السيد زهره : الصهاينة يخططون والعرب في غيبوبة

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الصهاينة يخططون والعرب في غيبوبة

شبكة البصرة

السيد زهره

قبل سنوات، كتبت عدة مقالات عن هذه القضية، وحذرت من ان اسرائيل والدوائر الصهيونية تعمل على هذا الملف بعناية شديدة، وسوف يأتي وقت ويجعلون منها قضية كبرى. القضية المقصودة، قضية اليهود الذين هاجروا من الدول العربية الى الكيان الاسرائيلي. منذ سنوات طويلة تعكف الدوائرالصهيونية في الكيان الاسرائيل وفي امريكا على اعداد ملفات تفصيلية عن هؤلاء تمهيدا لمطالبة الدول العربية بدفع تعويضات عن ممتلكاتهم بزعم انه تم ارغامهم قسرا على المغادرة، وللمطالبة بما يزعم الصهاينة انها " حقوق سياسية" لهؤلاء. القضية عادت الى الواجهة مؤخرا. وقبل ايام، قدم مجموعة من اعضاء الكونجرس الامريكي مشروع قانون يتعلق بقضية من اسموهم " اللاجئين اليهود من الدول العربية". لنلاحظ انهم اطلقوا على هؤلاء " لاجئين يهود" وليس " مهاجرين يهود". هذا تطور خطير يشير الى جوهر المخطط الصهيوني بهذا الشأن. جوهر المخطط هو تقديم قضية هؤلاء على اعتبار انها قضية لاجئين، مثلهم بالضبط مثل اللاجئين الفلسطينيين. ومن المتوقع ان يكون مشروع القانون الذي تم تقديمه الى الكونجرس بداية تحرك صهيوني واسع النطاق حول القضية. اهداف الكيان الاسرائيلي والدوائر الصهيونية في امريكا والعالم معروفة وخطيرة، وتتلخص فيما يلي : 1 - بالطبع كما ذكرت، ابتزاز الدول العربية، ومطالبتها بدفع تعويضات لهؤلاء اليهود، ليس في مقابل ممتلكاتهم المزعومة وحسب، وانما تعويضات عن "معاناتهم وحقوقهم " السياسية المزعومة. 2 - استخدام القضية كورقة ابتزاز ومساومة سياسية في أي محادثات للتسوية، او أي صيغة للتسوية يتم طرحها. الفكرة الصهيونية هنا هي ببساطة السعي لمقايضة قضية من سوف يسمونهم من الآن فصاعدا " اللاجئين اليهود" من الدول العربية، بقضية اللاجئين الفلسطينيين. بعبارة اخرى، الهدف الصهيوني هو محاولة ادراج قضية هؤلاء اليهود في أي محادثات او أي صيغة للتسوية، ومقايضتها بقضية اللاجئين الفلسطينيين، ووضع شروط جديدة للمحادثات. 3 - وفي الحملة الصهيونية التي بدات ومن المتوقع ان تتصاعد، فان احد الابعاد والاهداف الاساسية،هو تصوير الدول العربية على انها هي المسئولة عن " معانة هؤلاء اللاجئين اليهود " وايضا عن قضية اللاجئين الفلسطينيين، وبالتالي فانها ملزمة ليس فقط بتعويض اليهود، وانما ايضا بتوطين اللاجئين الفلسطينيين على اراضيها. هذه الاهداف الصهيونية ليست سرا. فهي مطروحة بصراحة ووضوح في كل الكتابات والبيانات السياسية الصهيونية حول القضية. بالطبع، نحن نعلم ان كل مايروج له الصهاينة بهذا الخصوص اكاذيب كبرى، وليس لها أي ظل من الحقيقة وبما جرى. نحن نعلم ان اليهود الذين عاشوا في الدول العربية كانوا يعيشون كمواطنيين عاديين ولم يتعرضوا لأي ظلم او اضطهاد. واليهود الذين هاجروا من الدول العربية الى الكيان الاسرائيلي هاجروا بارادتهم ولرغبتهم في الالتحاق بالكيان الاسرائيلي. ليس هذا فحسب، بل من الحقائق التاريخية المعروفة ان الكيان الاسرائيلي هو الذي لعب دورا اساسيا في اجبار اليهود قسرا على مغادرة الدول العربية. ومعروف ان الجهات الصهيونية دبرت في عدد من الدول العربية عمليات ارهابية استهدفت اليهود لترويعهم واجبارهم على الهجرة الى الكيان الاسرائيلي , وتفاصيل فضيحة لافون في مصر معروفة تفاصيلها وموثقة,. نحن نعلم هذا. لكنننا نعلم ايضا قوة وسطوة الصهاينة في امريكا والدول الغربية، وقدرتهم على فرض أي اجندة سياسية يريدون فرضها، ودفع الدوائر الغربية الى تبنيها. وما فعله الكونجرس الامريكي بخصوص القضية مثال ساطع على ذلك. نعني اننا من الممكن ان نفاجأ بأن هذه القضية قد تم فرضها على اجندة الاهتمامات العالمية وربما حتى في المنظمات الدولية، بكل ما يترتب على ذلك. يحدث هذا، والدول العربية اصبحت اليوم في حالة غيبوبة، وتراجعت القضية الفلسطينية برمتها عن قائمة اهتماماتها. ونحن لم نسمع مثلا بخصوص هذه القضية أي رد عربي من أي نوع كان. ومع هذا.. رغم هذا الوضع العربي المزري.. من الواجب ان ننبه مجددا الى هذه القضية الخطيرة وما يمكن ان يترتب على التحركات الصهيونية من تبعات سياسية خطيرة.

شبكة البصرة

الاحد 17 رمضان 1433 / 5 آب 2012