قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 22 أغسطس 2012

نورالدين المباركي : تونس... الثورة المغدورة

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تونس... الثورة المغدورة
شبكة البصرة
نورالدين المباركي

بعد أكثر من سنة ونصف من ثورة تونس، لا يبدو أن هناك من استوعب جوهرها أكثر من الذين أشعلوا شرارتها ودفعوا بها إلى أن سقط رأس النظام.. إنهم الفقراء والمهمّشين والعاطلين عن العمل.
جوهر الثورة اجتماعي واقتصادي، ثورة من أجل التنمية العادلة والتوزيع العادل للثروة والحق في التشغيل، لخّصها بشكل مكثف وقوي شعار "التشغيل استحقاق يا عصابة السرّاق".
لا يمكن لأي جهة في الداخل أو الخارج أن تنفي هذه الحقيقة وتعطي للثورة مضمونا آخر غير هذا المضمون، ولا يمكن لأي طرف أن يعتبر استكمال أهداف الثورة بعيدا عن هذا المضمون الاجتماعي والاقتصادي.
الفقراء والمهمّشون والعاطلون عن العمل استوعبوا أكثر من غيرهم جوهر الثورة لأنهم مازالوا بعد أكثر من عام ونصف يرفعون المطالب ذاتها ومازال الحق في التشغيل والحق في التنمية الشعار الرئيس في احتجاجاتهم وان اختلفت القراءات السياسية لهذه الاحتجاجات من الحزب الحاكم إلى المعارضة.
****
لم يستوعب الفاعلون السياسيون في تونس جوهر الثورة وقيمتها وإن عبروا عن ذلك..لقد أضفوا قراءاتهم السياسية و الإيديولوجية على حراك الفقراء و المهمشين فحادوا بالثورة عن مسارها الحقيقي، و التجاذبات السياسية التي يشهدها المشهد السياسي العام هو أحد الإفرازات المكشوفة.
لا أحد اجتهد قولا وفعلا لمحاصرة هذا التجاذب الذي بدأا يتوسع و يتطور ليصل إلى معتقدات الناس و نمط عيشهم، يحدث كل هذا باسم الثورة!!
وأخطر مظاهر هذا التجاذب زرع بذور الفتنة بين التونسيين على خلفية انتماءاتهم ومعتقداتهم، وما فشل الاستعمار المباشر وغير المباشر في تحقيقه ثمة اليوم من ينفخ في الشرارة لتلتهم وحدة التونسيين.
ماحدث في القيروان وقابس و بنزرت هو نفخ في شرارة الفتنة وضرب لوحدة التونسيين وطعن للثورة في الظهر.
بعد أكثر من عام ونصف من انجاز التونسيين لثورتهم التي هزت العالم.. تبدو الثورة التونسية مطعونة ومغدورة.
شبكة البصرة
الثلاثاء 3 شوال 1433 / 21 آب 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق