قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 3 يناير 2015

السيد زهره : كيف نفهم فتاوى اوباما عن العرب والوضع العربي؟


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
كيف نفهم فتاوى اوباما عن العرب والوضع العربي؟
شبكة البصرة
السيد زهره
تحدثت في مقال سابق عن الفتاوى التي اطلقها الرئيس الأمريكي اوباما عن العرب وعن الأوضاع العربية، والتي اعتبر فيها ان الصراع الطائفي بين السنة والشيعة هو الصراع الرئيسي في المنطقة وانه اخطر واكثر دموية من الصراع العربي الاسرائيلي، واعتبر ان الفهم السائد للاسلام معاد للعلم والتقدم والحداثة والمشاركة والتسامح.. الخ. وقد وصفت هذه الرؤية بالجاهلة والعنصرية الحاقدة.
والحقيقة ان هذه الرؤية التي قدمها اوباما، والتي تمثل جوهر قناعاته، ليست من منطلق جهل او سوء تقدير للعرب والأوضاع العربية.
تقديم هذه الرؤية هو امر مقصود تماما. هذه هي صورة العرب والأوضاع العربية التي تريد امريكا تكريسها والترويج لها. لماذا؟.. لأن هذه الصورة بالذات هي التي يمكن استخدامها لتبرير السياسات الأمريكية العدوانية تجاه الدول والشعوب العربية، ولتبرير المخططات الاستراتيجية الأمريكية الكبرى التي تستهدف اغراق المنطقة في الفوضى وتمزيق الدول العربية.
بداية، حين يتحدث اوباما عن الخلاف او الصراع الطائفي في المنطقة، فانه يتجاهل عن عمد التطرق الى سؤال محوري هو: ومن يقف وراء تفجر هذا الصراع في السنوات الماضية؟
يتجاهل هذا السؤال لأنه يعلم تماما، كما سبق ان كتبنا مرارا، ان امريكا بالذات، ومعها ايران، هما اللذان يقفان وراء تفجر الصراع الطائفي.
امريكا اطلقت هذا الصراع عن عمد تام في العراق في اعقاب الغزو والاحتلال مباشرة بتأسيسها للنظام الطائفي هناك ورعايتها لكل الصراع الذي تفجر بعد ذلك.
وامريكا خلال السنوات الماضية حرصت اشد الحرص على احتضان القوى والجماعات الطائفية بالذات في الدول العربية واسباغ حمايتها السياسية والاعلامية عليها. والبحرين خير مثال على ذلك. امريكا فعلت ذلك، وكذلك ايران، لأن هذه القوى هي ادوات مخطط اشعال الصراع الطائفي.
امريكا خططت لإشعال الصراع الطائفي على هذا النحو لأنها تعتبر ببساطة ان هذا الصراع هو المدخل الأكبر لمخطط اعادة رسم خريطة المنطقة وتمزيق الدول العربية.
اذن، هذا الصراع الطائفي الذي يتحدث عنه اوباما هو صناعة امريكية ايرانية، ولا علاقة في واقع الأمر لشعوبنا به.
واوباما بهذا الذي قاله عن الصراع بين الشيعة والسنة انما يريد ان يروج لهذا المخطط الأمريكي وان يسهم في تكريسه، ويحرض مباشرة على استمراراه.
الأمر الآخر الذي يجب ان ننبه اليه، هو ان هذه الرؤية التي قدمها اوباما تفسر سياسات امريكا العدوانية التي تستهدف الدول العربية.
بعبارة ادق، هذه الرؤية يجب ان تنبه الدول العربية الى حقيقة النوايا والمخططات الأمريكية.
جانبان هنا يجب التنبه اليهما:
الأول: ان هذه الرؤية، والترويج لصورة العرب على انهم متخلفون وان فهمهم للاسلام معاد للعلم والتقدم والتسامح وغارقة في الصراع الطائفي، مقصود به اعطاء تبرير للتدخلات الأمريكية السافرة في الشئون الداخلية للدول العربية، ولمخططات العبث الأمريكي بمقدراتنا العربية.
اوباما يريد ان يقول هنا ان العرب ليسوا أهلا لأن يتركوا لحالهم ولتقرير شئونهم بأنفسهم. وهذا هو ما افصح عنه صراحة في هذه التصريحات حين تحدث عن دور امريكا ومسئوليتها لتغيير هذه الأوضاع.
والثاني : ان هذه الرؤية احد الجوانب الكبرى الي تقف وراء سعي اوباما الى التحالف مع ايران على حساب العرب والمصالح العربية. وهو التحالف الذي اصبح موجودا فعلا على ارض الواقع. وما يجري في العراق تجسيد واضح لهذا.
هذه التصريحات تعكس قناعة لدى اوباما بأن ايران، وليس الدول العربية هي الأجدر بالتحالف معها.
وخلاصة الأمر اذن، ان هذه الرؤية العنصرية الاستعمارية التي قدمها اوباما للعرب والوضع العربي، يجب ان تنبه العرب مجددا، ان كانوا ما زالوا بحاجة الى تنبيه، الى حقيقة النوايا والمخططات الأمريكية تجاه دولنا وشعوبنا.
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق