بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
الطائفيون يقودون العراق إلى الهاوية
|
شبكة البصرة
|
د. حسن طوالبة |
مضى قرابة عشر سنوات على الاحتلال في العراق وتسلم الاحزاب الطائفية الحكم فيه، ومازال هذا البلد العربي تالذي يزخر بالثروات المعدنية والزراعية يعيش أزمة اقتصادية تتمثل في البطالة والفقر ونقص الخدمات وبالذات الكهرباء والماء الصالح للشرب، ويتفشى الفساد المالي والاداري، حيث صار هذا البلد يصنف في قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم، كما انه يعيش فراغا سياسي، بسبب الأنانية والأطماع الشخصية وتعصب الاحزاب الطائفية الفاقدة للارادة الوطنية، وبسبب ارتباطها بجهات خارجية وتحديدا ايران والولايات المتجدة، اذ احكمت ايران سيطرتها على القرار السياسي في العراق، وتتحكم في الملف الامني كيفما تشاء، فقد ارخت الحبل للميليشيات الطائفية لكي تقتل على الهوية، وتنتقم من اركان النظام الوطني السابق، وخاصة العلماء وضباط الجيش والطيارين بخاصة. وتتكشف يوما بعد يوم حقائق المخطط الايراني الانتقامي من رموز العراق العلمية والسياسية، فقد افادت الانباء عنخطف مئات الضباط والعلماء من بيوتهم ونقلهم الى سجون ايران، ويمارس عناصر الحرس الايراني الضغوط على هؤلاء من اجل اجبارهم على التعاون مع ايران في المنشئات النووية والصناعات العسكرية. فاية عمالة هذه التي يمارسها المالكي واتباعه ضد ابناء الشعب ممن خدموا بلدهم بكل اخلاص.
هذه الحالة الشاذة أفتعلها نوري المالكي رئيس الوزراء التابع لنظام الملالي، لأنه يعتقد أنه قارون زمانه، وأنه المنقذ الذي بعثه الله ليخلص البلاد من البلاء والشر والفقر والحرمان. في حين أن فترة حكمه سادها الفوضى والتخريب والانقسام العرقي والطائفي، وفي فترة حكمه سمح لإيران أن تعزز وجودها السياسي والاقتصادي والأمني في العراق. لأنه (المالكي) الذي تربى في أروقة وزارة المخابرات الإيرانية (إطلاعات)، ومارس الارهاب ضد العراقيين وضد العرب في لبنان، قد فتح أبواب البلاد على مصراعيها أمام المخابرات الإيرانية لأن تعيث فسادا وعنفا وإرهابا. فهذا الجهاز وغيره من الأجهزة الإيرانية مثل قوات الحرس والبيسيج وقوات القدس أوغلت في دماء العراقيين، فقتلت المئات من ضباط الجيش العراقي السابق الباسل، ومئات العلماء والخبراء في علوم الذرة والتصنيع العسكري والقيادات السياسية، انطلاقا من الحقد االصفوي الأسود على كل ما هو عربي قومي. وانطلاقا من العقد التاريخية القديمة التي تعود الى اربعة عشر قرنا. فهذه الأجهزة انتقمت من العرب الذين أذاقوا الفرس مر الهزائم في قادسيتي سعد بن أبي وقاص وصدام حسين.
ولم تكتفي الأجهزة الأمنية الإيرانية بالانتقام من الوطنيين العراقيين، بل طاردت الوطنيين الإيرانيين من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الذين يعيشون في قرية اشرف في محافظة ديالى منذ أكثر من ثلاثة عقود، وبتدبير من اطلات وقوات القدس تم ترحيلهم بالقوة والحيلة والخديعة الى مخيم ليبرتي الذي كان احد معسكرات الجيش الامريكي الغازي، وما زالت مشكلة الاشرفيين قائمة وينتظرهم مصير اسود، على يد القوات الخاصة التابعة لمكتب المالكي وبتدبير وتخطيط من اطلاعات وقاسم سلماني قائد قوات القدس الذي صار بمثابة الحاكم الفعلي في العراق.
لقد سمح نوري المالكي لعناصر إطلاعات أن تأتي للعراق تحت غطاء زيارة ذويهم في اشرف لإرهابهم، بالتهديد واقتحام القرية، وضرب المجاهدين بكل الوسائل الحادة التي تؤذي الجسم، إضافة إلى الإزعاج والتهديد النفسي من خلال مكبرات الصوت التي يستخدمها رجال إطلاعات. وما زال الدور الارهابي يمارس ضد الاشرفيين في ليبرتي، فقد منع عنهم كل مستلزمات الحياة الطبيعية، ورغم الاتفاق مع حكومة المالكي وباشراف الامم المتحدة وتحت ولاية (كوبلر)، فقد نكثت حكومة المالكي بنود الاتفاق، فلم تربط كهرباء ليبرتي بالمدينة (بغداد)، ولم يسمح للسكان بتركيب احهزة ضخ الماء من النهر المجاور، ولم يسمح لهم بادخال سيارات لنقل الماء او نقل المياه العادمة الى الخارج بهدف تلويث البيئة في المخيم للاضرار بالسكان.اضف الى سيل المضايقات اليومية من قبل حرس المخيم، الذين يمنعون ادخال سيارات الشحن المحملة بالمواد الغذائية وخلال شهر رمضان المبارك.
ما جرى خلال السنوات المنصرمة من تفجيرات إرهابية، غالبيتها من تدبير عناصر المخابرات الإيرانية، لتعكير الأجواء الأمنية والسياسية وإتاحة الفرصة أمام المالكي لكي يناور سياسيا وامنيا ليبقى فوق كرسي الحكم بإشراف إيراني – أمريكي.
لقد مضى وقت طويل على تشكيل الحكومة التي رأسها بالمناورة وضغط نظام الملالي والادارة الامريكية، وما زالت الازمة الحكومية قائمة، فقد احتفظ المالكي بالوزرات الامنية كلها واحتكر السلطة ووضع مليارات الدولارات تحت تصرفه لكي يكسب شيوخ العشائر، وينظم المليشيات ويدعم بعض القوى ويزودهم بالسلاح ليكونوا عونا له في الازمات. ولا احد يستغرب أن تحدث مفاجئات دراماتيكية في الفترة المقبلة
إن إصرار المالكي وتعنته في البقاء في السلطة، هو توجيه إيراني خالص، لأن زعماء إيران من الملالي أو من محمود احمدي نجاد سبق أن أكدوا أن لا عودة للبعث إلى حكم العراق، وكأن العراق مزرعة دواجن أو حديقة حيوانات يضعون فيها من يشاءون وما يلاءم توجهاتهم.
لقد وعى العراقيون منذ زمن طويل أطماع الملالي في العراق، وحقدهم على الوطنيين العراقيين، وان ادعوا كذبا حبهم للعرب. فهو حب قاتل، لا يهدف إلا إلى الفرقة والطائفية.
ما كان ليحدث ما حدث لو لم يكن الاحتلال الأمريكي موجود، فالاحتلال هو سبب كل ما جرى في العراق، من مصائب، وهو السبب في استقواء نظام الملالي على العراق المحتل، وهو السبب في إخراج العملية السياسية العرجاء الهزيلة. وهو السبب في الانفجار الأمني بهذا الشكل العنيف، وهو السبب في التشرذم الطائفي والعرقي، وهو السبب في جعل ساحة العراق مفتوحة لكل الاحتمالات المأساوية، ومفتوحة لعناصر المخابرات الأجنبية، ويقال أن المخابرات الصينية لها دور في العراق، بهدف المحافظة على مصالحها. كما ان للمخابرات الصهيونية دور في عمليات الإرهاب الدموية ضد العراقيين، ودور في تعذيب المعتقلين في سجون الاحتلال وسجون نوري المالكي السرية التي يتم الكشف عنها تباعا.
إن سياسة الإقصاء الذي سار عليها المالكي بتوجيه من أسياده ملالي طهران، هي التي قادت إلى هذا الوضع المأساوي في العراق، وبات لا يهمه غير مصالحه الخاصة هو وعائلته وخاصو ابنه احمد الذي صار من الاغنياء العراقيين الجدد، ومصالح أعضاء حزبه لكي ينعموا بالخيرات التي يسرقونها من ثروات العراق.
وما يسير عليه المالكي هو نهج تصادمي، لا يقود إلا إلى الفوضى والعنف والإرهاب مجدد، ولا يقود إلا إلى بقاء النفوذ الايراني ـ الأمريكي مدة أطول. وبدلا من أن يرى العراقيون النور، وينعموا بقدر من الأمان والهدوء، فإن كتل العملية السياسية المتنازعة، ستضع العراق مجددا تحت رحمة مجلس الأمن، والذي سيبقي العراق تحت الفصل السابع من الميثاق، وسيظل العراق الحائط الواطئ ليقفز فوقه الصغير والكبير من دول الجوار، بعد أن كانت أسواره عالية يهابها الكبير قبل الصغير.
إن رجال العملية السياسية الذين يتصارعون على السلطة، هم الذين جلبوا الاحتلال الأمريكي، وهم الذين فتحوا أبواب العراق للمجرمين والعصاة ليعيثوا فسادا فيه، وهم الذين زرعوا الفتنة الطائفية والعرقية في البلاد، ولو بدرجات متفاوتة.
إن خلاص العراق، وعودته إلى حضن الأمة العربية، لن يكون إلا على أيدي رجال المقاومة الأبطال، وبالذات رجال الجيش العراقي السابق، الذين نذروا أنفسهم فداءا للوطن، وتحريره من المحتل الغازي. أنهم الرجال الذين يهابهم ملالي طهران، وهم الهدف لعناصر المخابرات الإيرانية الذين يسرحون ويمرحون في العراق.
المقاومة العراقية التي يقودها المجاهد عزة الدوري هي التي وعت تفاصيل المشهد العراقي بعد الاحتلال، ولم تنخدع بالأضاليل والكذب والدعاية الأمريكية والإيرانية، واختارت نهجها المقاوم منذ التاسع من نيسان عام 2003. ولم تقبل المساومة على مستقبل العراق، ورفضت الإغراءات المادية من الأطراف الدولية لكي تتخلى عن نهج المقاومة.
لقد ألحقت المقاومة الهزيمة في القوات الأمريكية خلال السنوات الماضية وتجرعت تلك القوات الانكسارات النفسية والمادية والبشرية واجبرتها على الانسحاب الذليل، ومع ذلك لم ينصفها العرب ولم يمنحوها حقها من الرعاية والدعم المادي والإعلامي. ولم نجد في التاريخ المعاصر مقاومة تم التعتيم عليها مثل المقاومة العراقية، فلم تسمح الدول العربية أن تفتح لها قنوات فضائية أو إذاعية، كما أن معظم وسائل الإعلام العربية تغافلت عن هذه المقاومة وأغفلت فعلها الجهادي المتميز، بل انساق عدد كبير من هذه الوسائل وراء الدعاية الأمريكية ووراء المال الذي دفعته السلطة العراقية من اجل تسويق الأكاذيب والدس الرخيص والنيل من النظام الوطني السابق، وتشويه صورة الشهيد صدام حسين.
إن المقاومة بكل مقاتليها وقياداتها ومعها القوى الوطنية الرافضة للاحتلال هي الأمل في تخليص العراق من الاحتلال ومن عملائه ومن المأجورين لنظام الملالي في طهران.
وإذا كان العرب يحبون العراق، ويريدون الخير له، لا بد أن يدعموا المقاومة والخط الوطني الذي لم يتلوث بفساد العملية السياسية بكل السبل، ولا يجوز تغليب المصالح المادية الآنية على مستقبل العراق العربي، وضرورة إعادته إلى حضن الأمة ليأخذ دوره القومي في الدفاع عن قضايا الأمة المصيرية وفي مقدمتها قضية فلسطين العادلة، تلك القضية التي تتقاذفها الأهواء والسياسات الاستعمارية.
|
شبكة البصرة
|
الخميس 5 شوال 1433 / 23 آب 2012
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الجمعة، 24 أغسطس 2012
د. حسن طوالبة : الطائفيون يقودون العراق إلى الهاوية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق