجلس الأمن
تشير إلى الخروقات والإنتهاكات الإيرانية لحرمة العراق
شهدت المرحلة منذ مجيء خميني ولغاية ايلول 1980 سلسلة اعتداءات على الاراضي العراقية قام بها النظام الايراني الجديد الا انها لم تتخذ صفة الصراع وكان العراق يحاول حل المشاكل بالطرق الدبلوماسية وفق القوانين الدولية ومثال على هذه الاعتداءات قام سلاح الجو الايراني بخرق الاجواء العراقية (249) مرة وقد تم اسقاط احدى طائراته في الايام القليلة التي سبقت اندلاع الحرب مع ايران في 22 ايلول سبتمبر 1980من الرائد الطيار (...) الذي كان يشغل منصب آمر سرب لاحد اسراب التصدي
ناهيك عن حوادث اطلاق النار على المخافر الحدودية والقصف المدفعي الثقيل الذي بلغ (244) حادثاً وعرقلة الملاحة في شط العرب
كانت طبيعة الاعتداءات تتمثل بالاستيلاء على اراضي عراقية وضمها لايران بحيث اصبح الموضوع لايمكن السكوت عنه خاصة ان العراق يحاول بالطرق السياسية حل مثل هذه الامور لكن دون جدوى
زادت الاعتداءات والاستفزازات وقصف المدن الحدودية (مندلي *نفط خانة *زرباطية * خانقين * جلولاء *شط العرب...الخ) للفترة من 4 ايلول سبتمبر 1980 حتى 22 منه تزامن معها حشود ايرانية على طول الحدود العراقية ولم يعد من شك ان الحرب قد بدأت فعلا وعلى العراق الدفاع عن ارضه وعرضه
كانت تقديرات موقف الاستخبارات المتوفرة لدى القيادة العراقية ان ايران على وشك شن هجوم كاسح على العراق بعد اغلاق اجوائها الدولية ومنع الملاحة في شط العرب اعتبارا من 7 ايلول 1980 وبدء تصعيدها للامور بعد استعادة العراق مخافره الحدودية التي احتلتها ايران وهي (زين القوس *الشكره *بير علي *هيلة *ماي خضر *الطاووس *الرشيدة *السفرية القديم والجديد *قصر شيرين * هنجيرة*سربنت )
حيث بات واضحا ان الحرب واقعة لاشك فيها عليه هناك مبدأ مهم في الحرب هو المباغتة السوقية ومن يحقق هذا المبدء اولاً ستكون نتيجة الحرب غالباً لصالحه والعكس صحيح لذلك حققت القوات المسلحة العراقية هذه المباغتة وحسمت الصفحه الاولى للصراع ففي الساعة 1200 يوم 22 ايلول سبتمبر 1980 اخترقت الاجواء الايرانية حوالي200 طائرة مقاتلة وقاصفة الحدود الايرانية متوجهة للقواعد والمطارات ووسائل الدفاع الجوي الايرانية تزامن معها هجوم بري كاسح على طول الحدود الدولية وسط وجنوب العراق مع ايران وتقدمت داخل اراضيها بعمق يمنع مدفعية ايران الثقيلة التعرض للمدن والقرى الحدودية العراقية واستمر هذا التعرض حتى صباح يوم 28 ايلول 1980 أعلن العراق مساء ذلك اليوم وقف اطلاق النار بعد تحقيق الهدف الاستراتيجي من الحرب مطالبا أيران عبر خطاب وجهه الرئيس صدام حسين من ان الحرب حققت أهدافها والعراق سيبدأ غداً أنسحابه من الاراضي الايرانية اذا ما أعترفت أيران بحقوقه ألمشروعة في الاراضي والمياه العراقية
وقد رد الخميني على الخطاب امام اعضاء مجلس الشورى الايراني عند زيارتهم له لبيان رأيه بالخطاب (ما الذي دعا صدام لهذا العمل حتى يقع الان متوسلا لايقاف القتال ويطلب من هذا وذاك التوسط للصلح بيننا ويضيف قائلا كيف يمكن ان نتصالح ؟ ومع من نتصالح ان هذا شبيه بان يطلب من رسول الله التصالح مع ابي جهل على انه لاتصالح في هذا الامر...) كما قال بني صدر(الرئيس الايراني حينها) (ان ايران لم توقف الحرب الا بعد سقوط نظام حكم صدام حسين ومن اجل ذلك فانا على استعداد لنقل المعركة داخل العراق ....)
ايران لم توافق على طلب العراق وشنت تعرض شامل فجر يوم 29 ايلول على القوات العراقية 1980 مما اضطر العراق الدفاع عن اراضيه واستمرت هذه الحرب واشتد أوارها حتى تحقق النصر الاستراتيجي في 8 اب اغسطس 1988 بعد صدور قرار مجلس الامن 598 الذي وافقت عليه ايران
هنا لابد التذكير ولو بصورة موجزة جداً ان السبب المباشر لإطالت الحرب كل هذه المدة هو التعنت الايراني وعدم موافقتها على كل المبادرات التي قام بها العراق لايقاف الحرب وآخرها انسحابه من الاراضي الايرانيه في ايار مايو 1982
موضوع هذه الحرب لاتسعه آلاف المجلدات تنتقل من انتصار لاخر مضيفه سفراً خالدا جديدا يضاف لاسفار الجيش العراقي العظيم
لكن هناك عتب على بعض عناصر الحكومة العراقية الحالية الذين اتهموا العراق بالاعتداء على ايران وان العراق من بدء الحرب وعمل على اطالتها كل هذه السنين والغريب مطالبتهم بتعويض ايران ماديا لخسائر الحرب أكثر من مطالبة ايران نفسها دون تحسب لشهداء العراق الذين ساهموا باندفاع قل مثيله في كل الحروب طيلة 8 سنوات عجاف
ليطلعوا على الجهود التي بذلها العراق لايقاف الحرب مع المجتمع الدولي عبر منظماته كالامم المتحدة والمؤتمر الاسلامي ودول عدم الانحياز وجامعة الدول العربية اضافة لمساعي اللجان الحميدة كل ذلك كانت ايران ترفضه وتهدد باحتلال العراق وتحرير فلسطين شرط ان يكون خلال الطريق المار عبر كربلاء باشارة لاحتلال العراق ومع ذلك وافق العراق على الطلب الايراني لكنها لم تفعل والعراق بالمقابل يوافق على اي قرار تتخذه هذه المنظمات
تحية إكبار وإجلال لك يا جيش العراق العظيم
يا سور العروبة وحامي البوابة الشرقية
عاشت فلسطين حرة عربية
عاشت الأمة العربية كريمة أبية
ولعنت الله على كل خائن وعميل
تقبلوا تحياتي
يوم انحنت بلاد فارس بعد أن كانت خامس قوة عسكرية في العالم عدة وعديدا...إنحنت لبلد مساحته لا تتجاوز ثلث مساحة بلادهم المترامية الأطراف ... بلد تعداد أبنائه لايقاس مع سكان بلادهم
تمر ذكرى يوم الأيام يوم النصر العظيم على الفرس المجوس ... هذا اليوم الذي أنتصر فيه الجيش العراقي البطل جيش الحق ... وجند القائد وشهيد الأمة العربية الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله
يمر هذا اليوم والعراق مكبل بقيود الأحتلال الانكلوصهيوأمريكي ... تدعمه ثلة غاشمة من العملاء والخونة الأنجاس متمثلين بحكومة الشر والعهر ... مدعومة من محور الشر الريح الصفراء من بلاد فارس
اعظم دروس الانتصار العراقي الحاسم والستراتيجي في قادسية صدام المجيدة يوم 8 / 8 / 1988 هو الاتي :
يقول الأستاذ صلاح المختار
ان ايران اكثر من اي دولة اخرى لاتفهم الا لغة القوة لذلك يجب التعامل مع ايران والسيف مسلط على رقبتها وتجنب اي مرونة تجاهها مهما كانت قبل التفاوض معها
هذه الحقيقة التي اكدتها الحرب العدوانية التي فرضتها ايران على العراق لمدة 8 سنوات كانت مملوءة بالكوارث البشرية ، رفض المقبور السفاح خميني اي وقف لاطلاق النار خلالها ، وكان عنيفا ودمويا ووصلت عنجهيته لدرجة انه خاطب المرحوم ياسر عرفات ، عندما ذهب للتوسط لمنع وقوع الحرب قبل وقوعها ، وكان عرفات على صلة بخميني ، قائلا : (اذا كنت تريد التوسط بيني وبين صدام فاعلم بانني لا اقبلك وسيطا ابدا وعليك ان تحدد موقفك هل انت معنا ام مع صدام؟) بهذه الروح العدوانية المسيرة باحقاد تاريخية عميقة فرض خميني الحرب على العراق ورفض ايقافها رغم الكثير من الوساطات التي قبلها العراق كلها ورفضها خميني كلها .
نتيجة لهذا التطرف في معاداة العراق والامة العربية قررت القيادة العراقية وعلى راسها الشهيد صدام حسين حسم الحرب بالقوة مع ابقاء خط التفاوض مفتوحا . وبالفعل فان الطرق المستمر على راس ايران عسكريا وتكبيدها خسائر فادحة اوصلتها حافة الانهيار ، كما قال خميني في رسالة قبول وقف اطلاق النار ، هو الذي فتح بوابات النصر وايقاف المجزرة البشرية البشعة .
من الضروري التذكير بحقيقة ربما غابت عن الاذهان بحكم تصرم الزمن ، هي ان ما يقرب من ربع قرن من الاحداث والمعلومات اكدت ان وصول خميني للسلطة كان قرارا غربيا امريكيا بشكل خاص دعمته الصهيونية لان خميني عرف عنه الحقد على من يخالفه ، ووجود نزعة توسع استعماري لديه اضافة لكرهه الشديد للعرب وهو ما تجلى في رفضه التحدث بالعربية بعد اسقاط الشاه مع انه كان يدرسها في العراق واصراره على تفريس الخليج العربي ورفض اسلمته وغير ذلك من سياسات (الامبراطورية الفارسية)
لذلك توقعت المخابرات الغربية والصهيونية ان وصول خميني للسلطة سيدفعه لبدء حملات لغزو الاقطار العربية وفي مقدمتها العراق مما سيجعل الحروب الرئيسية تدور بين المسلمين وبذلك تتخلص اسرائيل من (كارثة) الصراع العربي – الصهيوني وهو توقع اثبتت الايام صحته
كما يجب التذكير ان من رفض وقف اطلاق النار ليس خميني فقط بل امريكا ودول اوربا الغربية التي كانت تغذي الحرب وتمنع ايقافها للوصول الى هدف حدده بدقة هنري كيسنجر احد دهاة الغرب ومخططيه بقوله من شبكة السي ان ان في ايار عام 1983 ان (افضل ما تريده امريكا هو ان لا يخرج العراق او ايران منتصرة بل ان يحطم احدهما الاخر) ان استمرار الحرب اذن كان قرارا ايرانيا غربيا صهيونيا كما كان قرار اشعالها قرارا غربيا ايرانيا صهيونيا
لقد نجح العراق في ايقاف الحرب فقط نتيجة تمكنه من الحاق خسائر كبيرة بايران لم تعد تستطيع تحملها وهو واقع اذهل امريكا والصهيونية والدول الاوربية الغربية التي ما كانت تتوقع ابدا انتصار العراق لذلك بدأت صفحة جديدة من المؤامرة على الامة العربية تتمثل في انتهاء العمل بستراتيجية (الحرب بالنيابة) التي اعتمدتها امريكا منذ خمسينيات القرن الماضي وتبنيها ستراتيجية الحرب بالاصالة مع العراق اي ان امريكا دخلت مباشرة بقواتها وباسمها رسميا لمحاربة العراق وكان افتعال ازمة الكويت هو الخطوة التامرية الاخرى لتدمير العراق
ان الدرس الاكبر الذي بلورته الحرب الايرانية على العراق ان ايران واكثر من اي دولة اخرى لاتفهم الا لغة القوة وبدون لغة القوة الساحقة لايمكن اقناع ايران بالتعايش السلمي معنا . إلا والسيف في يدنا مسلطا على رقبتها جاهزاً لحزها كما فعل الشهيد صدام حسين يمكننا ان نتقي من شرور ايران المدمرة
للتاريخ
{لماذا قبلت ايران وقف اطلاق النار}
عن المحامي علاء الاعظمي
يوم 8 تموز عام 1988 تسرب خبر عن قبول ايران لوقف اطلاق النار لكن السيد لطيف نصيف جاسم وكان حينها وزيرا للثقافة والاعلام وجه وكالة الانباء العراقية والصحف العراقية الاخرى بعدم نشر الخبر خشية ان يكون مطبا ايرانيا للتاثير على معنويات الجيش العراقي او اسباب اخرى الا اذا صدر بيان رسمي ايراني بذلك
استغل رفسنجاني وكان رئيسا لايران احتفالات العراق بذكرى ثورة تموز ويقدم هدية للشعب العراقي حيث اعلن في السابع عشر من تموز 1988 استعداد ايران للانسحاب من مناطق شمال العراق التي احتلتها عام 1986 الا ان الشهيد ابو عدي اعلن في اليوم التالي انه على استعداد لعقد اتفاق سلام مع ايران وليس في منطقة واحدة
كما شن العراق هجمات ماحقة على المفاعل النووي الايراني في بوشهر بنفس اليوم اضافة لمواقع اخرى في المحمرة وبندر شاه التي سميت ببندر خميني فشنت ايران هجومين صغيرين فاشلين في الفاو وكركوك
اجتمع خميني يوم 18 تموز 1988 لثماني ساعات مع حوالي 40 مسؤولا ايرانيا كبيرا وقالوا له ان ايران يمكن لها ان تكسب الحرب بعد خمس سنوات اي في عام 1993 على ان تكون ايران طيلة هذه السنوات بحرب دفاعية ويمكن لها بعد ذلك ان تتحول للهجوم اذا زادت قوتها من حرس خميني 700 % ومن الجنود النظاميين 250 % وبعد يومين اي في 20 تموز اعلن خميني قبوله بوقف اطلاق النار
افلست ايران اقتصاديا ولم يتبقى لها اي دولار من النقد الاجنبي واسواقها وعملتها على وشك الانهيار والداخل الايراني سيكون عرضة لانشقاق ايديولوجي وسياسي والخوف من شن العراق لهجمات كبيرة شبيهة بهجمات تحرير الفاو والشلامجة والزبيدات في معارك توكلنا على الله الثلاث
عقد اول اجتماع بين العراقيين والايرانيين برعاية الامم المتحدة في 24 اب 1988
واعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية انه منذ اذار 1988 وحتى قبول خميني وقف اطلاق النار استولى على 1298 دبابة عرضت في معرض الغنائم قرب كلية الشرطة في بغداد و155 عربة م ب م و512 مدفع ميدان و6169 مدفع هاون و5550 مدفع مضاد للدبابات عديم الارتداد و8050 اطلاقة صاروخية و60694 بندقية و322 مسدس و6156 جهاز لاسلكي و501 معدات هندسية و454 لوري و1600 عربة خفيفة وجرار و16863 جهاز وقاية عن الاسلحة الكيمياوية ونفس العدد من الخوذ الفولاذية
وقد اصدر خميني رسالة للايرانيين بعد هزيمتهم في الحرب العدوانية ضد العراق قال فيها
((لقد أقر مسؤولونا العسكريون وقادة الجيوش والحرس الثوري وخبراؤنا العسكريون وقادة الجيوش جيش الإسلام لن يكون بمقدوره تحقيق النصر السريع وبناء على رأي المسؤولين العسكريين والسياسيين لجمهورية إيران الإسلامية فإنه من الآن فصاعدًا لن تجري بأي حال هذه الحرب لصالح دولتنا، خاصة أن جبهة الاستكبار في الشرق والغرب تمول صدام بالسلاح اللازم وعلى ضوء رسالة قائد قوات الحرس الثوري (اللواء محسن رضائي) وهي واحدة من عشرات التقارير العسكرية والسياسية المبعوثة إليّ بعد الإخفاقات الأخيرة. وبعد اعتراف نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وقائد الحرس الثوري والمعني بتهيئة ما تحتاجه الحرب وكذا المعني بإفادة القدرة للاستمرار فيها وعدم قدرتنا لمواجهتها فقد اتخذنا قرارنا بوقف إطلاق النار ومن أجل إيضاح ملابسات هذا القرار الذي أعتبره تجرع كأس السم فمن المفيد الإشارة لبعض النقاط الواردة برسالة قائد قوات الحرس الثوري المؤرخة بتاريخ 21 يونيو 1988 م حيث قد أعلن فيها أن القوات المسلحة الإيرانية قد باتت عاجزة عن تحقيق أي تقدم في الحرب فإيران بحاجة إلى 350 لواء مدرعًا ومشاة و2500 دبابة و3000 مدفع إضافة إلى 300 طائرة مقاتلة و300 طائرة هيلكوبتر خلال الخمس سنوات القادمة أي حتى عام 1993 م كما يجب أن نصبح قادرين على إنتاج الأسلحة الليزرية والنووية خلال الفترة القادمة وكذلك إضافة أن الشيء اللافت للنظر هنا هو ضرورة زيادة قدرات الحرس الثوري سبعة أضعاف وقدرات الجيش الضعفين لكي يمكننا مواصلة الحرب أيها الأعزاء إنكم تدركون أن هذا القرار بالنسبة لي إنما هو بمثابة تجرع كأس السم ولإرضاء الله تعالى وصيانة دينه والمحافظة على الجمهورية الإسلامية وكرامتها أقدمنا على هذا الأمر إننا قد ثرنا من أجل دينكم وكذلك حاربنا والآن ومن أجل هذا الدين قبلنا وقف هذه الحرب أمرنا بشرح دواعي قرارنا بقبول وقف إطلاق النار مع العراق للناس حتى لا يفهم الثوار نحو خاطئ ولاينحرف أي إنسان عن شعارات الثورة وصلاح الإسلام))
وقد كتب الشهيد صدام حسين بيده بيان البيانات وقرأ من شاشة تلفزيون العراق حيث لم يصدر اي بيان عسكري قبل عشرة ايام من هذا البيان بل فقط تصريحات للناطق العسكري وهذا نصه:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بيان البيانات
وفيما يلي نص البيان العسكري الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة في 8/8/1988 والمسمى ببيان البيانات:
أيها الشعب العراقي العظيم
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
أيها الرجال النشامى في قواتنا المسلحة
إنّه يومكم أنّه يوم الأيام وهو في ذات الوقت بيان كل البيانات في هذا اليوم صدر إعلان وقف إطلاق النار وقد حدد يوم الوقف الرسمي لإطلاق النار وساعته في العشرين من آب/أغسطس 1988 وقد جاءت موافقة إيران على هذا بعد قتال استمر ثماني سنوات قاوم فيها شعب العراق وقواته المسلحة الباسلة قوى البغي والعدوان بكل ماتجمع لديها من إمكانات فنية ومن خبرة الدجل والشعوذة في إطار تعبئة الشر واستنفار الحقد في أعمق مكامنه حتى ظن الأشرار وظن معهم كثيرون أنّ احتلال العراق والإطلالة منه ومن ركام الاحتلال على كل الوطن العربي قد يكون مجرد زمن ومجرد قبول درجة معينة من الخسائر وتجميع مايقتضي من إمكانات وترتيب ما يستوجب من تحالفات إلا أنّ الله وهمم الغيارى أبناء العراق رجالا ونساء مدعومين بجهد ودعاء كل الخيّرين قد خيبت آمالهم ووصل حالهم إلى ماوصل إليه بعد طول منازلة وقد وضعتهم معارك رمضان المبارك وعمليات توكلنا على الله وعمليات محمّد رسول الله في موضع الإعياء والعجز العام بصورة رسمية ومعلنة عن إمكانية تنفيذ شعارات التوسع والعدوان وجاء قرار موافقتهم على وقف إطلاق النار كتعبير عن هذه الحقيقة بعينها
إنّه الانتصار العظيم الذي يسجله العراق اليوم باسم كل العرب وباسم كل الإنسانية إنّه انتصار للحاضر والماضي والمستقبل لذلك فإنّنا ندعوكم لتحتفلوا به كانتصار عظيم وبغض النظر عما ستكون عليه نتائج ماينتظرنا من تطبيق للفقرات الأخرى من قرار مجلس الأمن رقم 598 والتي سوف لاتنفصل نتائجها عن هذه الحقائق وعن يقظة شعبنا واقتداره المتنامي ودعم العرب لهم بتفاعل أخوي عظيم من المحيط إلى الخليج احتفلوا أيها العراقيون الأماجد احتفلوا الآن بانتصاركم احتفلوا بيوم الأيام وليعبر كل عن الفرحة ويحتفل بطريقته احتفلوا أيها العرب أنّه يومكم يوم الدعاء النقي ويوم الأصوات الشريفة ويوم الأيدي البيضاء التي امتدت بالعون الأخوي إلى حيث البطولة والجهاد الملحمي ويوم كل طلقة وقذيفة وسلاح وذراع وجدت طريقها في جبهة المنازلة إلى جانب قدرات العراق ورجال العراق إنّه يوم كل الشرفاء في العالم من محبي السلام والحرية والتطلع الشريف والحضاري إلى أمام وإنّه يوم كل إيراني رفض الحرب واكتشف وإنْ بعد حين أنّ طريق السلام واحترام الجيران وإرادة الأمم والشعوب هو الطريق الذي لا طريق غيره إلا طريق الهزائم والدمار والمهانة وأنتم أيها الرجال في قواتنا المسلحة احتفلوا مع شعبكم وأمتكم أيضا وبطريقتكم الخاصة دون أن تفقد عيونكم اتجاهها إلى الشرق لحماية أرضكم احتفلوا بنصركم الرسمي المبين احتفلوا بقطوف أتعابكم وثمار عرقكم ودمائكم وما قاسيتم احتفلوا أيها الشيوخ والشباب أيتها النساء وأيها الرجال أيها الأطفال يا زينة الحياة وأنتم أيها الشهداء يا أسياد النصر وساريته وعنوانه أيها الأكرمون إنّكم يقينا ستحتفلون على طريقتكم الخاصة لأنّ أرواحكم الطاهرة حفظت العراق ومنعت المعتدين من أنْ يدوسوا أرض العرب بعد أرضكم ومقدساتكم إنّ أرواحكم بيننا وإنّنا نعلن عهد أصحاب العهد بأنّنا سنحفظ الأمانة وسنصون العهد
والله أكبر
الله أكبر
والحمد لله على نصره المبين
وليخسأ الخاسئون
وفي 2-11-2006 نشر هاشمي رفسنجاني رسالة سرية تتعلق بالحرب التي انتهت في عام 1988
جاء نشر الرسالة التي اعلن رفسنجاني بانها لخميني ومرسلة في تموز 1988 لكبار المسؤولين العسكريين والمدنيين جاء نشرها ردا على تصريحات سابقة لقائد الحرس الثوري آنذاك الجنرال محسن رضائي الذي نفى تصريحات سابقة لرفسنجاني بانه بعث برسالة الى الخميني. فرسالة خميني لا تكشف عن الظروف والملابسات التي رافقت انتهاء الحرب العراقية - الايرانية (80 - 1988) حسب بل تشير لنية قادة الحرس الثوري للاستحواذ على اسلحة ليزرية ونووية
ويعزو خميني في رسالته المؤرخة في 16 يوليو 1988 قبوله بوقف اطلاق النار مع العراق الى الامور التالية
((يعترف المسؤولون العسكريون في الحرس الثوري والجيش صراحة ان جيش الاسلام لن يحوز على اي انتصار في المستقبل القريب وبما ان المسؤولين العسكريين والسياسيين الحريصين على نظام الجمهورية الاسلامية لا يعتبرون القتال من الآن فصاعدا لصالح البلاد ويؤكدون بحسم انه لا يمكن وبأي ثمن تهيئة عشر السلاح الذي يسلمه الاستكبار الشرقي والغربي لصدام ووفقا لرسالة محسن رضائي المجلجلة وهي احد التقارير العسكرية والسياسية التي وصلت لي بعد الهزائم الاخيرة ووفقا لتصريحات القائد العام للقوات المسلحة بالوكالة (هاشمي رفسنجاني) بان قائد قوات الحرس الثوري رضائي من المعدودين الذين يؤمنون باستمرار القتال في حال تأمين حاجاتها وكذلك وفقا لاستخدام العدو للاسلحة الكيماوية بشكل واسع وعدم وجود ادوات لابطال مفعولها اعلن عن موافقتي على وقف اطلاق النار ولتوضيح هذا القرار المر الذي اتخذته يجب ان اشير الى اجزاء من رسالة قائد قوات الحرس الثوري (رضائي) التي كتبها في تاريخ 23 يونيو التي قال فيها بأننا لايمكن ان نكسب اي انتصار في الجبهات خلال الاعوام الخمس المقبلة لكن اذا حصلنا على الادوات التالية يمكن ان نحقق القوة للعمليات التدميرية او نقابلهم فاذا تمكنا في نهاية عام 71 ايراني (اوائل 1992م) ان يكون لدينا 350 لواء مشاة و2500 دبابة و3 آلاف مدفع و300 طائرة حربية و300 مروحية واذا تمكنا من انتاج كمية كبيرة من الاسلحة الليزرية والنووية وهي من ضروريات الحرب نتمكن وبعون الله ان نقوم بعمليات هجومية.. وضعنا الاقتصادي تحت الصفر))
وتشير رسالة خميني الى ان محسن رضائي طلب منه ايضا
((يجب ان نطور قوات الحرس الثوري لسبعة اضعاف والجيش ضعفين ونصف الضعف ويجب ان نطرد الولايات المتحدة من الخليج الفارسي فبدون ذلك لا يمكن ان ننجح))
وتتطرق الرسالة الى الوضع الاقتصادي المتدهور عشية نهاية الحرب وذلك نقلا عن رئيس الوزراء آنذاك مير حسين موسوي (المعارض الايراني حاليا) حيث يصف ((الوضع المالي للبلاد بانه تحت الصفر ويؤكد مسؤولو الحرب ان ما فقدناه من الاسلحة في الهزائم الاخيرة تعادل كل الميزانية التي خصصناها في هذا العام للحرس الثوري والجيش))
ويقول خميني في رسالته
((ان الجماهير فقدت الامل بالنصر السريع على العراق حيث انخفض اندفاعهم للذهاب الى الجبهات))
ومن الجدير بالإشارة أن العراق قبل بداية الحرب كان قد أرسل ما يقارب من 300 رسالة إلى مجلس الأمن
تشير إلى الخروقات والإنتهاكات الإيرانية لحرمة العراق
شهدت المرحلة منذ مجيء خميني ولغاية ايلول 1980 سلسلة اعتداءات على الاراضي العراقية قام بها النظام الايراني الجديد الا انها لم تتخذ صفة الصراع وكان العراق يحاول حل المشاكل بالطرق الدبلوماسية وفق القوانين الدولية ومثال على هذه الاعتداءات قام سلاح الجو الايراني بخرق الاجواء العراقية (249) مرة وقد تم اسقاط احدى طائراته في الايام القليلة التي سبقت اندلاع الحرب مع ايران في 22 ايلول سبتمبر 1980من الرائد الطيار (...) الذي كان يشغل منصب آمر سرب لاحد اسراب التصدي
ناهيك عن حوادث اطلاق النار على المخافر الحدودية والقصف المدفعي الثقيل الذي بلغ (244) حادثاً وعرقلة الملاحة في شط العرب
كانت طبيعة الاعتداءات تتمثل بالاستيلاء على اراضي عراقية وضمها لايران بحيث اصبح الموضوع لايمكن السكوت عنه خاصة ان العراق يحاول بالطرق السياسية حل مثل هذه الامور لكن دون جدوى
زادت الاعتداءات والاستفزازات وقصف المدن الحدودية (مندلي *نفط خانة *زرباطية * خانقين * جلولاء *شط العرب...الخ) للفترة من 4 ايلول سبتمبر 1980 حتى 22 منه تزامن معها حشود ايرانية على طول الحدود العراقية ولم يعد من شك ان الحرب قد بدأت فعلا وعلى العراق الدفاع عن ارضه وعرضه
كانت تقديرات موقف الاستخبارات المتوفرة لدى القيادة العراقية ان ايران على وشك شن هجوم كاسح على العراق بعد اغلاق اجوائها الدولية ومنع الملاحة في شط العرب اعتبارا من 7 ايلول 1980 وبدء تصعيدها للامور بعد استعادة العراق مخافره الحدودية التي احتلتها ايران وهي (زين القوس *الشكره *بير علي *هيلة *ماي خضر *الطاووس *الرشيدة *السفرية القديم والجديد *قصر شيرين * هنجيرة*سربنت )
حيث بات واضحا ان الحرب واقعة لاشك فيها عليه هناك مبدأ مهم في الحرب هو المباغتة السوقية ومن يحقق هذا المبدء اولاً ستكون نتيجة الحرب غالباً لصالحه والعكس صحيح لذلك حققت القوات المسلحة العراقية هذه المباغتة وحسمت الصفحه الاولى للصراع ففي الساعة 1200 يوم 22 ايلول سبتمبر 1980 اخترقت الاجواء الايرانية حوالي200 طائرة مقاتلة وقاصفة الحدود الايرانية متوجهة للقواعد والمطارات ووسائل الدفاع الجوي الايرانية تزامن معها هجوم بري كاسح على طول الحدود الدولية وسط وجنوب العراق مع ايران وتقدمت داخل اراضيها بعمق يمنع مدفعية ايران الثقيلة التعرض للمدن والقرى الحدودية العراقية واستمر هذا التعرض حتى صباح يوم 28 ايلول 1980 أعلن العراق مساء ذلك اليوم وقف اطلاق النار بعد تحقيق الهدف الاستراتيجي من الحرب مطالبا أيران عبر خطاب وجهه الرئيس صدام حسين من ان الحرب حققت أهدافها والعراق سيبدأ غداً أنسحابه من الاراضي الايرانية اذا ما أعترفت أيران بحقوقه ألمشروعة في الاراضي والمياه العراقية
وقد رد الخميني على الخطاب امام اعضاء مجلس الشورى الايراني عند زيارتهم له لبيان رأيه بالخطاب (ما الذي دعا صدام لهذا العمل حتى يقع الان متوسلا لايقاف القتال ويطلب من هذا وذاك التوسط للصلح بيننا ويضيف قائلا كيف يمكن ان نتصالح ؟ ومع من نتصالح ان هذا شبيه بان يطلب من رسول الله التصالح مع ابي جهل على انه لاتصالح في هذا الامر...) كما قال بني صدر(الرئيس الايراني حينها) (ان ايران لم توقف الحرب الا بعد سقوط نظام حكم صدام حسين ومن اجل ذلك فانا على استعداد لنقل المعركة داخل العراق ....)
ايران لم توافق على طلب العراق وشنت تعرض شامل فجر يوم 29 ايلول على القوات العراقية 1980 مما اضطر العراق الدفاع عن اراضيه واستمرت هذه الحرب واشتد أوارها حتى تحقق النصر الاستراتيجي في 8 اب اغسطس 1988 بعد صدور قرار مجلس الامن 598 الذي وافقت عليه ايران
هنا لابد التذكير ولو بصورة موجزة جداً ان السبب المباشر لإطالت الحرب كل هذه المدة هو التعنت الايراني وعدم موافقتها على كل المبادرات التي قام بها العراق لايقاف الحرب وآخرها انسحابه من الاراضي الايرانيه في ايار مايو 1982
موضوع هذه الحرب لاتسعه آلاف المجلدات تنتقل من انتصار لاخر مضيفه سفراً خالدا جديدا يضاف لاسفار الجيش العراقي العظيم
لكن هناك عتب على بعض عناصر الحكومة العراقية الحالية الذين اتهموا العراق بالاعتداء على ايران وان العراق من بدء الحرب وعمل على اطالتها كل هذه السنين والغريب مطالبتهم بتعويض ايران ماديا لخسائر الحرب أكثر من مطالبة ايران نفسها دون تحسب لشهداء العراق الذين ساهموا باندفاع قل مثيله في كل الحروب طيلة 8 سنوات عجاف
ليطلعوا على الجهود التي بذلها العراق لايقاف الحرب مع المجتمع الدولي عبر منظماته كالامم المتحدة والمؤتمر الاسلامي ودول عدم الانحياز وجامعة الدول العربية اضافة لمساعي اللجان الحميدة كل ذلك كانت ايران ترفضه وتهدد باحتلال العراق وتحرير فلسطين شرط ان يكون خلال الطريق المار عبر كربلاء باشارة لاحتلال العراق ومع ذلك وافق العراق على الطلب الايراني لكنها لم تفعل والعراق بالمقابل يوافق على اي قرار تتخذه هذه المنظمات
تحية إكبار وإجلال لك يا جيش العراق العظيم
يا سور العروبة وحامي البوابة الشرقية
عاشت فلسطين حرة عربية
عاشت الأمة العربية كريمة أبية
ولعنت الله على كل خائن وعميل
تقبلوا تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق