قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

الدكتور غالب الفريجات : عندما يتدعثر العراق بجثث أبنائه

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عندما يتدعثر العراق بجثث أبنائه
شبكة البصرة
الدكتور غالب الفريجات
لقد ابتلي العراق بالغزو والاحتلال من أبشع نظام عالمي يمثل الامبريالية المتوحشة، ودمر ما دمر من حضارة ومدنية وتقدم، صنعها العراق بالعرق والدم طيلة عقود كانت بزعامة نظام وطني قومي عروبي، ضاقت كل القوى العدوانية بوعيه وتقدمه ومواقفه، فما استطاعت أن تلوي يده بالاتجاه الذي يروق لها، وما تمكنت منه رغم ما أصابه في العدوان الثلاثيني والحصار الجائر الذي أهلك الشجر والأرض والإنسان، ولما وقفت عاجزة أمام صلابة مواقفه ومصداقية انتمائه، وعنف ارادته، قامت ببشاعة وجريمة الغزو والاحتلال، في وقت أشرفت البشرية على الانتهاء من مخلفات الاستعمار، باستثناء ما يجري على أرض فلسطين.
فشل الغزو والاحتلال وباتت ممارساته اجرامية بحق أبناء العراق في التفجيرات الدموية، التي استهدفت المواطن في أمنه ومجريات حياته، ففقد الأمن والامان مع فقدان أساسيات الحياة ومتطلباتها من خدمات، وعندما عجزت أمريكا في تحقيق ما كانت تهدف إليه من عملية غزوها الاجرامية، قامت بتسليم العراق لشياطين الأرض من فرس مجوس تلفعوا بالاسلام وهو بريء منهم، فحصدوا الأخضر واليابس بعد أن مزقوا النسيج الاجتماعي، ولوثوا لحمة المجتمع بالطائفية القذرة، ليتمكنوا من الهيمنة والسيطرة على العراق ومقدراته، وليمهدوا لاقامة ما يحلموا به من احياء لامبراطورية اندثرت إلى يوم الدين.
في كل يوم تقوم عمليات التفجير الطائفية سواء من قوى الحكومة العميلة في المنطقة الخضراء في بغداد، والحشد الشعبي الطائفي، أو العمليات التفجيرية من التنظيمات التكفيرية في الدولة الاسلامية ـ داعش ـ ويعيش أبناء العراق على مسرح هذه العمليات ما بين قتيل وجريح، وتنتثر جثث المواطنين الأبرياء في كل مكان من أرض العراق، وبات العراق يتدعثر بجثث أبنائه في كل ساعة.
العراق كونه جمجمة الأمة، وبوابتها الشرقية لصد رياح الفرس الصفراء عن المنطقة، وحامل لواء التحرير في فلسطين، أصبح مطلوباً رأسه من كل أعداء الأمة من صهاينة وصفويين وامبرياليين، والعراقيون باتوا في اتون المحرقة لتدمير كل ما يتحرك على الأرض، وخاصة الإنسان العراقي الذي صمد على مدى التاريخ في وجه كل المؤامرات التي أرادت النيل منه، لكنهم بغبائهم وعدم فهمهم لأحداث التاريخ ما فهموا أن العراق والعراقيين حتى وإن تدعثروا بجثث أبنائهم في كل ساعة قادرون على النهوض، ومواجهة كل هؤلاء الشياطين أعداء الإنسانية.
في العراق اليوم هبة شعبية أرى أن تكون تباشير لمقدمة القادسية الثالثة التي ستذيق الفرس المجوس كأس سم الهزيمة الثالثة بعد كأس سم هزيمة العدوان الذي تجرعه الخميني، وكأس السم النووي الذي تجرعه نظام الملالي بعد الاتفاق النووي، وهاهي بوادر الهزيمة تتكشف في تنظيف مساجد الملالي من عبارات التبجح الكاذبة التي ينبح بها كثيرا، ـ الموت لأمريكا، الموت "لإسرائيل " ـ لتكشف كل إدعاءات الملالي المجوس في حربهم ضد أعداء الأمة من صهاينة وامريكان، وهاهي حناجر العراقيين تصدح ايران برا برا.
رغم كل ما أصاب العراق من وحشية الغزو والاحتلال، وممارسة نظام الملالي وعملائهم المجرمين بحق العراق والعراقيين، ورغم جثث أبناء العراق المتناثرة على كل بقعة من أرض العراق، ورغم جرائم التفجيرات التي تحصد الحياة الانسانية من على الأرض، فالعراقيون لن يستكينوا ولن تلين لهم قناة إلا بعد هزيمة الفرس، لتضاف إلى مجموعة الهزائم التي ذاقوها على أرض العراق في كل مرة سولت لهم أنفسهم المريضة باحتلال العراق والهيمنة عليه.
الشعوب المناضلة ذات التاريخ النضالي لا تقبل باحتلال ولا بحياة الذل والهوان، والعراقيون منذ أن وجدوا على الأرض وهم يأبون أن يكونوا تحت هيمنة الأجنبي، ويقدمون الشهداء على مر التاريخ دفاعاً عن المبادئ، وهل هناك مبادئ أفضل وأشرف من مبادئ الدفاع عن الوطن؟، فهؤلاء الشهداء الذين يسقطون في كل يوم هم من يصنع الحياة الحرة الكريمة على أرض الوطن، وكل شعب لا يقدم الشهداء ولا يناضل في سبيل التحرير، تحرير الأرض والإنسان غير جدير بالحياة، وقد كان العراقيون وما زالوا من يصنع الحياة بأيديهم، وهم الجديرون بالحياة الحرة الكريمة، لأنهم يستحقونها، ويحققوها بما يجيدون من تقديم الدماء الزكية في سبيلها.
dr_fraijat45@yahoo.com
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق