قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الخميس، 5 أبريل 2012

التهديد الأمريكي لأمن واستقرارالخليج

التهديد الأمريكي لأمن واستقرارالخليج
شبكة البصرة
السيد زهره
اثناء اجتماع منتدى التعاون الاستراتيجي الخليجي الأمريكي الأول مؤخرا في الرياض، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون : "ان التزام الولايات المتحدة تجاه شعوب ودول الخليج قوي كالصخرة لا يهتز. علاقتنا التاريخية القوية هي صخرة الاستقرار في المنطقة".
طبعا، هي تقول هذا الكلام ظنا منها انه يطمئن دول وشعوب الخليج العربية حول التزام امريكا بأمن واستقرار دول الخليج العربية. وهو يبدو كلاما جيدا لأول وهلة.
لكن الحقيقة ان هذا الكلام لا هو كفيل بحد ذاته بطمأنة احد، ولا هو له معنى او قيمة حقيقية. هو مجرد كلام للاستهلاك السياسي العام.
لماذا نقول هذا؟
لأن كلام كلينتون هذا يتناقض ببساطة شديدة مع كثير من المواقف والسياسات العملية الأمريكية تجاه قضايا المنطقة، وتجاه دول مجلس التعاون في السنوات الماضية. هناك الكثير من الشواهد والأدلة التي تطعن في مدى صدق هذا الالتزام الصلب الذي تحدثت عنه كلينتون بأمن واستقرار الخليج.
حقيقة الأمر انه ليس من المبالغة القول بان امريكا نفسها تمثل ومن زوايا كثيرة مصدرا من مصادر تهديد امن واستقرار الخليج ودوله.

ولنا ان نلاحظ امرين جوهريين :
1 – ان امريكا تتحمل مسئولية اساسية عن حالة عدم الامن وعدم الاستقرار التي سادت المنطقة طوال السنوات الماضية. واذا كنا نعتبر ان ايران تمثل خطرا على استقرار وامن دول الخليج العربية، فامريكا تتحمل مسئولية اساسيبة عن تفاقم هذا الخطر.
2 – ان امريكا بمواقفها وادوارها المشبوهة من التطورات الداخلية في بعض دول مجلس التعاون في الفترة الماضية، وخصوصا البحرين، اصبحت عمليا طرفا مباشرا في محاولات تقويض الأمن والاستقرار الداخلي.
اما عن الجانب الأول، فليس جديدا القول بداية ان غزو واحتلال العراق وما ارتبط به من تطورات بعد ذلك، كان اكبر عوامل تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة حتى اليوم.
والأمر المؤكد انه لولا غزو واحتلال العراق ما كان الخطر الايراني على دول الخليج العربية سوف يتفاقم الى هذا الحد، وما كانت الاطماع الايرانية بالهيمنة على مقدرات المنطقة سوف تتصاعد الى هذا الحد.
الأمر الذي لا شك فيه ان امريكا باحتلالها للعراق وبما فعلته في العراق بعد الاحتلال هي المسئولة عن تمكين ايران من مقدرات العراق، وعن تحويل العراق الى قاعدة ونقطة انطلاق ايرانية كبرى نحو محاولة تنفيذ مشروعها للهيمنة على مقدرات المنطقة.
وامريكا هي التي رسخت النظام الطائفي في العراق، وهي التي نصبت في العراق نظاما طائفيا مواليا لايران. وهي بهذا الذي فعلته في العراق مسئولة عن تأجيج الصراعات الطائفية في المنطقة كلها، وهي الصراعات التي اصبحت كما نعلم من اكبر مصادر تهديد امن واستقرار دول مجلس التعاون.
اذن، على ضوء هذا ليس من المبالغة القول ان امريكا تتحمل مسئولية اساسية عن تفاقم المخاطر على امن واستقرار دول مجلس التعاون في الوقت الحاضر.
اما عن المواقف والأدوار الأمريكية المشبوهة من التطورات الداخلية في البحرين خصوصا ومسئوليتها عن محاولات تقويض الامن والاستقرار الداخلي، فالقضية باتت واضحة وكتبنا عنها كثيرا قبل ذلك.
والمسألة هنا باختصار شديد، ان امريكا احتضنت ومنذ وقت مبكر القوى الطائفية المعروفة في البحرين، وتعاطفت منذ البداية مع مشروعهم الطائفي حتى قبل ان تندلع الاحداث الطائفية في مطلع العام الماضي.
ومنذ اندلعت الاحداث الطائفية، والدوائر الامريكية هي التي تتيح للقوى الطائفية في البحرين مجالات العمل السياسي والاعلامي في الخارج وترعاها، وترعى كل عمليات التحريض الطائفية التي تقوم بها ضد الدولة والمجتمع.
وكما سبق لي ان كتبت من قبل، فان امريكا بهذه المواقف المشبوهة تتحمل مسئولية اساسية عن تشجيع هؤلاء على التطرف في المواقف وعلى استمرار اللجوء الى العنف في الشارع، وبالتالي عن استمرار تهديد الامن  والاستقرار الداخلي في البحرين، ومن ثم في باقي دول مجلس التعاون.
الذي نريد ان نقوله باختصار ان دول مجلس التعاون لديها اسباب كثيرة تدعوها الى الشك في حقيقة ما تزعمه امريكا من التزام بأمن واستقرار المنطقة.
هذا من جانب. من جانب آخر، فان هناك الكثير من المواقف الأمريكية المشبوهة من الاوضاع الداخلية في دول مجلس التعاون بحاجة الى مناقشة ولا بد ان يوضع حد لها.
ولهذا، وبالنسبة لمنتدى التعاون الاستراتيجي بين دول المجلس وامريكا، فانه قبل الحديث عن اوجه تعاون او عن أي خطوات جيدة مثل ما قيل عن اقامة درع صاروخي او غيره.. قبل هذا، لا بد بداية من وضع حدود وضوابط استراتيجية واضحة للعلاقات بين الطرفين.
وهذا ما سنناقشه في المقال القادم باذن الله.
شبكة البصرة
الاربعاء 12 جماد الاول 1433 / 4 نيسان 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق