بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
مصر بين المقصلة الأمريكية والإسرائيلية
|
شبكة البصرة
|
محمد ناصر نصار
|
لفت إنتباهي الدقة والتوقع الدقيق للسياسة الامريكية والاسرائيلية تجاه مصر وذلك في كتاب الإستعمار والصهيونية وجمع المعلومات عن مصر ضمن سلسلة نحو وعى سياسى واستراتيجى وتاريخى قدمها المرحوم الدكتور حامد عبد الله ربيع وقد نشرت هذه المقالات الأهرام الاقتصادى ومن هذه المقالات مقالة التوافق الإسرائيلى الأمريكى والتي نشرت في العدد 738 في القاهرة فى 3/3/1988، والتي تتحدث عن مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل السيطرة الكاملة على منطقة الوطن العربي بشكل عام وبشكل خاص تعملان على إضعاف مصر فى بعدين الاول فى علاقة مصر بالمنطقة العربية من جانب، وفى علاقة القيادات الحاكمة بالشعب، من مصلحتها أن تخلق الحواجز بين القيادة المصرية والشعوب التى تنتمى إلى منطقة الشرق الأوسط، لأن هذا يضعف مصر ويمنعها من أن تمارس وظيفتها الإقليمية والقومية، ومن مصلحة الولايات المتحدة واسرائيل أيضاً أن تعمق هذه العزلة الإقليمية بعزلة داخلية بين القيادة والشعب، ولكن هل من مصلحة الولايات المتحدة تجزئة المنطقة العربية إلى دويلات صغيرة بما فى ذلك مصر، وهل أضحى هذا المفهوم المطروح سابقا منذ الثمانينات هل يطبق اليوم على ارض الواقع ومما يسند هذ التصور أولاً تناسق تصميم السياسة الإسرائيلية والأمريكية على تجزئة مصر، وسياسة جمع المعلومات لتخدم هدف تجزئة مصر ومن خلال الدورات والبعثات وغيرها من الأساليب فكان تصميم هذه السياسة يكمن في أن السياسة الأمريكية و الإسرائيلية تعمل على تجزئة المنطقة العربية والعمل على تغذية مفهوم الدولة الطائفية، و تجزئة المنطقة إلى كيانات صغيرة محدودة القوة والفاعلية، فإن تجمع اليهود فى دولة إسرائيل لن يسمح بإقامة دولة تتجاوز العشرين مليوناً واليوم نجد ان عدد الإسرائيليين حوالي 8 مليون شخص و مصر وصل تعدادها إلى ثمانين مليوناً، فإن إسرائيل سوف يتعين عليها أن تظل قلقة محاصرة، فهل تضمن الدفاع المستمر بما يمثل من نفقات من جانب الولايات المتحدة، كما ان على إسرائيل تخلق إطارها الدفاع الذاتى، وهى لذلك يجب أن تعمل جاهدة على أن تحيل المنطقة إلى دويلات صغيرة، أو كيانات هشة محدودة الفاعلية، ومن ثم تلهى تلك الدويلات بصراعات محلية حول الحدود أو بخلافات عشائرية خلال خمسين عاماً القادمة على الأقل، مثل هذا التصور يحقق لإسرائيل ثلاثة أهداف فى آن واحد الأول أن تصبغ على المنطقة صفة الطائفية، أى مفهوم الدولة الدينية، وهكذا تصير إسرائيل متجانسة مع النموذج السياسى السائد فى المنطقة بطبيعة الإختلاف التجانس بين الإسرائيليين من شتى دول العالم، و الأمر الثاني أن تصبح إسرائيل وهى الدولة القوية باقتصادها وتقدمها التكنولوجي، هى الدولة السائدة أو المسيطرة على المنطقة حيث حولها لا توجد سوى دول أقزام ضعيفة، واخيرا أن تتوسع وتغزو اقتصادياً لأن أى دولة من تلك الكيانات الهشة لن تملك مقومات القدرة الاقتصادية على الاكتفاء الذاتى، وإسرائيل قادرة حينئذ من خلال اقتصادها المتطور من جانب، ورأس المال المتركز داخل حدودها من جانب آخر، أن تحقق تلك السيطرة، وذلك الغزو الذى يصبح نموذجا جديداً للاستعمار من خلال مفهوم التبعية الاقتصادية.
|
شبكة البصرة
|
الاثنين 9 شوال 1433 / 27 آب 2012
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الثلاثاء، 28 أغسطس 2012
محمد ناصر نصار: مصر بين المقصلة الأمريكية والإسرائيلية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق