قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 31 يناير 2015

الدكتور غالب الفريجات : التحريض على الكراهية الدينية ليست سمة أخلاقية

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
التحريض على الكراهية الدينية ليست سمة أخلاقية
شبكة البصرة
الدكتور غالب الفريجات
ليس في ديننا ولا أخلاقنا ما يدعو إلى كراهية الآخر، وليس في تاريخنا حتى قبل الاسلام ما يؤشر على الدعوة إلى الكراهية والتحريض على الآخر، فقد عاش في جزيرة العرب قبل الاسلام اليهود، والنصارى، وعبدة الاوثان، ولم نسمع بأي صراع بين مكونات المجتمع، حتى جاء الاسلام واحترم كل الاديان السماوية، لايمانه أن كل الاديان من منبع واحد، وجميعها تدعو إلى التوحد والاقرار بوحدانية الله، وهكذا كان الاسلام يحترم كل الاديان وكل الانبياء، ولا يقبل الاساءة لأي واحد من رسل الله، فالرسل كلهم اخوة.
وفي كل مراحل الدولة الاسلامية لم يشعر النصارى واليهود بظلم أو ضيم أو انتقاص من حقوق، بل أن الكثير من مبدعيهم قد نالوا حظوة عند الخلفاء والأمراء والسلاطين، وعاشوا في كنف الدولة معززين مكرمين، فكانت دولة لكل مواطنيها، وليست للمسلمين فحسب، وعندما ضعفت الدولة الاسلامية، لم تجد واحداً منهم قد اعتدي عليه، ولا منع من ممارسة شعائره الدينية، وكانت حرية الرأي والتعبير مصونة، تلك الحرية المسؤولة التي لا تسيئ للآخر في قيمه ومعتقداته، كما يوهمنا الغرب اليوم في اعلانه شأو الحرية والتعبير، في وقت يترك فيه العنان للإساءة لمعتقدات الآخر، وخاصة في الاساءة للمسلمين في دينهم ونبيهم عليه الصلاة والسلام.
فالغرب هو من ابتدع الكراهية الدينية، فغزت جيوشه بلادنا، واحتلت اراضينا في الحروب الصليبية، فقتلت ودمرت على ارضنا،وبقيت تعيث فساداً لأكثر من مائتي عام حتى قيّض الله لهذه الأمة من جمع شملها ووحدها وانهى الوجود الصليبي، وكانت انسانية صلاح الدين مع قلب الاسد تعبر عن انسانية العرب والمسلمين واخلاقية دينهم الذي يدينون به.
وفي الحرب العالمية الاولى وانتصار الحلفاء، دمر الغرب ديارنا، وفتتوا بلادنا، وتقاسموا اقطار وطننا، ونهبوا خيراتنا، وحرمونا من لذة الحياة، ونعيم الحرية التي يتغنون بها، وكانوا على النقيض مما مارسناه في كل الاماكن والدول التي وصلت اليها جيوشنا، فقد كنا مضرب المثل في الخلق والتسامح، وكانت الاندلس شاهدة على ذلك، فقد امتزنا عنهم بأخلاقنا وبممارساتنا الدينية، وزادوا على ذلك أن اغتصبوا ارضنا في فلسطين، وقدموها هدية للصهيونية، لبناء دولة لليهود على حساب أهل الارض ومواطنيها.
الصهيونية هي كحماتها في الغرب الامبريالي، مارست الارهاب بكل أنواعه الديني والفكري والعسكري والامني والاقتصادي، فكانت حروبها ضد العرب جميعاً، قتلت نساءهم ويتمت أطفالهم، وشردتهم في كل بقاع الأرض، وفي كل يوم تمارس الدولة الصهيونية الارهاب وتزرع الكراهية، وعلى مرأى ومسمع من الغرب، فهل تحدثنا عن النصرانية واليهودية بسوء؟، أم أننا نفرّق بين الدين ومن يدعي اعتناقؤه، فلا نسمي الصراع بيننا وبينهم بالصراع الديني، بل هو صراع بين الرأسمالية والصهيونية من جهة، وبيننا كأمة من جهة أخرى، لايماننا أن الصراع مع الاديان ليس في قاموسنا، فنحن نحترم كل الديانات لانها من منبع واحد، وكل الأنبياء لأن كل الانبياء أخوة، فعيسى وموسى عليهما السلام، وسيدجنا محمد صلى الله عليه وسلم جاءوا بأمر من الله سبحانه وتعالى.
التحريض الديني ليس سمة من سماتنا، وهو ليس سمة أخلاقية، وكل من يمارس التحريض على الكراهية الدينية مجرد من الاخلاق، وليس فيه أي نوع من التعبير عن الحرية، فحريتك تنتهي عندما تبدأ حرية غيرك، والحرية لا تقبل على الاطلاق الاساءة إلى قيم ومعتقدات الآخر أياً كان خلافك معه، والحرية الدينية مصانة لكل منتسبيها حتى في ظل الاحتلال، فلايجوز منع الناس من أداء مشاعرهم الدينية بالطريقة التي يريدونها مادامت لاتتخذ وسيلة لايذاء أحد.
الغرب والصهيونية قد تجردتا من الاخلاق، وخاصة في التعامل مع الآخر، ورغم شعارات الحرية وحقوق الانسان، واحترام الرأي والرأي الآخر، إلا أن هذه الشعارات توضع في سلة النفايات عند التعامل مع الآخر، فأية أخلاق هذه التي تمارس بوجهين متناقضين، وجه حسن وآخر بشع مرفوض إنسانياً.
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق