قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 31 يناير 2015

الدكتور غالب الفريجات : الموت لاسرائيل والموت لأمريكا بالفعل لا بالقول

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الموت لاسرائيل والموت لأمريكا بالفعل لا بالقول
شبكة البصرة
الدكتور غالب الفريجات
في كل مسيرة جماهيرية تجوب شوارع المدن العربية نرفع شعار الموت لأمريكا، الموت ل "اسرائيل"، لأنهما وراء كل ما اصاب العرب من تفتيت وتدمير وتخلف، والأدهى والأمر من ذلك أن كل هؤلاء الذين ينادون بهذا الشعار لم يتحركوا باتجاه ترجمة هذا الشعار على أرض الواقع، فلا الجماهير الشعبية التي لا تملك غير حناجرها أن تصرخ بها ضد امريكا واسرئيل، ولا تلك التي تحمل السلاح لتقاتل بها أعداء الله والانسانية، وخاصة تلك التي بامكانها الوصول إلى حدود الكيان الصهيوني، وتستطيع توجيه ضربات عسكرية له.
حزب الله اللبناني وضع المقاومة المسلحة على السطح، بعد أن انتهى تحقيق الهدف الايراني من مواجهة الحزب لصالح ايران، وانتقل لمساندة النظام السوري، ونسي فلسطين المحتلة، ومزارع شبعا اللبنانية السورية المحتلة، ودعم ومساندة أبطال غزة في مواجهاتهم مع الكيان الصهيوني، عندما يعربد ضد وجودهم، مستخدماً كل أنواع الاسلحة والتدمير ضد نساء واطفال وشيوخ غزة على مرأى ومسمع العالم، وفي المقدمة من كل هؤلاء الذين يكتفون بالصراخ في المسيرات الجماهيرية الموت لامريكا، الموت ل"اسرائيل".
الحوثيون، الورقة الايرانية الجديدة في قلب صنعاء عاصمة اليمن السعيد يطلقون نفس الشعار، وهم جادون في قتل أبناء اليمن، والإستحواذ على السلطة، لتتمكن ايران من وضع قدم لها في عاصمة عربية رابعة بعد بغداد ودمشق وبيروت، فماذا قدم هؤلاء لفلسطين؟، ومن الذي يفرح أمام منجزاتهم العتيدة في تدمير اليمن، أليست امريكا و"اسرائيل"؟، وأين شعارالموت لهما؟.
حزب الله يطمئن الكيان الصهيوني في أنه لا يرغب بالتصعيد، ليس حباً في لبنان ولا في فلسطين، ولا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، بل لخدمة أسياده في طهران خوفاً من التأثير على محادثات ايران مع امريكا في مشروع ايران النووي، وفي الوقت نفسه يهتف الموت لامريكا واسرائيل، وهو يقاتل على الارض السورية لتأجيج الصراع الطائفي على الارض السورية، وللمحافظة على النفوذ الايراني في سوريا.
في المدن الليبية يتقاتل الجميع مع الجميع خدمة لامريكا و"اسرائيل"، وعلى الارض العراقية يقاتل الصفويون والطائفيون خدمة لامريكا و"اسرائيل"، وعلى حدود المغرب والجزائر، وكذلك الصومال واريتيريا والسودان، وفي الحروب الطائفية على الارض السورية، والاعمال الارهابية ضد مصر نعمل على تحقيق الأهداف الامريكية والصهيونية.
كل حروبنا على الأرض العربية خدمة لامريكا و"اسرائيل" في الوقت الذي نهتف الموت لهما، فمن المستفيد من حالة الفوضى والدمار والقتل والتشريد على الارض العربية؟، ومن المستفيد من ضياع ما كان يحلم به المواطن العربي من ثورة الربيع العربي؟، الذي قامت امريكا بحرف بوصلة هذا الربيع، ليتحول من غد مشرق إلى مستقبل بائس مظلم، نحن بلا شك من تطوع لخدمة امريكا، وتحقيق الأحلام الصهيونية.
نحن أدمنا الكلام، فأصبحنا أمة الكلام لا أمة الفعل والعمل، وشر البلية من يتحدث كثيرا دون أن يفعل شيئاً، وهو قادر على فعل هذا الشيئ، فلماذا كل هذا الصراخ، والجعجعة اللفظية، ونحن لم نتقدم خطوة واحدة على طريق ترجمة كلمة واحدة من كلمات صراخنا؟، ولماذا لانتحول إلى أمة الفعل، والعمل، ونترك لأعمالنا أن تتحدث عوضاً عنا؟.
شبعنا كلاماً أيها السادة، ونحن مشتاقون للفعل والعمل، وباستخدام البندقية باتجاهها الصحيح لا لصدور أبناء الوطن، والعمل على قتل الحياة في نفوس المواطنين، فهؤلاء ليسوا امريكا واسرائيل، هؤلاء ذخيرتنا التي نحتاج إليها وتمدنا بزوادة نضالنا، فإن قتلنا الحياة في نفوسهم، فقد نضبت مصادر المواجهة مع أعدائنا، وحققوا أهدافهم ضدنا جميعاً، عندها سيكون شعار الموت لامريكا واسرائيل هو شعار الموت لامتنا.
يبدو أن الخلل يكمن في تربيتنا التي خلقت منا افواهاً تصرخ، دون ان تملأ قلوبنا بارادة الفعل والعمل، فبالفعل لا بالقول تنهض الأمم، وبالعمل لا بالتنظير تتحرر الاوطان، وأطنان من الورق المكتوبة لا تحرر شبرا، وطلقة واحدة ترسم لنا طريق التحرير، ولتكن لهذه الطلقة الاولوية في همتنا ونبض ارادتنا، عندها فقط نكون قد ترجمنا اقوالنا وخطاباتنا وهتافاتنا إلى فعل على أرض الواقع، وتكون لشعاراتنا المصداقية فيما نفعل ونقول.
dr_fraijat45@yahoo.com
dr_fraijat@yahoo.com
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق