رابعا:ثقتنا ببعضنا البعض
ان تعامل القوى السياسية الأحوازية مع بعضها البعض ليس على أساس الإستحقاقات الأخوية والواقعية الفاعلة على الأرض والقاعدة الشعبية في الأرض الأحوازية المحتلة , وكذلك ان تعاوننا يفتقد إلى أساس المعنى التحرري المصيري الأحوازي ومن هنا فلابد لنا من أن نفهم المعنى والقياس والحدود.
لا أريد الطعن في أحد أو في جهة ما , وأنا أشهد بأن الجميع يعمل ضمن إمكانياته لكنني أرى بأن هناك خطأ في هذا الأمر وعندما نطلق أي تسمية لأي جهة أحوازية فلابد للإسم أن ينسجم مع الإطار بمعنى العلمي والسياسي والتحرري والوجود في الميدانين الداخلي والمهجر.
عندما نقول حزب أو إطار فلابد لنا من أن نعرف معناه ووجوده ومكوناته , لأننا لدينا بعض الأطر لكنها لا تنسجم مع محتواها , لذلك عندما نتحرك بنيّة صافية على إنشاء إطار عام أحوازي نواجه مشكلة العمل دون إعطاء قياسات الإستحقاق حيث يحدث الغبن لجهات معروفة بوجودها وتاريخها وتضحياتها , لذا لابد لنا من أن نطلب العون من إخواننا من خارج الخطوط التنظيمية لمعالجة هذه الظاهرة وإعلان قولهم الفصل كي لا يختلط الحقيقي الواقعي مع الوهم الذي لا وجود له.
خامسا: التفاوت في فهم مبدئي التكتيكي والإستراتيجي
هنا يحتَم على الجميع بأن يعوا ويدركوا حجم معركتنا كي نهيئ لها مستلزمات نجاحها , و عودة على ذي بدء لابد لنا من أن نبدأ المرحلة الأولى الصحيحة من ثورتنا وهي أن نجعل إتجاه معركتنا بطرق المحاور المتعددة , لكي نزيد النوافذ ونشتت جهود العدو في التركيز علينا , وعندما يتوقف محور من المحاور علينا أن نفعل المحور الآخر كي لا نقف عند نقطة , ولكي نحقق ذلك لابد لنا من الاستعانة بكافة الطاقات الأحوازية وهذا لا يتم إلا بالتعامل بعقلية التعبئة العامة والتي تشمل كافة أبناء الوطن لحسم المعركة وتكون الإستفادة حسب الرقبة الطوعية والإمكانيات الذاتية والإتجاهات المتعددة بمنظور عام وليس الحصري في محور وخط واحد , لذا سيخفف عنا بذل الكثير من الجهود ويضاعف طرقنا وإمكانياتنا وأساليبنا ونتمكن من فتح الأبواب المغلقة.
على سبيل المثال عندما نؤمن وندعوا إلى تحرير الأرض والإنسان فلابد أن نؤمّن للإنسان الأحوازي حقه في حرية التعبير عن رأيه وإرادته , ولا يجوز لنا أن نقسّم أبناء شعبنا إلى صفين , صف صالح مخلص وصف آخر معادي محذوف من الجمع التحرري , ولدينا تجارب أشقائنا في فلسطين , هناك من أبناء فلسطين يعيشون في داخل الأرض المحتلة ويحملون الجنسية الإسرائلية ويشارك بعضهم في الحكومة والبرلمان لكن ميولهم وإتجاهاتهم نحو وطنهم وشعبهم و يعبرون عن ذلك بطريقة تسمح لهم من كسب المنجزات التي تنعكس إيحابا على قضيتهم.
وفي الوقت الذي كانت فيه منظمة التحرير الفلسطينية موحدة الإتجاه وقبل دخول الأفكار المتطرفة التي توجّه من قبل أجندات خارجية كأيران لم تتهم المنظمة في حينها أبناء فلسطين بالخيانة أو العمالة بغض النظر عن تحركاتهم الظاهرية التي لا تنسجم مع شعارات التحرريين والتحرير , ولم تسلبهم وطنيتهم أوعروبتهم.
أما في وضعنا الأحوازي هناك إتجاهات قد تتجه على نحو تقسيم أبناء الشعب الواحد إلى فئتين , وهناك من يضع خطوط حمراء ما بين أبناء الوطن الواحد , ولابد لنا من أن نتساءل من أنه من خوّلنا في وضع هذه الخطوط الحمراء؟
نحن نفهم بأن العمل السياسي لا يكتمل إلا بأفكار وآراء متنوعة تختلف حينا وتتفق حينا آخر كي يكون الخطاب السياسي العام معبرا عن الجميع ومستفيدا من أفكار الجميع , لذا إن في رأيي المتواضع إننا بحاجة إلى كل الأصوات الأحوازية , تحررية كانت أو غير تحررية , لأن الجميع يؤدي دوره من خلال ما يراه مناسبا لخدمة القضية.
ونحن نؤمن أن النتيجة والمحصلة النهائية سوف تكون لصالح شعبنا وقضيتنا بتلك الأدوار والأدوات المختلفة وعلينا أن نحترم مشاعر بعضنا البعض ولا يجوز لنا أن نفرض إراداتنا وأجنداتنا على غيرنا ونحاول أن نعالج أمورنا بالحوار الأخوي , ونتأكد من النوايا , وبعد كشف النوايا يمكننا عند ذاك أن نصدر أحكامنا وعلينا أن لا نحكم على الظواهر بل نتأكد من صدق الأفعال الظاهرة منها والباطنة.
نلتقيكم في الجزء الرابع إن شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق