قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 3 أكتوبر 2014

صلاح المختار : من اوصل الحوثيين الى صنعاء؟ 1

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
من اوصل الحوثيين الى صنعاء؟ 1
شبكة البصرة
صلاح المختار
إن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين
علي عبدالله صالح

دون ادنى شك فان اهم سؤال يواجه من يتابع ما يجري في اليمن هو التالي : لماذا صمتت امريكا عن احتلال الحوثيين لصنعاء، مع انه عمل هو الاخطر منذ بدأت المؤامرة الدولية على اليمن واتخذت شكل الفوضى الهلاكة في عام 2011، بينما هددت قبل ذلك الرئيس السابق علي عبدالله صالح بفرض عقوبات عليه وفقا للفصل 7 من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة ضد من يعرقل تطبيق ما اتفق عليه رغم ان عرقلة صالح لتطبيق الاتفاق كانت عبارة عن شكوك واقوال بينما ما قام به الحوثيون غزو وافعال؟ ان هذا السؤال هو مفتاح فهم ما يجري في اليمن الان وبدون الجواب عليه سيبقى الوضع في اليمن غامضا ومربكا.
كذلك لابد من طرح السؤال التالي : هل ايران ساذجة ستراتيجيا – كما هو حال اغلب الزعماء العرب - كي تسمح لاخرين باستخدام اتباعها في اليمن ثم تترك لهم خيار ابعادهم لاحقا ممكنا، ام انها سوف تعزز قبضتها على اليمن مهما كلفها ذلك وترفض اي تراجع عما حققته من مكاسب مجانية؟
مايستحق تذكره قبل غيره حقيقة ان مايجري في اليمن خصوصا احتلال الحوثيين صنعاء ليس غريبا بل هو جزء من المخطط الاكبر : سايكس بيكو الثانية اي تقسيم الاقطار العربية وفقا للطوائف والاعراق والايديولوجيات والمصالح المناطقية، فحينما تصل القوات الايرانية – والحوثيون قوات ايرانية صرفة دون ادنى شك - الى صنعاء فان الامر دخل منعطفا هو الاكثر خطورة في اليمن لان الاحتلال حالة انقلابية مدبرة في الظلام لا تعبر عن موازين القوى الحقيقية في اليمن ولذلك فان الاطراف الوطنية اليمنية سوف تعيد تنظيم صفوفها وتعيد حساباتها وتغير مواقفها لمواجهة الاحتلال الايراني.
وهذا بالضبط ما تريده امريكا : اعداد اليمن لحرب اهلية لاتبقي ولا تذر تدمر الجميع بلا رحمة فجيش ايران المسمى الحوثيين سوف يقاتل بعناد المنتصر للاحتفاظ بما احتله – وليس كما يظن البعض بان الحوثيين كشفوا وعزلوا - بينما الاطراف الوطنية اليمنية سوف تقاتل بعناد اكبر لتحرير وطنها من غزو استعماري واضح وبلا غموض الا لمن اعماه الله. ان حربا يكون فيها كل طرف مؤمنا بانه على حق هي وحدها التي تدمر ما تبقى من اليمن. وهذا ما حققه او سيحققه الغزو الايراني لصنعاء.
البعض صدم بما حصل ولكن كل المؤشرات كانت تقول بان هذا كان مخططا ان يحصل منذ اشتعلت اليمن بالفوضى الهلاكة، فاسقاط الرئيس علي عبدالله صالح لم يكن بسبب فساد في الحكم او غيره من الادعاءات بل لسبب رئيس وغالب وهو ابعاد رئيس قوي مسيطر وضامن لامن اليمن واستقراره لثلاثة عقود في بيئة العواصف كي تفتح ابواب الفوضى الهلاكة لتضرب اليمن كما ضربت العراق وسوريا وليبيا وغيرها، و(الانتفاضة اليمنية) -كما سميت - لم تكن الا خطوة تدميرية رسمتها الصهيونية الامريكية.
ولهذا لاحظ كل مراقب بان الفوضى الهلاكة بدأت حينما حصل فراغ في القيادة بعد تغييب القيادات القوية – العراق وليبيا واليمن مثلا - وبروز قيادات قزمة ومقزمة ومتنازعة فيما بينها ولا تستطيع حتى السيطرة على اتباعها عند ذاك بدأت كوارث متعاقبة ومتناسلة كما راينا. وهذا الشرط ليس له صلة بالفساد والاستبداد على الاطلاق الا بقدر التمهيد لخلق الفراغ القاتل.
لقد احتل الحوثيون مأرب وعمران والجوف ووصلوا صنعاء وسيطروا على قسم كبير منها وكل ذلك جزء من المخطط الصهيوامريكي الذي تلعب ايران دورا اساسيا فيه، ولذك صمتت امريكا وبالتبعية صمتت الامم المتحدة واصاب الخرس بن عمر! ولم تحاول امريكا منع التمدد الايراني في اليمن – وهي القادرة على ذلك والدليل هو ابعادها للمالكي حينما ارادت - تماما مثلما فعلت في العراق وسوريا ولبنان والسودان والبحرين وغيرها بل انها دعمت التوسع الايراني بلا تمويه.
لقد اختلت موازين القوى في اليمن ودخل اليمن نفقا مظلما مزدحما بالافاعي السامة والعقارب الغدارة واخطرها واكثرها استعدادا لارتكاب عمليات الابادة الجماعية هي افاعي ايران العدو الاشد خطورة على اليمن وشعبه ومستقبله.
ومن يعتقد بان ايران هي التي مكنت الحوثيين من تحقيق هذا التقدم واهم فايران مصدر قوة الحوثيين العسكرية والمالية والدعائية لكن امريكا هي راعي التوسع الصفوي في كل الوطن العربي وليس ايران فقطفلولا الدعم الامريكي للحوثيين لما حققوا ما تحقق حتى الان فالمعسكرات الايرانية في الجزر الارتيرية والتي تمد الحوثيين بالسلاح والرجال المدربين تحت نظر الاسطول الامريكي ومع ذلك لم تمنع وصول الرجال والمال والسلاح للحوثيين عبر البحر، وبدون تواصل الدعم الامريكي لم يكن ولن يكون بوسع الحوثيون الاحتفاظ بما حققوه من تقدم، فكما غدرت امريكا بالمعارضة السورية لصالح ايران وسمحت بدخول حزب الله الايراني الى سوريا ليحارب المعارضة بقوتة الهائلة فانها سمحت للحوثيين وهم تنظيم اخر تابع لايران بتنفيذ انقلاب كان يطبخ امام اعين السفير الامريكي ادى الى كسر هيبة صنعاء ووضعها امام استحقاق حتمي وهو اعادة كرامتها وهذا لن يحصل الا بغسل عار سقوطها المجاني طال الزمن ام قصر.
ولمن مازال يشك او يشكك بالتلاقي الستراتيجي الامريكي الايراني نقول انظروا الان الى العراق فان امريكا تدعم ايران وميليشياتها في العراق ضد الثوار وكانت – امريكا - ومازالت المدبر الرئيس لقضية الارهاب ومنظماته في العراق وسوريا انطلاقا من تواصل طبيعي مع موقفها الاصلي وهو التعاون مع ايران من اجل تدمير العراق وبقية الاقطار العربية خصوصا عبر اشعال حروب داخلية لا تبقي ولاتذر!

مرة اخرى ولمن لم يعرف بعد : لماذا تدعم امريكا ايران بما في ذلك دعم ادواتها في الوطن العربي رغم ان ذلك يبدو ظاهريا مناقضا للموقف الرسمي الامريكي؟ علينا للاجابة الدقيقة التذكير ببعض الحقائق الجوهرية :
1- ايران اكبر صانع للفتن الطائفية : الاصل في الدعم الامريكي للحوثيين هو الدعم الامريكي للدور الاقليمي الايراني بعد اسقاط الشاه، فايران الملالي اخطر واهم ذخيرة ستراتيجية لامريكا والصهيونية لسبب اصبح بالغ الوضوح، بعد كل ما حصل في العراق وسوريا واليمن ودول الخليج العربي ولبنان، وهو ان ايران الملالي وحدها من نجحت في اشعال الفتن الطائفية في الوطن العربي وذلك اهم اهداف الكيان الصهيوني وداعميه، ولو لم تقم ايران بعمل غير هذا فانها تستحق الدعم الستراتيجي الامريكي والصهيوني ومساعدتها على تنفيذ خططها الاستعمارية ضد العرب. ايران تقوم بدور ستراتيجي رئيس نيابة عن امريكا والكيان الصهيوني وبالاصالة عن نفسها وهذا هو بالضبط العامل الاساس في التلاقي بين هذه الاطراف الثلاثة، ومن لا يأخذ هذه الحقيقة بنظر الاعتبار لن يفهم ابدا حقيقة ما يجري.

2-التطبيق الميداني : طبقت هذه القاعدة في العراق اولا بقيام تعاون مباشر بين امريكا وايران من اجل احتلال العراق في عام 2003 وسخرت ايران التنظيمات التابعة لها في العراق لخدمة عملية غزو العراق وتكريسه عبر توفير قوى مسلحة داعمة للغزو (فيلق بدر وحزب الدعوة وبقية التنظيمات التابعة لايران) استخدمت في ان واحد في محاربة المقاومة العراقية وفي تشكيل الحكومة الجديدة. بهذا المعنى فان ايران كانت اكبر داعم للاحتلال الامريكي للعراق والطرف الاكثر تأثيرا في العملية السياسية واستفادة منها.
فلولا ايران لما نجحت امريكا في غزو العراق كما اعترف نائب الرئيس الايراني محمد علي ابطحي وغيره، ولولا وجود تنظيمات تابعة لايران لما وجدت امريكا عناصر تقوم بتشكيل حكومة وقوى مسلحة تابعة للاحتلال يستخدمها لتثبيت وجوده وضمان استمراريته، وبالمقابل لولا امريكا لما تمكنت ايران من التغلغل العميق في العراق حيث ان مظلة امريكا هي التي سمحت لايران بالتغلغل بعمق في العراق. وقبل غزو العراق كانت امريكا واسرائيل هما الداعمان الاساسيان لنزعات خميني التوسعية بدليل ايرانجيت.

3- تطبيق ميداني اخر : ليس العراق فقط فامريكا وبعد مناورات ذكية في سوريا كان محورها ادعاء دعم المعارضة وتشجيعها على تحقيق تقدم قامت بانقلاب معد سلفا فبدلا من دعم المعارضة المسلحة التي وصلت الى القصر الجمهوري وكان بامكانها اسقاط النظام ووضع حد للصراع ومنع تدمير سوريا وطنا ودولة وشعبا، علما انها وعدتها بتقديم (سلاح نوعي) لها لاجل حسم الصراع، بدلا من ذلك تراجعت امريكا بسرعة وتبنت موقفا انقلابيا فاضحا ومفضوحا يقوم على رفض القوة في تغيير النظام السوري ولم تقدم السلاح الذي وعدت به بينما من الجهة الاخرى دخلت ايران بكل قوتها ودخل حزب الله بقوته العسكرية والبشرية الى سوريا ومنع اسقاط النظام كما اعترف حسن نصرالله رسميا!
في سوريا اذن كما في العراق، وكما في ليبيا وكما في اليمن وكما في السودان وكما في البحرين، ارادت امريكا استمرار الحرب وليس وضع حد لها، وتعمق الازمات وتجذرها وتعقدها وليس انهاءها، لان الهدف الستراتيجي الواضح جدا الان هو تقسيم وتقاسم كافة الاقطار العربية. والانقلاب الحوثي المدبر امريكيا وايرانيا خطوة على طريق تقسيم الاقطار العربية، تلك هي ام حقائق الصراع الحالي في اليمن في المرحلة الحالية وكل من يتجاهلها او يجهلها يضع نفسه في مسار متصادم مع مسار المحافظة على وحدة اليمن وسلامة شعبه العظيم.
يتبع.
2-10-2014
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق