قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 10 أغسطس 2012

صلاح المختار : الشراكة الامريكية – الايرانية من ايرانجيت الى بحرينجيت (3-3)؛

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الشراكة الامريكية – الايرانية من ايرانجيت الى بحرينجيت (3-3)
شبكة البصرة
صلاح المختار( الجزء الثاني هنا)

إحقر الناس الذين قابلتهم في حياتي هم أولئك الذين ساعدوني على إحتلال أوطانهم
هتلر
خونة اوطانهم لا يستحقون مصافحتي وحقهم هو الذهب فقط
نابليون
ردا على جنرال ساعده على احتلال بلده وطلب مصافحته

ز– فضيحة البحرينجيت : اخر فضيحة، وليس الاخيرة، تؤكد الشراكة الستراتيجية الامريكية الايرانية هي بحرينجيت، فمن الصدمات الكبيرة لبعض) اصحاب) امريكا العرب، وفي مقدمتهم دول مجلس التعاون الخليجي، صدمة تخلي امريكا عن البحرين لصالح ايران، فمنذ بدأت الازمة في البحرين في العام الماضي، في اطار الهجمة الصهيوامريكية المسماة (الربيع العربي)، تميز الموقف الامريكي تجاهها بانه يطابق الموقف الايراني، اي الضغط على النظام البحريني لاجل تخلي الملك عن صلاحياته وجعله ملكا صوريا وتركيز السلطة بيد البرلمان ورئيس الوزراء الذي تختاره القوة الاكبر الفائزة في الانتخابات. السفير الامريكي في البحرين يصرح ويناضل كانه سفير ايران فما يطالب به يتطابق مع مطليب حزب الدعوة البحريني! والخارجية الامريكية ومنظمات حقوق الانسان الامريكية والتابعة لها في العالم تشن حملات لا هوادة فيها ضد النظام وترفض تنازلاته وتصر على تخلي الملك عن صلاحياته وتحويلها للبرلمان. لماذا؟
قد يبدو هذا الامر طبيعيا، فاذا فازت اغلبية فمن حقها ان تحكم ويكون رئيس الوزراء منها. ولكن هذا المنطق يصلح لبلد لا تواجهه تهديدات خارجية خطيرة بالغزو والضم، وليس فيه طابور خامس او حصان طروادة قوي وفعال جدا وله نفوذ ويعمل لصالح العدو الخارجي، فيكون الخيار الديمقراطي بتغيير رؤوس الدولة حالة طبيعية ومشروعة، ولكن اذا كان البلد يواجه تهديدات كيانية تهدد وجوده بالذات، كحالة البحرين فان المعيار الديمقراطي لا يصلح وحده ولابد من ربطه بالتحدي الخارجي مباشرة وتحديد ايهما اسبق في مرحلة ما. اما اذا استخدم وحده واهمل الخطر الخارجي فان هذا الموقف ليس سوى واحد من امرين : اما ان دعاة الديمقراطية جزء من الطابور الخامس او انهم سذج الى درجة العجز عن فهم ما يجري. ان الخيار الديمقراطي المنعزل عن فهم التحدي الخارجي ليس سوى نفق مظلم يفضي الى الكارثة القاضية على الكيان الوطني والاستقلال.
هذه حقيقة التزمت بها كل الامم اثناء الازمات الكبرى خصوصا اثناء الحروب او اقتراب اندلاعها، في الغرب تقيدت بها امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا، وفي الشرق تقيد بها الاتحاد السوفيتي والهند والصين، وهذه الحقيقة صالحة حاليا كما كانت صالحة في الماضي، لانها من بديهيات الامور ولا تحتاج للتفكير والخلاف، والتي كانت تقدم قوانين الطوارئ وليس مستلزمات الديمقراطية في حالات وجود تهديد خارجي رئيس، فهل البحرين استثناء من هذه القاعدة؟
ثمة حقيقة خاصة بالبحرين وتتميز بها وتختلف عن كل الاقطار التي تشهد تحركا شعبيا ملغوما ففي البحرين ثمة مشكلتين خاصتين بها : المشكلة الاولى هي ان عددا كبيرا من المواطنين البحرينيين من اصول ايرانية ويطلقون على انفسهم تسمية (البحرانيين) تمييزا متعمدا لهم عن عرب البحرين وهم (البحرينيين) وهذا التمييز مظهر من مظاهر ولاءهم لايران وهم لذلك يؤمنون بان البحرين جزء من ايران، والخطورة الكبيرة هنا هي انهم يتمتعون بحق الانتخاب مثل البحريني العربي الاصلي لذلك فان اصواتهم لا تذهب لمن يدعم عروبة البحرين بل لمن يدعم فارسيتها. والمشكلة الثانية ان البحرين موضع نزاع قديم ومستمر بين العرب كلهم وايران، فايران ومنذ زمن الشاه تعدها محافظة ايرانية وكان لها ممثل في مجلس الشورى الايراني بعد اسقاط الشاه، بينما العرب يصرون على انها عربية، وايران تعد ضم البحرين هدفا قوميا رئيسا وتقوم بشن حملات منظمة لم تتوقف من اجله.
هذه الحالة غير موجودة في قطر عربي اخر سوى فلسطين والاحواز وكلاهما محتل. لذلك فان الحل الديمقراطي لغم خطير جدا ولا مفر من الاعتراف بوجوده من قبل الوطنيون العرب، خصوصا منهم التيار القومي العربي، وبعيدا عن حمى الديمقراطية الحالية وبلا ابطاء لان هوية ووجوده قطر عربي تهدده المطامع الايرانية.
وخطورة الدعوة لتغليب الديمقراطية ومعاييرها على الهوية والوجود القومي تظهر بوضوح اذا فكرنا بالامر التالي بتأن : فحزب الدعوة البحريني (اسمه جمعية الوفاق) حصل في الانتخابات الاخيرة في عام 2010 على (18) مقعد من مجموع المقاعد البالغ (40) مقعدا، وتوزعت بقية المقاعد بين الاسلامويين والمستقلين وكتل اخرى صغيرة، كما قالت شبكةCNN الامريكية يوم لثلاثاء 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2010. وهذه النتيجة عدت نصرا كبيرا لانصار ايران لانها ضمنت لهم السيطرة على البرلمان البحريني بعد الحصول على 3 مقاعد اضافية تجعلهم يملكون 21 مقعدا اي اكثر من النصف المطلوب للسيطرة على القرار البحريني في حالة نقل صلاحيات الملك الى البرلمان، وهو هدف سهل التحقيق من خلال عقد تحالفات مع المستقلين والكتل الصغيرة التي لديها مقاعد او من خلال شراء الضمائر وهي حالة رائجة هذه الايام.
واذا اخذنا بنظر الاعتبار ان بعض الكتل الصغيرة تتطابق مواقفها مع موقف حزب الدعوة مثل كتل وعناصر من التيار القومي العربي، نجد ان البحرين قد وضعت على كف عفريت منذ الانتخابات الماضية فاي تغيير في مواقف 3 نواب يمهد لضم البحرين لايران بصورة ديمقراطية! وبعد ماحدث اثناء ربيع بني صهيون فان اجراء انتخابات جديدة في البحرين وفي بيئة الارهاب والتخويف وتحت تأثير تخلي امريكا عن البحرين فان فوز انصار ايران باغلبية امر متوقع، وهنا تبرز خطورة القاتلة للاعتماد على المعيار الديمقراطي في البحرين.
وقبل مواصلة العرض والتحليل لابد من الاشارة الى حقيقة بارزة لها اهمية كبيرة الان في ظرف تصاعد الازمة البحرينية، وهي ان البحرين وبخلاف كل دول مجلس التعاون لديها ديمقراطية قديمة وكانت تنفرد بانها الاكثر تقدما حضريا ومدنيا، وهذه الحقيقة كانت موجودة حتى اشتعال الازمة، وتؤكدها الانتخابات الاخيرة والتي كانت نزيهة كما اعترف حتى حزب الدعوة البحريني والذي عول على الديمقراطية في تحقيق الاصلاحات، وقال مراسل السي ان ان الامريكية في نفس التقرير المشار اليه ما يلي (وقال مستشار ملك البحرين للشؤون الإعلامية نبيل يعقوب الحمر لـCNN بالعربية إنه (لابد من القبول بنتائج الانتخابات مهما كانت لاسيما أننا، وكل من يؤمن بالديمقراطية، نقبل بحكم واقتراع المواطن." وأشار الحمر إلى أن "هذه الانتخابات تمت بشفافية كاملة ونزاهة متناهية وباطلاع كامل للإعلاميين والمراقبين،" مضيفا "اعتقد أن هذه النتيجة عمل كل مرشح، وقناعة الناخب.. النواب حازوا على ثقة الشعب ومن الطبيعي أن يقبل الجميع بالنتيجة.)اذن الحكومة قبلت بنتائج الانتخابات كما يؤكد الوزير البحريني والتي حصل فيها حزب الدعوة الايراني على 18 مقعدا من اصل 40 مقعدا.
ويواصل تقرير السي ان ان : (من جهته، قال جواد فيروز عضو جمعية الوفاق، والذي فاز للمرة الثانية، إن "الانتخابات الحالية كانت جادة من كل المعنيين للمضي قدما وبإصرار على الإصلاح الحقيقي في المجال السياسي في البحرين." وأضاف فيروز لـCNNبالعربية أن "الوفاق – يقصد حزب الدعوة - تتعاطى مع المشروع الإصلاحي لجلالة الملك بشكل موضوعي ومدروس، بدون تخوين أو تخويف وبدون نطحات ثورية.). لاحظوا امران مهمان : اولا الاسم وهو اسم فارسي (فيروز)، والامر الثاني انه يقر بامكانية الاصلاح ويحذر من (نطحات ثورية) وغيرها. لكن هذا الموقف الاصلاحي السلمي والديمقراطي للمعارضة البحرينية كان قبل تفجر الازمة نتيجة ربيع بني صهيون والذي شمل البحرين بنيرانه المهلكة فتحول موقف حزب الدعوة البحريني من تجنب النطحات الثورية، كما وصفها البحريني من اصل فارسي فيروز، الى اعتماد النطحات الثورية كوسيلة وحيدة لتحقيق المطاليب اي اسقاط النظام!
وفي ضوء ما تقدم نحن امام حقيقتين لابد من تأكيدهما وفقا لما اعترفت به شبكة السي ان ان والنائب ذو الاصل الايراني الواضح وهما :
الحقيقة الاولى : ان هناك جوا ديمقراطيا في البحرين يسمح بفوز انصار ايران بالاغلبية وبلا تدخل حكومي.
الحقيقة الثانية : ان النظام يقوم بالاصلاح ويواصله ولا حاجة لاساليب (النطحات الثورية).
الان ومنذ العام الماضي تشن المعارضة البحرينية بقيادة حزب الدعوة وبلا منازع، لانها القوة الرئيسة، حملات لا هوادة فيها ضد النظام تحت غطاء الاصلاح، وحينما يتنازل الملك والحكم لاتقبل المعارضة وتستمر في التصعيد، وبدلا من الاساليب السلمية لجأت اطراف في المعارضة الى العنف ضد الشرطة والنظام فما كان من النظام، وبعد التهديد الايراني المباشر بالتدخل لمنع قمع المعارضة وادخال كميات ضخمة من المتفجرات والاسلحة والمال الايراني، الا ان يطلب تدخل مجلس التعاون الخليجي فتدخل، فادخلت البحرين نفقا مظلما يزداد ظلاما يوما بعد اخر بسبب تعنت المعارضة ورفضها الاتفاق مع النظام حتى وهو يتنازل لها! فما هو الهدف من الاحتاجات المتواصلة اذن؟
التخطيط الايراني اصبح واضحا ولا يراه الا من لا يريد ان يراه، وهو ان وجود اغلبية لدى حزب الدعوة البحريني يشكل مقدمة لابد منها لضم البحرين بعد استفتاء ديمقراطي حول مصيرها، فكلما تعقدت الازمة وتراكمت بحيرات الدم ازداد اقتراب لحظة تغليب الدعوة لتقرير المصير عبر استفتاء باشراف الامم المتحدة وغيرها. وايران تعرف ان حصول عملاءها على 3 مقاعد اضافية ممكن بفضل وجود خونة ضمن التيار القومي اندمجوا عمليا مع ايران ومواقفها ومصالحها لاسباب عديدة. لذلك فان الاصرار على عدم تحقيق الاصلاح عبر الحوار واللجوء للعنف وتعطيل الدولة ليس سوى تكتيك متعمد لايصال البحرين ال نقطة اللاعودة كي يتدخل ما يسمى ب (المجتمع الدولي) لحسم الامر.وهنا نرى الخطورة الكامنة في الموقف الامريكي، فهو يواصل الضغط على حكومة البحرين للاستجابة لطلبات الاصلاح وكما تريدها المعارضة بالضبط، وكأن الخيار الديمقراطي غائب مثل اغلب الاقطار العربية، من جهة، وفي ايحاء واضح بان النظام يرفض الاصلاح. من جهة ثانية.
اذن نحن لسنا امام حالة بلد عادي وبلا ملابسات وتدخلات خارجية كي نحتكم للمعيار الديمقراطي، بل نحن امام حالة احتلال تدريجي للبحرين بمهاجرين ايرانيين طوال عقود واكتسبوا الجنسية البحرينية وبدأوا بالدعوة لضم البحرين لايران كمحافظة ايرانية. وهذه الحالة تشابه حالة فلسطين، فاليهود هاجروا تدريجيا الى فلسطين وكانوا اقلية صغيرة، لكنهم وحتى قبل يشكلوا اغلبية احتلوا فلسطين بالقوة. والان البحرين فيها مواطنين من اصول ايرانية وهم يشكلون حوالي نصف السكان الاصليين العرب، ومعهم ذوي النزعة الطائفية من العرب ضمن الكتل الصغيرة والذين اختاروا الطائفية هوية لهم بدل الوطنية البحرينية وبدل الهوية القومية العربية، لذلك فان اي استفتاء سوف يؤدي الى ضم البحرين لايران بلا حرب.
هذه حقيقة تعرفها امريكا مقدما ومنذ زمن بعيد ورفضتها في السابق ودعمت النظام في البحرين ضد المطامع الايرانية واقامت قاعدة عسكرية فيها ويستقر فيها احد اساطيلها البحرية، لكنها غيرت موقفها الستراتيجي في مطلع العام الماضي كما غيرت رايها في عملاءها حكام تونس ومصر ودعمت عملية اسقاطهما، وها هي امريكا (تناضل) بلا هوادة في البحرين مصطفة بوضوح تام مع ايران في نفس الجبهة القتالية لاسقاط النظام وهي تعلم علم اليقين بان سقوطه لا يعني الان سوى امر واحد : الضم الحتمي للبحرين الى ايران.
لماذا غيرت امريكا موقفها من البحرين؟ لم يعد سرا بل اصبحت حقيقة عيانية نشاهدها على الارض في الكثير من الاقطار العربية وهي ان امريكا تقوم بتغيير الخريطة السياسية العربية برمتها ولكنها تبدأ بخريطة الاقطار الجمهورية مستخدمة قوة الاقطار الملكية والامارايتة، لكي تعود فيما بعد وبعد ان تنهي الانظمة الجموهورية للقضاء على كل ملك او امير. هذه هي الخطة الصهيوامريكية، والتي تشارك ايران وتركيا فيها بوضوح وبلا غموض الان.

اكاذيب لابد من كشفها
وهنا لابد من كشف اكاذيب يروجها انصار ايران ومنها ما يلي :
1 – كذبة ان انصار ايران اقلية لا تتجاوز ال5% من المعارضة وهي كذبة ساذجة وتعكس تخبط من يروجها لان من يكسب 18 مقعدا في البرلمان البحريني يملك تأثيرا حاسما، ولهذا فان هذه الكذبة هي محاولة بائسة ويائسة لابعاد الشبهات عن تواطؤ من يروجها مع الغزو الايراني. وعلينا الاعتراف بحقيقة واضحة وهي ان المعارضة البحرينية تسيطر عليها ايران وما يجري يؤكد ذلك وان عناصر التيار القومي الداعمة لحزب الدعوة البحريني ليست اكثر من افراد او كتل صغيرة عاجزة عن التأثير في مسار الازمة البحرينية الا باتجاه خدمة ايران.
2 – كذبة ادعاء عناصر معينة انها تعارض ضم البحرين الى ايران وهي كذبة امرت بترويجها المخابرات الايرانية مثلما فعلت في العراق تماما، لانها تريد ان تحمي من يقف من المعارضة مع حزب الدعوة البحريني من الحرق بالطلب منها نقد سياسات ايران بخفة وتكرار رفض ضم البحرين الى ايران. ان المهم بالنسبة لايران هو الاصطفاف مع حزب الدعوة البحريني بقوة ودعم مطاليبه فذلك الموقف هو الذي يوفر الاغلبية لعملاء ايران في البرلمان، لذلك فان من يرفض ضم البحرين لايران حقا وصدقا عليه تبني موقف واحد لا غير وهو تمييز نفسه عن عملاء ايران واول مظاهر هذا التمييز هو تجنب الاصطفاف معهم فوق ارضية واحدة ورفض العنف بصورة تامة وقبول تنازلات النظام والبدء بالحوار الجاد معه من اجل تحقيق المطاليب العادلة للشعب.
البحرين اصبحت بالنسبة لامريكا عبئا ستراتيجيا وليس مصدرا للثروة، لانها فقيرة بانتاجها النفطي وليست كقطر والسعودية والامارات والكويت، وبما انها قررت تفكيك منظومة مجلس التعاون الخليجي وهو امر نراه في السياسات القطرية الواضحة، فلماذا تتحمل تكاليف دعمها للبحرين مع ان بالامكان عقد صفقة مع ايران تسلم بموجبها البحرين اليها؟ مقابل ذلك تعترف ايران بمناطق المصالح الامريكية ولا تعرضها للخطر وتواصل (ايران) اثارة فتن طائفية مسيطر عليها في بقية دول الخليح العربي والسعودية وغيرها من الدول العربية، وهي فوضى تسمح لامريكا واسرائيل بتنفيذ كافة الخطط التي عجزت سابقا عن تحقيقها، وفي مقدمتها التدمير الكامل لاي مظهر للهوية العربية ولوجود امكانية لقيام دول قوية ونشوء انظمة وانشاء كيانات اكثر ضعفا، وهكذا تكون اغلبها مضطرة لطلب الحماية الامريكية والاسرائيلية واكمال عملية قطرنة باقي دول الخليج العربي، والقطرنة تعني جعلها مثل قطر ليس اكثر من قواعد عسكرية مخابراتية ومقرات شركات كبرى وجاليات متعددة تخدم القوات.
هذا الخط المتسم بوجود مسلسلات فضائح امريكية – ايرانية بدأت في عام 1979 ولم تنتهي حتى الان هو تجسيد واقعي للعلاقات الحقيقية والفعلية التي ربطت ايران الملالي بامريكا واسرائيل وهو، وبلا جدل، تأكيد قاطع على ان علاقات ايران بامريكا هي علاقات شراكة ستراتيجية قاسمها المشترك هو القضاء على الهوية الوطنية لاي قطر عربي وتقسيمه على اسس طائفية، وتحويل النثار المتبقي الى كيانات تابعة لهذا الطرف الدولي او ذاك الاقليمي ومحو اي اثر لكيان اسمه القومية العربية. وضمن هذا الخط يظهر بوضوح التكتيك الامريكي الاساس وهو ان استهداف الانظمة الان ليس الا وسيلة لنشر فوضى مبرمجة لتكون بوابة جهنم لحرق كل العرب حكاما ومحكومين بنيران التهجير والابادة والشرذمة وسلب اي حق حتى حق الحياة. وتلك الحقيقة نراها الان بوضوح في العراق واليمن وسوريا وليبيا والبحرين واقل في دول الخليج والسعودية والسودان، ونرى مقدماتها في لبنان مصر وتونس والجزائر وموريتانيا والاردن والمغرب.
مثلما ان امريكا لا يمكن ان تكون طاهره في تونس ومصر وليبيا والبحرين وغيرها، حيث تدعم ربيع بني صهيون، بينما هي عاهرة في العراق وفلسطين، فان ايران ايضا لا يمكن ان تكون طاهرة في البحرين وفلسطين وعاهرة في العراق وسوريا واليمن وبقية الاقطار العربية. تلك هي الحقيقة البارزة التي يستحيل تجنبها او انكارها.

الخلاصة الحتمية : ان اي عملية انقاذ من الفناء العربي ومحو الهوية العربية يجب ان تبدأ من القضاء التام على نفوذ ايران وعملاء ايران واصدقاء ايران وخدمها العرب في كل مكان من الوطن العربي وبلا اي استثناء. فقط عندما ننظف بيتنا العربي من فايروسات الايدز الايراني يمكننا توحيد صوفنا مجددا وبناء وحدتنا ومواجهة امريكا واسرائيل، انها معركة اعادة بناء قلاعنا التي ما اخترقت الا بفضل ايران كما نراه في العراق والبحرين وغيرهما، لقد هزمتنا امريكا لان ايران وقفت معها مباشرة لذلك لابد من الحاق الهزيمة بايران قبل ان نستطيع اكمال المواجهة مع امريكا والصهيونية العدو الاصلي لنا.

العراق يقدم لكم مثالا ساطعا على الخطورة المميتة للدور الايراني : فلكي لا تكتمل هزيمة امريكا على يد المقاومة العراقية، مع ان النصر العراقي تكاملت عناصره الاساسية، سلمت امريكا العراق الى ايران لتقوم باكمال تدمير العراق وتوسيع نطاق القتل والابادة الطائفية والعرقية ولجر المقاومة العراقية الى تهلكة تحويل نضال الشعب العراقي التحرري الوطني الى فتنة طائفية عمياء.
مهمتنا الاساسية في هذه المرحلة التاريخية الخطيرة هي اتحادنا جميعا من اجل تصفية نفوذ ايران في كل مكان وبلا تردد او رحمة، ومحاصرتها داخل حدودها، واعادة اقامة جبل نار بيننا وبينها لتجنب شرورها وافاعيها القاتلة، كما تمنى الخليفة العادل عمر بن الخطاب (ر) واستجاب العراق لهذه الدعوة باقامة جبل النار الذي وجد فعلا بين الاعوام 1968 و2003 وصد كل محاولات التسلل الايرانية لبقية الاقطار العربية ودمرت هذا الجبل العازل امريكا بمساعدة ايران. اليوم علينا جميعا ادراك ان اجبار ايران على التراجع وترك التدخل في شؤوننا العربية مرهون باعادة بناء جبل النار العازل في العراق، وهي عملية ممكنة لان (البنّاء) مازال موجودا ويقاتل بلا تعب او كلل وهو المقاومة العراقية بكافة فصائلها والقوى الوطنية العراقية بكافة احزابها وتنظيماتها.
ليكن دعم المقاومة العراقية الخطوة الاولى في انقاذ العرب من التهلكة القادمة، ومن يخشى دعم المقاومة العراقية عليه تذكر ان امريكا قررت ذبحه ولكن غدا وهو اذن في حالة انتظار الذبح الحتمي الا اذا غامر بدعم المقاومة فهي من ستنقذ كل الامة من شرور ايران ومن يشارك ايران، ايهما اخطر الموت ذبحا كما فعلوا بالقذافي او المغامرة؟
8/8/2012
شبكة البصرة
الاربعاء 20 رمضان 1433 / 8 آب 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق